غالبا ما أقضي اجازتي السنوية في ألمانيا .. كانت أول زيارة لي لألمانيا عام 2009 زيارة عمل و بعدها زرتها 4 مرات كلها زيارات عمل و آخر مرة كانت زيارة سياحية .
غالبا ما أسكن في مدينة لودفيغسهافن و هي مدينة صغيرة تبعد عن فرانكفورت قرابة الـ 60 كم تجاورها مدينة مانهايم و لا يفصل بينهما سوى نهر ( النكر ) و مدينة مانهايم أكبر من لودفيغسهافن و أكثر حركة و نشاط و هي بالمناسبة مسقط رأس مؤسس شركة مرسيدس بنز و بنز هو المؤسس الأب أما مرسيدس فهي ابنته .
من الصعب الحديث عن ألمانيا من وجه نظر سائح ! و من الصعب أخذ إنطباع دقيق عنها و ما ساذكره هو مجرد مشاهدات حسب وجه نظري و قد لا تكون دقيقة و قد تخضع للعقلية العربية التي بداخلي ... ربما !!
ما يهمنا هنا في موقعنا – أهل القران – هو الفكر القراني و تطبيق هذا الفكر كدين و ممارسة عملية لهذا الدين و حيث أن ألمانيا واحدة من أفضل دول العالم إقتصاداً و حرية فتجد فيها جودة الحياة من حيث النظام و النظافة و تطبيق القانون و ممارسة الحرية و سرعة الأداء و الإنجاز في العمل .
فمثلا تجد سرعة و جودة إنجاز سكك الحديد للميترو – الترام – و تجد الشوارع الداخلية تصمم و تنجز بقدر عالي من الجودة من حيث سماكة طبقات الأسفلت و نوعية أنابيب المياه و حجمها و تصريف مياه الأمطار ناهيك عن سعة الشوارع السريعة و الخدمات بها .
هذا غير سرعة استجابه الإسعاف و المطافئ لأي طارئ – أتحدث عن السرعة – كل ذلك و غيره هي مشاهدات و مؤشرات عن ثقافة هذا البلد .
في لودفيغسهافن و مانهايم العديد من الأتراك و لعل الجالية التركية واحدة من أكبر الجاليات في المانيا و يعود وجود الأتراك بكثافة عالية إلى حاجة ألمانيا ليد عاملة جيدة بعد الحرب العالمية الثانية لذا تجد المطاعم و القهاوي و المحلات التركية منتشرة و بكثرة .
الأتراك هم من السنة و توجد مساجد مستقلة تركية و تقام فيها صلاة الجمعة باللغة التركية و توجد مساجد للسنة أغلبها أماكن مستأجرة في بنايات و كحال مساجد السنة فالفكر السني هو السائد و المنهج الوهابي هو المتسيد و كتب إبن تيميه و ابن القيم و البخاري و حتى محمد حسان !! منتشرة في أرفف هذه المساجد .
و حضرت عدة خطب للجمعة فيها حيث تكون الخطبة الأولى باللغة العربية و الثانية باللغة الألمانية و لا تختلف عن خطب الجمعة في مساجد السنة في أي مكان .. نفس الفكر و نفس الأحاديث و نفس الفقه .
السيد رعد هو مهندس عراقي يقيم في مانهايم و يعمل ببيع بطاقات الهاتف و كابينات الإتصالات الدولية من البصرة – سني المذهب – أحرص على زيارته كلما زرت ألمانيا يفرح بلقائي و نتحدث طويلا في الكثير من القضايا و نتفق أننا لو طبقنا القران الكريم كأسلوب حياة لصار حالنا أفضل و أنجع .
يقول السيد رعد ... قدمت ألمانيا مساعدات للآجئين من الدول التي تمر بمشكلات داخلية كالحروب الأهلية مثل سوريا و الصومال حيث آوت العديد منهم و وفرت لهم المأوى و راتب شهريا 305 يورو – على ما أتذكر - .
حدثت العديد من المشاكل في المجتمع الألماني لعل أهمها حادثة التحرشات الجنسية في رأس السنة الماضية و من أسف أن يكون الجناه عربا !! و مع موجه الإرهاب و دائما ما يكون المتهم هو الإسلام و المسلمين تصاعدت حالة الكره و العنصرية لدى الألمان و هي بالمناسبة حالة موجودة – العنصرية – لدى العقل الألماني لولا القانون و تطبيقه .
المنهج السلفي ينتشر في ألمانيا و قامت السلطات بإغلاق مسجد النور في برلين و هناك من الألمان من يقاتل في سوريا !!
في المجتمعات العلمانية من الممكن أن ينتشر أي فكر بفضل المساحة الكبيرة من الحرية و عليه كيف لأهل القران أن ينشروا فكرهم هناك ؟
آمل من أهل القران القاطنين في ألمانيا المبادرة بتأسيس مسجدا أو ما شابه ليكون بداية لنشر الإسلام القراني من حب للجميع و نشر القران و تدبر آياته و تبليغه فالاسلام لا يتعارض مع الفكر العلماني و دستور أهل القران يجب أن يترجم للألمانية و ينشر في الملتقيات الثقافية أو في المواقع الألمانية الأكثر شهرة على الأقل من أجل تبرئه الإسلام من العمليات الإرهابية .