التشريع الاسلامى لا يؤخذ من القصص القرآنى ـ
القصص القرآنى للعظة وليس للتشريع

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢١ - ديسمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

التشريع الاسلامى لا يؤخذ من القصص القرآنى ـ القصص القرآنى للعظة وليس للتشريع :

أولا : قد تأتى أوامر أو أحداث فى قصص قرآنية تخالف المألوف وهى ليست تشريعا . منها :

  فى موضوع السجود :  

1 ـ مثل أمر الملائكة بالسجود لآدم : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (34) البقرة ) هنا تعليم الطاعة للأمر الالهى مهما كان غريبا غير مألوف . ولكن لا يؤخذ منه تشريع بالسجود لغير الله جل وعلا .

2 ـ  وفى قصة يوسف يأتى من أحداث القصة أنهم سجدوا ليوسف:  ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً ) (100) يوسف ). ، هو إخبار عما حدث وقتها موافقا للعادة السائدة فى التحية للحكام ، وليس هذا ــ على الاطلاق ـ تشريعا بالسجود لمخلوق .

3 ـ وفى قصة موسى أن قومه أُمروا أن يدخلوا القرية سُجّدا : (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)البقرة). كان هذا إختبارا لهم وقتها وليس تشريعا للناس بدخول قريتهم سجدا .

فى تحطيم الأوثان والأصنام :

1 ـ ليس فى الاسلام تحطيم للأصنام والأوثان ، بل إجتنابها ، يقول جل وعلا : ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) الحج ). المشكلة ليست فيها ، بل فى العقول التى تعبدها . إذا تطهرت هذه العقول من الشرك أصبح فى نظرها تلك الأصنام مجرد تماثيل وتلك الأنصاب مجرد قبور وتلك الأوثان مجرد حجارة .

2 ـ فى القصص القرآنى أن ابراهيم عليه السلام حطّم أصنام قومه واستبقى واحدا منها لهدف مفهوم هو أن يثبت لقومه أنها مجرد حجارة لا تسمع ولا تبصر ولا تنطق : ( الأنبياء 51 : 70 ). ليست هذه دعوة لتدمير الأوثان بل هى إخبار بما حدث .

3 ـ وفى قصة موسى أنه أحرق  ودمّر العجل الذى صنعه السامرى من الذهب. قال موسى للسامرى  : (وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً (97) طه ). قول موسى ليس تشريعا  

فى قتل النفس خارج القصاص :

1 ـ حرام قتل النفس خارج القصاص . وفى قصة موسى أنه قتل على سبيل الخطأ رجلا مصريا معتديا ، ثم تاب : ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) القصص ). ليس هذا تشريعا بل مجرد قصص . التشريع فى قوله جل وعلا :( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)  الانعام )

2 ـ وأمرهم موسى أن يقتلوا أنفسهم توبة : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمْ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) البقرة ). ليس هذا تشريعا بل مجرد قصص وكلمة قالها موسى لقومه .

3 ـ وفى قصة موسى مع العبد الصالح أن العبد الصالح قتل غلاما : (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً (74) الكهف ) وجاء فى تفسير العبد الصالح : (وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً (81) الكهف ). وكان العبد الصالح ينفّذ أوامر الاهية ، فلم يفعل ذلك عن أمره بل بأمر ربه : وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (82) الكهف ). وكل ذلك ليس تشريعا بقتل إنسان بتهمة أنه عندما يكبر سيكون مجرما مستحقا للقتل . لا يعلم الغيب إلا الرحمن ، ولا مالك للأمر إلا الرحمن . ومنشور لنا هنا كتاب عن ( الخضر .. ) .

ثانيا :  أحداث فى قصة نبى تخالف المألوف وهى ليست تشريعا منها :

 قصة يوسف :

1 ـ إسترقاق يوسف صغيرا وبيعه بثمن بخس:  ( وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنْ الزَّاهِدِينَ (20) يوسف) . ليس هذا تشريعا باستحلال الاسترقاق وبيعه ، بل هو إخبار بما حدث.

2 ـ أمر يعقوب بنيه أن يدخلوا من أبواب متفرقة ليس تشريعا : ( وَقَالَ يَا بَنِي لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) يوسف ) .

3 ـ  تدبير يوسف فى إحتجاز أخيه واتهام أخيه كذبا بالسرقة: ( يوسف 69 : 79 ) ، ليس تشريعا يبيح الكذب والتلفيق .

4 ـ  وسوء أدب أبناء يعقوب مع أبيهم يعقوب ليس تشريعا : ( وَلَمَّا فَصَلَتْ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94) قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ (95)) يوسف ). وكل ما فعله أُخوة يوسف ليس تشريعا ـ وهم أبناء نبى , ومن أسرة أنبياء ( اسحاق ، اسماعيل وابراهيم ) .

وفى قصة موسى :

1 ـ ليس تشريعا غضب موسى وإلقاؤه الألواح التى تلقى فيها الوحى وسوء معاملته لأخيه هارون : ( وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِي الأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150) الاعراف ). (  قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلاَّ تَتَّبِعَنِي أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَبْنَؤُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) طه ).   .

 ثالثا : بسبب التركيز على العظة :

بسبب التركيز على العظة فإن القصص القرآنى لا يهتم بالأسماء والمكان والزمان ، ولا يهتم بذكر كل الأحداث وفق السرد التاريخى . وبعض المسكوت عنه من أحداث تبرر بعض الأوامر . ولكن كل هذه الأحداث لا يؤخذ منها تشريع . ونعطى أمثلة :

1 ـ قصة ذى القرنين الذى لا نعرف هل هو نبى أو ملك . الله جل وعلا أعطى عنه لمحة ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً (83) الكهف ) . ومسكوت عن لمحات أخرى . وليس من التشريع السماح له بالتعذيب : ( إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً (84) فَأَتْبَعَ سَبَباً (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُكْراً (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً (88) الكهف )

2 ـ فى قصة لوط حين جاءته الملائكة فى صورة شباب فأراد قومه فعل الفاحشة بهم : ( وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79)هود). المسكوت عنه هنا معرفة القوم الذين إقتحموا بيت لوط . هل هم أزواج بناته ؟ أو : هل يعرض عليهم لوط التزوج ببناته . لا نعرف ، ولكن الذى نعرفه أن النبى لوط لا يأمر بالفحشاء . وفى كل الأحوال فهذا قصص لا تشريع فيه .

3 ـ فى قصة سليمان وملكة سبأ : وقول سليمان : ( ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37) النمل ). هذا قول لسليمان فى هذه القصة وهو لم ينفذه ، ولا نتصور أن يحارب معتديا لأن الاعتداء ظلم والله جل وعلا لا يريد ظلما للعباد ولا يحب الظالمين ، ولم يكن سليمان من الظالمين ، ويكفى إيراد قصته على سبيل المدح وليس الذم . والمستفاد منها أنها ليست للتشريع .

أخيرا : لمحة عن الحرام والحلال والفرض الواجب :

سبقت تفصيلات فى هذا ، ولكنها لمحة لمن لا يجد الوقت للبحث فى مقالاتنا :

1 ـ هناك محرمات منهى عنها : (وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) 151 ) الانعام ) وهناك فراض مأمور بها : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) البقرة  ). وبينهما المُباح الحلال ، وهو الأصل وهو الأكثر .  

2 ـ القرآن الكريم كتاب أُحكمت آياته (  هود :  1 ) وهو قول فصل وما هو بالهزل ( الطارق 13 : 14 )، وباتالى لا تنتظر أن تأتى فى القرآن الكريم قائمة بالمباح الحلال ، ولكن يأتى التفصيل فى الاستثناءات وهى الفرائض المكتوبة والنواهى المحظورة .

3 ـ لذا يقال إن الحلال هو الأصل والحرام هو الاستثناء . هذه قاعدة نفهمها من ذكر المحرمات فى الزواج بالتفصيل ثم جعل ما عداها حلالا مباحا بالزواج : ( .... وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ) (24) النساء ). وفى المحرمات فى الطعام يقول جل وعلا  : ( وَأُحِلَّتْ لَكُمْ الأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ) (30) الحج ). ويقول جل وعلا :  ( أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ )(1) المائدة ). فالحلال هو الأصل ، والاستثناء هو فيما يتلى علينا بالتفصيل ، وقد جاء هذا مفصلا فى تحريم انواع الميتة فى قوله جل وعلا : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ )(3) المائدة ).

4 ـ ويحلو لأصحاب الأديان الأرضية المتزمتة تحريم بعض الحلال . وهذا يعتبره رب العزة إعتداء علي حقه جل وعلا فى التشريع . يقول جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (88) المائدة ). ويقول جل وعلا :  ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (33) الاعراف )وللنبى محمد قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) التحريم ).

5 ـ قد يأتى أحيانا ذكر التحليل لشىء كان محرما من قبل ، كقوله جل وعلا : ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ) (187) البقرة )، وقال عيسى عليه السلام لقومه : ( وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ) (50) آل عمران )

6 ـ من عجب أن المحمديين يحرمون الحلال فى الطعام وفى الغناء ، ويستحلون سفك الدماء .

أحسن الحديث :

يقول جل وعلا : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25)  محمد ).

اجمالي القراءات 8938