ردا على مغالطات الدكتور البوطي..
الشيخ البوطي هو إمام أهل السنة في الشام ، ونحن نكن له كل احترام وتقدير ،ولكن الاختلاف في الرأي يزيد المحبة بين العقلاء ، ولقد تعلمنا من أساتذتنا أن الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال، وتبعا لهذه القاعدة سأقوم بالرد على بحث للشيخ البوطي بعنوان" هل القرآن يغني عن السنة " وهذا البحث منشور على الانترنت ولقد وصل لبريدي الالكتروني ، وقرأته ووجدت أن الرجل وقع في الكثير من المغالطات، كنت أتمنى عليه أن لا يقع فيها ولكن حدث مilde;ا حدث ، وما شجعني على التنبيه والرد على هذه المغالطات هو المكانة التي يحتلها الرجل على الساحة السنية وإني أرجو من الله عز وجل أن ينفعنا بهذا إنه نعم المولى ونعم النصير ..
1 ـ يقول الدكتور البوطي أكرمه الله:
(إننا إن أخذنا بهذه الأطروحة القائلة: القرآن يغني عن السنة، فلسوف نجد أنفسنا نعرض عن القرآن ذاته، الذي نزعم أننا نريد أن نتمسك به ولا نتمسك بغيره، بل لسوف نجد أنفسنا نخطئ القرآن فيما يقول. وآية ذلك أننا عندما نصغي إلى كتاب الله عز وجل لا نجده يقول: اكتفوا في فهم دينكم وإسلامكم بهذا الكتاب، بكلامي وحده، بل هو يقول لنا: اجعلوا من سنة محمد (صلى الله عليه وسلم) بياناً لكل ما استغلق عليكم من كلامي، اجعلوا من سنة محمد (صلى الله عليه وسلم) المقتدى الثاني بعد هذا الكتاب). في هذه الفقرة القصيرة وقع الشيخ البوطي في مغالطة من النوع الثقيل حيث ذكر " ذلك أننا عندما نصغي إلى كتاب الله عز وجل لا نجده يقول: اكتفوا في فهم دينكم وإسلامكم بهذا الكتاب، بكلامي وحده، ..ا.هـ
ونقول للشيخ البوطي أن يراجع قول الله سبحانه وتعالى "{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }العنكبوت51 فماذا يقول فضيلته في هذه الآية التي جاءت بأسلوب استنكاري على من لا يكتفون بالكتاب " أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ .." وذكر الشطر الثاني من الآية أن في الاكتفاء بالقرآن رحمة وذكرى لقوم يؤمنون ".. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "
من نصدق إذن ( في قضية الاكتفاء بالقرآن ) الله سبحانه وتعالى وكتابه ورسوله الذي بلغ القرآن أم الشيخ البوطي غفر الله لنا وله .؟؟!! ندخل في رحمة الله بأن نكتفي بالكتاب العزيز".. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " أم ندخل مع الشيخ البوطي في عدم اكتفائه بالقرآن..؟؟!!
2ـ ويكمل الشيخ البوطي حديثه قائلا
"ولكنا نظرنا فرأيناه يأمرنا أمراً جازماً بإتباع السنة إلى جانب القرآن، وبتحكيم كلام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى جانب القرآن، أليس الإلحاح على اطّراح السنة بعد هذا إعراضاً بيِّناً صريحاً عن القرآن ذاته.وماذا يقول القرآن، في هذا، بصريح العبارة والنص؟ إنه يقول : ( وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله )[النساء : 64].ويقول : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) [النساء : 80]، ويقول ( وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )[الحشر: 7]، ويقول: ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )[النساء : 59]، ويقول ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )[النحل: 44].
هل أريدكم فأضعكم أمام آيات أجلى و أصرح مقرونة بالتحذير والتهديد. حسناً، يقول جل جلاله:( فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً )[النساء : 65].
فهذه آيات صريحة واضحة قاطعة في الأمر بإتباع رسول الله فيما يقول ويفعل من أمور الدين وفيما يشرح ويبين به نصوص القرآن، وبأن نطيع الرسول كما نطيع القرآن وبأن نجعل من كلام محمد (صلى الله عليه وسلم) بياناً لما استغلق علينا من كلام الله. .).ا.هـ في هذا الجزء أيضا وقع الشيخ البوطي ضحية للفهم الخاطيء لآيات القرآن ، ونبدأ معه بآية ":( فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً )[النساء : 65].
ونقول للشيخ الكريم بأي شيء كان يحكم رسول الله عليه الصلاة والسلام فيما شجر بين الناس ..؟
ونحن نجيب من القرآن الكريم الذي قال فيه رب العزة "ذلك الكتاب لا ريب فيه " :
الرسول كان يحكم بما أنزل الله عليه وهو القرآن الكريم وأقرأ معي هذه الآيات الكريمات من كتاب ربي العزيز ..
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ "المائدة " آية 48 .
{وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ }المائدة49 ..
الرسول كان يحكم بالقسط والله يحب المقسطين كما جاء في التوجيه القرآني
{سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }المائدة42
بالنسبة للمؤمنين هناك أمر قرآني بأن يكون العدل هو هدف أي حكم ..
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }النساء58"
والعدل والقسط هو الهدف من إرسال الرسل بالبينات والكتب
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ..الحديد25
ونحن نسأل الشيخ الفاضل ما الذي أنزله الله على رسوله ..؟؟ قد يقول قائل أن الله أنزل على رسوله غير القرآن الكريم ونحن نقول عليه أن يراجع هذه الآيات من كتاب ربي العزيز التي تثبت أن الله لم ينزل على رسوله غير القرآن
المص{1} كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ{2} اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ{3}الأعراف
في هذه الآيات أمر للرسول أن لا يكون في صدره حرج من أن ينذر بالكتاب الذي أنزله الله عليه وهو القرآن وفي الآية التالية أمر بإتباع ما أنزل إلينا من ربنا " اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ " وباقي الآية به أمر آخر بعدم أتباع ما هو دونه " وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ" .. في هذه الآيات أمر بالإتباع " القرآن " وأمر آخر بعدم الأتباع وهو "ما هو غير القرآن "
وفي آية أخرى يقول الله سبحانه وتعالى
{وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }البقرة23
في هذه الآية الكريمة يقول الله سبحانه لمن عندهم ريب في ما أنزله على رسوله أن يأتوا بسورة من مثله " أي أن الله لم ينزل إلا سور أي لم ينزل إلا القرآن أي أن ما نتبعه هو القرآن فقط ..
وندخل إلى آية أخرى يساء فهمها ووقع الشيخ ضحية لهذا الفهم الخاطئ أيضا "
( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )[النحل: 44].
حيث يفهم الشيخ من هذه الآية أن السنة تبين القرآن
ونقول له أن يقرأ الآية السابقة لهذه الآية الكريمة "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ{43} بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ{44 النحل " فمن هذه الآيات الكريمات يوضح الله سبحانه أن الله لم يرسل قبل الرسول عليه السلام إلا رجالا يوحى إليهم وإن كنا لا نعلم ذلك فلنسأل أهل الذكر " التوراة والإنجيل " والله أنزل على رسوله الذكر لكي يبين لأهل الكتاب ما نزل إليهم "
وتكرر هذا المعنى في قوله تعالى "2 - { وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } النحل64
ولكن ما هو معنى التبيين نعود للقرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه "
ولنقرأ معا هذه الآيات الكريمة: 1 - { وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ } النحل187
ومن هذه الآية يعلمنا الله سبحانه أن التبيين عكس الكتمان أي أن التبيين هو عدم الإخفاء
وتأكيدا لهذا المعنى يقول ربي العزيز
"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ{159} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{160}البقرة
في هاتين الآيتين الكريمتين من سورة البقرة استحق اللعن من الله سبحانه وتعالى واللاعنون من يكتم ما أنزل الله من البينات والهدى من بعد ما بينه الله للناس في الكتاب وفي المقابل سوف يتوب الله سبحانه وتعالى على من يتوب ويصلح ويبين ..
أي أن التبيين عكس الكتمان أي أن التبيين هو "عدم الكتمان" أي "عدم الإخفاء " وأن الله هو الذي يبين في الكتاب " مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ " والله لا ينزل على رسله إلا البينات .
وأقرأ معي هذه الآية الكريمة من سورة المائدة ولاحظ معي النتائج التي تعطيها هذه الآية الكريمة
- { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ } المائدة 15
تؤكد الآية الكريمة أن التبيين هو عكس الإخفاء والإخفاء هو الكتمان ..
أي أن التبيين هو أن يقرأ القرآن فقط أي أنه عندما يقرأ القرآن فذلك هو التبيين وذلك للأسباب التالية:ـ
أولا : آيات القرآن مبينات والدليل هذه الآيات
{ وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ } النور34
{ لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } النور46
{ رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ..} الطلاق11
ثانيا :القرآن الكريم كتاب مبين بذاته والدليل في هذه الآيات ..
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً } النساء 174
{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ } المائدة 15
{ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ } يوسف1
{ الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ } الحجر1
{ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ } الشعراء 2
{ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } الشعراء 195
{ طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ } النمل1
{ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ } القصص 2
{ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ } يس 69
{ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ } الزخرف2
{ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ } الدخان2
ثالثا : عندما نراجع لفظ بينات في كتاب الله العزيز نجد انه مرتبط بآيات الله ،وجاء وصفا لها وعلى سبيل المثال وليس الحصر "البقرة99، 159 ،185 ،209 .. يونس 15 ، مريم73 ، الحج16 ،72 ، العنكبوت49 ،غافر 66 .
أي أن أوصاف الكتاب هو مبين وآياته مبينات وبينات ، وإذا قرأت القرآن يحدث كل هذا الأثر ..!!
أي أن تبيين القرآن هو مجرد قراءته لأنه مبين وآياته مبينات وبينات ..!!
بأي شيء كان يُذكر النبي محمد عليه السلام .؟؟
الإجابة من القرآن فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ }ق45
وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ :الأنعام {70}
بأي شيء كان ينذر الرسول محمد عليه السلام..؟
الإجابة من القرآن وأقرأ هذه الآيات ..
{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الأنعام51
وأيضا أقرأ قوله تعالى ..
كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ ..2 الأعراف ..
أي أن الرسول كان لا ينذر إلا بالقرآن ..
تعريف السنة عند الشيخ البوطي يقول الشيخ البوطي " و فاتني أن أبين لكم أولاً المعنى الشرعي للسنة، وهو: كل ما أُثر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قول أو فعل أو تقرير، على أن يصل ذلك إلينا بطريقة صحيحة، طبق المنهج المرسوم عند علماء مصطلح الحديث، تلك هي السنة.
ولكن الشيخ البوطى يخالف تعريف السنة كما جاء في القرآن. يقول الله سبحانه وتعالى
(مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً }الأحزاب38
ولنتدبر معا هذه الآية الكريمة من سورة الأحزاب حيث يذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية (فرض الله) الذي هو(سنة الله) الذي هو (أمر الله) أى إن فرض الله هو سنته وهوأيضا أمره . لكي نجيب على هذا السؤال أقرأ هذه الآية
{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }القصص85 أي أن ما فرضه الله على نبيه هو القرآن فقط أي أن فرض الله وسنة الله هي القرآن فقط .
أي أن مصطلح السنة هو القرآن ، ولذلك تأتى كلمة السنة منسوبة لله تعالى ( سنة الله ) ولا تأتى في القرآن منسوبة للنبى. بل إن ما جاء فى القرآن هو وصف رسول الله بأنه أسوة حسنة ( الأحزاب 21 )، وليس سنة حسنة. أى نقتدى به فى تطبيق شرع الله الذى هو سنة الله الذى هو أمر الله الذي هو كتاب الله.
نصدق من إذن الشيخ البوطي أم كتاب الله ..؟؟ واستمرارا في فهمه الخاطئ لآيات الكتاب العزيز أتى بآية " ويقول ( وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )[الحشر: 7]، " لقد قرأ شيخنا الفاضل الآية من آخرها وسنذكر له الآية من أولها حيث يعيد قراءتها " {مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7
أي أن هذه الآية في توزيع الفيء وفيها أمر من الله سبحانه وتعالى بأن نرضى بما أعطاه لنا الرسول من الفئ وان ننتهي عما ينهانا عن أخذه لأنه يقوم بتقسيم الفيء وفقا لما فرض الله عليه في القرآن " فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ " ويذكر الله الحكمة من هذا التقسيم الذي يركز على المحتاجين حيث يقول " كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ .." أي لكي لا يكون المال متداولا بين الأغنياء منكم ويخرج من هذا التداول غير الأغنياء وفي نهاية الأمر أمر لنا بأن نرضى بهذا التقسيم " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا .."
قد يرد علينا بقاعدة " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص المعنى "ونحن نقول لهم نعم لقد أتانا الرسول عليه الصلاة والسلام بالقرآن ونهانا عن أتباع غيره ..!!
ووقع الشيخ البوطي أيضا في الفهم الخاطئ للآيات التي تأمر بطاعة الله ورسوله حيث يرى أن الطاعة تنقسم إلى طاعتين .!
الطاعة الأولى وهي طاعة الله " أطيعوا الله " وهى القرآن ..!!
والطاعة الثانية " أطيعوا الرسول " فيما يعرف بالسنة (راجع تعريفه الغريب للسنة ) وراجع الرؤية المستقاة من القرآن لمعنى السنة )..
أي أنه يفرق بين طاعة الله وطاعة رسوله ويجعلها طاعتين ونحن نقول له أنها طاعة واحدة مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى " {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }النساء80 " أي أنها طاعة واحدة لأن المطاع واحد وهو الله سبحانه وتعالى .
والحكم واحد وهو الله سبحانه وتعالى وأقرأ معي هاتين الآيتين "3 - { وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ } النور48
4 - { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } النور51 ..
ونطلب من فضيلة الشيخ أن ينظر إلى كلمة ليحكم في الآيتين الكريمتين وأنها جاءت بعد الله ورسوله وجاءت مفردة فلو أن حكم الله مختلف عن حكم رسوله لقال ليحكما ولكنه قال في الآيتين ليحكم دليلا على أنه حكم واحد وأن الله هو الحكم ..
وبما أن الرسول كان لا يذكر إلا بالقرآن (الذكر) ولا ينذر إلا بالقرآن ولا يحكم إلا بالقرآن فطاعة الله ورسوله هي طاعة واحدة لأن المطاع واحد كما قلنا ..
ونريد أن نسأل هل هناك ما نؤمن به غير القرآن ..؟؟
الإجابة من القرآن 1 - { أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } الأعراف 185
2 - { تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ } الجاثية6
3 - { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } المرسلات50
بنص القرآن لا يوجد ما نؤمن به غير القرآن بل أن المؤمن لا يؤمن إلا بالقرآن فقط ..
وبعد هذا جاء الدكتور البوطي بحديثين هما " " أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة" ويقول إن الحديث حسن صحيح، رواه أبو داود، الترمذي وابن ماجة وأحمد
كذلك يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيما رواه أبو داود والترمذي " يوشك رجل متكئاًَ على أريكته يحدث بحديث عني فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال حلّلناه وما وجدنا فيه من حرام حرّمناه. ألا وإن الذي حرّمه رسول الله مثل الذي حرّمه الله سبحانه وتعالى " . ونحن نقول للدكتور البوطي عليك بالرجوع لفتوى الأزهر بشأن " حكم من أنكر استقلال السنة " وسيجدها في الكثير من الكتب وخاصة في كتاب "تراثنا الفكري" للشيخ محمد الغزالي ، حيث خلصت الفتوى إلى أن من أنكر استقلال السنة(الروايات) بالتشريع لا يعد كافرا لأنه أنكر شيء أختلف فيه العلماء ..!!
راجع الفتوى في كتاب الشيخ المذكور ص176 ..
يذكر الشيخ البوطي هاتين الروايتين السابقتين للتدليل على أن الرسول كان يعلم بما يحدث في المستقبل من وجود أناس يقولون عليكم بالقرآن فقط ..
ونرد عليه بالآتي ..
أولا أن النبي عليه السلام لم يكن يعلم الغيب فكيف يقول مثل هذا الكلام ..!! وهناك عشرات الآيات التي تثبت أن النبي عليه السلام لا يعلم الغيب منها على سبيل المثال ( قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُون)..الأنعام..َ[.50)
]... قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) (الأعراف. 188)
ثانيا من حيث السند والعنعنة وتجريح الرواة أرجو قراءة بحث الأستاذ عبد الفتاح عساكر والذي بعنوان" أحاديث الأريكة باطلة بأدلة أهل الحديث أنفسهم " حيث عرض الرجل الرواة على علماء الجرح والتعديل وخلص إلا أنهم جميعا مجروحين ..
http://www.ahl-alquran.com/arabic/main.php
http://www.ebnasaker.com
وأنا أريد أن أسألك سؤالا واحدا فقط لماذا لم تُذكر هاتين الروايتين في كتب الأمام مالك أو في كتاب البخاري أو مسلم أو النسائي .؟؟؟ من يجيب على هذا السؤال له هدية كبيرة ..
ثم أنبرى شيخنا الفاضل للدفاع عن حديث الذبابة وأتهم منكريه بأبشع الاتهامات ورفض حتى مجرد التقزز من الذبابة ، وذكر أن حديث الذبابة رواه البخاري في صحيحه وابن ماجة في سننه أنه (ص) قال: ( إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم ليلقه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء، وإنه يتقي بجناحه الذي فيه داء )
ونحن نسأل فضيلة الشيخ لماذا لم يذكر باقي علماء الحديث هذا الحديث (الذبابة) ابن ماجه والنسائي والدرامي ومسلم ومالك ...الخ
ونحن أيضا يا فضيلة الشيخ نذكرك بحقيقة أن النبي عليه السلام لا يعلم الغيب ، وراجع آيات الكتاب العزيز في ذلك ..!!
ثم يذكر فضيلته حديثا آخر في فضل الذباب عن علماء صينيين حيث قال
تعالوا نضع ما قاله علماء هذا العصر عن الذبابة وما تحمله في داخلها:
تنقل جريدة تشرين الدمشقية في العدد الصادر يوم 16/6/1987 خبراً عن جريدة شنغهاي الصادرة عام 1987، يقول: ( اكتشف علماء صينيون مؤخراً أنه يوجد في جسم حشرة الذبابة نوع من البروتينات النشطة التي تملك قدرة كبيرة على إبادة الجراثيم الكامنة فيها والمسببة للأمراض.
ونقلت (شينخوا) عن صحيفة ( شينمين ) الصينية قولها : إن هذه الحشرة المقززة للنفس تملك بروتينات قوية قادرة على إبادة الفيروسات والجراثيم بشكل قاطع، إذا بلغت كثافتها حداً معيناً، وأضافت الصحيفة أنه يؤكد أن في جسم الذباب أيضا ً مادة الدهن، وخاصة في اليرقات التي تحتوي على نسبة كبيرة من المغنيزيوم والكاليسوم والفوسفور. ويفكر العلماء باستخراج هذه المواد من جسم الذبابة، ليكون مصدراً جديداً لمركبات قاتلة للجراثيم ).
ثم نشرت الصحيفة ذاتها، صحيفة تشرين الدمشقية في تاريخ 20/6/1987 الخبر التالي عن " شنغهاي ": ( اكتشف العلماء أنه توجد في جسم الذبابة بروتينات نشطة تقاوم الجراثيم، والمعروف أن هذا النوع من البروتينات النشطة له قدرة كبيرة على إبادة الجراثيم المسببة للأمراض .
و ذكرت جريدة الشعب الصينية الصادرة في (( شنغهاي )) التي نشرت هذا النبأ أن البروتينات النشطة التي يمتلكها الذباب تقدر على إبادة جميع الجراثيم و الفيروسات التي تحملها الذبابة إبادة تامة، إذا بلغت كثافتها واحداً في العشرة ألاف، و قال النبأ: إنه سوف يصبح للبشر مضاد جديد للجراثيم له قدرة جبارة لا مثيل لها، إذا تم استخراج هذه البروتينات الغريبة من جسم الذبابة ).
ونحاول مناقشة الشيخ فيما قاله في هذه الرواية عن الصينيين (على فرض صحتها )
1ـ قال الشيخ عبارة " تعالوا نضع ما قاله علماء هذا العصر عن الذبابة وما تحمله في داخلها "من هذه العبارة تتعرف على عقلية الشيخ الجزافية والغير علمية ، حيث اعتبر أن عددا قليلا جدا من علماء الصين لم يحدد لنا من هم وفي أي الجامعات أو درجاتهم العلمية أو ظروف البحث أو الدراسات المؤكدة .. ذكر بكل بساطة أنهم ليسوا علماء الصين فقط بل هم علماء العصر (الله يسامحه) لكي يوهم القارئ أن العلماء في العالم أجمعوا على الذبابة وما فيها من فوائد
وذكر الشيخ هذه الرواية "تنقل جريدة تشرين الدمشقية في العدد الصادر يوم 16/6/1987 خبراً عن جريدة شنغهاي الصادرة عام 1987 " لاحظ معي عزيزي القارئ كيف أن الشيخ ذكر عدد جريدة تشرين باليوم والشهر والسنة أما جريدة شنغهاي الصينية فذكر أنها الصادرة عام 1987 (الله يسامحه ) انظروا إلى هذه الدقة ؟!!
ثم يذكر رواية أخرى ونقلت (شينخوا) عن صحيفة ( شينمين ) الصينية في هذه المرة لم يذكر تواريخ (انظروا لدقة الشيخ) ..
ثم نشرت الصحيفة ذاتها، صحيفة تشرين الدمشقية في تاريخ 20/6/1987 الخبر التالي عن " شنغهاي " لم يذكر الشيخ تاريخ صدور شنغهاي ..!!
ثم يأتي أهم ما في الموضوع وهو خبر يزفه للعالم عن قرب استخراج مضاد للأمراض من الذباب ..
هذا الموضوع كان منذ سنة 1987 ونحن الآن في عام 2007 أي مر على الموضوع 20 سنة بالتمام والكمال ولم نر ما وعدنا الشيخ به بخصوص هذا المضاد الجبار الذي سيحل جميع المشاكل الصحية ...
من المؤكد أن هناك خطأ ما حدث، ومن المؤكد أن هذا الاكتشاف تم وضعه في الأدراج كعادة الدول المتخلفة ، ومن المؤكد أن القوى الكبرى وراء إجهاض هذا المشروع وذلك لأن المواد الخام وهي (الذباب ) متوفرة في بلادنا بكثرة،ومن المؤكد أننا سنحتكر تصديرها للصين وبالتالي سيزداد اقتصادنا نموا وهذا ما أقلق القوى الكبرى، ومن المؤكد أنهم اشتروا هؤلاء العلماء ومن المؤكد أن لجان الأمم المتحدة والتي تفتش عن الأسلحة الذرية تحتوي أجندتها الخفية على إجهاض مثل هذه الأبحاث ، ومن المؤكد أن هناك شركات عالمية تريد أن تحتكر استيراد الذباب وتصنيعه وإعادة تصديره ..وكل هذه الأسباب مرشحة لأن تكون سببا في تأخر استغلال الذباب اقتصاديا وحرمان العالم من هذا الخير المؤكد .وأقول أخيرا ومن المؤكد ان الصينيين عملا بهذا قاموا بمحاولات لابادة الذباب نهائيا من الصين ـ فهل يا ترى هذا له علاقة بتلك الاكتشافات التى تحدث عنها الشيخ البوطى ؟.
(ربنا يسامحهم ويسامح شيخنا الفاضل ) ...
بالتأكيد عزيزي القارئ أنت تسمع عن شراء الأبحاث ونتائج الأبحاث وأن هناك من هو مستعد لدفع ملايين الدولارات لكي يثبت صحة حديث الذبابة ولعق الأصابع والأواني ، وفي نفس الوقت يموت بعض المسلمين من الجوع ولا يجدوا إلا الغربيين لإنقاذهم ...
فلا تنخدع عزيزي القارئ في مثل هذا الكلام المهلهل والكاذب الذي نقله الشيخ الفاضل والدليل أن هذه الأبحاث لها 20 سنة ولو أن لها أي مصداقية لوجدنا لها نتائج ورسائل دكتوراه وماجستير " على سبيل المثال كنا سنجد منصب (أستاذ ورئيس قسم جناح الذبابة ) في جامعة كذا أو كنا سنجد بعض الأدوية مصنعة من الذباب .. والمرجح أن هؤلاء العلماء قبضوا الفلوس وأخرجوا هذه النتائج الأولية وكالعادة (خد الفلوس واجري) (وضاعت فلوسك يا صابر ) (ورزق الهبل على المجانين ) ..
وذكر شيخنا الفاضل أيضا حديث جابر الذي يرويه مسلم في صحيحه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمر بلعق الأصابع والصحفة، أي وعاء الطعام. وقال: ( إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة )
ولم يذكر لنا فضيلته أي بحث علمي يؤكد على فوائد لعق الأصابع والأطباق ولكنه للأمانة أبلى في ذلك بلاءا حسنا ،ومن الممكن أنه لم يفضل الاستشهاد بأقوال الكفار من العلماء للمرة الثانية لإثبات صحة هذا الرواية، بعدما فعل في رواية "الذبابة" ... حتى لا يواجهه الخصوم بهذه الحجة ..
ونحن نقول لفضيلته أن يحاول عن طريق علاقاته بممولي الأبحاث أن يحاول أن يثبتوا علميا رواية " من تناول سبع تمرات في اليوم لا يصبه سحر ولا حسد" هذا سيكلفهم كثيرا ولكن "كله بثوابه "
ثم أخذنا فضيلة الشيخ في جولة سطحية في علم مصطلح الحديث وعلم الجرح والتعديل . والمعروف أن هذه العلوم تدور حول حكم بشر على بشر وهو حكم قاصر وأريد أن أسأله هل يستطيع أحد حتى الأنبياء أن يحكم على فرد أو أن يعرف سريرته..؟ وأجيب عليك بأية قرآنية {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ }البقرة204 وآية أخرى " {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }التوبة101 .. أي أن النبي عليه السلام كان ينخدع في بعض الأشخاص (وهو النبي) ..!!
ولكن علماء الجرح والتعديل كما عودونا يمتلكون قدرات أكبر من الأنبياء ..
وأهدي لهم هذه الآية القرآنية المكونة من ثلاث كلمات " {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ }الطارق9 " أي أن السرائر لن تبلى إلا يوم القيامة ... ولكن علماء الجرح والتعديل يستطيعون فعل ذلك في الدنيا ..!! ويقومون بهذه المهمة فمن أوكل لهم هذا العمل ..؟
إتق الله يا شيخنا البوطى ..!!