هنا فلسطين و هنا اسرائيل
هنا فلسطين و هنا اسرائيل

أسامة قفيشة في الجمعة ٠٦ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

هنا فلسطين و هنا اسرائيل

سلسة من التساؤلات الجوهرية في صلب الحياة , علينا جميعاً أن نسأل أنفسنا جيداً الكثير الكثير من التساؤلات المناسبة و أن نعمل بموجب تلك الاجابات حتى نعلم ماذا نريد لأنفسنا و ماذا نريد للعالم بأسره بعد أن أصبح هذا العالم الممتد قريةً صغيرة بحجم عقولنا ,

هنا أتحدث و أطرح تلك الأسئلة بعد أن وضعت نفسي خارج منظومة الرؤية الشخصية للواقع الذي أنا به , واضعاً تفكيري لو لم أكن هنا وكنت هناك فكيف سيكون تفكيري , منطلقاً بتلك التساؤلات كي أصل ملامساً تفكير الجميع ككل , للوصول لرؤية جماعية شاملة للجميع ,

ماذا نريد من الحياة ؟ و ما هي نظرتنا لها ؟

الجميع يريد حياة أفضل , و الكل يبحث عن السعادة و العيش بكرامة له و لأهله و لأبنائه من بعده , فلم الصراع الدامي و الظالم الذي يمارس بين الجميع ؟ فهل كان من غير الممكن الوصول لحياة أفضل بدون هذا الصراع ؟ و هل سيحقق هذا الصراع تلك الحياة المرجوة ؟

لماذا لا نرى الغير كما نرى انفسنا ؟ لماذا نبحث فقط عن انفسنا ؟

ما تريده لنفسك هو نفسه ما يريده غيرك لنفسه , فلما الجشع و الطمع ؟ فهل ترضى ان يعاملك غيرك بجشع و طمع ؟

ماذا تعني لك الحياة ؟ و ماذا يعني وجودك فيها ؟

هل فقدان الابناء و جراحهم النازفة و الاعاقات المستديمة خيرٌ أم السلامة و الأمن ؟ فهل الحرب أفضل من السلام ؟

ما هي حقوقك ؟ و ما هي واجباتك ؟

كما تريد أن تنعم بحقوقك كاملةً عليك العمل على تحقيق حق غيرك , و لا تنسى واجباتك تجاه تلك الحقوق , فلا حق بدون واجب , فالواجبات عليك من دفعها كي تنعم بتلك الحقوق ,

هل تبحث عن حريتك الدينية ؟ هل أنت في البداية مؤمن حقاً بحرية الدين ؟

اذا كنت ممن يبحث عن حريته الدينية بدون اضطهاد فكيف لا تؤمن بحرية الدين لغيرك ؟ بما أنك لا تقبل الا بدينك ديناً لك , فلا تكره غيرك على دينك , و تذكر بأنك لست رب هذا الدين , كونك لست مسئولاً و لا مخولاً بحساب الناس , بل واجبك يكمن بمحاسبة نفسك يوميأ , فهل أنت ممن يحاسب نفسه ؟

لماذا تفكر بالاعتداء على غيرك ؟ و ماذا ستجني من هذا الاعتداء ؟

الاعتداء لا يحقق أملاً يرجى و لا يحقق الاحلام , بل هو كابوس سيلاحقك في كل مكان , فالأعتداء و الارهاب لا دين له , بل هو تجارة خسيسة تتلاعب بالأرواح و الممتلكات و تتاجر بها ,

ما هو ولاؤك للوطن ؟ و ما هو عشقك له ؟

وطنك الحقيقي هو الوطن الذي يحتضنك كانسان , له حقه المشروع و له حريته الفردية , فالجميع يبحث عن الحرية و العدالة , فالوطن الحر هو لشعب حر يؤمن بمفهوم الحرية لا العبودية , فالحكومات في تلك الأوطان تفرزها حرية الاختيار من الشعب الحر الذي يؤمن و يقر و يعترف بالأغلبية ,

رسالتي و تساؤلاتي لفلسطين ..

ما الذي تريدونه و تسعون لتحقيقه في هذا العام الجديد ؟ هل لديكم هدف حقيقي مرسوم و مدروس ؟ هل وضعتم الرؤى و التطلعات لحياة أفضل ؟ هل تساءلتم ماذا تريدون و ماذا يريد العالم من حولكم ؟ هل تريدون انهاء الاحتلال الاسرائيلي ؟ هل تريدون فقط محاكمته أم تسعون لمفاوضته ؟ هل حقاً تؤمنون بالتعايش مع الاحتلال أم تريدون محاربته و الانتظار حتى يزول ؟ اذكركم بأن الشعب لن يحتمل الفشل مرةً أخرى ,

رسالتي و تساؤلاتي لاسرائيل ..

ما الذي تفعلونه على ارض الواقع ؟ هل أنتم متوترون قلقون على وجودكم فوق هذه الأرض ؟

هل تريدون معاداة كل العالم لكم من جديد ؟ هل تريدون الاستمرار باحتلالكم لفلسطين ؟ هل تعترفون بشعب فلسطين الذي احتللتموه ؟ هل تؤمنون بالعيش المشترك ؟ هل أنتم جاهزون لاعطاء الفلسطيني حقه المشروع ؟ أم تريدون الاستمرار باحتلالكم هذا ؟ هل تريدون اقامة دولة فلسطينية بجواركم و في قلبكم ؟ أم تريدون ضم تلك القطعة من الأرض ؟ و ماذا عن الخطر الديموغرافي مستقبلاً ؟ اذكركم بأن الوقت ليس في صالحكم ,

يكفيكم جميعاً هذا الصراع الدامي المقيت الذي تجاوز 70 عاماً , يكفينا فراقاً للأهل و الاصدقاء , يكفينا وجعاً من الجراح , يكفينا حزناً على ما فات .

 

فمتى سيرى كل طرف منا الطرف الآخر !

و لماذا يجب أن نرقد بسلام و الأولى أن نحيا به !

اجمالي القراءات 8815