نداء الى ادارة الاذاعة الامازيغية المركزية بالرباط بخصوص اتخاذ الاجراءات المناسبة تجاه الفقيه الموقر اعمون مولاي البشير

مهدي مالك في الإثنين ١٤ - نوفمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

 نداء الى ادارة الاذاعة الامازيغية المركزية بالرباط بخصوص اتخاذ الاجراءات المناسبة تجاه الفقيه الموقر اعمون مولاي البشير

مقدمة  عامة                                     

ان الخطاب الديني مهما كان نوعه و اهدافه يصوب في صالح الانسان و تربيته على قيم الخير و السلام و التضامن الخ من هذه القيم الانسانية التي جاءت بها الديانات السماوية كلها لترسيخها في هذه الحياة الدنيا..

غير ان اغلب المسلمون الان قد انخرطوا في تشويه عقيدتهم الاسلامية بشتى الطرق و الوسائل بدعم مالي خيالي من الوهابية العالمية بدون حسيب او رقيب من طرف الولايات المتحدة الامريكية منذ عقود من الزمان بمعنى ان امريكا هي الراعية الحقيقية للاسلام الاعرابي دون ادنى شك بحكم ان السعودية هي من وضعت الاساس الايديولوجي و السياسي لهذا الاسلام الوحشي في العالم من خلال المئات من التنظيمات المسماة بتيارات الاسلام السياسي  و من خلال المئات من التنظيمات المسماة بتيارات الاسلام الجهادي اي ان السعودية ساهمت بشكل عظيم في تخلف الخطاب الديني الرسمي في دول الشرق الاوسط و دول شمال افريقيا حيث شاهدنا كيف تعامل النظام العسكري بمصر مع دعاة التنوير امثال اسلام البحري الذي دخل السجن بسبب اراءه الناقدة للتراث السلفي العفن بصريح العبارة علما ان مصر بعد الانقلاب العسكري على حكم الاخوان المسلمين حاولت تقديم نفسها على انها مع التنوير الاسلامي لكن الواقع يقول اشياء اخرى من قبيل ان مصر هي الحديقة الخلفية للسعودية و تدينها الوهابي منذ سبعينات القرن الماضي الى الان كما يقول الاعلامي المعروف هناك ابراهيم عسى و  استاذنا الجليل احمد  صبحي منصور .

ان المغرب كما يعلم الجميع بلد عرف السلفية رسميا منذ نشاة ما يسمى بالحركة الوطنية سنة 1930 حيث ان هذه الحركة رفعت وقتها شعارات ذات الحمولة السلفية من قبيل الدفاع عن الشريعة الاسلامية كنظام سياسي على الاعتبار ان المغرب هو بلد اسلامي حسب التاويل السلفي اي يطبق الحدود الشرعية على طول البلاد و عرضها منذ قرون الى سنة 1930 علما ان هذا التاويل هو كذب على كذب بحكم ان الامازيغيين كانوا يطبقون ما اسميه بالعلمانية الاصيلة عبر القانون العرفي الذي لا يتعارض مع المقاصد الكبرى للشريعة الاسلامية.

 غير ان الحركة الوطنية اخترعت ما اسميه الان بايديولوجية الظهير البربري التي كانت مجرد اكذوبة صغيرة في سنة 1930 لكن بعد الاستقلال الى يومنا هذا اصبحت ارضية جوهرية لتدبير حقلنا الديني الرسمي بمعنى ان الامازيغية بشموليتها حسب هذه الايديولوجية ليست ثقافة اسلامية مغربية على الاطلاق بل هي جاهلية قائمة الذات كما هو الحال بالنسبة للثقافة الفارسية حيث عندما نسمع في الفضائيات السعودية الان تتحدث عنها  باعتبارها ثقافة مجوسية اي ان العقل السلفي بمختلف توجهاته السياسية و الجهادية يقدس العروبة اولا  كالتقاليد الجاهلية التي كانت عند العرب في جزيرتهم العربية ما قبل اسلامهم حيث عندما نسمع في نشرة الاخبار  ان داعش سبا النساء اي اغتصابهن فان هذا الفعل موجود في كتب السلف الصالح كما يسمون عندنا في المغرب مع الاسف الشديد.......

بعد هذه المقدمة المختصرة ندخل الى صلب الموضوع فاقول بكل الصراحة ان المعهد الملكي للثقافة الامازيغية قد طور الاذاعة الامازيغية المركزية بالرباط منذ سنة 2005 عبر زيادة عدد ساعات البث من 12 ساعة قديما الى 16 ساعة حاليا و عبر تجديد خطاب الاذاعة الامازيغية نحو الحداثة و نحو الدفاع عن الامازيغية بشموليتها بفضل الجيل الجديد من المنشطين حيث ساذكر بعض اسماءهم ابراهيم باوش و الحسين بوزيت و رشيد بوقسيم و نادية السوسي و نور الدين نجمي و دون نسيان الجيل القديم الذي ناضل في عز سنوات الرصاص كالحاج عبد الله طالب علي ...

غير ان البرامج الدينية داخل الاذاعة الامازيغية لم تخضع لاي تغيير مهما كان و خصوصا البرنامج الاسبوعي للاستاذ و الفقيه اعمون مولاي البشير الذي استمع اليه منذ 20 عام اي منذ طفولتي حيث في يوم 11 نونبر 2016  استمعت اليه عبر برنامجه الاسبوعي الذي هو عبارة عن اجابة اسئلة المستمعين في امور الدين و عبارة عن تقديم مجموعة من الدروس الدينية هدفها الخفي هو الاسهام في نشر السلفية الوطنية في صفوف الامازيغيين البسطاء و جعلهم حماة للعروبة و الاسلام المخزني..

ان  الحاج اعمون مولاي البشير المعروف لدي على الاقل انه فقيه يعادي الثقافة الامازيغية على طول الخط منذ اكثر من 30 سنة داخل الاذاعة الامازيغية حيث تحدثت عنه في كتابي الجديد كثيرا كنموذج لتخلف نخبتنا الدينية العميق تجاه الامازيغية بشموليتها حيث كنت اريد في ذلك اليوم الاستماع اليه لكي اعرف هل تغير خطابه المعادي للثقافة الامازيغية على الاقل لكن هذا الرجاء لم يتحقق بعد لان هذا العجوز المجنون و اعتذر على استعمال هذا الوصف بالاعتبار ان هذا الرجل مازال يعتقد انه يعيش في التسعينات حيث كانت الاذاعة الامازيغية مجرد وسيلة لنشر ما اسميه بخطاب التخلف القروي و السلفية الوطنية و مازال يربي  المستمعين لخطابه على قيم العروبة و الاسلام المخزني و على تحريم اي ارتباط بالثقافة الامازيغية باعتبارها جاهلية قائمة الذات و تحريم الفنون الامازيغية الاصيلة من قبيل فن احواش و فن الروايس الخ بدعوة الاختلاط بين الرجال و النساء كأن هذا الفقيه لا يعرف ان قصور الخلافة الاسلامية بالمشرق و الاندلس كانت تعج بالمئات من الجواري اللواتي يعملن على الرقص امام الرجال بدون اي ملابس وفق التقاليد العربية الجاهلية التي استمرت بعد الاسلام بمجرد انشاء دولة بني امية و دولة بني عباس الخ حيث يبقى سؤال جوهري الا و هو متى ستتخلى نخبتنا الدينية الرسمية عن فكر تحريم الامازيغية و ثقافتها الاسلامية في خطابها المريض اصلا...

ان هذا النداء موجه الى ادارة الاذاعة الامازيغية المركزية بالرباط باتخاذ الاجراءات المناسبة حيث  لن نقبل باي حال من الاحوال وجود هذا الخطاب المعادي لامازيغية المغرب داخل هذه الاذاعة الحداثية الان حيث ان المعهد الملكي للثقافة الامازيغية يتحمل المسؤولية التاريخية في هذه المسالة باعتباره اهمل دوره الهام في تاطير نخبتنا الدينية منذ 15 سنة من عمره حيث ان كلامي هذا يخلق لي خصومات مع باحثي المعهد من قبيل الاستاذ عصيد  و الاستاذ عبد السلام خلافي و الاستاذة مريم الدمناتي علما ان كلامي هو موضوعي لاننا وصلنا الان الى مرحلة تدمير مكاسب الامازيغية الرمزية و سيادة خيار اسلمة الدولة و المجتمع...

توقيع المهدي مالك                           

اجمالي القراءات 8290