المفتي: هروب المعتمر داخل الأراضي السعودية لأداء الحج .. حرام شرعاً
كتب أحمد البحيري ١٤/١/٢٠٠٧
جمعة
أكد الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أن تخفي المعتمرين وتخلفهم عن العودة لأوطانهم بعد أداء مناسك العمرة وهروبهم من السلطات السعودية داخل أراضي المملكة لأداء فريضة الحج حرام شرعاً ولا يجوز بأي حال من الأحوال.
وقال جمعة في فتواه الجديدة التي أصدرها أمس تحت رقم «٥١١٥»: إن المعتمرين الذين يدخلون الأراضي السعودية بتأشيرة عمرة، وقوانين البلاد تحتم عليهم المغادرة بعد انتهائهم من العمرة،
ولا تسمح لهم بالبقاء حتي الحج - إقامتهم بعد ذلك - وتخفيهم، تُعد مخالفة لقوانين تلك البلاد ولأمر الحاكم، وهذا لا يجوز شرعاً لقول المولي عز وجل «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم..». النساء ٥٩،
وهذا الحاكم قد أمر بمغادرة البلاد بعد العمرة فتجب طاعته علي الفور ولا يجوز التخلف للحج. وأضاف جمعة: إن المتخلف عن العودة لدياره بعد العمرة يعاني الكثير من الذُل والإهانة في حال اكتشاف أمره حيث يتم ترحيله، والناس لا ينظرون إلي الذين يتم ترحيلهم في كل الدنيا إلا نظرة ازدراء، والمسلم لا ينبغي له أن يذل نفسه،
فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :(لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه)، وإذا كان المسلم لا يلزمه قبول هبة ثمن الماء الذي يحتاجه لوضوئه وقد علَّل الفقهاء ذلك بما يلحقه من المنَّة. والشرع الشريف قد راعي هذا الأمر - فلا يجب علي المسلم تحصيل الحج بهذه الطرق المحرمة من باب أولي.
وأوضح المفتي أن تخفي المعتمر لأداء الحج لا يقتصر علي المتخلف وحده بل يتعداه إلي أهل بلدته، إذ يعيّرون بذلك، وربما كان ذلك داعياً إلي سن تشريعات زائدة بخصوص أهل تلك البلد إذا تكرر من أبنائها مثل هذه الأعمال.
وقال: الواجب لا يترك إلا لواجب كما تقرر في قواعد الفقه، والحاكم هنا أمر بمغادرة البلاد عقب أداء العمرة وطاعته واجبة، والحج الذي تخلف البعض لأجله ليس بواجب في هذه الحالة خاصة أنه سيرتبط بمخالفات جسيمة.