أول أئمة اليعاربة
الامام ناصر بن مرشد

سعيد علي في الإثنين ٠٢ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

ليس هذا مبحثا تاريخيا معمقا فللبحث أصول و لكن هي لمحات سريعة من تاريخ بقعة من الأرض العربية كانت تسمى في يوم من الأيام إمبراطورية ، و لعل هذه اللمحة تحتاج لدراسة معمقة في تاريخ هذه المنطقة على الأقل منذ دخولها للإسلام سلميا و بعد وفاة خاتم النبيين عليه السلام و قيام حكم الخلفاء الأربعة ثم الدولة الأموية و العباسية لأن تلك الأحداث أخرجت مذهبا يسمى بالمذهب الإباضي و الذي من أساسياته في مسألة الحكم أن يتم الإختيار إنتخابا من قبل مجموعة تسمى أهل الحل و العقد و ليس في هذا المذهب في هذه المسألة ما يسمى بالتوريث و عليه فإنني أختصر العديد من الأحداث – معتذرا – حتى لا أطيل على القارئ و كذلك حتى لا أتعرض لتهم الإخلال بأصول البحث العلمي و تناول الموضوع بصورة علمية بحثية و أقول :
قامت دولة اليعاربة بعد أن تقسمت أرض عمان إلى قطعا جغرافية متنازعه ينتشر فيها الظلم و الفساد على الناس مما مكن البرتغاليين و الفرس من إحتلال أجزاء واسعة منها لا سيما الساحلية و أمام تلك الظروف الصعبة إجتمع – أهل الحل و العقد – في مدينة الرستاق عام 1624 يتقدمهم القاضي خميس بن سعيد الشقصي و مسعود بن رمضان النبهاني و صالح بن سعيد الزاملي و قيل أن عدد أهل الحل و العقد قارب الأربعين لم يحضروا كلهم البيعة و لكن كانت بينهم مراسلات لاختيار الشخص الذي يثقون فيه و قد وقع الإختيار على شخص اسمه : ناصر بن مرشد اليعربي
وهو أول إمام من أئمة دولة اليعاربة .. وجد الإمام ناصر نفسه أمام تحديات كبيرة داخلية منها و خارجية و عليه فلا بد من توحيد البلاد أولا و إخضاعها لحكمه قبل أن يتفرغ لمحاربة المحتل البرتغالي و الذي بدا تواجده في البلاد منذ العام 1508 مسيطرا على أجزاء هامة في كبرى المدن الساحلية و فارضا الرسوم على أهل عمان أثناء سفرهم بحرا ناهيك عن التواجد الفارسي في أجزاء أخرى من عمان و هو إحتلال آخر منذ منتصف القرن الثالث عشر الميلادي .
قام الامام ناصر بحملات داخلية لاخضاع القبائل الداخلية لحكمه و دخل في حروب داخلية متعددة من أهمها محاصرة قلعة الرستاق التي كان يحكمها ابن عمه مالك بن أبي العرب فاحتلها ثم تقدم نحو مدينة نخل و التي كان يحكمها ابن عمه الآخر سلطان بن أبي العرب فاحتلها ثم تقدم إلى مدينة سمائل ثم مدينة نزوى ثم مدينة منح ثم أرسل جيشا إلى مدينة سمد الشأن و هكذا حقق الإمام ناصر بن مرشد الانتصارات الداخلية بتعاون أهل تلك المدن معه و بفضل تأييد العلماء الإباضيين له من مدرستي ( الرستاق و نزوى ) حتى دانت أغلب المدن له في عام 1634 بإستثناء مدينة صحار و مسقط حيث كانتا تحت الاحتلال البرتغالي .
و في عام 1644 دخلت قوات الإمام ناصر في حرب مع البرتغاليين بشكل متقطع لم تستطع القوات العمانية من إجتياز السور العالي الذي بناه البرتغاليين حول مسقط و بنوا في داخلها قلعتي الجلالي و الميراني ثم في عام 1648 قامت القوات العمانية بفرض حصار على مسقط من أجل تحريرها و في سبتمبر من هذا العام و بعد حصار استمر منذ أغسطس وقع الامام ناصر إتفاقية مع البرتغاليين من خمسة بنود أهمها إلغاء القانون المتعلق بالضريبة على العمانيين .
كان هذا الإتفاق هو أول إتفاق تفرضه قوة وطنية على المستعمرين و هنا لجأ البرتغالييون إلى قادتهم في الهند من أجل التسريع في طلب المعونة للقضاء على الإمام ناصر بن مرشد حيث أستشعروا بخطورة هذه القوة الصاعدة التي من الممكن أن تطردهم ليس من عمان فقط بل من الخليج العربي الذي كان يحتلون جزءا كبيرا منه .
و في العام 1649 توفي الإمام ناصر بن مرشد بعد أن قام بتوحيد البلاد تحت رايه واحدة و حاول طرد البرتغاليين و نجح في العديد من المدن بإستثناء مسقط و صحار .

اجمالي القراءات 17897