أخطأ ( السيسى ) ورسب (مشايخ الأزهر ) .
فى كلمته بالأمس 8-12-2016 فى إحتفال النظام المصرى بمولد النبى عليه السلام ،و أمام شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف ،واساتذة جامعة الأزهر ومشايخها ،وكبار مشايخ مساجد مصر وعبر وسائل الإعلام المصرية قال (السيسى ) كعادته عن قوى الشر التى تتربص بمصر ((اللي يقدر على ربنا يقدر علينا )).
وتعقيبى عليها يتلخص فى الآتى .
1--وفى الحقيقة من وجهة نظرى وبدون مجاملات ،وبدون خداع ،وبدون تحايل وتبريرات لخطئه ،فإن الجملة فيها كُفر بواح واضح وصريح ، وانا لا أتهمه بالكُفر العقائدى فهذا علمه عند ربى ، وإن كان لى رأى فى إيمانه السلوكى مع المصريين المخالفين له فى الرأى السياسى والتنفيذى على سطح الأرض ، فهو يتقمص شخصية الإله ،وطاغية مُستبد على المصريين ، لايؤمن بحرية الرأى والتعبير والإختلاف ، كاره للعلم وللمُتعلمين والمثقفين والمُستنيرين ، ديكتاتور منزوعة من قلبه الرأفة والرحمة على الضعفاء ، قليل الوعى ،من فصيلة أغبى الأغبياء ،وأخيرا يسير بمصر إلى قاع الفشل المؤكد.
2-- أنا هنا أُناقش الجملة التى قالها وصفق لها (خراف الأزهر ونعاجه ) فى حد ذاتها ،وأقول انها ( كُفر بواح ظاهر ،جلى وواضح للعيان ) ..
3--فهى تحمل فى داخلها ومضمونها أحد أمرين –
أ- إما أننا كمصريين آلهة من جنس الإله ، ونُشاركه فى حكمه فلن يهزمنا أحد لآننا آلهة .
ب – أو اننا ابناء الله وأحباؤه ، وبالتالى فلن يقدرأن يهزمنا أحد .
. وهذا مُحال على الله ، ونعوذ بالله من أن نقول بهذا أو ذاك .. ومن يقول بها فقد وقع فى المحظور وأصبح كافرا بربه سبحانه ،وصار ممن قال الله عنهم ((مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)).
4- وأنا اسأل (( السيسى )) هذه الأسئلة .
- هل إنتصرت أو كما تقول (قدرت على ربنا –) بنى إسرائيل على الله جل جلاله عندما قتلت انبياء من أنبياءه سبحانه وتعالى إليهم ؟؟؟
لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيق))
((فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ))
-- هل هُزم رب العزة جل جلاله (والعياذ بالله ) عندما تمكنت بنى إسرائيل من إيذاء (عيسى بن مريم ) وهزيمته ومُحاكمته ووضعه على صليب ليقتلوه ، (لولا أن توفاه الله ورفعه إليه ) وترك لهم شبيها آخر بديلا عنه ليقتلوه ؟؟؟
((وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ))
-- هل هُزم رب العزة حين هُزم نبيه ورسوله (يوسف ) بن يعقوب (رسول الله ) بن إسحاق ( رسول الله ) بن إبراهيم (رسول الله –وأبو الأنبياء ) على يد إمرأة العزيز وزوجها حين حكموا عليه بالسجن سنوات وسنوات لرفضه طاعة إمرأة العزيز؟؟؟
--هل إنتصرت قريش على رب العزة جل جلاله حين هزمت نبيه ورسوله محمد بن عبدالله فى معركة (أُحد) ؟؟
-- هل إنتصرت إسرائيل على المولى عزّوجل حين إنتصرت على الوطن العربى كُله فى 67 ولازالت حتى اليوم ايها الجنرال الهُمام ؟؟؟
5--ارجو من السيسى ومن كل فصيل سياسى أن يعملوا على أن يكون صراعهم السياسى على السلطة صراعا بشريا بشريا بعيداعن الإيحاء للعوام والبسطاء وخداعهم بأنه صراع بين الله وبين فريق من خلقه ،أو أن (فلان بن فلان ومن معه ) هوخليفة الله فى أرضه ، وظله فى كونه ، وأنه جاء بإختياره سبحانه ليكون سلطانا وملكا وحاكما على عبيده ، فوجبت له عليهم السمع والطاعة في العسر واليسر ، والمنشط والمكره ، وألا ينازعوه فى أمره لكى لا يعصون الله ما أمرهم .. فهذا كذب ودجل وخداع وتجارة بدين الله ما أنزل الله بها من سُلطان .
6--وأقول لمشايخ الأزهر والأوقاف والوزراء وسفراء الدول الإسلامية الذين حضروا الإحتفال . إذا كان (السيسى ) أخطأ حين قال ((اللي يقدر على ربنا يقدر علينا)) ، فأنتم رسبتم وسقطتم سقوطا مُدويا ،حين اصابكم الخرس الإختيارى عن الكلام ،ولم تردوه وتراجعوه فى قوله . بل إن مُصيبتكم أعظم وأخطر لأنكم أستحسنتموها وصفقتم له بعدها مُباشرة تصفيقا حادا وكأنه عائد إليكم بفتح عظيم ونصر مُبين على الأعداء !!!!!!
(( أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ ))
. فهل كانت على قلوبكم أكنة فلم تفقهوا قوله ؟؟
أم أنكم كتمتم الحق ورضيتم أن تكونوا ممن قال الله فيهم ((أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ))؟؟
7--أقترح على السيسى ،وعلى مشايخ الأزهر أن يتبرأوا من تلك العبارة علانية وعلى الملأ ،وعبر وسائل الإعلام ،ليس لإعلان توبتهم عن كُفرهم أو خطئهم فى حق المولى عزّوجل ،فهذا بينهم وبين الخالق العليم ولا دخل لأحد فيه ،ولكن لتبصرة الناس وتعليمهم شيئين.
–الأول – قيمة الإعتراف بالخطأ علنا فى حياة الشعوب لتقدمها وسيرها نحو الإصلاح المُستمر طالما ان الخطا كان أمام الناس جميعا .
الثانى – أهمية وضرورة ضبط المُصطلحات ، وإختيار الكلمات ،وخاصة عندما نتحدث عن المولى عزّوجل ،خالق الخالق رب الكون العظيم سبحانه وتعالى . لكى لا نكفر به دون أن ندرى ونحن نحسب أننا نُحسن صُنعا.
8-- دائما وأبدا (((سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ )))
== لمشاهدة كلمة السيسى ،والعبارة التى جاءت فيها .
https://www.youtube.com/watch?v=uAC7NkSYgSo