سورة الضحى ونعمة ربك
وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) } (سورة الضحى 1 - 11)
وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2)........................قسم
مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)... تأكيد على صلته بالله
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8).... نعم الله عليه
آية 6 يقابلها 9 آية 7 يقابلها 10 آية 8 يقابلها 11
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)... تعليمات وتوجيهات
وأمّا بنِعمةِ ربِّكَ فحَدِّثْ
فما هى نعمة ربك ... ؟ هل هى القرءآن الكريم ؟
إذا سلّطنا الضوْء على كلمتيْ (بنِعمةِ ربِّكَ) نجد أنّ الكلمتين وردتا مجتمعتيْن مرتينأُخريين تشيرن إلى القرءآن المجيد:
1-فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بكاهن وَلَا مَجْنُونٍ {29} الطور .
2- ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ {1} مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ {2} القلم .
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ {23}الزمر .
1-فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بكاهن وَلَا مَجْنُونٍ {29} الطور .
- فَذَكِّرْ :فقرينةُ (فَذَكِّرْ) تشير إلى القرءآن يقينا ، "فذكِّرْ بالقُرءآنِ مَن يخافُ وعيدِ" {45} ق .
- بِكَاهِنٍ:
وقرينةُ(بِكَاهِنٍ) وردت مرة أُخرى فقط لنفي أن يكون في القرءآنِ (نعمةِ ربك) بعضُ قولِ كاهــنٍ" وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ "{42} الحاقة .
2- مَجْنُونٍ :
" ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ {1} مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ {2} القلم .
وقرينةُ(بِمَجْنُونٍ) تفسرها" وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ "القلم 4
3- قوله سبحانه (فَحَدِّثْ):والحديثُ/الكلام بنعمة الله هو أحسن الحديث .... القرءآن الكريم.
فهو من الحديثِ/الكلام وتتصل بقوله سبحانه” وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ {10} الضحى
فإن جاءك من يسألك عن أمر فحدثه بالقرءآنِ ، نعمةِ ربك ، ولا يضِقْ صدرك بكلمة منه . وتذكّرْ أنك كنتَ ضالاّ فهداك ربك ، فلا تنهر سائلا ولا يضيقنَّ صدرُك بسؤال ولا بتعليق . وضمانة الإلتزام بهذا هي أن تُحدث/تتكلم بالقرءآن لا بكلامك ولا كلام بشر (كحدثنا وروى ، عن وعن) ليعرف المخاطَبون أنهم يستمعون لكلام ربهم الذي خلقهم فيقولوا: " سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ {285} البقرة .
فنعمة الرب الأُولى:
هي القرءآن الذي هو" خيرٌ مما يَجمعون {58}يونس
ومن بعد النعمة الأولى ..
تأتي أنعُمُ الله الأُخرى التي إن عدّوها فلن يُحصوها ، ومع هذا لا تدوم!
وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ " (سورة إِبراهيم 34) .
حتى نعمة القرءآن يمكن أن تزول ..
" وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) (سورة الإسراء 45 - 46)
صدق الله العظيم...