النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن )عن العظة من قصة آدم وحواء
قال المذيع : الواضح أن قصة آدم تكررت كثيرا فى القرآن
قال النبى محمد عليه السلام : لأنها قصة البشر وبنى آدم . وفيها العظة والعبرة لهم .
قال المذيع : وما هى العظة من قصة أبينا آدم ؟
قال النبى محمد عليه السلام: سأقول رأيى الشخصى
قال المذيع : ماذا تعنى برأيك الشخصى ؟
قال النبى محمد عليه السلام : يعنى هو رأى بشرى يمكن ان يقوله أى بشر ، وليس دينا ، فدين الاسلام هو القرآن وفقط .
قال المذيع : هل أورد القرآن أقوالا لك ؟
قال النبى محمد عليه السلام : فى موقعة بدر قلت لأصحابى : " ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة ؟". وجاء هذا فى القرآن الكريم قولا منسوبا لى فى معرض المدح : ﴿إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ﴾ (آل عمران 124). وفى غزوات ذات العسرة تثاقل المنافقون عن الخروج بينما جاء بعض فقراء المسلمين يريدون الخروج ولكن ليس معهم راحلة ولا مئونة فاعتذرت لهم وقلت لهم "لا أجد ما أحملكم عليه" ونزل القرآن يروى الحادثة ﴿لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ ﴾ (التوبة 91: 92). قلت لهم في ذلك الموقف: " لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ " فأصبحت مذكورة فى القرآن الكريم .
قال المذيع : هل قلت قولا تعرضت بسببه الى اللوم ؟
قال النبى محمد عليه السلام : كان زيد بن حارثة ابنا لى بالتبنى ، ونزل تحريم التبنى ، وبالتالى لا يجوز التعامل معه كإبن حقيقى . وكان زيد متزوجا وزوجته تسىء معاملته ، وكان يأتينى يشكوها لى . ونزل الوحى يامر بأن يطلق زيد زوجته ثم أتزوجها أنا بعده حتى يتم التطبيق العملى بأن الابن بالتبنى شخص عادى يجوز لى التزوج بطليقته وليست له حقوق الابن للصلب ، وحتى لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم بعد طلاقهن .. وتحرجت من هذا ، وبدلا من تنفيذ الوحى كنت أنصح زيدا حين يشكو لى زوجته بالابقاء على زوجته . كنت أقول له : (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ ) . هذه الكلمة التى قلتها ذكرها رب العزة فى معرض اللوم لى ، قال لى جل وعلا : ﴿ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ﴾ (الأحزاب 37).
قال المذيع : إذن كانت لك أقوال فيها الخطأ وفيها الصواب ، حتى فيما أورده القرآن فى القصص عنك .!
قال النبى محمد عليه السلام : نعم . أنا من البشر ، وما أقوله خارج القرآن الكريم يمكن أن يقوله أى شخص ، فيه الخطأ وفيه الصواب . أما ما أنطق به بالقرآن فهو الاسلام .
قال المذيع : وماذا عن السيرة التى كتبوها فى تاريخك ؟
قال النبى محمد عليه السلام : كانت حياتى نشطة فى الدعوة والجهاد بالأفعال والأقوال، وكانت أقوالى وأفعالى مرتبطة بظروفها الزمانية والمكانية والشخصية ، وبالتالى تستحيل أن تتكرر نظرا لاختلاف الظروف . وهى ليست دينا على الاطلاق .
قال المذيع : وماذا عن مدى الصدق فى هذه السيرة التى كتبوها عنك ؟
قال النبى محمد عليه السلام : الذى يتفق منها مع القرآن الكريم يكون حقيقة تاريخية بشرية ، ولكن لا يمكن أن تكون دينا ، لأن الدين هو القرآن الكريم ، وفقط . أما الذى يخالف القرآن الكريم فهو إفتراء .
قال المذيع : وماذا عن آرائك التى تقولها الآن ؟
قال النبى محمد عليه السلام : قلت هى آراء شخصية ليست دينا ، ويمكن أن يقولها أى شخص ، وهى تحتمل الخطأ والصواب .
قال المذيع : حتى لو كانت تعقيبا على الآيات القرآنية ؟
قال النبى محمد عليه السلام : حتى لو كانت تعقيبا على الآيات القرآنية.
قال المذيع : بعض الناس يستنكر كلامك معى لأنه لا يليق أن يقال ( قال النبى ) .
قال النبى محمد عليه السلام : لأنه لا تزال فى قلوبهم رواسب تقديس للأنبياء ، يرونهم أعلى مستوى من البشر ، مع أننى بشر كنت آكل الطعام وأمشى فى الأسواق . هذه المقالات تزيل رواسب التقديس للأنبياء وتؤكد على بشريتهم ، وأن الدين هو كلام الله جل وعلا فى القرآن فقط ، وما عداه هو كلام بشر يؤخذ منه ويُردُّ عليه .
قال المذيع : بعضهم يخشى أن يأتى وقت فى المستقبل ويأخذ الناس أقوالك معى على أنها ( أحاديث ) وأنها (سُنة ) .
قال النبى محمد عليه السلام : من يفعل هذا يتناسى كل التأكيدات التى أكررها من أننى بشر أخطىء وأصيب مثل بقية البشر ، وأن كلامى معك ليس دينا لأن الدين الاسلامى هو القرآن وفقط . وفى النهاية فلا تستطيع أن تمنع أحدا من الضلال ولا تستطيع ان تمنع أحدا من الهداية .
قال المذيع :هل نسكت ؟ ماذا نفعل مع أولئك المعترضين ؟
قال النبى محمد عليه السلام : نعظهم بالقرآن الكريم ، فإذا عاندوا نتركهم فى حالهم ونقول لهم : (اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (122) هود )
قال المذيع : فماذا إذا رفضوا رأيك ؟هل يكونون كفارا ؟
قال النبى محمد عليه السلام : مطلقا . هو رأى يحتمل الخطأ والصواب . ليس دينا بل وجهة نظر .
قال المذيع : ندخل بهذا على وجهة نظرك فى العظة من قصة آدم . ماذا ترى ؟
قال النبى محمد عليه السلام : أرى إن القضية الأساس هنا هى طاعة الأمر الالهى وموقفنا منه .
قال المذيع : بمعنى ؟
قال النبى محمد عليه السلام : أمر الله جل وعلا الملائكة أمرا غريبا هو السجود لآدم المخلوق من طين ، وهم اعلى نوعية منه من حيث الخلق لأنهم مخلوقون من طاقة نارية وليس من طين . فى الاستجابة لهذا الأمر الغريب أطاع كل الملائكة إلا واحدا فقط هو ابليس . فأصبح لدينا موقفان : الطاعة السريعة للأمر الالهى دون سؤال عن السبب كما فعلت الملائكة، وموقف مناقض هو العصيان للأمر كما فعل ابليس .
قال المذيع : رائع .
قال النبى محمد عليه السلام : ثم نهى الله جل وعلا آدم وزوجه عن الأكل من الشجرة المحرمة دون إبداء سبب تحريمها هى بالذات . وعصى آدم وزوجه ، ولكنهما أسرعا بالتوبة . وقبل الله جل وعلا توبتهما ، فأصبح لدينا موقف ثالث من الأمر الالهى ، هو التوبة بعد العصيان .
قال المذيع : أى أصبح لدينا ثلاثة مواقف : أن تطيع ، أن تعصى ، أن تعصى ثم تتوب .
قال النبى محمد عليه السلام : يمكن أن تقول فى العصيان أنه نوعان : أن تعصى وتبرر وتسوغ وتشرع عصيانك وبالتالى لا يمكن أن تتوب مثل ابليس ، وأن تعلم أنه عصيان فتتوب مثل آدم وحواء .
قال المذيع : هذه المواقف الثلاث نراها فى حياتنا العملية . ولنتكلم هنا بثقافتنا . هناك من يفعل الخير طاعة للخالق . وهذا يشبه موقف الملائكة . وهناك من يخطىء فيؤنبه ضميره فيتوب مثلما فعل آدم وحواء، وهناك من يبرر جريمته بتبريرات مختلفة ، وحين يقع فى التبرير للخطأ لا يمكن أن يتوب مثل ابليس.
قال النبى محمد عليه السلام : هناك الأكثر إجراما .
قال المذيع : من هو ؟
قال النبى محمد عليه السلام : الذى يرتكب الجرائم ثم يجعلها تشريعا إلاهيا ينسبه لرب العزة جل وعلا . وهذا ما حذر منه رب العزة جل وعلا فى سياق الوعظ بعد أن قصّ قصة آدم وخداع الشيطان له .
قال المذيع : كيف ؟
قال النبى محمد عليه السلام : بعد أن قصّ جل وعلا قصة آدم وجّه حديثه لبنى آدم فقال لهم : ( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ )
قال المذيع : ما معنى هذا ؟ وما صلته بآدم وحواء ؟
قال النبى محمد عليه السلام : فى الجنة البرزخية كان آدم وزوجه يرتديان ثوبا نورانيا يستر جسدهما المادى فلما عصيا تمزق هذا اللباس النورانى وبدأ جسدهما المادى ( السوأة ) فى الظهور. الله جل وعلا أنزل علينا لباسا نرتديه نغطى به جسدنا . وهو اللباس الذى نرتديه مصنوعا بأيدينا . ثم إن النفس حين ترتدى التقوى يكون خيرا لها .
قال المذيع : كيف يكون هذه البدلة التى أرتديها مُنزّلة علينا ؟ هى من قماش . هل القماش مُنزّل علينا من الله ؟ هو مصنوع من القطن والكتان والجلود والحرير .
قال النبى محمد عليه السلام : الغلاف الجوى يغطى الأرض ، وكذا طاقة الشمس . وهى منزلة علينا من رب العزة جل وعلا . ومنها ينبت النبات ومنه يتغذى الحيوان .. ومنها الغذاء واللباس .
قال النبى محمد عليه السلام : فى الآية التالة يقول جل وعلا لنا : ( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ).
قال المذيع : هذا تحذير لنا من أن يخدعنا الشيطان كما خدع آدم وحواء من قبل . هذا مفهوم ، ولكن ما هو الغرض من التذكير بأن الشيطان كان هو الذى ينزع عن آدم وحواء لباسهما النورانى كى يريهما سواءاتهما ؟
قال النبى محمد عليه السلام : لعلك تذكر أنه ــ حين كان ابليس ورفض السجود لآدم ـ كان يحتج بأن آدم مخلوق من طين . وهذا الطين سوأة . لذا فى غمرة حقده وتشفيه فى آدم وزوجه كان هو الذى ينزع عنهما لباسهما النورانى ليريهما ما تحته من جسد مخلوق من طين ، أى إنهما لا ينتميان الى هذا العالم البرزخى النورانى ولكن الى عالم أقل منه وهو العالم المادى الذى منه كان خلق آدم وزوجه .
قال المذيع : فما مغزى أنه يرانا من حيث لا نراه ؟
قال النبى محمد عليه السلام : قول رب العزة لنا (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ ) غاية فى الأهمية لنا . فإذا كان آدم وحواء فى الجنة البرزخية يستطيعان رؤية الشطان وقبيله أى من هم على شاكلته من مخلوقات البرزخ من ملائكة وجنّ فإننا فى عالمنا المادى لا نستطيع رؤيتهم . هم يروننا لأنهم فى مستوى أعلى منا وهو مستوى يتخللنا ، بينما لا نراهم لأننا فى مستوى ثقيل وأقل . وإذا كان الشيطان قد خدع آدم وزوجه وهما يريانه فهو أقدر على خداعنا وهو يرانا ونحن لا نراه بأعيننا المادية ، وبالتالى يكون نجاحه فى خداعنا أقوى . النفس البشرية التى ترتدى هذا الجسد السوأة تنتمى الى عالم البرزخ ، فيستطيع الشيطان أن يوسوس لها وأن يضلها ، وهى التى تتحكم فى الجسد وتقوده ، فإذا تحكم فيها الشيطان جعلها تقود جسدها الى المعصية بالقول وبالفعل . وحين يحدث هذا تكون موالاة الشيطان قد تمت ، ولهذا قال رب العزة جل وعلا فى نهاية الآية : (إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ).
قال المذيع : هذا واضح فى جرائم البشر وسفك دماء بعضهم البعض . لا يخلو يوم من آلاف الجرائم الفردية والجماعية والدولية . لذا فإن أفضل إستثمار هو فى صناعة السلاح الذى يقتتل به أبناء آدم ، مع انهم أخوة من أب واحد وأم واحدة .
قال النبى محمد عليه السلام : الخطيئة الكبرى أن بعضهم يرتكب الجرمة ويزعم أن الله جل وعلا أمره بهذا . بعد أن قال جل وعلا :( إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) وصف أولياء الشيطان بأنهم ( وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ) . يجعلون الجرائم عبادات وتشريعات إلاهية يزعمون أن الله جل وعلا أمر بها .
قال المذيع : هذا بالضبط ما يفعله الارهابيون فيما يسمونه بالجهاد وجهاد المناكحة ، والناس تسميهم ( إسلاميين ) لأنهم ينسبون أنفسهم الى الاسلام ، ويجعلون سفكهم الدماء ونهبهم الأموال وإسترقاقهم النساء شريعة اسلامية . بل وينسبون اليك أنك كنت تفعل هذا وانك قلت حديثا بكذا .
قال النبى محمد عليه السلام : أنا برىء مما يفعلون .
قال المذيع : كيف نرد عليهم ؟
قال النبى محمد عليه السلام : رب العزة جل وعلا ردّ عليهم مقدما . إقرأ قوله جل وعلا : ( وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ )
قال المذيع : نصل الى أن العظة كانت تأتى تعقيبا على قصة آدم مع تكرارها حتى لا ينخدع أبناء آدم بالشيطان الذى خدع أباهم من قبل.
قال النبى محمد عليه السلام : هذا بالإضافة الى تنبيه لأبناء آدم بارسال الرسل اليهم بالهدى ، قال جل وعلا : ( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) طه ) ( قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) البقرة )
قال المذيع : هذا خطاب بالانذار والتبشير .
قال النبى محمد عليه السلام : وهناك خطاب الاهى آخر عاطفى وعقلى معا ، يقول فيه جل وعلا لأبناء آدم : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا ) 50 ) الكهف ). أى كيف تتخذون من عدوكم الشيطان وذريته أولياء وتتركون الخالق وهو وليكم الأعظم الذى لا ولى سواه ولا إله غيره ؟ ما اسوأ هذا البدل .
قال المذيع : من اسف أن كل هذا الثراء فى قصة آدم لا نجده فى العهد القديم
قال النبى محمد عليه السلام : لأن القرآن الكريم رسالة إلاهية فى الهداية ، وليس كتابا يسرد التاريخ .