العقل الخليجي 2
العقل الخليجي 2

سعيد علي في الأربعاء ٣٠ - نوفمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

شبه جزيرة العرب أو ما يسمى حاليا بدول الخليج العربي هذه المنطقة الصحراوية هي مهبط الوحي و مبعث خاتم النبيين عليه و عليهم السلام و بها الكعبة حيث يقصدها ملايين الناس للحج و العمرة و قد أقسم جل و علا بهذا البيت الأمين و هو الحرم الآمن الذي يحرم فيه القتال و من دخله كان آمنا حيث يقول جل و علا : ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا و هدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ) تحيرني هنا كلمة ( آمنا ) فهل تعني انتشارا للعنف خارج الحرم !! .

من هذه المنطقة انتشرت جيوشا ( تغزو ) العالم !!! وصلت لشمال أفريقيا و بدايات أوروبا و إلى الصين شرقا بعد اكتساحها للشام و فارس و مصر !! أنظر هنا لحجم العنف الذي يحمله ( عقل ) هذا الصحراوي !! – لتحليل هذه الجزئية عليك بمراجعة مقالات الفتوحات الإسلامية للدكتور أحمد صبحي منصور  - .

خلال القرن الثامن عشر بدأت أوروبا في بداية ثورتها الصناعية الأولى تمهيدا للثورة الصناعية الكبرى في القرن التاسع عشر لعل إنجلترا هي الدولة الأوروبية الأولى التي بدأت في صناعة الآلة البخارية و لعل لهذا الاختراع ما مكنها من أن تكون إحدى أقوى دول العالم و لتصل سفنها منطقة الخليج العربي في القرن التاسع عشر و القرن العشرين لتسيطر على هذه الأرض و تعيد بعث فكرة اعادة استخدام الدين كسلاح فتاك لتحقيق العديد من الأهداف لعل أهمها القضاء على – دولة الرجل المريض –  و تحقق لها ذلك فعليا في معاهدة لوزان عام 1923 و لمعرفة كيف استخدمت المملكة الإنجليزية لعبة الدين و التدين للقضاء على العثمانيين و لخلق مناخ موبوء بالكراهية و الحقد و نشر المذهبية – اقرأ مذكرات همفر الجاسوس الإنجليزي لمنطقة الشرق الأوسط .

نرجع لموضوعنا و هو ( العقل الخليجي ) .. تقدم الغرب بعد تحرره من سيطرة الكنيسه و انتهاء الحروب الأهلية ذات الصبغة الدينية و تحرر العقل الغربي مدركا أن تظل الكنيسه بأفكارها و خطبها بحيث لا تغادر جدرانها .. و انطلق العقل الغربي يبدع و يخترع و يبتكر و يعمر الأرض و يرسي قواعد الديموقراطية كنظام حكم شعبوي حقيقي بعيدا عن حكم العصور الوسطى !! و بدأت بوادر ذلك التقدم تصل إلى الدول العربية و لعل مصر هي أول الدول العربية تلقفا لذلك التغيير و قادت مصر ثورة حقيقية ليبرالية و سارت بخطوات واسعة لتتخطى العديد من الدول الأوروبية نفسها في خطوات ثابتة و مستقبل مشرق .

يقول الدكتور أحمد إنه من الأخطاء التي سمح العالم بها هي قيام الدولة السعودية الثالثة و التي كان لها الدور الكبير في القضاء على الفكر التقدمي الحديث لمصر و إرجاعها للتخلف السلفي بسبب تكوين الفكر السلفي و الإخوان و الذي أدى إلى فساد التعليم و بالتالي تراجع مصر و تخلفها .

نأتي الآن لمنطقة الخليج العربي و كيف تشكل العقل الخليجي في ظل كل هذا التاريخ و المستجدات الحديثة بفعل اكتشاف البترول كثروة هائلة أدت إلى تعاظم الفكر الديني ... وجد حكام دول الخليج أنفسهم أمام تسارع هائل في العالم بينما مازال – فقه النكد – مسيطرا على العقل الخليجي بالذات فكل شئ تقريبا حرام !!! خذ عندك : المذياع و التلفزيون و الكاميرا و التصوير و الرسم و الموسيقى بل وصل الأمر إلى أبعد من ذلك بكثير و أما محرمات المرأة فحدث و لا حرج فكل شئ تقريبا محرما !! و أنها لا تخرج إلى مرتين من بيتها مرة لبيت زوجها و الأخرى لقبرها !! هذا غيض من فيض و لك عزيزي القارئ أن تدرك حجم الأسوار العالية المحيطة بهذا العقل الخليجي المسكين !!

و أتسأل إذا كانت كل تلك الأشياء في قائمة المحرمات فما الذي يفكر فيه هذا العقل !! جاءت حرب أفغانستان و دخول الروس لها و من هنا وجدت أميركا بيئة مناسبة للعقل الخليجي المهيأ تماما لتنفيذ سياستها فالأمر لا يحتاج سوى خطبا عنترية من شيوخ الوهابية لتحريض الشباب الخليجي للانخراط و القضاء على السوفيت و هذا ما حصل !!!

لم يجد العقل الخليجي فرصة للاستراحة و أخذ فرصة للتفكير فهو عقل يعيش وسط بيئة غاية في الأدلجة و يقاد إلى أن يكون عقلا مسيرا تسيره العادات و التقاليد و الفكر الديني السائد و خطب الجمعة و الدروس الدينية اليومية !!

فلطفا رجاء بأهل الخليج فهناك عقولا رائعا و قلوبا أروع و لكن .... ( لنكمل في مقال آخر هذه اللاكن ) !     

اجمالي القراءات 8578