كتب صبحي عبد السلام (المصريون): : بتاريخ 1 - 2 - 2008
قال الدكتور عمرو الشوبكي الخبير في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ "الأهرام" إن أكثر من 40 ألف مصري تم اعتقالهم منذ تولي الرئيس حسني مبارك الحكم قبل 27 عامًا، دون توجيه تهمة إليهم أو إحالتهم إلى المحاكمة؛ وهو الأمر الذي لم يحدث في الحقبة الملكية أو في عهد سلفيه الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات.
وأكد مصداقية مراجعات "الجماعة الإسلامية" وتنظيم "الجهاد"، واعتبرها تعكس تحولاً أصيلاً وكبيرًا في فكر الجماعات الإسلامية، جاء بعد فشل مشروعها الرامي للإطاحة بالنظام الحاكم بالقوة وإقامة حكم إسلامي استنادًا لتفسيرات فقهية تبرر العنف.
لكن الشوبكي حذر في الندوة التي أقامها صالون المقطم الثقافي برئاسة الدكتور حسن الحيوان تحت عنوان "الحركات الإسلامية والمراجعات الفكرية" حذر من ظهور تنظيمات جديدة صغيرة الحجم والنفوذ تستقي أفكارها من خلال الإنترنت.
وقال إن تلك التنظيمات يمكن أن تقوم بأعمال إرهابية ليس بهدف وتغيير نظام الحكم، وإنما بدافع الانتقام من النظام، بسبب الانسداد السياسي وعدم تطبيق إصلاحات ديمقراطية، ولسيطرة اليأس والإحباط على الشباب في الوقت الراهن.
وأرجع أسباب ذلك إلى ضعف السياسات المصرية الخارجية خاصة تجاه فلسطين والعراق، ولأسباب داخلية تتعلق بحالة التردي الاقتصادي، وتفاقم أزمة البطالة في البلاد، وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية والارتفاع الجنوني في الأسعار.
واستبعد الشوبكي انفتاح النظام في مصر على الإسلاميين ردًا على نجاح المراجعات الفقهية، بعدما وصفه بأنه النظام الوحيد في العالم التي يواجه حركات سياسية نشطة وفاعلة، مثل التيار الإسلامي بالقمع والتنكيل الأمني.
وأشار إلى أنه من غير المتوقع أن يسمح للإسلاميين بإنشاء أحزاب سياسية تعبر عنهم ويمارسون من خلالها نشاطهم السياسي، لافتًا في هذا لإطار إلى محاولتي حزبي "الوسط" (إسلامي) و"الكرامة" (قومي) الحصول على ترخيص منذ أكثر من 10 سنوات، وعدم حصولهما على هذا الترخيص حتى الآن.
واستبعد الشوبكي حدوث تغيير من خارج السلطة الحاكمة، وقال إن مصر ومنذ عهد محمد علي وحتى الآن دائما ما يكون التغيير فيها من قمة السلطة، ورفض التعويل على ما يسمى بـ الفكر الجديد داخل الحزب "الوطني" في القيام بأية إصلاحات سياسية أو اجتماعية، ووصفه بأنه أخطر على البلاد من رجال الحرس القديم.
وأضاف: "بتوع الفكر الجديد دول ناس مش عارفين حاجة ولا داريين بحاجة وليسوا على علاقة بفكر سياسي أو تنظيمات سياسية ويفتقدون لمشروع سياسي، وكان الناس ينتقدون كمال الشاذلي (أمين التنظيم السابق بالحزب) وزملاءه من الحرس القديم والآن تندم وتتحسر عليهم لأنه جاء من هم أكثر سوءا منهم".
ورفض الشوبكي مقارنة مصر بإيران وتركيا، قائلاً "نحن لسنا دول ممانعة مثل إيران ولسنا حلفاء حقيقيين للولايات المتحدة، مثل تركيا لنستفيد من الدعم الغربي مثلها، كما أن إيران لديها مشروع سياسي واجتماعي واقتصادي وتحولت من النظام الثوري، وأصبحت دولة مستقرة تتمتع بالديمقراطية والانتخابات النزيهة؛ والدليل على الفرق الشاسع بيننا وبينها أنه تغير على حكمها أربعة رؤساء للجمهورية أثناء وجود الرئيس مبارك في الرئاسة المصرية".
بينما أشار إلى أن تركيا حققت نجاحات مذهلة في سنوات قليلة، واستطاعت أن تمزج بين الإسلام والعلمانية، حيث نجح حزب "العدالة والتنمية" في تحقيق نجاحات وطفرات هائلة خلال ست سنوات ما عجزت مصر عن تحقيقه في 30 سنة، بل أن حكومتها تصدر في شهر واحد مما تصدره حكومة الحزب "الوطني" في مصر خلال عام كامل.