بسم الله الرحمن الرحيم
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له...
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى جميع الأنبياء والمُرسلين... وبعد
** لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا ي&oacَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ** صدق الله العظيم
ما معنى الإسلام
في كتاب الله جل جلاله؟؟؟
* الإسلام هو دين التوحيد لله جل جلاله والإستعانة والتوكل عليه وحده لا شريك له.
* المسلم هو من أسلم وجهه خالصا لله جل جلاله ومستعينا ومتوكلا عليه وحده لا شريك له (الموحد).
وآيات الله الدالة على الإسلام (التوحيد) والتعريف أعلاه كثيرة.. بل تقوم مُجمل الكتب السماوية (التوراة الكريم والإنجيل الكريم والزبور الكريم والقرآن الكريم) على هذا التوحيد (الإسلام)... ومنها:
قوله تعالى... على لسان سيدنا أبو الأنبياء إبراهيم (صلى الله عليه وسلم):
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {127}
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {128}
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ {129}
وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ {130}
إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {131}
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {132} أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {133} البقرة
وقوله تعالى:
وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ{22} لقمان
وقوله تعالى.. على لسان سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم):
قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {161}
قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {162}
لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ {163} الأنعام
وقوله تعالى:
قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ {108} الأنبياء
وقوله تعالى:
وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ {111} المائدة
وقوله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ {14} الصف
وقوله تعالى:
إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ {19}
فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ {20} آل عمران
وقوله تعالى:
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {85} آل عمران
وقوله تعالى:
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {33} فصلت
وقوله تعالى.. على لسان سيدنا يوسف (صلى الله عليه وسلم):
وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ{38} يوسف
رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ {101} يوسف
وقوله تعالى.. على لسان سيدنا موسى (صلى الله عليه وسلم):
وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ {84} يونس
وقوله تعالى.. على لسان فرعون قبل أن يغرقه الله (جل جلاله) كافرا:
وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ {90}
آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ {91} يونس
وقوله تعالى على لسان سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم):
قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ {11}
وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ {12}
قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ {13}
قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي {14}الزمر
وقوله تعالى.. على ذكر سيدنا سليمان (صلى الله عليه وسلم):
قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ {29}
إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {30}
أَلَّا تَعْلُو عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ {31} النمل
قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ {38} النمل
فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ{42} النمل
قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {44} النمل
وقوله تعالى على لسان سيدنا نوح (صلى الله عليه وسلم):
فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ{72} يونس
وقوله تعالى:
بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {112} البقرة
ولقوله تعالى:
أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ {83} آل عمران
ولقوله تعالى:
وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {46} العنكبوت
ولقوله تعالى:
وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً {125} وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً {126} النساء
ولقوله تعالى:
قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ {14} قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ {15} الأنعام
ولقوله تعالى:
قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {66} غافر
وقد تكرر الإسلام والتوحيد (لله وحده لا شريك له) فى القرآن الكريم.. على لسان جميع الرسل والأنبياء (صلوات الله عليهم جميعا) الأوليين والآخرين ودون إستثناء.
وذلك منذ بداية خلق أبو البشرية آدم (عليه السلام).. وإنتهاءا بخاتم الأنبياء والرُسُل سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).. الذى جاء مكملا ومصدقا.. للرسالات السماوية السابقة..
ووجدت من خلال القرآن الكريم أن جميع الرسل والأنبياء (صلوات الله عليهم) كانوا جميعهم مسلمين... أخلصوا وجوههم لله وتوكلوا عليه وحده لا شريك له.
ولهذا يطلق على جميع أهل الكتاب ممن آمنوا بالله واليوم الآخر وعملوا صالحا.. بالمسلمين الموحدين المؤمنين.. ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.. نسبة لرسلهم وأنبيائهم المسلمين والذين بلغوا رسالات ربهم الأعلى.. وهي رسالة التوحيد (الإسلام) لله وحده لا شريك له.
أما ما وجدته ولاحظته اليوم، من خلال إنكارنا نحن الأعراب والمسلمين من اُمة سيدنا محمد (عليه الصلاة والسلام) وإقصاؤنا لأهل الكتاب من اليهود والنصارى من كونهم مسلمين... وإحتكارنا للإسلام على انه لنا!!! وان أهل الكتاب ليسوا مسلمين!!! فذلك تحريف للكلم عن مواضعه!!! ولم يأت الله بها من سلطان!!! ما يثير الشك في أسلوب تعاملنا مع أهل الكتاب!!! ولكون رسالاتهم السماوية هي قائمة على الإسلام لوجه الله جل جلاله أصلا، ولا تختلف عن القرآن الكريم كرسالة سماوية، وإلهنا وإلههم واحد.. وربنا وربهم واحد، ورسلهم وأنبياؤهم جميعهم مسلمون!!! والله جل جلاله أرتضى لكل منا دينا لنتبعه ( شرعة ومنهاجا - كلٌ على دين الله جل جلاله -) وأمرنا الله جل جلاله بأن هذه أديان الله جل جلاله في الأرض، وأمرنا كذلك بأن لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي.
لقوله تعالى:
وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ {43}
إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ {44}
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {45}
وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ {46}
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {47}
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {48} المائدة
ولقوله تعالى:
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ {68} المائدة
ولقوله تعالى:
لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {256} البقرة
والسؤال المهم هنا ؟؟؟ هل أهل الكتاب (أمم اليهود والنصارى) هم ليسوا من اُمة سيدنا محمد (عليه الصلاة والسلام)؟؟؟ وهو الرسول المبعوث رحمة للعالمين من اُمم الجن والإنس بشيرا ونذيرا!!! أليس أهل الكتاب من اُمم الإنس؟؟؟ ويتبعون مثلنا مثلهم رسالة الإسلام من خلال كُتب الله جل جلاله السماوية!!! أم إنها حكرا علينا نحن الأعراب من قوم سيدنا محمد (عليه الصلاة والسلام)؟؟؟
لقوله تعالى:
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ {107} الأنبياء
ولقوله تعالى:
مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً {79} النساء
ولقوله تعالى:
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ {28} سبأ
لقد وجدت بما لا يدع مجالا للشك اننا.. أنكرنا وأقصينا وكفَرنا الآخرين من أهل الكتاب ظلما وعدوانا وبهتانا!!! وكل ذلك من صنع وعدوان البشر أهل الشقاق والنفاق (الملوك ومعهم أئمة الكُفر)!!! وبتشريعات مذاهبية ولا تمت إلى أوامر الله جل جلاله في القرآن الكريم في شيء!!! وتأكيدا لذلك وجدت في القرآن الكريم أن رسولنا ونبينا سيدنا محمد (عليه الصلاة والسلام) وهو يشتكى إلى الله ربه (جل جلاله)... ويشكو قومه من الأعراب.. بأن أتخذوا هذا القرآن مهجورا!!!
لقوله تعالى:
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً {30} الفرقان
ووجدت ان شكوى رسولنا ونبينا سيدنا محمد (عليه الصلاة والسلام) إلى الله جل جلاله، لم تكن محصورة بواقعة ما.. ولزمن ما، بل ظلت (وللأسف الشديد) قائمةٌ حتى يومنا هذا!!! وهذا ما يبين بوضوح ما نحن عليه اليوم من خروج عن منهج الله جل جلاله في أن نؤمن بما تشتهي أنفسنا من عدوان وكُفر وإقصاء لأهل الكتب السماوية (أهل الكتاب), دونما أن ينزل الله بذلك من سلطان!!! ودونما إتباع لأوامر الله جل جلاله في كتاب الله (القرآن الكريم).
لقوله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً {150}
أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ( 151) النساء
ومن خلال التفكُر والتدبُر والتذكُر بكتاب الله جل جلاله، نجد الكثير من المخالفات البشرية غير الشرعية!!! والبدع الخارجة كليا عن منهج الله جل جلاله... والمبينة جليا في كتاب الله جل جلاله (القرآن الكريم)، نعيشها اليوم (للأسف الشديد) نتيجة أهواء بعض الجاهلين... ممن يفرقون بين الله ورسله... ووصفهم الله بالكافرين!!!
لقد أصبح الفقهاء ممن يدَعون بأنهم علماء الإسلام اليوم.. لا يستشهدون بآيات الله كثيرا إلا ما ندر!!! ويستشهدون بأقوال صنعها وتناقلها البشر عن الرسول والنبي سيدنا محمد وآل بيته (عليهم الصلاة والسلام) والتي نسبت عن أكثر من مصدر بعد موت الرسول بمئات السنين!!! ووجد فيها مؤخرا أكثر من عشرات الآلاف من الأحاديث الضعيفة والتي لا تمت إلى الرسول والنبي سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) بصلة!!! ما يؤكد ان كل تلك الأقاويل أُختلقت إختلاقا للعدوان على الله جل جلاله والكتاب والرسول!!!
لقوله تعالى:
كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ{30} الرعد
ناهيك عن معظم كُتب التفسير والتي كتبت قبل حوالى (1200 سنة) إثر حروب طاحنة وتاريخ كتبت حروفه بالدماء!!! وتحول الناس حينها إلى طوائف متناحرة ومذاهب وشيَع!!! ووجدت فيها الكثير والكثير من الأقوال، نسبت باطلا إلى الرسول والنبي سيدنا محمد وآل بيته (عليهم الصلاة والسلام) بعد موته بفترة لا تقل عن مائتي عام!!! وتتعارض تعارضا واضحا وتتناقض تناقضا تاما مع نص وروح وجوهر ومضمون القرآن الكريم!!!
مُعظم كُتُب التفسير لم تتجدد حتى يومنا هذا... بالرغم من تغير الزمان وظهور معجزات كثيرة فسرت وصححت ما قبلها من التفسيرات!!! بل اُعتبر التجديد والإجتهاد والتذكر والتدبر والتفكر هي من الممنوعات وكأنها من المحرمات (موضوع عليها خطٌ أحمر ) ؟؟؟ في تناقض واضح لأوامر الله جل جلاله والقائمة على الإجتهاد والتفكُر والتعقُل والتدبُر لآيات الله في القرآن العظيم!!!
لقوله تعالى:
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً {82} النساء
وقوله تعالى:
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا {24} محمد
وما يتطلب ضرورة إعادة التقييم والنظر والتدبر والتفكُر، لما جاء في كتب التفسير، كإجتهاد بشري يشكرون عليه، والإجتهادات البشرية تقبل المراجعة والتمحيص... بإجتهادات أخرى بشرية تصحح ما قبلها.. من واقع ان كثيرا من المعطيات التي لم تكن متاحة حينها، هي متاحة الآن!!! وعلى سبيل المثال لا الحصر:
قوله تعالى:
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ{33} الرحمن
لقد وجدت ان جميع تفسيرات المفسرين للآية أعلاه.. ليست موفقة... كتفسير كُتب قبل قرون من الزمان... ولا تتطابق بالمقارنة مع ما نراه اليوم من علوم الله جل جلاله في السموات والأرض!!!
وجزاهم الله خيرا أن أجتهدوا فى عصرهم!!
ولأنه في ذلك الزمان لم يكن أحد ليصدق بأن الجن والإنس لينفذوا إلى أقطار السموات والأرض، كما نشهده اليوم من تكنولوجيا وتقنيات حديثة، لم تكن متوفرة في ذلك الزمان... من طلوع إلى سطح القمر، والأقمار الإصطناعية لإستكشاف علوم الكواكب السيارة في الفضاء الخارجي!!! بإلإضافة إلى كثير من الإكتشافات العظيمة في الفضاء الخارجي... وفي علم الإنسان والمعجزات العظيمة في خلقه!!!
وكما نرى ونلاحظ اليوم، من أن لعيون الإنسان أخصائيين!!! وللأنف والأذن والحنجره أخصائيين!!! وللبطن أخصائيين!!! وللجلد أخصائيين!!! وغيرها من أجزاء الجسم الأخرى لديها أخصائيون!!! ومع كل تلك التخصصات إلا ان العلم البشري والإستكشافات الحديثة لم تتمكن ولم تستطع إكتشاف جميع أسرار وعلوم الله جل جلاله في خلق السماوات والأرض وفي خلق الإنسان!!!
وإلى جانب الكثير غيرها من العلوم والتقنيات فى شتى مجالات الحياة، والمذكورة جميعها أصلا فى القرآن الكريم!!!
بل بيَن الله جل جلاله لنا معجزاته في هذا القرآن العظيم وعلومه، والتي لا تتغير مع تغير الزمان ولا تتبدل مع تبدل المكان!!! إلى أن تقوم الساعة (بإذن الله)، والتي تتغير وتتبدل هي إجتهادات البشر.
وهنا تكمن معجزات الله جل جلاله فى كتابه المبارك (القرآن الكريم).
لقوله تعالى:
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {53} فصلت
إن مواكبة جميع الإكتشافات العلمية لعلوم الله جل جلاله في السماوات والأرض هي ضرورة حياتية شديدة... ليعلم من في قلوبهم مرض الشك من الكافرين (والكافرون هنا من كل الأمم من الجن والإنس، بمن فيهم نحن) بعظمة هذا الخلق العظيم من خالق عليمٌ عظيم، وليكونوا من الموقنين...
ولم يكن الله جل جلاله ليأمرنا أن نتفكر ونتذكر ونتدبر هذا القرآن العظيم إلا ليرينا آياته ومعجزاته في السماوات والأرض وفي أنفسنا (في الآفاق وفي أنفسهم) حتى يتبين لنا انه من خالق عظيم عليم، وسع كل شيء علما.
لقوله تعالى:
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ {75} الأنعام
ووجدت ان بعض ممن يدعون الفقه الإسلامي يستشهدون بأقوال نقلت إلينا ونسبت إلى رسولنا ونبينا سيدنا محمد وآل بيته (عليهم الصلاة والسلام) منذ أكثر من (1200 سنة) دونما تأكيد لمصادرها البشرية!!! أكثر من إستشهادهم بأصل كل التشريعات والعلوم (القرآن الكريم)... فقد توقفوا عن الإجتهاد والبحث والدراسة والتفسير لعلوم الله جل جلاله في القرآن الكريم... وجمدوا الإجتهاد وتبلدت عقول الناس على فهم وتدبُر هذا القرآن العظيم من خالق عظيم... مما ساهم وساعد في تأخرنا... وتخلفنا عن مواكبة علوم الله جل جلاله في السموات والأرض... بل وتبلدت وتجمدت لدينا قلوبنا... لنفقه بها وأعيننا لنبصر بها وآذاننا لنسمع بها... وتبلدت وتجمدت معها جميع مراكز الفقه والبحث والدراسات في جميع العلوم الحياتية... الشرعية والفقهية والطبية والفلكية والإقتصادية والإجتماعية والسياسية وغيرها من المتطلبات وأستحقاقات التدبر والبحث والتفكُر والعلوم والإستكشافات والتذكر والتفقه... وأرتضينا بأن نعيش كالأنعام... بل أضل من البهائم والحيوانات الضالة (للأسف الشديد)!!! ونحن ننظر من حولنا ما وصل إليه أهل الكتاب في شتى علوم الله جل جلاله في السماوات والأرض.
وأعتقدنا خطأ بأننا على الصراط المستقيم... وأصبحنا نختلف على تفاهات الأمور الحياتية... ما يكشف عن هويتنا المفرغة كليا من أي علوم... وبينا للعالم من حولنا بأن لدينا قدرات هائلة على إختلاق الإختلافات العميقة فيما بيننا والتبريرات والحجج الواهية الضعيفة... من خلال ألسنتنا الطويلة... وغياب كلي عن تسخير ما سخر الله جل جلاله لنا من قلوب وعقول وحكمة وإيمان وتأريخ!!!
لقوله تعالى:
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {124}
قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً {125}
قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى {126}
وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى {127} طه
لقد كان لنا تأريخ مشرف... عندما أجتهد العلماء الأفاضل قديما في عصرهم (وجزاهم الله خيرا) أجتهدوا في كل العلوم الفقهية والفلكية والطبية والإستكشاف والأبحاث والدراسات... وغيرها من العلوم التي لا زالت آثارها حتى يومنا هذا!!! وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قوة الإيمان لدى الأقدمين من المسلمين، لأن الله جل جلاله أرادنا أن نستخدم عقولنا وقلوبنا والتبصر بما حولنا من علوم عظيمة من خالق عليم قدير، وان نتدبر بما سخر الله جل جلاله لنا من حواس وقدرات وإمكانات لنقوي من خلالها الإيمان وعند من فيهم ريب أو شك بإلله جل جلاله.
وأصبح إيماننا اليوم (للأسف الشديد) ضعيفا... وأكتفينا نحن بما عمله علماؤنا الأقدمون... وتبلدنا وتجمدنا نحن عن متابعة وإستكشاف ما سخر الله جل جلاله لنا من علوم... وأصبحنا حضارة القديم... لا زلنا نعيش في العام 600 ميلادية!!! ولم نتزحزح منه، وتلهينا في أمور الحياة الروتينية البدائية... وأرتضينا بما نحن عليه ندعي العلم فقط (علم ما قبل 1200 سنة!!!)، وأصبحنا ليس أكثر من بلداء جامدين مُستهلكين... لا نختلف كثيرا عما خلق الله جل جلاله لنا من أنعام... بل أضل سبيلا!!!
لقوله تعالى:
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ {110} آل عمران
فالعلاقة هنا واضحة تماما، وتبين بوضوح ان دين الإسلام هو دين فاعل قائم على الحركة والفاعلية والإستمرارية ويجدد نفسه، ويقوم على أساس أن يستسلم الإنسان ويسلم وجهه يقينا وحنيفا وخالصا لله وحده لا شريك له... ولا يستعين ولا يعتمد ولا يتوكل إلا على الله وحده لا شريك له رسولاٌ كان أو نبيا أو تشريعا أو آل بيتا أو صنما أو ملكا أو ولدا.
وعندما نتحدث عن الإسلام والذي تقوم أركانه الأساسية على الله وحده لا شريك له والتوكل والإستعانة على الله جل جلاله وحده لا شريك له، فيكون واضحا تماما التسليم العلمي اليقين كليا لله وحدة لا شريك له... من واقع ما يبينه العلم (علوم الله جل جلاله في السموات والأرض) ليؤكد أن هذا العلم العظيم هو فوق خيال وقدرات وإمكانات البشر... وهو يقود بالضرورة إلى التوحيد المطلق لله وحده لا شريك له... رسولا كان أو آل بيتا كان أو تشريعا كان أو ولد.
ويختلط على الناس هذه الأيام مفهوم الإسلام القائم على إجتهادات البشر من واقع ما تعلمناه خطأً منذ نعومة أظفارنا ومن خلال ما خطه البشر بأيديهم حول مصادر بشرية مجهولة لدينا!!! وبين مفهوم الإسلام الفعلي الحقيقي، من واقع كتاب الله جل جلاله ومصدر كل التشريعات والدساتير والأُصول والفقه والعلوم (القرآن الكريم).
بحيث أختلط مفهوم الإسلام بمفهوم الإيمان!!! بحيث لم نعد قادرين على التمييز بينهما فى حياتنا اليومية!!! عندما وجدت أنه حددت خمسة أركان للإسلام!!! وستة أركان للإيمان!!! وكلها تتعارض تعارضا كاملا وتتناقض تناقضا كاملا مع مفهوم الإسلام والإيمان في القرآن الكريم!!!
لقد آليت على نفسي من خلال مصدر كل التشريعات والأصول (القرآن الكريم) جاهدا, السعي لفهم ودراسة وإستكشاف العلاقة القائمة بين الإسلام الذى سمانا به سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء (عليه الصلاة والسلام) وبين جميع الرُسُل والأنبياء (صلوات الله عليهم) الذين أسلموا وجوههم خالصة لله وحده وأستعانوا بالله وحده لا شريك له... وبين الإيمان الذى جاء مفصلا فى كتاب الله (القرآن الكريم) وكله اُنزل بالوحى على سيدنا محمد (عليه الصلاة والسلام) وليبلغه وليعلمه للناس من خلال كتاب الله جل جلاله والمنزل إليه بالوحي ...
(وأي إجتهاد بشري يتناقض !! أو خروج عن النص الدستوري الشرعي الإلهي في القرآن الكريم، هو إجتهاد باطل).
لقد وجدت ان خاتم الرُسُل والأنبياء سيدنا محمد (عليه الصلاة والسلام) جاء مصدقا للرسالات والرُسُل والأنبياء ممن سبقوه (عليهم الصلاة والسلام) والذين هم جميعا مسلمون، والعلاقة القائمة على التصديق لمن سبقوه وبأنه أول المسلمين.. وبين الإيمان بالقلب وبالغيب... تصديقا وعملا صالحا، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالغيب والتسارع في الخيرات، وغيرها من السلوكات والمعاملات النابعة من إسلام المرء خالصا لوجه ربه الأعلى، إيمانا بالقلب وتصديقا بالعمل.
لقد وجدت للاسف الشديد الكثير من الخلط واللبس والإقصاء للآخر من أهل الكتاب (أمم اليهود والنصارى) وكثير من التعاليم والدراسات والتفسيرات البشرية العدوانية والقائمة على ما هو متعارض ومتناقض مع روح وجوهر ومضمون كتاب الله جل جلاله (القرآن الكريم)!!!
وخلصت إلى نتيجة واضحة, أساساتها تقوم على تاريخ محرف تماما... كُتبت سطوره بالدم!!! وهو تأريخ إسلامي بشري مشوَه تماما!!! وقائم على العدوان والفتنة والفرقة بين الناس والأحقاد والكراهيات وأشد الكفر والنفاق!!! وهي كلها سلوكات ومعاملات لا تمت بصلة إلى الدين الإسلامي الحنيف... القائم على السلام والوسطية والتعايش السلمي والرحمة والمغفرة والتراحم بين الناس!!!
إن ما تم تعليمه لنا ولأولادنا من خلال تاريخ بشري محرف دام مشوَه مزوَر.. وسنن وأقاويل بشرية نُسبت ظلما وعدوانا وباطلا الى الرسول وآل بيته.. بعد موته بمئات السنين... وهي كلها تصب عدوانا في الخروج عن حدود ما أنزل الله جل جلاله إلى رسولنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)... وأمروا الناس ظلما لإتباعها... ولا تقوم أساساته على كتاب الله جل جلاله (القرآن الكريم) وسنن الله جل جلاله والموحاة إلى رسله وأنبيائه جميعهم (الفرقان الكريم)!!!
وهو ليس الدين الحق الذي يجب أن يتبعه المسلمون اليوم بأي حال من الأحوال!!! لأنه لا يخدم إلا الملوك والمشايخ والسلاطين والأمراء غير الشرعيين والدكتاتوريين الطغاة (وهم على غير منهج الله جل جلاله القائم على الشورى بين الناس... ولم ينتخبهم أحد). وإعادة دراسة جميع التأريخ والتشريعات والفقه الإسلامي والنصوص والتي تتطلبها الأمانة منا هي ضرورة قصوى... لإعادة التقييم السليم لكل التشريعات والسُنن والنصوص التي كتبها البشر بالدم!! ومرت من خلال حروب كثيرة غيرت كثيرا التأريخ الحقيقي, وهي كلها قائمة على:
1- العدوان والحرب على الله جل جلاله (بعدم إتباع أوامره ونواهيه) والإشراك به والإقران معه الرسول وإبن عم الرسول وأحفاد الرسول, على الرغم من تحريمها في القرآن الكريم.
2- العدوان والحرب على حدود ما أنزل الله جل جلاله إلى رسولنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) في كتاب الله جل جلاله (القرآن الكريم)!!!
3- العدوان والحرب على رسول الاُمم (الرسول الاُمَي) وخاتم النبيين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وتجهيله!!! على أساس انه جاهل للقراءة والكتابة!!! وتحويله بعد موته من رسول الله معني بتبليغ رسالة الله السماوية وهو حي يرزق, إلى إله آخر يشرع مع الله ونطقوه على هواهم بعد موته وإنقطاع الوحي عنه بمئات السنين!!! وليشرعوا ومن خلاله وعدوانا عليه وجودهم غير الشرعي بنظام الوراثة والأسر الحاكمة.
4- العدوان والحرب على الرسالات السماوية (التوراة الكريم والإنجيل الكريم) وإقصاؤها وإعتبارها ديانات لاغية بعد ظهور (القرآن الكريم)!!! بما لم ينزل الله به من سلطان في القرآن الكريم.
5- العدوان والحرب على أهل الكُتُب السماوية وإعتبارهم كُفارا وانهم غير مسلمين!!!
6- العدوان والحرب في تحريفهم عمدا لتفسيرات القرآن الكريم.
7- تصديرهم لأديان مذاهبية إلى الأميين (ماتعرف اليوم بالدول الإسلامية ).
وعلى أساس تقييمنا الجدي للتشريعات، فلسوف نتمكن من أن ننتهج الدَين الحق القائم على الإسلام والتوحيد والإيمان الراسخ لوجه الله جل جلاله، من خلال أصل كل العلوم والتشريعات والفقه والأصول... كتاب الله جل جلاله (القرآن الكريم) ويأتي بداخله (الفرقان الكريم) – سُنن الله جل جلاله المنزلة بالوحي إلى رُسُله وأنبيائه جميعهم.
إن محاولة التعرف على مكامن الضعف... والتعرُف على مقومات القوة، هي ضرورة حياتية شديدة... ولا نستطيع أن نمتلك مقومات القوة من خلال العدوان أبدا، نتحمل على عاتقنا مسؤولية تعليم أبنائنا، الدَين السليم الصحيح الحق، القائم على كتاب الله جل جلاله (القرآن الكريم) كرسالة إلهية لا تقبل الشك ولا تحتمل الخطأ... تقوم على التوحيد المطلق لله جل جلاله.. وإتباع أوامره ونواهيه المنصوص عليها في كتابه العزيز (القرآن الكريم والفرقان الكريم).. وضرورة طمس كل التاريخ البشري المحرف تماما... والذي كتبت حروفه بالدم... وكشف جميع مكامن التحريف والذي أدى بالنتيجة إلى تخلفنا وتغيبنا عن ركب العلوم والحضارات... ما أدى بالنتيجة إلى غياب كلي وشامل للتعاليم والأوامر التي أمرنا الله جل جلاله بإتباعها (الأوامر والنواهي من خلال إتباع ما جاء في كتاب الله جل جلاله (القرآن الكريم) وبلسان رسولنا سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، حتى نتمكن من تنشئة أبناء وأجيال سليمة متعافية... تستطيع وتتمكن من اللحاق بركب العلوم والحضارات الأخرى والتي لم يعد جيلنا قادرا عليها الآن، وبالنظر إلى المستقبل، نكون نحن قد أدينا الأمانة الملقاة على عاتقنا، لتبرئة الذمة وإراحة الضمير.
لقوله تعالى:
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً {30} الفرقان
وقوله تعالى:
طه {1} مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى {2} إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى {3} تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى {4} الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى {5} لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى {6} وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى {7} اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى {8} طه
وقوله تعالى:
إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ {33} المائدة
وقوله تعالى:
إِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ {12} التوبة
وقد لاحظت أن حال الأمة الإسلامية اليوم من قوم سيدنا محمد (عليه الصلاة والسلام) من الأعراب والأميين في القرى والبلدان المحيطة بها، وما وصلنا إليه من أوضاع مزرية مقيتة، وبالمقارنة مع ما وصل اليه أهل الكتاب من (اُمم اليهود والنصارى) وكيف أنهم وصلوا إلى ما هم فيه اليوم من علوم وتقنيات وعدالات إجتماعية وحريات ووحدة أراضيهم وقيمة حقيقية للإنسان عندهم...
بالإضافة إلى الغنى والتكافل الإجتماعي... وما وصلوا إليه من علوم الإنسان والفضاء (نتيجة إتباعهم لكتب الله جل جلاله السماوية)!!! وكيف أن الحاكم والمحكوم هم أمام القضاء سواسية!!! وكيف ان الحاكم عندهم يقوم على أساس الشورى والإنتخاب الشعبي للأفضل ووجود برلمانات وشورى حقيقية (وهي ما تُعرف اليوم بالديمقراطية وحقوق الإنسان) وهي مأخوذة من تعاليم كُتب الله جل جلاله السماوية.. التوراة الكريم والإنجيل الكريم.. ورفضنا نحن العمل بما جاء بالشورى في (القرآن الكريم)، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... وإنتخاب الحاكم الشرعي!!!
بالإضافة الى ما يمتلكون من مقومات القوة الضاربة في الأرض والتي تجوب بحار ومحيطات العالم!!! ما يؤكد كل السلوكات والمعاملات التي أوصانا وأمرنا الله جل جلاله بإتباعها وبالقيام بها من خلال الإسلام الحقيقي... وتعاليم الكتاب الحكيم (القرآن الكريم)...
ولو أتبعنا (القرآن الكريم ـ الدستور الإلهي المنزَل بالوحي على الرسول) لأمتلكنا من مقومات البأس والقوة ما يمكننا من ملاحقة ركب الحضارات القديمة الجديدة!!!
لقوله تعالى:
وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ {87} الحجر
وقوله تعالى:
مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {7} الحشر
ولكننا آثرنا على البقاء على ذكرى حضارة قديمة... ونسينا ان الدين الإسلامي متحرك وجمدناه نحن... وبقيت حياتنا ومعيشتنا كلها... مربوطة بفترات الجاهلية الأولى!!! ولا زلنا لم نبارح العام (600 ميلادية) حتى اليوم!!! وأرتضينا بأن يقرر مصائرنا (الملوك والحُكام والمشايخ الطغاة) أهل الجهل والتخلف والعدوان والإقصاء للآخرين!!! وعن طريق اولئك الحكام الطغاة... الذين آثروا إلا أن نعيش هكذا... نتيجة خروجهم عن منهج وأوامر الله جل جلاله في القرآن الكريم (كمصدر رئيسي للتشريعات) القائم على الشورى بين الناس (الديمقراطية وحقوق الإنسان - وهي من أصل كُتب الله جل جلاله السماوية -)!!!
لقوله تعالى:
وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ{60} الأنفال
وبالنظر إلى ما نحن عليه اليوم من ضعف وفقر وفاقة وضنك وأمراض وجهل وتخلف وفساد كبير ورشاوى ومظالم وقهر وبطش وقمع وتعسف وتنكيل وإذلال للشعوب والرعية وعدم وجود عدالات إجتماعية بين الحاكم والمحكوم!!!
بالإضافة إلى ما نراه اليوم من خيانات للحكام والملوك العرب وأموالهم وثرواتهم الشخصية ما يفوق الخيال... وشعوبهم فقيرة جائعة!!!
بالإضافة إلى الدكتاتوريات والخروج عن منهج الله القائم على الشورى وإنتخاب الحاكم المناسب... وغياب حقيقي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!!!
وأصبح الإنسان عندنا هزيلا مداسا لا قيمة له!!!
وبلداننا العربية والإسلامية اليوم... مفرقة مجزأة وحدودها الوهمية مغلقة في وجه الشعوب والرعايا، ولا تستطيع الرعية والشعوب أن ترفع رأسها مستنكرة!!! إلا وترى سيف وسوط وسجون الحاكم الطاغية قد أطالتك!!! ولا من يجيب!!! وتخرص كل الألسن أمام مظالم يومية... لم يدرك الناس بأنهم... قد أصبحت معيشتهم لا تختلف كثيرا عن الأنعام... بل أضل سبيلا... بسبب خروجنا عن منهج الله جل جلاله وإتباع تعاليمه في القرآن الكريم!!!
وأصبحت الأحقاد والكراهيات والعدوان بين الشعوب والمجتمعات العربية والإسلامية... تشكل وضعا طبيعيا... وتحولنا إلى مسلمي مذاهب وطوائف وأحزاب وجماعات وشيَع... ما يؤكد خروجنا المطلق عن منهج الله جل جلاله!!!
وأصبحت ضرورة اليوم... البحث عن الأسباب... ولماذا أصبحنا نعيش كالبهائم من الحيوانات بل أضل سبيلا... في شريعة الغاب... القوي فينا يأكل الضعيف... ونأكل كما تأكل الأنعام... لا مساواة ولا تراحم بيننا!!!
لقوله تعالى:
إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ {12} محمد
لقد وجدت (للأسف الشديد) ما يؤكد بأننا خرجنا كليا عن منهج الله جل جلاله (القرآن الكريم)، وأنه لا يوجد عندنا إسلام حقيقى!!!
وما يؤكد ذلك هو ما آلت إليه أوضاع المسلمين اليوم... ووجدتُ للأسف الشديد ان الإسلام الحقيقي موجود ومطبق حرفيا لدى أهل الكتاب (اليهود والنصارى) من اُمة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) واننا ندَعي الإسلام فقط، ظلما وعدوانا... ونعتقد خطأ وجهلا بأننا على الصراط المستقيم!!!
لم يكن كافيا الوصول إلى نتيجة مفادها اننا ندعى الإسلام فقط... بل أشد الكفر والنفاق!!!
لقوله تعالى:
الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {97}
وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {98} التوبة
وقد تمثل وصف الله جل جلاله لنا فيما أكتشفته لاحقا، ان كل التاريخ الذي تعلمناه في المدارس منذ نعومة أظفارنا قام أغلبه على التحريف والتزوير والكذب وأشد الكفر والنفاق... وتحريف الكلم عن مواضعه... وتزوير الكثير من الكلمات والترجمات والتفسيرات الغريبة المختلقة والمفتعلة عمدا... للعدوان على الله جل جلاله والعدوان على رسوله سيدنا محمد وآل بيته (صلى الله عليهم وسلم)... وللفرقة بين المسلمين من الناس والأحقاد والكراهيات والعدوان عليهم... بل ان هذا الدَين والتاريخ القائم اليوم هو لا يخدم في الحقيقة... إلا الحاكم الدكتاتور غير الشرعي الطاغية... والذي من مصلحته تفريغ الدَين من محتواه وقيَمه الحقيقية... ليتسنى له تطويع الناس... والعبث بمقدرات الأمم والشعوب... وأكل أموال الناس بالباطل!!!
ولا يجرؤ أحد من الرعية اليوم... على كتابة أو تقييم لما هو موجود لدينا اليوم من تاريخ قائم جميعه على تطويع الناس إلى الحاكم الدكتاتور الطاغية... ولكنها قد أصبحت اليوم ضرورة قصوى!!!
والبعض الآخر ممن يصفون أنفسهم بالفقهاء وعلماء المسلمين (المدعين منهم والمنتفعين من رشاوى الحكام الطغاة)... ممن يتجرأ ظلما وعدوانا بأن ينسب أشد جهله وكفره ونفاقه إلى رسول الله وخاتم النبيين سيدنا محمد وآل بيته (صلى الله عليهم وسلم) بعد موته وإنقطاع الوحي عنه بمئات السنين, ليصدقهم الناس!!!
لقوله تعالى:
قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {97} مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ {98}
وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ {99} البقرة
بأن ينسب إلى الرسول والنبي الصادق الأمين سيدنا محمد وآل بيته (صلى الله عليهم وسلم).. أقوالا لم يقلها ولم تصدر منهم... بل قالها بشرمجهولون لدينا ولم نعاصرهم ولم يعاصرونا... وليس لدينا دليل شرعي عنها، إلا ما تناقله البشر وخطوه بأيديهم بعد موت الرسول بمئات السنين... وهذا دليل مشبوه غير شرعي (وغير إلهي)، ولم ينزل الله به من سلطان... وتتعارض وتتناقض وتتعدى كليا حدود ما أنزل الله جل جلاله في نص وروح وجوهر ومضمون كتاب الله جل جلاله في القرآن الكريم (كدستور إلهي رباني) نزل بالوحي على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو حي يرزق) يجب أن نتبعه!!!
لقوله تعالى:
كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ {30}
وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ {31}
وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ {32} الرعد
ولقوله تعالى:
وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ {44} المائدة
ولقوله تعالى:
وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {45} المائدة
ولقوله تعالى:
وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {47} المائدة
فأي شخص اليوم بإمكانه أن يختلق أو يفتري أي كلام... ويدَعي ويقوله بلسان الرسول أو آل بيت الرسول!!! لأنه في الحقيقة... لا يوجد إلا ما تناقله البشر من أقاويل وأحاديث... كتبها وخطها البشر بعد موته بسنوات طويلة, تزيد في أغلبها على المائتي عام كما سيأتي توضيحه لاحقا!!! لم يكتبها أو يخلفها لنا الرسل والأنبياء ولا حتى الخلفاء الراشدون من بعدهم... بعد تجهيلهم للرسول من أنه لا يقرأ ولا يكتب كُفرا وظلما وعدوانا... وهو العالم والقارئ والكاتب ذو الخلق العظيم!!! وكُتبت إثر حروب بشرية طاحنة... وقُصد من وراءها التفرقة والفتنة بين الناس ومحاربة الله جل جلاله والرسول... ولم ينزل الله جل جلاله بهذة السنن البشرية من سلطان... وكلها تصب وتقوم في الغالب على العدوان ولمصلحة حكام عتاة دكتاتوريين مستبدين غير شرعيين طغاة... وخارجين بشكل فاضح عن منهج الله جل جلاله والقائم على إتباع نظام إسلامي شوروي بين الناس... وبيعة الشعب للحاكم... يكفل للإنسان حقوقه الطبيعية!!!
لقوله تعالى:
وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {23}
فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ {24} البقرة
وقوله تعالى:
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {1} اللَّهُ الصَّمَدُ {2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ {4} الإخلاص
وهل يستطيع من يدعون أنهم علماء الدين والمرجعيات الإسلامية اليوم... أن يقفوا في وجه كل الحكام غير الشرعيين... الخارجين عن منهج الله، ولم يأتوا بالشورى؟؟؟ فترى أغلبهم يتملصون... يراوغون... وينافقون!!!
عليهم دائرة السوء أنى يؤفكون والله سميع عليم، والله بكل شيء محيط.
إن الإسلام الحقيقى... هو الذى يقوم على ركن واحد فقط لا ثانى له, وهو ( التوحيد ).
وليس كما عُلمنا جهلا وباطلا وكفرا ونفاقا بأنه يقوم على خمسة... والبعض الآخر من ينسب هذا باطلا إلى رسولنا الصادق الأمين سيدنا محمد (صلوات الله عليه) بعد موته... وهو بريء منهم يخاف رب العالمين... والذين تعمدوا فيه الخلط في المفاهيم... لمفهوم الدين الإسلامي الحقيقي القائم على التوحيد لله وحده لا شريك له... وحرصوا على أن لا يعرف الناس دينهم الحقيقي... لأنهم لو عرفوا دينهم الصحيح لما رضوا بخروج الحكام الطغاة (غير الشرعيين), ولخروجهم عن منهج الله القائم على الشورى بين الناس ... ولأعتبروا ذلك كفرا!!!
لقوله تعالى:
وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ {101} التوبة
ولقوله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {174}
أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ {175}
ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ {176} البقرة
لقد حرص الحكام غير الشرعيين الطغاة، ومعهم بعض المشرعين المنتفعين المنافقين (من أشد الكفر والنفاق!!!) وتعمدوا التشويش والتحريف للكلم عن مواضعه والخلط بين مفهوم الإسلام ومفهوم الإيمان!!! بحيث أصبح من الصعوبة بمكان أن يعلم الإنسان تعريفا حقيقيا بسيطا يسيرا ثابتا للإسلام... القائم على التوحيد والتوكل والإستعانة على الله جل جلاله... وتعريف فعلي حقيقي للإيمان!!!
فالركن الوحيد للإسلام .. هو بأن تشهد باللسان وفى نفسك، بأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحى ويميت... حي لا يموت، وهو على كل شيء قدير، وإليه المصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وحده لا شريك له.. رسولا كان.. أو آل بيت أو تشريعا أوعظيما كان... أو ولدا...
وهو تعريف ينسحب على جميع أديان الله جل جلاله في الأرض ( ملل، شرائع, مناهج ), ولكل الأمم (من الجن والإنس) في السماوات والأرض.
ويعنى إختصارا:
قوله تعالى:
( إياك نعبد وإياك نستعين ) الفاتحة
وقوله تعالى:
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {13} التغابن
وقوله تعالى:
واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا {8}
رب المشرق والمغرب لا إله الا هو فاتخذه وكيلا {9} المزمل
ويعني:
(التسليم أو التوحيد لله جل جلاله والتوكل والإستعانة به وحده لا شريك له).
والمؤمن هو بالضرورة مسلم... أما المسلم فليس بالضرورة مؤمن.
فالخلاصة هنا جلية واضحة...
وهي أن جميع أهل الكتب السماوية (أهل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن) هم أهل أديان سماوية شرعها و سنها الله جل جلاله في الأرض، وهم جميعا كلهم مسلمون... بمن فيهم اُمم اليهود والنصارى... دونما إقصاء أو إستثناء للآخر... ودونما إكراه في الدين.
أما فيما يخص الإيمان... فأهل الكتب السماوية (أهل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن) منهم المؤمن... ومنهم الكافر... بمن فيهم نحن... الأعراب.