الجنة بين القرآن والحديث

رضا البطاوى البطاوى في الأحد ١٣ - نوفمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

الجنة بين القرآن والحديث

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

هذا الكتاب أو البحث اعتمد فى رءوس الموضوعات وفى ذكر الأحاديث على ما قاله ابن القيم فى كتابه حادى الأرواح إلى بلاد الأفراح وهو كتاب يتحدث عن الجنة

في بيان وجود الجنة الآن:

هل الجنة والنار موجودتان الآن ؟
خلق الله الجنة والنار قبل وجود الإنسان حتى إذا مات دخل إحداهما جزاء لما فعله ومن الأدلة على هذا:
-
أن النبى(ص) فى رحلة المعراج رأى جبريل (ص) عند سدرة المنتهى التى عندها الجنة وفى هذا قال تعالى بسورة النجم:
"
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى"
-
أن الشهداء أحياء عند الله يرزقون فى الجنة وهم فرحين بفضل الله وهو رحمته الممثلة فى دخول الجنة ويطلبون البشارة باللاحقين وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران:
"
ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون "فرحين بما أتاهم من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ويستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين"
-
أن مؤمن يس طلب منه دخول الجنة بمجرد موته أو استشهاده وفى هذا قال تعالى بسورة يس:
"
وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون وما لى لا أعبد الذى فطرنى وإليه ترجعون"أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن شفاعتهم شيئا ولا ينقذون إنى إذا لفى ضلال مبين إنى أمنت بربكم فاسمعون "قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومى يعلمون بما غفر لى ربى وجعلنى من المكرمين"
-
وجود البرزخ وهو جنة ونار الدنيا بعد الموت وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون:
"
حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون"
-
أن فرعون وقومه دخلوا النار حتى يوم القيامة وفى هذا قال تعالى بسورة غافر"
"
فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب"ّ
- أن الله وعد المؤمنين والمؤمنات الجنة ووعد الكفار النار فى السماء كما قال بسورة الذاريات:
"
وفى السماء رزقكم وما توعدون"
وقد جاء الوعد فى العديد من السور كسورة التوبة حيث قال تعالى فى المؤمنين والمؤمنات " وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا" وقال فى الكفار والمنافقين " وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا"
-
أن الكفار بعد موتهم يدخلون جهنم فى قوله تعالى بسورة النحل:
"
الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين"
-
أن المسلمين يدخلون الجنة بعد وفاتهم كما قال تعالى بسورة النحل:
"
الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون"

نوع جنة آدم(ص):

في اختلاف الناس في الجنة التي أسكنها آدم عليه الصلاة والسلام وأهبط منها هل هي جنة الخلد أو جنة أخرى غيرها في موضع عال من الأرض؟

الجنة التى سكنها آدم(ص) عند خلقه كانت جنة ابتلاء أى اختبار والدليل أن الله اشترط عليه البقاء فيها هو وزوجته إذا التزما عدم الأكل من شجرة معينة  وفى حالة الأكل يخرج منها وهو قوله تعالى في سورة البقرة: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ }

والدليل أيضا أنها كانت اختبار لإبليس هو الأخر حيث أخرج منها كما قال تعالى :

{فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّر فيهاَ}

ومن ثم فالجنة التى سكناها كانت جنة اختبار لهما وبعد خروجهما تحولت إلى جنة الخلد فالله قرر كونها جنة اختبار وبعد نهاية الاختبار حولها بحكم منه إلى جنة الخلود حيث لا خوف ولا حزن للأبد وهو قوله تعالى للزوجين فى سورة البقرة :

{فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}

 جنة آدم (ص) كانت فى السماء:

الجنة كانت فى السماء ولم تكن فى الأرض لما يلى :

أن جنة الخلد فى السماء عند سدرة المنتهى كما قال تعالى بسورة النجم " عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى"

أن الجنة الموعودة  فى قوله تعالى بسورة الذاريات " وفى السماء رزقكم وما توعدون " فى السماء وفى الوعد بها قال تعالى فى سورة التوبة :

" وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها "

ومن الأدلة الأخرى:

قال تعالى في سورة البقرة: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ }

 فكلمة الجنة المعرفة تعنى الجنة المعروفة لدى الناس

قال الله تعالى فى سورة طه{إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى}

 أن صفات جنة الاختبار هى نفسها صفات جنة الخلد وهو الشبع المستمر وعدم التعرى وعدم العطش وعدم النوم 

قال الله تعالى بسورة البقرة{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}

قال الله تعالى  فى سورة البقرة{قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}

قال الله تعالى بسورة الأعراف{قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ}

قال الله تعالى بسورة طه{وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى قال قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً}نلاحظ هنا الأمر بالهبوط الذى يعنى النزول من الأعلى وهو السماء إلى الأرض  كما نلاحظ أن الأرض هى المستقر حتى حين ولو كانا فى الأرض فلم يكن هناك داعى للقول أنها مستقر إلى حين لأنهما ساعتها كانا فيها فالأقوال دالة على أنها لم يكونا فى الأرض وإنما كانا خارجها

قال الله تعالى بسورة البقرة {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}

 هنا آدم(ص) كان مع الملائكة عندما علمه الله واختبرهم بالأسماء ومن المعروف أن مكان سكن الملائكة هو السماء كما قال تعالى بسورة النجم " وكم من ملك فى السموات "

وأما الاحتجاج بأن الجنة المعرفة المعهودة فى قوله تعالى بسورة البقرة{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} مثلها الجنة المعرفة فى قوله  بسورة القلم  {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ}. فهو كلام لا داعى له لأن الجنة بسورة القلم معروفة أنها جنة أرضية حيث منع الزكاة ومن ثم فلا تماثل بينهما

وأما الأقوال التالية مثل قول الله تعالى {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ}

وقوله {لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما}

فهى أقوال فى جنة الخلد وليست فى جنة الاختبار لأن الله أخبرهما بالخروج من الجنة حال عصيانهما النهى

وأما قول الله تعالى {لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ} فهو الأخر فى جنة الخلد وله قول مماثل فى جنة الاختبار حال الطاعة وهو {إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى}

في ذكر عدد أبواب الجنة

قال الله تعالى فى سورة الزمر {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالدِين}

قال الله تعالى بسورة {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبْوَابُ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ}

 فى المصحف الموجود بين أيدينا  لا يوجد عدد محدد من الأبواب ولكن طبقا لكون عدد أبوب النار سبعة فيكون عدد أبواب الجنة مماثل لعدد أبواب النار

ومن المعروف أن بينهما باب مشترك كما فى قوله تعالى بسورة الحديد "يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين أمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب"

 والملاحظ فيما ينسب للنبى(ص) هو التناقض فى عدد الأبواب فكثير من الأحاديث تقول أنهم ثمانية وهى : 

وفي الصحيحين من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله قال: "في الجنة ثمانية أبواب باب منها يسمى الريان" لا يدخله إلا الصائمون" وفي صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما منكم من أحد يتوضأ فيبالغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" زاد الترمذي بعد التشهد "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين"

ص -57- زاد أبو داود والإمام أحمد "ثم رفع نظره إلى السماء فقال"

وعند الإمام أحمد من رواية أنس يرفعه "من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال ثلاث مرات أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فتح له أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل"

وعن عتبة بن عبد الله السلمي قال سمعت رسول الله يقول "ما من مسلم يتوفى له ثلاثا من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل" رواه ابن ماجه وعبد الله بن أحمد عن ابن نمير ثنا إسحق بن سليمان ثنا جرير بن عثمان عن شرحبيل بن شفعة عن عتبة.

ويناقض الثمانية كونها باب واحد  له حلقة يفتحه النبى (ص) فى أقوالهم :

وقد روى سهيل بن أبي صالح عن زياد النمري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله "أنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة ولا فخر" وفي حديث الشفاعة الطويل من رواية ابن عيينة عن علي بن زيد عن انس قال قال رسول الله "فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها" وهذا صريح في أنها حلقة حسية تحرك وتقعقع

وروى سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "آخذ بحلقة باب الجنة فيؤذن لي" ويذكر عن علي رضي الله عنه "من قال لا إله الله الملك الحق المبين في كل يوم مائة مرة كان له أمان من الفقر ومن وحشة القبر واستجلب به الغني واستقرع به باب الجنة"

ويناقض الاثنين وجود أربعة أبواب هى باب الصلاة وباب الجهاد وباب الصدقة وباب الصوم فى حديث الصحيحين من حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله " من أنفق زوجين في شيء من الأشياء في سبيل الله دعى من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعى من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعى من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان" فقال أبو بكر بأبي أنت وأمي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها فقال نعم وأرجوا أن تكون منهم"

ولو أخذنا أن لكل حكم  فى الإسلام باب لكان عدد الأبواب بالآلاف 

في ذكر سعة أبوابها:

أبواب الجنة سواء كانت تعنى منافذ الدخول أو تعنى أراضى الجنة واسعة طبقا لقوله تعالى بسورة الحديد" وجنة عرضها كعرض السماء والأرض "ولا يوجد نص فى سعة المنفذ يمكن الاستناد له فى المصحف

ونلاحظ فيما نسب للنبى(ص) من أحاديث تناقضا فى سعة باب الجنة ومن تلك الأحاديث :

 عن أبي هريرة قال وضعت بين يدي رسول الله قصعة من ثريد ولحم فتناول الذراع وكان أحب الشاة إليه فنهش نهشة وقال: "أنا سيد الناس يوم القيامة ثم نهش أخرى وقال أنا سيد الناس يوم القيامة ..."فانطلق فأتي تحت العرش فاقع ساجدا لربي فيقيمني رب العالمين مقاما لم يقمه أحدا قبلي ولن يقيمه أحد بعدي فأقول يا رب أمتي أمتي فيقول يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصارع الجنة لكما بين مكة وهجرا أوهجر ومكة"وفي لفظ "لكما بين مكة وهجر" وفي لفظ خارج الصحيح بإسناده إن ما بين عضادتي الباب لكما بين مكة وهجر

 فهنا الباب اتساعه  كاتساع المسافة بين هجر ومكة وهو ما يناقض كونه كاتساع المسافة بين مكة وبصرى فى قولهم  "كما بين مكة وبصرى" متفق على صحته

ونلاحظ هنا أن الاتساع مسافة مكانية وهو ما يناقض كونه مسيرة زمانية فى قولهم:

وعن خالد بن عمير العدوي قال خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الدنيا قد أذنت بصرم وولت حذاء ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يصطبها صاحبها وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا بخير ما بحضرتكم ولقد ذكر لنا أن مصراعين من مصاريع الجنة بينهما مسيرة أربعين سنة وليأتينّ عليه يوم وهو كظيظ من الزحام

روى الإمام أحمد في مسنده من طريق حماد بن سلمة الجريري يحدث عن حكيم بن معاوية عن أبيه أن رسول الله قال "أنتم توفون سبعين أمة أنتم آخرها وأكرمها على الله وما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما وليأتين عليه يوم وإنه لكظيظ"

وروينا في مسند عبد بن حميد أنبأنا الحسن بن موسى أنبأنا ابن لهيعة أنبأنا دراج أبو السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله قال ما من مصراعين في الجنة لمسيرة أربعين سنة

 فهنا المسيرة الزمنية40 سنة وهو ما يناقض كونها 7 سنوات فى قولهم:

وقد رواه ابن أبي داود أنبأنا إسحاق بن شاهين أنبأنا خالد عن الجريري عن حكيم بن معاوية عن أبيه يرفعه "ما بين كل مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة سبع سنين"

ويناقض الاثنين كون المسيرة70 عاما فى قولهم :

في معجم الطبراني عن عاصم بن لقيط أن لقيط بن عامر أخرج وافد إلى الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فما الجنة والنار قال: لعمر إلهك أن للنار سبعة أبواب ما منهن بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما وإن للجنة ثمانية أبواب ما منهن بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما"

في صفة أبوابها وأنها ذات حلق:

لا يوجد نص فى المصحف يعتمد عليه فى هذا الموضوع وأما الأحاديث فقد قال أبو الشيخ أنبأنا محمد بن عبد الله بن محمد القيسي أنبأنا محمد بن إسحاق أنبأنا أحمد بن أبي الحواري أنبأنا عبد الله بن غياث عن الفزاري قال لكل مؤمن في الجنة أربعة أبواب فباب يدخل عليه منه زواره من الملائكة وباب يدخل عليه منه أزواجه من الحور العين وباب مقفل فيما بينه وبين أهل النار يفتحه إذا شاء ينظر إليهم لتعظم النعمة عليه وباب فيما بينه وبين دار السلام يدخل منه على ربه إذا شاء

وقد روى سهيل بن أبي صالح عن زياد النمري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله "أنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة ولا فخر" وفي حديث الشفاعة الطويل من رواية ابن عيينة عن علي بن زيد عن انس قال قال رسول الله "فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها" وهذا صريح في أنها حلقة حسية تحرك وتقعقع

وروى سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "آخذ بحلقة باب الجنة فيؤذن لي" ويذكر عن علي رضي الله عنه "من قال لا إله الله الملك الحق المبين في كل يوم مائة مرة كان له أمان من الفقر ومن وحشة القبر واستجلب به الغني واستقرع به باب الجنة"

نلاحظ هنا وجود حلق لباب الجنة وهو كلام يناقض القرآن  من جهتين:

 الأولى وجود عدة أبواب وليس باب واحد كما فى قوله تعالى بسورة الزمر " جنات عدن مفتحة لهم الأبواب "

الثانية  وجود حلقة لقرع باب الجنة  وما الداعى لوجود حلقة وما الداعى لقرع الباب والله يأمر ملائكته بفتح أبواب الجنة ؟

ولهذه الأمة باب مختص بهم يدخلون منه دون سائر الأمم كما في المسند من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "باب أمتي الذي يدخلون منه الجنة عرض مسيرة الراكب الجواد ثلاثا ثم أنهم ليضغطون حتى تكاد مناكبهم تزول"

وفيه من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل فأخذ بيدي فأراني باب الجنة الذي تدخل منه أمتي"

هنا لأمة محمد(ص) باب واحد فقط يدخلون منه وهو ما يخالف وجود أبواب متعددة يدعون منها ويدخلون منها كلها كما فى قولهم :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله " من أنفق زوجين في شيء من الأشياء في سبيل الله دعى من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعى من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعى من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان" فقال أبو بكر بأبي أنت وأمي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها فقال نعم وأرجوا أن تكون منهم"

في مكان الجنة وأين هي؟:

مكان الجنة هو السماء حاليا وفى هذا قال الله تعالى فى سورة النجم  {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى}

وقال تعالى بسورة الذاريات  {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}

وأما فيما يسمى الأحاديث فقد قال الحارث بن أبي أسامة حدثنا عبد العزيز بن أبان حدثنا مهدي ابن ميمون حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن بشر بن شغاف قال سمعت عبد الله بن سلام يقول: "أن أكرم خليقة الله أبو القاسم صلى الله عليه وسلم وإن الجنة في السماء"

هنا الجنة فى السماء بلا تحديد للطبقة وهو ما يناقض كونها فى الطبقة السابعة فى قولهم :

رواه أبو نعيم عن ابن عباس أنه قال: "الجنة في السماء السابعة ويجعلها الله حيث شاء يوم القيامة وجهنم في الأرض السابعة"

 ويناقض السابعة وجودها فى الطبقة الرابعة فى قولهم :

قال ابن منده ثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا محمد بن عبد الله عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن عبد الله قال: "الجنة في السماء الرابعة فإذا كان يوم القيامة جعلها الله حيث يشاء والنار في الأرض السابعة فإذا كان يوم القيامة جعلها الله حيث يشاء".

 ويناقض وجودها فى السابعة والرابعة وجودها فى الأولى فى قرون الشمس فى قولهم :

حدثنا عيسى بن يونس عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن عمرو قال الجنة مطوية معلقة بقرون الشمس تنتشر في كل عام مرة وإن أرواح المؤمنين في طير كالزرازير يتعارفون ويرزقون من ثمر الجنة رواه أبو بكر بن أبي شيبة

 ويناقض أحاديث وجودها فى السماء كلها وجودها خارج السموات فوق السموات فى قولهم :

قال مجاهد قلت لابن عباس أين الجنة قال فوق سبع سماوات قلت فأين النار قال تحت سبعة أبحر مطبقة رواه ابن منده عن أحمد بن إسحاق عن الزبيري عن إسرائيل عن ابن أبي يحيى عن مجاهد

وأيضا كونها أكبر من السماء والأرض فى قولهم :

وقد ثبت في الصحيحين عنه أنه قال: "الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض" وهذا يدل على أنها في غاية العلو والارتفاع والله أعلم

في مفتاح الجنة:

 لا يوجد نص فى المصحف فيما يسمى مفتاح الجنة لأنه لا حاجة لهذا المفتاح لأن الأبواب متعددة وتحتاج لمفاتيح متعددة وليس مفتاح واحد وأما فى الأحاديث فقد قال الحسن بن عرفة: ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسن عن شهر بن حوشب عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله" رواه الإمام أحمد في مسنده ولفظه: "مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله"

وذكر البخاري في صحيحه عن وهب بن منبه أنه قيل له: "أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله قال: بلى ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح"

وروى أبو نعيم من حديث أبان عن أنس قال قال: أعرابي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مفتاح الجنة قال: "لا إله إلا الله"

 فيما سبق مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله وهو يناقض كون السيوف هى المفتاح فى قولهم

وذكر أبو الشيخ من حديث الأعمش عن مجاهد عن يزيد بن سخيرة قال:"إن السيوف مفاتيح الجنة"

ويناقض الكل أن لا حول ولا قوة إلا بالله"مفتاح باب فى قولهم :

وفي المسند من حديث معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا أدلك على باب من أبواب الجنة" قلت: بلى قال:"لا حول ولا قوة إلا بالله"

في توقيع الجنة ومنشورها :

قال تعالى بسورة المطففين  {كَلاّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ}

فالمنشور هو الكتاب الذى يتلقاه كل إنسان كما قال تعالى بسورة الإسراء "ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا "

وأما الأحاديث فقد روى الإمام أحمد في مسنده وابن حبان وأبو عوانة الإسفرايني في صحيحهما من حديث المنهال عن زاذان عن البراء بن عازب قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على القبر وجلسنا حوله كأن على رؤسنا الطير وهو يلحد له فقال: " .....قال فيصعدون بها فلا يمرون بها يعني على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم ويشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض ...." ورواه أبو داود

هنا المنشور اكتبوا كتاب عبدي في عليينوهو ما يناقض المنشور التالى بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله لفلان بن فلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية فى أقوالهم:

روى الطبراني في معجمه حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عطاء بن يسار عن سلمان الفارسي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة أحد إلا بجواز بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله لفلان بن فلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية".

وأخبرنا سليمان بن حمزة الحاكم عن سليمان الفارسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يعطي المؤمن جوازا على الصراط بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية"

وهى مناشير تخالف كون الكتاب المنشور هو كتاب الأعمال

طريق الجنة :

طريق الجنة هو إتباع سبيله وهو صراطه أى دينه القويم بينما طرق دخول النار وهى سبلها أى أديانها المؤدية فكثيرة جدا وفى هذا قال  تعالى {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِه}

في درجات الجنة:

الجنة درجتين فقط إحداهما للمجاهدين وهم المقربون والثانية للقاعدين وهم أصحاب اليمين وفى هذا قال تعالى بسورة النساء  {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُل وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}.

كما قال تعالى بسورة الرحمن " ومن دونهما جنتان"                        

وقد ذكر فى الأحاديث ما يلى :

 ذكر ابن جرير عن هشام ابن حسان عن جبلة بن عطية عن ابن محيريز قال: "فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه" قال:" هي سبعون درجة ما بين الدرجتين عدو الفرس الجواد المضمرسبعين عاما"

هنا درجات الجنة70 وهو ما يناقض كونهم100 فى قولهم

في المسند من حديث أبي سعيد الخدري أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أن في الجنة مائة ولو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن وسعتهم"

وهو ما يناقض كونهم على عدد آيات القرآن وهن بالآلاف فى قولهم

 وفي المسند عنه أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة اقرأ واصعد فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه وهذا صريح في أن درج الجنة تزيد على مائة درجة"

 

وفى الترمذى  من حديث عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مائة عام قال هذا حديث حسن غريب

هنا المسافة الزمنية بين الدرجتين100 عام وهو ما يناقض كونها70 عاما فى قولهم :

ذكر ابن جرير عن هشام ابن حسان عن جبلة بن عطية عن ابن محيريز قال: "فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه" قال:" هي سبعون درجة ما بين الدرجتين عدو الفرس الجواد المضمرسبعين عاما"

وهو ما يناقض كونها3 درجات وسط وعلو وسفل فى قولهم :

قال في الحديث الصحيح "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة"

 ويناقض الكل أنهم درجات حسب عدد آيات القرآن فى قولهم :

"اقرأ وارق فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها"

 

في ذكر أعلى درجاتها واسم تلك الدرجة:

الأعلى درجة هو درجة المجاهدين كما قال تعالى بسورة النساء  {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُل وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}.

 وأما اسم أعلى الدرجات فى الأحاديث فقد روى مسلم في صحيحه من حديث عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا عليّ فأنه من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي"

وقال أحمد أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن ليث عن كعب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال إذا صليتم فسلوا الله لي الوسيلة قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما الوسيلة قال أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد وأرجو أن أكون أنا هو

وفي المسند من حديث عمارة بن غزية عن موسى بن وردان عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوسيلة درجة عند الله عز وجل ليس فوقها درجة فسلوا الله لي الوسيلة"

وذكره ابن أبي الدنيا وقال فيه: " درجة في الجنة ليس في الجنة درجة أعلى منها فسلوا الله أن يؤتينيها على رؤوس الخلائق"

فيما سبق من أقوال الوسيلة هى أعلى درجات الجنة وهو ما يناقض كون الفردوس هو أعلى الدرجات فى أقوالهم

حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين كل درجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة"

وفى حديث زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن معاذ بن جبل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى هؤلاء الصلوات الخمس وصام شهر رمضان كان حقا على الله أن يغفر له هاجر أو قعد حيث ولدته أمه" قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخرج فأوذن الناس قال: "لا ذر الناس يعملون فإن في الجنة مائة درجة بين كل درجتين منها مثل ما بين السماء والأرض وأعلى درجة منها الفردوس وعليها ما يكون العرش وهي أوسط شيء في الجنة ومنها تفجر أنهار الجنة وإذا سألتم الله فسلوه الفردوس" رواه الترمذي

ومع كون الوسيلة درجة لا يدخلها إلا محمد(ص) فقط كما فى قولهم :

وقال أحمد أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن ليث عن كعب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال إذا صليتم فسلوا الله لي الوسيلة قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما الوسيلة قال أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد وأرجو أن أكون أنا هو

فإن من يحبه يدخلها معه كما فى قولهم :

وقال أبو نعيم أنبأنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن عمرو بن سلم الخلال حدثنا عبد الله بن عمران العبادي حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله أنك لأحب إلي من نفسي وإنك لأحب إلي من أهلي وأحب إلي من ولدي وأحب إلي من كذا وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبين وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل جبريل بهذا الآية {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} قال الحافظ أبو عبد الله المقدسي لا أعلم بإسناد هذا الحديث بأسا

   

في عرض الرب تعالى سلعته الجنة على عباده وثمنها:

قال تعالى بسورة التوبة : {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"

فالله أخبر عباده فى الوحى بالسلعة وهى الجنة وثمنها القتال فى سبيل الله 

وأما فى الأحاديث في كتاب صفة الجنة لأبي نعيم من حديث أبان عن أنس قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما ثمن الجنة قال:" لا إله إلا الله "وشواهد هذا الحديث كثيرة جدا

"من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة"

وفي سنن أبي داود عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة"

وفي, الصحيحين, من حديث عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق وأن النار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء"

وفي لفظ: "أدخله الله الجنة على ما كان من عمل"

وقال روح ابن عبادة عن حبيب بن الشهيد عن الحسن قال: "ثمن الجنة لا إله إلا الله"

فيما سبق من أحاديث سبب دخول الجنة كلام هو شهادة أن لا إله إلا الله وهو ما يناقض كونها أعمال كالصلاة والزكاة وصوم رمضان وعدم الإشراك فى أقوالهم:

في الصحيحين, من حديث أبي هريرة أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة فقال: " تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان: قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا أبدا ولا أنقص منه فلما ولى قال من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا"

وفي الصحيحين, عن أبي ذر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني آت من ربي فأخبرني أو قال فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك شيئا دخل الجنة قلت وأن زنى وأن سرق قال وإن زنى وأن سرق"

وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى أبا هريرة نعليه فقال: "اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة"

روى أبو نعيم من حديث أبي الزبير عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخل أحدا منكم الجنة عمله ولا يجيره من النار ولا أنا إلا بتوحيد الله تعالى" وإسناده على شرط مسلم وأصل الحديث في الصحيح

الجنة إنما تدخل برحمة الله تعالى وليس عمل العبد مستقلا بدخولها:

"سددوا وقاربوا وأبشروا واعلموا أن أحدا منكم لن ينجو بعمله" قالوا: ولا أنت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ولا أنا ألا أن يتغمدني الله برحمته"

في طلب أهل الجنة لها من ربهم وطلبها لهم وشفاعتها فيهم :

قال الله تعالى على لسان المسلمين قولهم بسورة آل عمران {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ}فهم طلبوا الجنة التى وعدها لهم على لسان الرسل

ومرات سؤال الناس الجنة فى الأحاديث فقد ورد فيها التالى :

قال أبو نعيم الفضل حدثنا يونس هو ابن أبي إسحاق حدثنا يزيد بن أبي مرثد قال قال أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يسأل الله الجنة ثلاثا إلا قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ومن استجار من النار بالله ثلاثا قالت النار اللهم إجره من النار" رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه عن هناد بن السري عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن يزيد به

هنا مرات السؤال ثلاثة فتطلب الجنة بدعاءها دخول السائل الجنة وهو ما يناقض كون مرات الطلب سبعة فى قولهم :

وقال الحسن بن سفيان حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن ليث عن يونس بن حبان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما سأل الله عبد الجنة في يوم سبع مرات إلا قالت الجنة يا رب أن عبدك فلانا يسألني فأدخلينه".

وقال أبو يعلى الموصلى حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا جرير عن يونس عن أبي حازم عن أبي هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما استجار عبد من النار سبع مرات إلا قالت النار أن عبدك فلانا استجار مني فأجره ولا يسأل عبد الجنة سبع مرات إلا قالت الجنة يا رب أن عبدك فلانا سألني فأدخله الجنة" وإسناده على شرط الصحيحين

وقال أبو داود في مسنده حدثنا شعبة حدثني يونس بن حبان سمع أبا علقمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال أسأل الله الجنة سبعا قالت الجنة اللهم أدخله الجنة"

ويناقض الاثنين عدم تحديد مرات السؤال فى قولهم :

وقال الحسن بن سفيان حدثنا المقدمي حدثنا عمر بن علي عن يحيى بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكثروا مسألة الله الجنة واستعيذوا به من النار فأنهما شافعتان مشفعتان وأن العبد إذا أكثر مسألة الله الجنة قالت الجنة يا رب عبدك هذا الذي سألينك فأسكنه إياي وتقول النار يا رب عبدك هذا الذي استعاذ بك مني فاعذه"

في أسماء الجنة ومعانيها واشتقاقها:

الاسم الأول: الجنة وهو الاسم العام المشهور بين الناس

الاسم الثانى دار السلام وقد سماها الله بهذا الاسم في قوله: {لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ} وقوله {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ}

الاسم الثالث: دار الخلد وسميت بذلك لأن أهلها يبقون فيها بأرزاقهم بلا موت كما قال تعالى: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} وقال {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ} {أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} وقال {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ}

الاسم الرابع: دار المقامة قال تعالى حكاية عن أهلها {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ}

الاسم الخامس جنة المأوى قال تعالى: {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} وهو مكان السكن الدائم

الاسم السادس: جنات عدن والمراد جنان الخلود فقد قال تعالى {جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ} وقال تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌا

الاسم السابع: دار الحيوان أى الحياة السعيدة الدائمة وفى هذا قال تعالى {وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ}

الاسم الثامن الفردوس والمراد الجنة أى الحديقة وفى هذا قال تعالى {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً}

الاسم التاسع جنات النعيم والمراد حدائق الرزق النافع الدائم وفى هذا قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ}

الاسم العاشر: المقام الأمين والمراد السكن الآمن بلا أى سوء قال تعالى{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}

الاسم الحادي عشر والثاني عشر مقعد الصدق وقدم الصدق والمراد مكان الحق حيث لا يوجد باطل  وفى هذا قال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ}

في عدد الجنات وأنها نوعان جنتان من ذهب وجنتان من فضة:

عدد الجنات لكل مسلم جنتان حيث قال تعالى بسورة الرحمن :

"ولمن خاف مقام ربه جنتان "

ودرجة جنة المجاهدين أدواتها من الذهب ودرجة جنة القاعدين أدواتها من الفضة كما قال تعالى بسورة الرحمن " ومن دونهما جنتان "

في خلق الرب تبارك وتعالى بعض الجنان وغرسها بيده:

بالقطع لا يخلق الله شىء بيده وإنما يخلق كل المخلوقات بكلمة كن كما قال تعالى بسورة مريم " فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون"

وأما فى الأحاديث فقد تناقضت حيث قال الحسن بن سفيان حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح قال حدثني خالي عبد الرحمن بن عبد الحميد بن سالم حدثنا يحيى بن أيوب عن داود بن أبي هند عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله بنى الفردوس بيده وحظرها على كل مشرك وكل مدمن خمر ومتكبر"

وقال أبو الشيخ: حدثنا أبو يعلي حدثنا أبو الربيع حدثنا يعقوب القمي حدثنا حفص بن حميد عن شمر بن عطية قال خلق الله جنة الفردوس بيده فهو يفتحها كل يوم خمس مرات فيقول ازدادي طيبا لأوليائي ازدادي حسنا لأوليائي تفتح في كل سحر فينظر الله إليها فتقول: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}"

هنا الفردوس وحده المخلوق بيد الله وهو ما يناقض كون المخلوق بيده3و4 فى أقوالهم

وقد ذكر الدارمي والنجار وغيرها من حديث أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن متكلم فيه عن عون بن عبد الله بن الحارث ابن نوفل عن أخيه عبد الله بن أبيه عبد الله بن الحارث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلق الله ثلاثة أشياء بيده خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس الفردوس بيده "

وحدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن ميسرة قال: "إن الله لم يمس شيئا من خلقه غير ثلاث خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس جنة عدن بيده" حدثنا محمد بن المنهال حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن كعب قال: "لم يخلق الله بيده غير ثلاث خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس جنة عدن بيده" ثم قال لها تكلمي قالت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}

هنا المخلوق بيده ثلاثة وهو ما يناقض كونها أربعة فى قولهم :

قال الدارمي حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عبيد بن مهران حدثنا مجاهد قال قال عبد الله بن عمر: "خلق الله أربعة أشياء بيده العرش والقلم وعدن وآدم عليه السلام، ثم قال لسائر الخلق كن فكان"

لبنات الجنة :

زعموا أن الحجارة المبنية منها حائط الجنة اختلفت الأحاديث فيها حيث ذكر البيهقي من حديث البغوي حدثنا يونس بن عبيد الله البصري حدثنا عدي ابن الفضل عن الحريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أن الله أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وغرس عرشها بيده وقال لها تكلمي فقالت {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} فقال طوبى لك منزلة الملوك"

أن بناء الجنة لبنة ذهب ولبنة فضة وهو ما يناقض كونها لبنة من درة بيضاء ولبنة من ياقوت حمراء ولبنة من زبرجدة خضراء فى قولهم :

وقال ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن أبي المثني البزار حدثنا محمد بن زياد الكلبي حدثنا بشير بن حسين عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلق الله جنة عدن بيده لبنة من درة بيضاء ولبنة من ياقوتة حمراء ولبنة من زبرجدة خضراء بلاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ وحشيشها الزعفران" ثم قال: "لها أنطقي قالت {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} فقال الله عز وجل: "وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل" ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم "{وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}"

في ذكر أبواب الجنة وخزنتها واسم مقدمهم ورئيسهم:

قال تعالى بسورة الزمر {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ}

فالجنة لها أبواب ولها خزنة أى قائمين عليها هم من يفتحون الأبواب للمسلمين وأما فى الأحاديث فقد ورد في الترمذي من حديث ابن عباس قال: "... وأنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر" خروجا إذا بعثوا وأنا خطيبهم إذا أنصتوا وقائدهم إذا وفدوا وشافعهم إذا حبسوا وأنا مبشرهم إذا آيسوا لواء الحمد بيدي ومفاتيح الجنة يومئذ بيدي وأنا أكرم ولد آدم يومئذ على ربي ولا فخر يطوف على ألف خادم {كَأَمْثَالِ الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} رواه الترمذي والبيهقي واللفظ له

هنا الرسول(ص) هو من يفتح أبواب الجنة لكون المفاتيح معه وهو ما يناقض وجود الخازن الذى يفتح له وهو ما يعنى أن المفتاح مع الخازن فى قولهم :

روى مسلم في صحيحه من حديث سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول: الخازن من أنت فأقول محمد فيقول بلى أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك"

هنا باب واحد للجنة لا يفتح إلا لمحمد(ص)أولا وهو ما يناقض كونها أبواب متعددة فى قولهم :

حديث أبي هريرة المتفق عليه: "من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة كل خزنة باب أي فُلُ هلُمَّ" قال: أبو بكر يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك الذي لا توى عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم: "إني لأرجو أن تكون منهم" وفي لفظ: هل تدعى أحد من تلك الأبواب كلها قال: "نعم أرجو أن تكون منهم"

في ذكر أول من يقرع باب الجنة:

نلاحظ فى الأحاديث تناقضا فى أول من يقرع باب الجنة الذى لا يقرعه أحد لأن الخزنة تفتحه بأمر الله فقد روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنا أول من يفتح باب الجنة إلا أن أمرأة تبادرني فأقول لها مالك ومن أنت فتقول أنا امرأة قعدت على يتامى"

فهنا يفتح باب الجنة للنبى (ص)مع النسوة اللاتى ربين اليتامى وهو ما يناقض كونه هو الذى يفتح له وحده باب الجنة فى أقوالهم :

وفي الترمذي من حديث ابن عباس قال: "... وأنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر وأنا أول من يحرك حلقة الجنة فيفتح لي فادخلها ....وأنا مبشرهم إذا آيسوا لواء الحمد بيدي ومفاتيح الجنة يومئذ بيدي وأنا أكرم ولد آدم يومئذ على ربي ولا فخر يطوف على ألف خادم {كَأَمْثَالِ الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} رواه الترمذي والبيهقي واللفظ له

وفي صحيح مسلم, من حديث المختار بن فلفل عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أكثر الناس تبعا يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب الجنة"

في ذكر أول الأمم دخولا الجنة:

المفترض عقلا أن الأسبق زمنيا يكون أول الداخلين هو وأمته وهو آدم(ص)

وأما فى الأحاديث  فأول الأمة دخولا أمة محمد(ص)فقال أبو داود في سننه حدثنا هناد بن السرى عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن عبد السلام بن حرب عن أبي خالد الدالاني عن أبي خالد مولى آل جعدة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل فأخذ بيدي فأراني باب الجنة الذي تدخل منه أمتي" فقال أبو بكر: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي".

 هنا أول المسلمين دخولا مع النبى(ص) الصديق وهو ما يناقض كون أولهم الفاروق فى قولهم :

وأما الحديث الذي رواه ابن ماجه في سننه حدثنا إسماعيل بن عمر الطلحي أنبأنا داود بن عطاء المديني عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول من يصافحه الحق عمر وأول من يسلم عليه وأول من يأخذ بيده فيدخله الجنة"

وكلاهما يناقض كون بلال هو أول الأمة دخولا الجنة فى قولهم :

من حديث بريدة بن الحصيب قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بلال فقال: "يا بلال بم سبقتني إلى الجنة فما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي ودخلت البارحة فسمعت خشخشتك أمامي فأتيت على قصر مريع مشرف من ذهب "

في ذكر السابقين من هذه الأمة إلى الجنة وصفتهم:

لا يوجد من هو أسبق فى الدخول للجنة لأنه دخولها جماعى كما ورد فى سورة مريم"يوم نحشر المتقين  إلى الرحمن وفدا "

وأما فى الأحاديث ففي الصحيحين من حديث همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يتغوطون فيها ولا يتمخطون فيها آنيتهم أمشاطهم الذهب والفضة ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض عن قلوبهم على قلب رجل واحد يسبحون الله بكرة وعشيا".

هنا داخلو الجنة على قلب رجل واحد وهو ما يخالف كونهم على جسم واحد هو جسم آدم (ص)

وفي الصحيحين أيضا من حديث أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء أضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا ينتفلون ولا يتمخطون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء".

وروى شعبة بن قيس عن حبيب عن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول من يدعي إلى الجنة يوم القيامة الحامدون الذين يحمدون الله في السراء والضراء"

 هنا أول من يدخل الجنة الحامدون لله وهو ما يناقض كونهم الشهيد والعبد المملوك والفقير فى قولهم :

وقال الإمام أحمد حدثنا إسماعيل عن إبراهيم حدثنا هشام الدستوائي عن يحي بن أبي كثير عن عامر العقيلي عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عرض علي أول ثلاثة من أمتي يدخلون الجنة "

 ويناقض الكل كونهم فقراء المهاجرين فى قولهم :

وروى الإمام أحمد في مسنده والطبراني في معجمه واللفظ له من حديث أبي عشلة المعافري انه سمع عبد الله ابن عمر يقول قال رسول الله: "هل تدرون أول من يدخل الجنة قالوا الله ورسوله أعلم قال فقراء المهاجرين الذين تنقى بهم المكاره ".

في سبق الفقراء الأغنياء إلى الجنة:

لا يوجد سبق من أحد لأحد فقراء أو أغنياء فهم يحشرون وفدا لأن دخولها جماعى كما ورد فى سورة مريم"يوم نحشر المتقين  إلى الرحمن وفدا "

وأما فى الأحاديث فهناك تناقض فقد قال الإمام أحمد: حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم وهو خمسمائة عام" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح ورجال إسناده احتج بهم مسلم في صحيحه.

هنا مدى السبق الزمنى لدخول الفقراء قبل الأغنياء الجنة500 عام وهو ما يناقض كونه40 عام فى قولهم :

وروى الترمذي من حديث ابن عباس الدوري عن المقبري عن سعيد بن أبي أيوب عن عمرو بن جابر الحضرمي عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا".

وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفا"

في ذكر أصناف أهل الجنة الذين ضمنت لهم دون غيرهم:

قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}

هنا الجنة للمسلمين فقط دون صفات خاصة فكل الصفات لابد من توافرها فى كل المسلمين عدا الجهاد وأما فى الأحاديث فقد تناقضت حيث ورد في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما كان يوم حنين أقبل نفر من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: فلان شهيد وفلان شهيد وفلان شهيد حتى مروا على رجل فقالوا فلان شهيد فقال رسول الله: كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون" قال: فخرجت فناديت: إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون" وللبخاري معناه

 هنا أهل الجنة المؤمنون وهو ما يخالف كونهم المسلمون فى قولهم :

وفي الصحيح من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا ينادي في الناس: "إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة"

 والمؤمنون هم المسلمون فى الاصطلاح العام ولكن فى القرآن هناك فارق فالمؤمن قد يكون مسلما وقد يكون كافرا أى عاصيا لله

وفي صحيح مسلم من حديث عياض بن حمار المجاشعى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: "... قال وأهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال ..".

هنا أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان عادل ومسلم رحيم وعفيف متعفف وهو ما يناقض كون أهل الجنة الضعفاء فى قولهم :

وفي الصحيحين من حديث حارثة ابن وهب قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لابره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواخا متكبر"

وقال الإمام أحمد حدثنا علي بن إسحق قال أنبأنا عبد الله أنبأنا موسى بن علي بن رباح قال سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أن أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون".

ويناقض الكل أن أهل الجنة النبى والصديق والشهيد وزائر أخاه والودود الولود من النساء فى قولهم :

ذكر خلف بن خليفة عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة: "النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة والصديق في الجنة والشهيد في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة ونساؤكم من أهل الجنة الودود الولود التي إذا غضب أو غضبت جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها ثم تقول لا أذوق غمضا حتى ترضى" أخرجه النسائي ويناقض الكل أن أهل الجنة كل من أثنى عليه الناس بالخير فى الدنيا فى قولهم :

وقال ابن ماجه في سننه حدثنا محمد بن يحيى وزيد بن أخرم قالا: أنبأنا مسلم بن إبراهيم حدثتنا أبو هلال للراسي حدثنا عقبة بن أبي ثابت الراسي عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل الجنة من ملأ أذنيه من ثناء الناس خيرا وهو يسمع وأهل النار من ملأ أذنيه من ثناء الناس شرا وهو يسمع"

وهذا الحديث معناه أن أهل الجنة رؤساء الكفر وأهل النار الرسل ودعاة الإسلام

ويناقض الكل أن أهل الجنة من شهد له المسلمون بالإسلام وأهل النار من شهدوا له بالكفر فى قولهم :

ومر بجنازة فأثنى عليها فقال: "وجبت وجبت وجبت فقال عمر فداك أبي وأمي مر بجنازة فأثنى عليها خيرا فقال وجبت وجبت وجبت وجبت" ومر بجنازة فأثنى عليها شر فقلت: "وجبت وجبت وجبت" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار وأنتم شهداء الله في الأرض"

وفي الحديث الآخر: "يوشك أن أكثر أهل الجنة هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم

في أن أكثر أهل الجنة هم أمة محمد (ص):

 لم يرد فى المصحف ما يشير لهذا وأما فى الأحاديث ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود قال: قال أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ فكبرنا ثم قال: أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبرنا ثم قال أني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة وسأخبركم عن ذلك ما المسلمون في الكفار إلا كشعرة بيضاء في ثور أسود أو كشعرة سوداء في ثور أبيض هذا لفظ مسلم

وقد روى أحمد في مسنده من حديث أبي الزبير أنه سمع جابرا يقول سمعت رسول الله يقول أرجو أن يكون من يتبعني من أمتي يوم القيامة ربع أهل الجنة قال فكبرنا ثم قال فأرجو أن تكونوا الشطر وإسناده على شرط مسلم

هنا أمة محمد(ص) شطر أهل الجنة أى نصفهم وهو ما يناقض كونها ثلثى أهل الجنة =80من 120 فى أقوالهم:

وعن بريدة بن الحصيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهل الجنة عشرون ومائة صف هذه الأمة منها ثمانون صفا" رواه الإمام أحمد والترمذي

ورواه أيضا من حديث القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال قال كيف أنتم وربع الجنة لكم ولسائر الناس ثلاثة أرباعها قالوا الله ورسوله أعلم قال كيف أنتم وثلثها قالوا ذاك أكثر قال كيف أنتم والشطر لكم قالوا ذاك أكثر فقال رسول الله وسلم أهل الجنة عشرون ومائة صف لكم منها ثمانون صفا قال الطبراني

في أن النساء في الجنة أكثر من الرجال وكذلك هم في النار:

لا يوجد فى المصحف ما يشير لهذا المعنى وأما فى الأحاديث فقد ورد في الحديث "أن أقل ساكني الجنة النساء"

وروى البخاري في صحيحه من حديث عمران بن حصين قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء واطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء".

وفي صحيح مسلم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء"

وروى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء واطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء" وفي الصحيح من حديث ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فأني رأيتكن أكثر أهل النار فقالت امرأة منهن خدلة: وما لنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر أهل النار؟ قال: "تكثرن اللعن وتكفرن العشير ".

 فيما سبق أكثر أهل النار النساء وهو ما يناقض أن أكثر أهل النار الأغنياء والنساء فى قولهم في المسند أيضا من حديث عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء"

نساء الجنة :

نساء الجنة هى الأزواج المطهرة وهى نساء الدنيا وهى نفسها الحور العين وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ولهم فيها أزواج مطهرة "وقال بسورة الرحمن "حور مقصورات فى الخيام "

وأما فى الأحاديث ففي الصحيحين من حديث أيوب بن محمد بن سيرين قال: إمَّا تفاخروا وأما تذاكروا الرجال أكثر في الجنة الرجال أم النساء؟ فقال أبو هريرة: ألم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "أن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على أضواء كوكب دري في السماء لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم"

 هنا لكل مسلم اثنين من الحور العين وهو ما يناقض كونهن72 حورية+ 2 من نساء الإنس فى قولهم :

رواه أبو يعلي الموصلي حدثنا عمرو بن الضحاك بن مخلد حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد حدثنا أبو رافع إسماعيل بن رافع عن محمد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طائفة من أصحابه فذكر حديثا طويلا وفيه: " فيدخل الرجل منهم على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ الله تعالى وثنتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ الله بعبادتهما الله في الدنيا

 وهو يناقض كونهن4آلاف بكرو8 آلاف أيم و100 حور عين فى قولهم:

وأما حديث ابن أبي أوفى فقال أبو نعيم حدثنا محمد بن جعفر من أصله حدثنا موسى بن هارون حدثنا حامد بن يحيى البلخي حدثنا يونس بن محمد المؤدب حدثنا الوليد بن أبي ثور وحدثني سعد الطائي عن عبد الرحمن بن سابط عن ابن أبي أوفى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يزوج كل واحد من أهل الجنة أربعة آلاف بكر وثمانية آلاف أيم ومائة حوراء فيجتمعن في كل سبعة أيام فيقلن بأصوات حسان لم تسمع الخلائق بمثلهن نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الناعمات فلا نبأس ونحن الراضيات فلا نسخط ونحن المقيمات فلا نظعن طوبى لمن كان لنا وكنا له".

 

فيمن يدخل الجنة في هذه الأمة بغير حساب وذكر أوصافهم:

كل المسلمين يدخلون الجنة بغير حساب كما قال تعالى بسورة الزمر "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " فالمسلمون آمنون من الفزع يوم القيامة وهذا يعنى بعضهم لا يدخل النار ثم يخرج منها للجنة لأنه هذا فزع وأى فزع وفى هذا قال تعالى " وهم من فزع يومئذ أمنون "

وأما الأحاديث فقد اختلفت ففي الصحيحين من حديث الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفا تضيء وجوههم أضاءة القمر ليلة البدر" فقام عكاشة بن محصين الأسدي يرفع نمرة عليه فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادع الله آن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أجعله منهم فقام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الله أن يجعلني منهم فقال: "سبقك بها عكاشة"

في صحيح مسلم من حديث محمد بن سيرين عن عمران ابن حصين قال قالسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ولا عذاب قيل ومن هم قال هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون"

وفي صحيحه أيضا من حديث ابن الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله قال: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر حديثا طويلا وفيه فتنجوا أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفا لا يحاسبون ثم الذين يلونهم كأضواء نجم في السماء ثم كذلك"

فيما سبق الداخلون الجنة بغير سابقة عذاب 70 ألف وهو ما يناقض مكونهم700 ألف فى قولهم :

وفي الصحيحين من حديث سهل بن سعد أن رسول الله قال: "ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب أو سبعمائة ألف آخذ بعضهم ببعض حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر" فهذه هي الزمرة الأولى وهم يدخلونها بغير حساب.

ويناقض الكل كونهم490 ألف وثلاث حثيات فى قولهم :

قال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد قال سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب مع كل ألف سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب وثلاث حثيات من حثيات ربي ".

وبناقض الكل كونهم300 ألف فى قولهم :

قال الطبراني حدثنا أحمد بن خليد حدثنا أبو توبة حدثنا معاوية بنالنبي صلى الله عليه وسلم قال: "أن الله وعدني أن يدخل من أمتي ثلاثمائة ألف الجنة فقال عمير يا رسول الله صلى الله عليه وسلم زدنا فقال هكذا بيده فقال عمير يا رسول الله صلى الله عليه وسلم زدنا فقال عمير حسبك يا عمير فقال: مالنا ولك يا ابن الخطاب وما عليك أن يدخلنا الله الجنة فقال عمر:إن الله عز وجل إن شاء أدخل الناس الجنة بحفنة أو بحثية واحدة فقال نبي الله: صدق عمر" قال محمد بن عبد الواحد لا أعرف لعمير حديثا غيره

ويناقض الكل كونهم 100 ألف فى قولهم :

وفي الحلية من حديث سليمان ابن حرب حدثنا أبو هلال عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وعدني ربي عز وجل أن يدخل من أمتي مئة ألف الجنة"

وبناقض الكل كونهم400 ألف فى قولهم :

وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي أربعمائة ألف" تفرد به عبد الرزاق

في ذكر حثيات الرب تبارك وتعالى الذين يدخلهم الجنة

قال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد قال سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب مع كل ألف سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب وثلاث حثيات من حثيات ربي ".

هنا ثلاث حثيات مع الألوف وهو ما يناقض كونها حفنة أى حثية واحدة فى أقوالهم :

قال الطبراني حدثنا أحمد بن خليد حدثنا أبو توبة حدثنا معاوية بنالنبي صلى الله عليه وسلم قال: "أن الله وعدني أن يدخل من أمتي ثلاثمائة ألف الجنة فقال عمير يا رسول الله صلى الله عليه وسلم زدنا فقال هكذا بيده فقال عمير يا رسول الله صلى الله عليه وسلم زدنا فقال عمير حسبك يا عمير فقال: مالنا ولك يا ابن الخطاب وما عليك أن يدخلنا الله الجنة فقال عمر:إن الله عز وجل إن شاء أدخل الناس الجنة بحفنة أو بحثية واحدة فقال نبي الله: صدق عمر" وفي الحلية من حديث سليمان ابن حرب حدثنا أبو هلال عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وعدني ربي عز وجل أن يدخل من أمتي مئة ألف الجنة" فقال أبو بكر: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم زدنا قال: "وهكذا" وأشار سليمان بن حرب بيده كذلك قال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: زدنا فقال عمر: إن الله قادر أن يدخل الناس الجنة بحفنة واحدة فقال رسول الله: "صدق عمر" رواه عنه إبراهيم بن الهيثم البلدي

وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي أربعمائة ألف" قال أبو بكر زدنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهكذا وجمع بين يديه قال زدنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وهكذا فقال عمر حسبك يا أبا بكر فقال أبو بكر دعني وما عليك أن يدخلنا الجنة كلنا!! فقال عمر إن شاء الله أدخل خلقه الجنة بكف واحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدق عمر" تفرد به عبد الرزاق

في ذكر تربة الجنة وطينتها وحصبائها و بنائها:

 لا يوجد فى المصحف معلومات عن هذه الأمور وما ورد فى الأحاديث متناقض فقد  قال الإمام أحمد حدثنا أبو النضر وأبو كامل قالا أنبأنا زهير حدثنا سعيد الطائي حدثنا أبو مدلة مولى أم المؤمنين سمع أبا هريرة يقول: قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم الله إذا رأيناك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشممنا النساء والأولاد قال:"لو تكونون على كل حال على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم ولزارتكم في بيوتكم ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر الله لهم" قال: قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا عن الجنة ما بناؤها قال: "لبنة ذهب ولبنة فضة وملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابهما الزعفران من يدخلها ينعم لا يبأس ويخلد لا يموت ولا تبلى ثيابه ولا يفني شبابه "

وروى أبو بكر بن مردويه من حديث الحسن عن ابن عمر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنة فقال:"من يدخل الجنة يحيا ولا يموت وينعم ولا يبأس ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه" قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بناؤها قال:"لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها مسك أذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران"هكذا جاء في هذه الأحاديث أن ترابها الزعفران

وكذلك روى عن يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن العلاء بن زياد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وترابها الزعفران وطينها المسك"

 فيما سبق تراب الجنة الزعفران وهو ما يناقض كون ترابها المسك فى أقوالهم :

في الصحيحين من حديث الزهري عن أنس بن مالك قال: كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أدخلت الجنة فإذا فيها جناذب اللؤلؤ وإذا ترابها المسك" وهو قطعة من حديث المعراج

وروى مسلم في صحيحه من حديث حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سأل ابن صياد عن تربة فقال: درمكة بيضاء مسك خالص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدق" ثم رواه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة عن الجريري عن أبي نضرة أن ابن صياد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تربة الجنة فقال: "در مكة بيضاء مسك خالص".

وقال سفيان بن عيينة عن مجاهد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد قد غلب أصحابك اليوم قال وبأي شيء غلبوا قال سألهم اليهود كم عدد خزنة النار فقالوا لا ندري حتى نسأل نبينا فقال رسول الله أيغلب قوم سئلوا عما لا يعلمون فقالوا حتى نسأل نبينا ولكن هم أعداء الله سألوا نبيهم أن يريهم الله جبرة على بأعداء الله فأني سائلهم عن تربة الجنة وأنها درمكة فلما أن جاؤه قالوا يا أبا القاسم كم عدد خزنة النار فقال رسول الله بيديه كلتيهما هكذا وهكذا وقبض واحدة أي تسعة عشر فقال لهم رسول الله ما تربة الجنة فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا خبزة يا أبا القاسم فقال النبي صلى الله عليه وسلم الخبزة من الدرمكة"

ويناقض الكل أن أرضها وهو ترابها العقيان وهو الذهب فى قولهم :

قال أبو الشيخ حدثنا عمرو بن الحسين حدثنا أبو علانة حدثنا ابن جريح عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي كعب قال قال رسول الله قلت ليلة أسري بي يا جبريل أنهم سيسألوني عن الجنة فأخبرهم أنها من درة بيضاء وأن أرضها عقيان والعقيان الذهب "

في ذكر نور الجنة وبياضها:

 لم يذكر فى المصحف معلومات عن نور الجنة وما ورد فى الأحاديث مختلف متناقض مع بعضه  فقد قال أحمد بن منصور الرمادي أنبأنا كثير بن هشام حدثنا هشام بن زياد وأبو المقدام عن حبيب بن الشهيد عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله الجنة بيضاء وأحب الزي إلى الله البياض فليلبسه أحياؤكم وكفنوا فيه موتاكم" وذكر أبو نعيم من حديث عباد بن عباد حدثنا هشام بن زياد عن يحيى بن عبد الرحمن عن عطاء عن ابن عباس يرفعه أن الله خلق الجنة بيضاء وأن أحب اللون إلى الله البياض فليلبسه أحياؤكم وكفنوا به موتاكم

وذكر من طريق عبد الحميد بن صالح حدثنا أبو شهاب عن حمزة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالبياض فإن الله خلق الجنة بيضاء فليلبسه أحياؤكم وكفنوا فيه موتاكم"

 

حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سويد بن سعيد حدثنا عبد ربه الحنفي عن خاله الزميل بن السماك أنه سمع أباه يحدث أنه لقي عبد الله بن عباس بالمدينة بعد ما كف بصره فقال: يا ابن عباس ما أرض الجنة قال: "مر مرة بيضاء من فضة كأنها مرآة" قلت: فما نورها قال: "ما رأيت الساعة التي تكون فيها قبل طلوع الشمس فذلك نورها إلا أنه ليس فيها شمس ولا زمهرير

وفي سنن ابن ماجه من حديث الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر عن الضحاك المغافري عن سليمان بن موسى حدثني كريب أنه سمع أسامة بن زيد يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا هل مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها وهي ورب الكعبة نور يتلألأ.

 هنا الجنة بيضاء اللون وهو ما يناقض وجود ألوان عدة بيضاء وحمراء وخضراء ..فيها

حدثنا أبو صالح عبد الرحمن بن سعيد بن هارون الأصبهاني ومحمد بن جعفر بن احمد الطبري ومحمد بن علي بن إسماعيل الأيلي قالوا حدثنا عبد الله بن روح المدائني حدثنا سلام بن سليمان حدثنا ورقاء وإسرائيل وشعبة وجرير بن عبد الحميد كلهم قالوا حدثنا ليث بن عثمان بن أبي حميد عن أنس بن مالك قال قال سمعت رسول الله يقول" ..قال إن ربك اتخذ في الجنة واديا فيه كثبان من مسك أبيض ...ثم يرتفع على كرسيه عز وجل ويرتفع معه النبي صلى الله عليه وسلمون والصديقون ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم وهي لؤلؤة بيضاء وزبرجدة خضراء وياقوتة حمراء غرفها وأبوابها وأنهارها مطردة فيها وأزواجها وخدامها وثمارها متدليات فيها فليسوا إلي شيء بأحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا نظرا إلى ربهم"رواه عمرو ابن أبي قيس

وقال ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن أبي المثني البزار حدثنا محمد بن زياد الكلبي حدثنا بشير بن حسين عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلق الله جنة عدن بيده لبنة من درة بيضاء ولبنة من ياقوتة حمراء ولبنة من زبرجدة خضراء بلاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ وحشيشها الزعفران

في ذكر غرف الجنة وقصورها ومقاصيرها:

قال الله تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ}

قال تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} وقال تعالى: {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْن} وقال تعالى: {قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بيتا فى الجنة}

 المستفاد من الأقوال هو وجود مسكن أى غرف أى بيت فى كل جنة للمسلم  وهذا المسكن متعدد الأدوار غرف من فوقها غرف

وأما فى الأحاديث فهناك اختلاف بين فى المعلومات فقد قال الطبراني حدثنا عبدان ابن أحمد حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام قال حدثني أبو سلام حدثني أبو معانق الأشعري حدثني أبو مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام"

وقال ابن وهب حدثنا حيي عن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها" قال أبو مالك الأشعري لمن هي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام"

قال محمد بن عبد الواحد: وهذا عندي إسناد حسن وذكر أبي مالك فيه يدل على صحته لأن أبا مالك قد رواه وإسناده أيضا حسن وقد تقدم حديث أبي سعيد المتفق على صحته "إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف كما تراءون الكوكب الغابر من الأفق"

فيما سبق أهل الغرف يرون بعضهم البعض وهو ما يناقض أن الخيمة وهى الغرفة الواسعة لا يرون بعضهم البعض من وسعها  فى قولهم

وفي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤ واحد مجوفة طولها ستون ميلا فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا "

والكل يناقض أن صاحب الغرفة فقط هو من يرى الظاهر والباطن فى أقوالهم

وروى البيهقي من حديث حفص بن عمر حدثنا عمرو بن قيس الملائي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة لغرفا فإذا كان ساكنها فيها لم يخف عليه ما خلفها وإذا كان خلفها لم يخف عليه ما فيها قيل لمن هي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لمن أطاب الكلام وواصل الصيام وأطعم الطعام وأفشى السلام وصلى والناس نيام

وفي فوائد ابن السماك حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور حدثنا أبي حدثنا عبد الرحمن بن عبد المؤمن قال سمعت محمد بن واسع يذكر عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أحدثكم بغرف الجنة" قال: قلنا بلى يا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبينا أنت وأمنا قال: "أن في الجنة غرفا من أصناف الجوهر كله يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فيها من النعم واللذات ما لا عين رأت ولا أذن سمعت" قال:قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن هذه الغرف قال لمن أفشى السلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام

في ذكر معرفة أهل الجنة لمنازلهم ومساكنهم إذا دخلوا الجنة :

قال تعالى {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ}

 المستفاد من الآية هو أن الله عرف الجنة للمؤمنين والمراد ذكر لهم فى الوحى كل شىء عنها

وأما فى الأحاديث فقد ذكر في من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي بعثني بالحق ما أنتم في الدنيا بأعرف بأحوالكم ومساكنكم من أهل الجنة وبأزواجهم ومساكنهم إذا دخلوا الجنة".

في كيفية دخول المسلمين الجنة وما يستقبلون عند دخولها:

 يدخل المسلمون الجنة فى صورة وفد أى جماعات أى زمر وفى هذا قال تعالى "{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً}

وأما فى الأحاديث فقد قال ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن عباد بن موسى العكلي حدثنا يحيى بن سليم الطائفي حدثنا إسماعيل بن عبد الله المكي حدثنا أبو عبد الله أنه سمع الضحاك بن مزاحم يحدث عن الحرث عن علي أنه سأل رسول الله عن هذه الآية {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً} قال قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الوفد إلا ركب قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده إنهم خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق بيض لها أجنحة عليها رحال الذهب شرك نعالهم نور يتلألأ كل خطوة منها مثل مد البصر وينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقه من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب "

 قال ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن عمر بن سليمان حدثنا محمد بن فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد في هذه الآية {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً} قال: "أما والله لا يحشر الوفد على أرجلهم ولكن لا يأتون بنوق لم تر الخلائق مثلها وعليها رحال الذهب وأزمتها الزبرجد فيركبون عليها حتى يضربوا باب الجنة"

فيما سبق يدخلون الجنة وهو يركبون نوق رحالها ذهب وهو ما يناقض دخولهم سيرا ممسكين بأيدى بعضهم البعض فى قولهم :

في الصحيحين من حديث سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو سبعمائة ألف متما سكون آخذ بعضهم ببعض لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم ووجوههم على صورة القمر ليلة البدر".

في ذكر صفة أهل الجنة في خلقهم وطولهم وعرضهم ومقدار أسنانهم:

لم يذكر فى المصحف شىء من هذه الأمور وأما الأحاديث فقد اختلفت فيما بينها ومنها :

قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلق الله عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال: له أذهب فسلم على أولئك النفر وهو نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحبونك فأنها تحيتك وتحية ذريتك قال فذهب فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليكم ورحمة الله فزاده ورحمة الله قال فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعا فلم يزل ينقص الخلق بعده حتى الآن" متفق على صحته

وقال أبو بكر بن أبي داود و حدثنا محمود بن خالد وعباس بن الوليد قال حدثنا عمر عن الأوزاعي عن هرون بن رباب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يبعث أهل الجنة على صورة آدم في ميلاد ثلاث وثلاثين سنة جردا مردا مكحلين ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة فيكسون منها لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم

وقال الإمام أحمد حدثنا يزيد بن هرون وعفان بن مسلم قالا حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن سعد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين وهم على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع" وفي جامع الترمذي من حديث شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين"

 فيما سبق يدخل أهل الجنة على صورة آدم طولا وعرضا وشكلا ولسانا وجمالا وهو ما يناقض أنهم يدخلونها فى طوله فقط على حسن يوسف وسن عيسى ولسان محمد عليهم السلام فى قولهم :

وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا القاسم بن هشام حدثنا صفوان ابن صالح حدثنا رواد بن الجراح العسقلاني حدثنا الأوزاعي عن هارون بن رباب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعا بذراع الملك على حسن يوسف وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين سنة وعلى لسان محمد جرد مرد مكحلون"

فيما سبق سن دخول الجنة33 سنة وهو ما يناقض كونها30 فى قولهم :

وقال الترمذي: حدثنا سويد بن نصر حدثنا عبد الله بن المبارك عن رشد بن سعد عن عمرو ابن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون بني ثلاثين سنة في الجنة لا يزيدون عليها أبدا وكذلك أهل النار"

رواه ابن وهب أنبأنا عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون بني ثلاثين سنة في الجنة لا يزيدون عليها أبدا وكذلك أهل النار" رواه الترمذي

وقال ابن وهب حدثنا معاوية ابن صالح عن عبد الوهاب بن بخت عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال أن أهل الجنة يدخلون الجنة على قدر أدم ستون ذراعا على ذلك قطعت سررهم"

في ذكر أعلى أهل الجنة منزلة وأدناهم:

 لا يوجد فى الجنة سوى منزلتين أى درجتين واحدة للمجاهدين والثانية للقاعدين كما قال تعالى بسورة النساء :

{لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُل وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}.

وأما فى الأحاديث فهناك تناقض واضح ففي حديث الإسراء المتفق على صحته أنه لما جاوز موسى قال رب لم أظن أن ترفع على أحد ثم علا فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله حتى جاوز سدرة المنتهى وفي صحيح مسلم من حديث عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا على فإنه من صلى على صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا ثم سلوا إلى الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجوا أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة"

وفي صحيح مسلم من حديث المغيرة بن شيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن موسى سأل ربه ما أدنى أهل الجنة منزلة فقال رجل يجئ بعد ما دخل أهل الجنة الجنة فيقال له أدخل الجنة فيقول رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال له أتوصي أن يكون ذلك مثل ملك من ملوك الدنيا فيقول رضيت رب فيقول لك ذلك ومثله ومثله ومثله فقال في الخامسة رضيت رب قال رب فأعلاهم منزلة قال أولئك الذين غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر.

 هنا ملك أدنى أهل الجنة ثلاثة أمثال ملك دنيوى وهو ما يناقض كونه فى سبع درجات فى قولهم:

وقال الإمام أحمد حدثنا حسن هو ابن موسى حدثنا سكين بن عبد العزيز حدثنا أبو الأشعث الضرير عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أن أدنى أهل الجنة منزلة سبع درج وهو على السادسة وفرقه السابعة وإن له ثلاثمائة خادم ويفدي عليه ويراح كل يوم بثلاثمائة صحفة ولا أعلمه قال إلا من ذهب في كل صحفة لون ليس في الآخر وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره وعن الأشربة بثلاثمائة إناء في كل إناء لون ليس في الآخرة وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره وأنه ليقول يا رب لو أذنت لي لأطعمت أهل الجنة

وقال الترمذي حدثنا عبد بن حميد أنبأنا شبابة عن إسرائيل عن ثوير قال سمعت بن عمر يقول قال رسول الله أن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جناته وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرد مسيرة ألف عام وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية ثم قرأ رسول الله وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة"

هنا ملك أدنى هل الجنة ألف سنة وهو ما يناقض كون ملكه مسيرة ألفين فى قولهم :

ورواه الطبراني في معجمه من حديث أبي معاوية عن عبد الملك بن أبجر عن ثوير عن ابن عمر مرفوعا: "أن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل ينظر في ملكه ألفى سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه ينظر إلى أزواجه وسرره وخدمه" الحديث

في تحفة أهل الجنة إذا دخلوها:

لم يرد شىء عن ذلك فى المصحف وكل ما ورد فى الأحاديث مختلف اختلافا بينا فروى مسلم في صحيحه من حديث ثوبان قال كنت قائما عند رسول الله فجاء حبر من أحبار اليهود فقال السلام عليك يا محمد ...." قال اليهودي: فما تحفتهم حين يدخلون الجنة قال: "زيادة كبد النون" قال: فما غذاؤهم على أثرها قال: "ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها" قال: فما شرابهم قال: "من عين فيها تسمى سلسبيلا" ...."

 هنا  أول طعام ثور الجنة وهو ما يخالف كونه كبد الحوت فى قولهم :

 وفي صحيح البخاري عن أنس قال سمع عبد الله بن سلام مقدم رسول الله المدينة وهو ...وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت ....

وهو ما يخالف كونه الاثنين الثور والحوت فى أقوالهم :

وفي الصحيحين من حديث عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال .... فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلينا ثم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال: "ألا أخبرك بإدامهم" قال: بلى قال: "إدامهم بالآدام والنون" قال: وما هذا قال: "ثور ونون يأكل من زيادة كبدهما سبعون ألفا"

وقال عبد الله بن المبارك: حدثنا ابن لهيعة حدثني يزيد بن أبي حبيب أن أبا الخير أخبره أن أبا العوام أخبره أنه سمع كعبايقول أن الله عز وجل يقول لأهل الجنة: ادخلوها أن لكل ضيف جزورا وأني أجزركم اليوم فيأتي بثور وحوت فيجرز لأهل الجنة"

 

في ذكر ريح الجنة ومن مسيرة كم ينشق:

 لم يذكر فى المصحف شىء عن هذا الأمر وما ذكر فى الأحاديث متناقض فيما بين بعضه البعض فقد قال الطبراني حدثنا موسى بن حازم الأصبهاني حدثنا محمد بن بكير الحضرمي حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن الحسن بن عمرو عن مجاهد عن جنادة بن أبي أمية عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قتل قتيلا من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة وأن ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام"

رواه الطبراني من حديث عيسى بن يونس عن عوف الأعرابي عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة يرفعه من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة وإن ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام

وقال الطبراني: حدثنا إسحق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن أو غيره عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله يقول: "ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام"

هنا ريح الجنة من مسيرة 100 عام وهو ما يخالف كونها40 فى قولهم

ورواه البخاري في الصحيح عن قيس بن حفص عن عبد الواحد بن زياد عن الحسن ابن عمرو الفقيمي عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو ولم يذكر بينهما جنادة وقال ليوجد من مسيرة أربعين عاما

 والاثنين يخالفان كونها من مسيرة 70 سنة فى قولهم :

وقال الترمذي حدثنا محمد بن بشار حدثنا معدي ابن سليمان هو البصري عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا من قتل نفسا معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله فقد أخفر بذمة الله فلا يراح رائحة الجنة وأن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا"

والكل يخالف أنها من مسيرة500 سنة فى قولهم :

وقال أبو نعيم: حدثنا محمد بن معمر حدثنا محمد بن أحمد المؤذن حدثنا عبد الواحد بن غياث أنبأنا الربيع بن بدر حدثنا هارون بن رياب عن مجاهد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن رائحة الجنة توجد من مسيرة خمس مائة عام"

وقال أبو داود الطيالسي في مسنده: حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ادعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمس مائة عام "

 والكل يخالف كونها من مسيرة 1000 عام فى قولهم :

وقال الطبراني حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا محمد بن احمد بن محمد بن طريف حدثنا أبي حدثنا محمد بن كثير حدثني جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام والله لا يجدها عاق ولا قاطع رحم"

في الأذان الذى يؤذن به مؤذن الجنة فيها:

لم يذكر فى المصحف آذان فى الجنة وإنما الآذان هو على الأعراف بين الجنة النار كما ورد بسورة الأعراف وما ورد فى الأحاديث فمختلف اختلافا كبيرا فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ينادي مناد أن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وأن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وأن لكم أن تنعموا فلا تبأسوأ أبدا" وذلك قوله عز وجل {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}

قال عثمان بن أبي شيبة: حدثنا يحي بن آدم حدثنا حمزة الزيات عن أبي إسحق عن الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} قال: "نودوا أن صحوا فلا تسقموا أبدا واخلدوا فلا تموتوا أبدا وانعموا فلا تبأسوا أبدا"

 هنا آذان مؤذن الجنة أن صحوا فلا تسقموا أبدا واخلدوا فلا تموتوا أبدا وانعموا فلا تبأسوا أبدا" وهو ما يناقض أنه قوله يا أهل الجنة أن لكم عند الله موعدا فى أقوالهم:

وفي صحيح مسلم من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن صهيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة أن لكم عند الله موعدا فيقولون ما هو ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة وينجنا من النار فيكشف الحجاب فينظرون إلى الله فوالله ما أعطاهم الله شيئا هو أحب اليهم من النظر إليه"

وقال عبد الله بن المبارك أنبأنا أبو بكر الألهاني أخبرني أبو تميم الهجيمي قال: سمعت أبا موسى الأشعري يخطب على منبر البصرة يقول: أن الله عز وجل يبعث يوم القيامة ملكا إلى أهل الجنة فيقول يا أهل الجنة هل أنجزكم الله ما وعدكم؟ فينظرون فيرون الحلي والحلل والأنهار والأزواج المطهرة فيقولون نعم قد أنجزنا ما وعدنا قالوا ذلك ثلاث مرات فينظرون فلا يفتقدون شيئا مما وعدوا فيقولون نعم فيقول قد بقى شيء إن الله يقول: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} قال: ألا إن الحسنى الجنة والزيادة: النظر إلى وجه الله"

والكل يخالف أن الآذان هو يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت كل خالد فيما هو فيه فى قولهم في الصحيحين من حديث نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت كل خالد فيما هو فيه"

في أشجار الجنة وبساتينها و ظلالها:

قال تعالى

{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ} وقال تعالى: {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} وقال {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ}

هنا أنواع الشجر فى الجنة متنوعة وثمارها كثيرة وهى لا تنتهى وليس فيها ما محرم على المسلمين

وأما فى الأحاديث فقد ذكر في الصحيحين من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها فاقرؤا أن شئتم {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}.

قال وكيع حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن زياد مولى بني مخزوم عن الزهري عن أبي هريرة رضي الله عنه: "إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام اقرؤا أن شئتم {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} فبلغ ذلك وكعبا فقال: صدق والذي أنزل التوراة على لسان موسى والفرقان على لسان محمد صلى الله عليه وسلم لو أن رجلا ركب جذعة أو جذعا ثم دار بأصل تلك الشجرة مائة عام ما بلغها حتى يسقط هرما أن الله غرسها بيده ونفخ فيها وإن أصلها من وراء سور الجنة ما في الجنة نهر إلا وهو يخرج من أصل تلك الشجرة"

وفي الصحيحين أيضا من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد عن رسول الله إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها قال ابو حازم فحدثنا به النعمان بن أبي عياش الزرقي فقال حدثني أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع في ظلها مائة عام لا يقطعها"

فيما سبق مسيرة الشجرة100 عام وهو ما يناقض كونها70 فى قولهم :

وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن أبي الضحاك سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله أن في الجنة شجرة يسير فيها الراكب في ظلها سبعين أو مائة سنة هي شجرة جنة الخلد"

وقال ابن وهب حدثنا عمرو بن الحارث أن درَّاجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رجل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما طوبى؟ قال صلى الله عليه وسلم: "شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها" وقد رواه عنه حرملة بزيادة وقال أخبرني ابن وهب أخبرني عمرو أن دراجا حدثه أن أبا الهيثم حدثه عن أبي سعيد الخدري إن رجلا قال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن رآك وآمن بك فقال: "طوبى لمن رآني وآمن بي ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني" فقال رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طوبى قال شجرة في الجنة مسيرة مائة عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها"

 هنا طوبى لمن رآنى ثلاثا وهو ما يناقض كونها سبعا فى قولهم : "طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع مرات"

في ثمار الجنة وتعداد أنواعها وصفاتها وريحانها:

قال تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأنهار كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً }

هنا ثمار الجنة متشابهة بمعنى أن الثمار لا اختلاف بينها فكأنها شىء واحد

وفى الأحاديث نجد تناقضا واضحا ففي صحيح مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عرضت علي الجنة حتى لو تناولت منها قطفا أخذته "

هنا لو تناول منها قطفا لأخذه وهو ما يناقض منعه من أخذ القطف فى قولهم :

وقال أبو خيثمة حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا عبيد الله حدثنا ابن عقيل عن جابر قال بينما نحن في صلاة الظهر إذ تقدم رسول الله فتقدمنا ثم تناول شيئا ليأخذه ثم تأخر فلما قضى الصلاة قال له أبي بن كعب يا رسول الله صلى الله عليه وسلم صنعت اليوم في صلاتك شيئا ما كنت تصنعه قال: "إنه عرضت علي الجنة وما فيها من الزهرة والنضرة فتناولت منها قطفا من عنب لآتيكم به فحيل بيني وبينه ولو أتيتكم به لأكل منه من بين السماء والأرض لا ينقصونه".

في زرع الجنة:

لم يذكر شىء من هذا فى المصحف وما ورد فى الأحاديث منه :

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث يوما وعنده رجل من أهل البادية: "أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه عز وجل في الزرع فقال له أو لست فيما اشتهيت فقال: بلى ولكني أحب أن أزرع فأسرع وبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال فيقول الله عز وجل: دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء فقال الأعرابي: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نجد هذا إلا قرشيا أو أنصاريا فإنهم أصحاب زرع فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع فضحك رسول الله" رواه البخاري

وروى إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة قال: بينما رجل في الجنة فقال: في نفسه لو أن الله يأذن لي لزرعت فلا يعلم إلا والملائكة على أبوابه فيقولون: سلام عليكم يقول لك ربك تمنيت في نفسك شيئا فقد علمته وقد بعث الله معنا البذر فيقول ابذروا فيخرج أمثال الجبال فيقول له الرب من فوق عرشه كل ابن آدم فإن ابن آدم لا يشبع والله أعلم

في ذكر أنهار الجنة وعيونها وأصنافها مجراها الذى تجرى عليه:

ما ذكر عن انهار الجنة هو كون سوائلها أربعة لبن وعسل وماء غير آسن وخمر لذة وفى هذا قال تعالى بسورة محمد"مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى"

وأما فى الأحاديث فأنهار الجنة تتفجر من أعلاها ثم تنحدر نازلة إلى أقصى درجاتها كما روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أن في الجنة مائة درجة أعدها الله عز وجل للمجاهدين في سبيله بين كل درجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة

وروى الترمذي نحوه من حديث معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت ولفظ حديث عبادة:"الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مسيرة مائة عام والفردوس أعلاها درجة ومنها الأنهار الأربعة والعرش فوقها فإن سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى"

وفي المعجم للطبراني أني من حديث الحسن عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الفردوس ربوة الجنة وأعلاها وأوسطها ومنها تنفجر أنهار الجنة"

 هنا تنفجر الأنهار من الفردوس وهو ما يناقض تفجرها من عين من عيون الجنة فى قولهم :

قال عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا سعيد بن سابق حدثنا مسلمة بن علي عن مقاتل بن حبان عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أنزل الله من الجنة خمسة أنهار سيحون وهو نهر الهند وجيحون وهو نهر بلخ ودجلةوالفرات وهما نهرا العراق والنيل وهو نهر مصر أنزلها الله من عين واحدة من عيون الجنة من أسفل درجة من درجاتها على جناح جبريل عليه السلام"

وفي صحيح البخاري من حديث شعبة عن قتادة قال أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رفعت إلى سدرة المنتهى في السماء السابعة نبقها مثل قلال هجر وورقها مثل آذان الفيلة يخرج من ساقها نهران ظاهران ونهران باطنان فقلت: يا جبريل ما هذا قال أما النهران الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات"

ويناقض الكل تفجرها من جبال المسك فى الجنة فى قولهم :

وقال الحاكم حدثنا الأصم حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا أسد بن موسى حدثنا ابن ثوبان عن عطاء بن قرة عن عبد الله بن سمرة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يسقيه الله عز وجل من الخمر في الآخرة فليتركه في الدنيا ومن سره أن يكسيه الله الحرير في الآخرة فليتركه في الدنيا وأنهار الجنة تفجر من تحت تلال أو تحت جبال المسك "

وذكر الأعمش عن عمرو بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال: إن أنهار الجنة تفجر من جبل مسك

ويناقض الكل تفجرها من جنة عدن فى قولهم:

ذكر ابن مردويه في مسنده حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم حدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا الحرث بن عبيد حدثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذه الأنهار تشخب من جنة عدن في جوبه ثم تصدع بعد أنهارا"

وفي صحيح البخاري من حديث شعبة عن قتادة قال أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رفعت إلى سدرة المنتهى في السماء السابعة نبقها مثل قلال هجر وورقها مثل آذان الفيلة يخرج من ساقها نهران ظاهران ونهران باطنان فقلت: يا جبريل ما هذا قال أما النهران الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات"

هنا النيل والفرات فقط من أنهار الجنة وهو ما يناقض أنهم أربعة سيحان وجيحان والفرات والنيل فى قولهم :

ذكر سفيان الثوري عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن مسروق في قوله تعالى: وماء مسكوب قال أنهار تجري في غير أخدود قال ونخل طلعها هضيم قال من أصلها إلى فروعها أو كلمة نحوها وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة"

ويناقض الكل كونهم خمسة  بإضافة دجلة فى قولهم :

قال عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا سعيد بن سابق حدثنا مسلمة بن علي عن مقاتل بن حبان عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أنزل الله من الجنة خمسة أنهار سيحون وهو نهر الهند وجيحون وهو نهر بلخ ودجلة والفرات وهما نهرا العراق والنيل وهو نهر مصر أنزلها الله من عين واحدة من عيون الجنة من أسفل درجة من درجاتها "

وفي صحيحه أيضا من حديث همام عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا أسير في الجنة إذا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ والمجوف فقلت ما هذا يا جبريل قال:هذا الكوثر الذي أعطاك ربك قال فضرب الملك بيده فإذا طينة مسك أذفر"

وفي صحيح مسلم من حديث المختار بن فلفل عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الكوثر نهر في الجنة وعدنيه ربي عز وجل"وقال محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة فإذا بنهر يجري حافتاه خيام اللؤلؤ فضربت يدي إلى ما يجري فيه من الماء فإذا أنا بمسك أذفر فقلت لمن هذا يا جبريل قال هذا الكوثر الذي أعطاك الله عز وجل"

فيما سبق حافتا الكوثر من اللؤلؤ وهو ما يناقض كونهما من الذهب فى قولهم :

قال الترمذي حدثنا هناد حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثار عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج" قال هذا حديث حسن صحيح

وفي جامع الترمذي من حديث الجريري عن حكيم بن معاوية عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة بحر الماء وبحر العسل وبحر اللبن وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار بعد"قال هذا حديث حسن صحيح

وقال ابن أبي الدنيا حدثنا يعقوب بن عبيدة حدثنا يزيد بن هرون حدثنا الحريري عن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك قال: أظنكم تظنون أن أنهار الجنة أخدود في الأرض لا والله أنها لسائحة على وجه الأرض أحدى حافتيها اللؤلؤ والأخرى الياقوت وطينها المسك الأذفر قال:

قلت: ما الأذفر قال: الذي لا خلط له

وقال عبد الله بن وهب:حدثنا سعيد بن أبي أيوب عن عقيل بن خالد عن الزهري أن ابن عباس قال: "إن في الجنة نهرا يقال له البيدج عليه قباب من ياقوت تحته جوار يقول أهل الجنة انطلقوا بنا إلى البيدج فيتصفحون تلك الجوارى فإذا أعجب رجلا منهم جارية مس معصمها فتتبعه"

في ذكر طعام أهل الجنة وشرابهم ومصرفهم:

قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} وقال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَأبيهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابيهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} وقال تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ} وقال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنهار أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} وقال تعالى: {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ} وقال تعالى: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}.

المستفاد من الآيات هو أن المسلمين يأكلون ما يشتهون فى الجنة من فواكه ولحوم وغيرها ويشربون أشربة يشتهونها

وفى الأحاديث تناقض فى موضوعات الباب ففي صحيح مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأكل أهل الجنة ويشربون ولا يمتخطون ولا يتغوطون ولا يبولون طعامهم ذلك جشاء كريح المسك يلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون النفس" ورواه أيضا من رواية طلحة بن نافع عن جابر وفيه قالوا: فما بال الطعام قال:"جشاء ورشح كرشح المسك يلهمون التسبيح والحمد"

 هنا التغوط والتبول فى الجنة جشاء ورشح وهو ما يناقض كونه رشح أو عرق فقط فى أقوالهم :

وفي المسند وسنن النسائي بإسناد صحيح على شرط الصحيح من حديث الأعمش عن ثمامة ابن عقبة عن يزيد بن أرقم قال جاء رجل من أهل الكتاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون قال: "نعم والذي نفس محمد بيده إن أحدهم ليعطي قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع والشهوة" قال: فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة وليس في الجنة أذى قال: "تكون حاجة أحدهم رشحا يفيض من جلودهم كرشح المسك فيضمر بطنه"

ورواه الحاكم في صحيحه ولفظه أتي النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فقال: يا أبا القاسم ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ويقول لأصحابه إن أقر لي بهذا خصمته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بلى والذي نفس محمد بيده إن أحدهم ليعطي قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع" فقال له اليهودي: فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حاجتهم عرق يفيض من جلودهم مثل المسك فإذا البطن قد ضمر"

في ذكر آنيتهم التى يأكلون فيها ويشربون وأجناسها وصفاتها:

قال تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ}

يطوف على أهل الجنة غلمان بالطعام والشراب فى آنية بعضها من ذهب وبعضها من فضة

ونلاحظ فى الأحاديث اختلافا ظاهرا فقد أخرجا في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن

هنا ذهب وفضة وهو ما يناقض الذهب فقط فى قولهم :

حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون ولا يتفلون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم عليه السلام ستون ذراعا في السماء"

ويناقض الاثنين أن من أكل من المسلمين فى صحاف الذهب والفضة يحرم منهم فى الأخرة فى قولهم :

في الصحيحين من حديث حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافهما فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة"

في ذكر لباس أهل الجنة وحليهم ومناديلهم وفرشهم وبسطهم ووسائدهم ونمارقهم وزرابيهم:

قال تعالى:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ} وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ}وقال تعالى: {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}وقال تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صبروا جنة وحريرا وقال:{عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَق}

 هنا ملابس المسلمين حرير من سندس أخضر واستبرق وهو يتحلون بحلى من ذهب ولؤلؤ وهم يرقدون أو يجلسون على المقاعد والأسرة

وأما الأحاديث ففيها تناقض بين فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة" متفق على صحته

وقال ابن أبي الدنيا: حدثني محمد بن رزق حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني عتبة بن سعد قاضي الري عن جعفر بن أبي المغيرة عن شمر بن عطية عن كعب قال: "أن لله عز وجل ملكا منذ يوم خلق يصوغ حلي أهل الجنة إلى أن تقوم الساعة لو أن قلبا من حلي أهل الجنة أخرج لذهب بضوء شعاع الشمس فلا تسألوا بعد هذا عن حلي أهل الجنة" حدثنا الحسن بن يحيى بن كثير العنبري حدثنا أبي عن أشعث عن الحسن قال: "الحلي في الجنة على الرجال أحسن منه على النساء"

حدثنا الحسن بن يحيى بن كثير العنبري, حدثنا أبي , عن أشعث عن الحسن قال: "الحلي في الجنة على الرجال أحسن منه على النساء".

حدثنا أحمد بن منيع حدثنا الحسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن رجلا من أهل الجنة أطلع فبدأ سواره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم"

وقال: ابن وهب حدثني ابن لهيعة عن عقيل بن خالد عن الحسن عن أبي هريرة قال إن أبا أمامة حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم وذكر حلي أهل الجنة فقال: "مسورون بالذهب والفضة مكللون بالدر عليهم أكاليل من در وياقوت متواصلة وعليهم تاج كتاج الملوك شباب مرد مكحلون"

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس ولا تبلي ثيابه ولا يفنى شبابه في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)

قال الإمام أحمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا محمد بن أبي الوضاح حدثنا العلاء ابن عبد الله بن رافع حدثنا حنان بن خارجة عن عبد الله بن عمر قال جاء أعرابي حرمي فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن الهجرة ...فقام آخر فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني عن ثياب أهل الجنة أتخلق خلقا أم تنسج نسجا قال فضحك بعض القوم فقال رسول الله تضحكون من جاهل يسأل عالما فأسكت النبي صلى الله عليه وسلم ساعة ثم قال أين السائل عن ثياب أهل الجنة فقال ها هو ذا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا بل يشقق عنها ثمر الجنة" ثلاث مرات.

هنا الثياب تكون من ثمر الجنة بلا تحديد  وهو ما يخالف أنها من شجرة واحدة فى الجنة كلها وهى طوبى فى قولهم :

قال سمعت أبا أمامة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى فتفتح له أكمامها فيأخذ من أي ذلك شاء أبيض وإن شاء أحمر وإن شاء أخضر وإن شاء أصفر وإن شاء أسود ومثل شقائق النعمان وأرق وأحسن"

قال ابن أبي الدنيا وحدثنا سويد عن سعيد حدثنا عبد ربه بن بارق الحنفي عن خالد الزميل أنه سمع أباه قال قلت لابن عباس: "ما حلل الجنة قال فيها شجرة فيها ثمر كأنه الرمان فإذا أراد ولي الله كسوة انحدرت إليه من غصنها فانفلقت عن سبعين حلة ألوانا بعد ألوان ثم تنطبق ترجع كما كانت.

 ويناقض الكل أن فى كل جنة شجرة طوبى فى قولهم :

قال وحدثنا عبد الله بن أبي خيثمة حدثنا الحسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثني دراج أبو السمح أن أبا الهيثم حدثه عن أبي سعيد عن رسول الله أن رجلا قال له يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طوبى لمن آراك وآمن بك فقال طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني فقال له رجل وما طوبى قال شجرة في جنة مسيرة مائة عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها"

ويناقض الكل أنها شجرة بلا اسم فى قولهم :

قال: وحدثني يعقوب ابن عبيد حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا حماد بن سلمة عن أبي المهزم قال قال أبو هريرة: "دار المؤمن في الجنة لؤلؤة فيها شجرة تنبت الحلل فيأخذ الرجل بإصبعيه وأشار بالسبابة والإبهام سبعين حلة منطقة باللؤلؤ والمرجان"

الفرش :

قال تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} وقال تعالى: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ}

تتصف الفرش فى الجنة بأنها مرتفعة عن الأرض كما أن البطائن وهى ظهور الفرش من الحرير  وأما فى الأحاديث فهناك تناقض ظاهر فقد روى الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وفرش مرفوعة قال ارتفاعها كما بين السماء والأرض ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام قال الترمذي حديث غريب

وقد قال ابن وهب: حدثنا عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} قال: "ما بين الفراشين كما بين السماء والأرض"

 هنا مسيرة ما بين الفرشين ما بين السماء والأرض أو مسيرة500 عام وهو ما يناقض كونها مسيرة40 سنة فى قولهم :

وقال الطبراني: حدثنا المقدام بن داود حدثنا أسد بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن مطرف عن عبد الله بن الشخير عن كعب في قوله عز وجل: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} قال مسيرة أربعين سنة"

 ويناقض الكل مسيرة 100 عام فى قولهم :

قال الطبراني حدثنا إبراهيم بن نائلة حدثنا إسماعيل بن عمرو والبجلي حدثنا إسرائيل عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفرش المرفوعة قال: "لو طرح فراش من أعلاها إلى قرارها مائة عام"

البسط والزرابي:

 فقد قال تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} وقال تعالى: {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرَابي مَبْثُوثَةٌ}

هنا الأسرة عالية وهى من حرير أخضر ومناظرها رائعة والوسائد موضوعة بنظام جميل والسجاجيد موجودة فى كل مكان بنظام رائع 

في ذكر خيامهم وسررهم وأرائكهم وبشخاناتهم:

قال تعالى {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}

 الخيام هنا هى الغرف هى نفسها المساكن والنساء موجودة داخلها وأما فى الأحاديث ففي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا"

وفي لفظ لهما: "في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن"

وفي لفظ آخر لهما أيضا: "الخيمة درة طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم الآخرون"

 هنا الخيمة طولها 60 ميلا وهو ما يناقض كونها30 فى قولهم :

وللبخاري وحده في لفظ: "طولها ثلاثون ميلا"

الأرائك:

قال تعالى {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ}

 الأرائك هى الأسرة التى يجلس عليها أو يرقد والمسلمون يرقدون عليها أو يتجالسون

في ذكر خدمهم وغلمانهم:

قال تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} وقال تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً}قال تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ}

 الغلمان هم خدم أهل الجنة يدورون عليهم فى أماكن تواجدهم بآنية الطعام والشراب وغير ذلك مما يريدون

في ذكر نساء أهل الجنة وأصنافهن وحسنهن وأوصافهن وجمالهن الظاهر والباطن:

قال تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}

وقال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}قوله تعالى: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ}

قال تعالى: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ أنس قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ كَأنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ}قوله تعالى: في الصافات {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ} والثالث قوله تعالى: في ص {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ}وقال تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}

قال تعالى: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً لأَصْحَابِ الْيَمِينِ}وقال تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً}

 المستفاد من الآيات السابقة هى كون نساء الجنة طاهرات لا يصيبهن الطمث وهن جميعا  درجة واحدة من الجمال وهن نساء لم يجامعهن أحد من الكفار بعد اسلامهن سواء إنس أو جن وهن موجودات داخل المساكن وهن يتزوجن الرجال المسلمين من جديد فكل واحد يختار زوجة وتختاره فيتزوجون زواجا غير ما كان فى الدنيا إلا البعض فيظلون على زواجهم الدنيوى

وأما فى الأحاديث ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على أضوأ كوكب دري في السماء ولكل امرئ منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة أعزب".

 هنا زوجتان فقط وهو ما يناقض كونهم72 زوجة فى قولهم :

وقال أبو يعلى الموصلي حدثنا عمر بن الضحاك بن مخلد حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد حدثنا أبو رافع إسماعيل بن رافع عن محمد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طائفة من أصحابه فذكر حديث الصور ..وكان رسول الله يقول والذي بعثني بالحق ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم فيدخل رجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ الله واثنتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ الله لعبادتهما الله عز وجل في الدنيا "

و قال عبد الله بن وهب حدثنا عمرو أن دراجا حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة وينصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية وصنعاء" رواه الترمذي

ويناقض كونهم70زوجة دنيوية+72 من الحور فى قولهم :

وقال الفريابي: أنبأنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن خالد بن معدان عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من عبد يدخل الجنة إلا ويزوج اثنتين وسبعون زوجة اثنتان من الحور العين وسبعون من أهل ميراثه من أهل الدنيا ليس منهن امرأة إلا ولها قبل شهي وله ذكر لا ينثني"

 ويناقض الكل73 زوجة فى قولهم :

وقال أبو نعيم حدثنا إبراهيم بن عبد الله حدثنا محمد بن حموية حدثنا احمد بن حفص حدثني أبي حدثني إبراهيم بن طهمان عن الحجاج عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "للمؤمن في الجنة ثلاث وسبعون زوجة" قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو له قوة على ذلك قال: "إنه ليعطى قوة مائة رجل"

 ويناقض كونهن100 فى أقوالهم :

وقال الطبراني حدثنا احمد بن علي الأبار حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع وأنبانا محمد بن احمد بن هشام بن حسان السنجري ببغداد حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبان قالا حدثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل نصل إلى نسائنا في الجنة فقال: "إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء"

و قال أبو الشيخ حدثنا أبو يحيى بن مسلم الرازي حدثنا هناد بن السرى حدثنا أبو أسامة عن هشام بن حسان عن يزيد بن أبي الحواري وهو زيد العمى عن ابن عباس قال: قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفضي إلى نسائنا في الجنة كما نفضي إليهنّ في الدنيا قال: "والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليفضي في الغداة الواحدة إلى مائة عذراء"

روى الترمذي في جامعه من حديث قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يطيق ذلك قال يعطى قوة مائة

في ذكر المادة التي خلق منها الحور العين:

 لم يرد شىء عن هذا فى المصحف وأما ما فى الأحاديث فمتناقض ومنه :

روى البيهقي من حديث الحارث بن خليفة حدثنا شعبة حدثنا إسماعيل بن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الحور العين خلقن من الزعفران" قال البيهقي

قال الطبراني حدثنا احمد بن رشدين حدثنا عن ابن الحسن بن هارون الأنصاري حدثني الليث بن ابنة الليث عن أبي سليم قال حدثتني عائشة بنت يونس امرأة الليث بن أبي سليم عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الحور العين من الزعفران"

 هنا الحور العين مخلوقات من الزعفران وهو ما يناقض خلقهن من نور فى قولهم :

وقد روى أبو نعيم من حديث عيسى بن يوسف بن الطباع حدثنا حلس بن محمد الكلابي حدثنا سفيان الثوري حدثنا مغيرة حدثنا إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يسطع نور في الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا هو من ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها"

ويناقض خلقهن من السحاب فى قولهم :

 روى نعمة بن الوليد حدثنا مجبر بن سعيد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة قال: "إن من المزيد من تمر السحابة بأهل الجنة فتقول ماذا تريدون أن أمطركم فلا يتمنون شيئا إلا أمطروا" قال: يقول كثير: لئن أشهدني الله ذلك لأقولن أمطرينا جواري مزينات

 ويناقض خلقهن من نهر البيدخ فى قولهم :

 قال ابن أبي الدنيا حدثنا خالد بن سعيد عن خداش حدثنا عبد الله بن وهب حدثنا سعيد بن أيوب عن عقيل بن خالد عن الزهري أن ابن عباس قال: إن في الجنة نهرا يقال له البيدخ عليه قباب من ياقوت تحته حور ناشئات يقول أهل الجنة انطلقوا بنا إلى البيدخ فيجيئون فيتصفحون تلك الحواري فإذا أعجب رجل منهم جارية مس معصمها فتتبعه وقال الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن الوليد بن عبدة قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل يا جبريل: "قف بي على الحور العين" فأوقفه عليهن فقال: "من أنتن" فقلنا: نحن حواري قوم كرام حلوا فلم يظعنوا شبوا فلم

في ذكر نكاح أهل الجنة ووطئهم والتذاذهم :

 لم يرد شىء  فى المصحف فى جماع أهل الجنة وما ذكر فى الأحاديث فهو مختلف فيما بينه:

روى الطبراني وعبد الله بن احمد وغيرهما من حديث لقيط بن عامر أنه قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما يطلع من الجنة قال: "على أنهار من عسل مصفى وأنهار من كأس ما بها صداع ولا ندامة وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وماء غير آسن وفاكهة لعمر إلهك مما تعلمون وخير من مثله وأزواج مطهرة قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لنا فيها أزواج مصلحات قال الصالحات للصالحين تلذذوا بهن لذاتكم في الدنيا وتلذذكم غير أن لا توالد"

وقال ابن وهب اخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي حجيرة عن أبي هريرة عن رسول الله أنه قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنطأ في الجنة؟ قال: "نعم والذي نفسي بيده دحما دحما فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا"

وقال الطبراني حدثنا إبراهيم بن جابر الفقيه حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي الواسطي حدثنا يعلى بن عبد الرحمن الواسطي حدثنا شريك عن عاصم الأحول عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أهل الجنة اذا جامعوا نساءهم عدن أبكارا قال الطبراني لم يروه عن عاصم إلا شريك تفرد به عن يعلى

قال الطبراني وحدثنا عبدان بن احمد حدثنا محمد بن عبد الرحيم البرقي حدثنا عمرو بن أبي سلمة حدثنا صدقة عن هاشم بن زيد عن سليم بن أبي يحيى أنه سمع أبا أمامة يحدث أنه سمع رسول الله وسئل هل يتناكح أهل الجنة قال بذكر لا يمل وشهوة لا تنقطع دحما دحما

قال الطبراني وحدثنا احمد بن يحيى الحلواني حدثنا سويد بن سعيد حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن خالد بن معدان عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أيجامع أهل الجنة قال: "دحا دحا ولكن لا مني ولا منية"

 وقال أبو نعيم حدثنا أبو على محمد بن احمد حدثنا بشر بن موسى حدثنا أبو عبد الرحمن المقريء حدثنا عبد الحمن بن زياد حدثنا عمارة بن راشد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله أنه سئل هل يمس أهل الجنة أزواجهم قال: "نعم والذي بعثني بالحق بذكر لا يمل وفرج لا يحفى وشهوة لا تنقطع"

وقال الحسن بن سفيان في مسنده حدثنا هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة قال: سئل رسول الله هل ينكح أهل الجنة قال: "أي والذي بعثني بالحق دحما دحما وأشار بيده ولكن لا مني ولا منية"

فيما سبق لا يوجد منى ولا منية وهو ما يعنى عدم وجود أولاد لكون المنى يأتى منه الأولاد وهو ما يخالف وجود أولاد الذى يعنى وجود منى ومنية فى أقوالهم :

قال الترمذي في جامعه حدثنا بندار حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن عامر الأحول عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة كما يشتهي"

قال أبو نعيم حدثنا عبدان بن احمد حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا أبو احمد الزبيري حدثنا سفيان الثوري عن إبان عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيولد لأهل الجنة فإن الولد من تمام السرور فقال: "نعم والذي نفسي بيده وما هو الا كقدر ما يتمنى أحدكم فيكون حمله ورضاعه وشبابه"

حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن احمد الرازي بمكة حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن ادريس حدثنا سليمان بن داود القزاز حدثنا يحيى بن حفص الأسدي قال سمعت أبا عمرو بن العلاء يحدث عن جعفر بن ثور العبدي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن الرجل من أهل الجنة ليولد له كما يشتهي فيكون حمله وفصاله وشبابه في ساعة واحدة"

وحديث معاذ بن هشام قال فيه بندار عامر الأحول وقال عمرو بن علي عاصم الأحول وقال الحاكم أنبأنا الأصم حدثنا محمد بن عيسى حدثنا سلام بن سليمان حدثنا سلام الطويل عن زيد العمى عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه يرفعه: "أن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الولد في الجنة فيكون حمله وفصاله وشبابه في ساعة واحدة" قال البيهقي

في ذكر اختلاف الناس هل في الجنة حمل وولادة أم لا:

لم يرد هذا الموضوع فى المصحف وما ورد فى الأحاديث فيه تناقض ومنه:

قال الترمذي في جامعه حدثنا بندار حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن عامر الأحول عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة كما يشتهي"

قال أبو نعيم حدثنا عبدان بن احمد حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا أبو احمد الزبيري حدثنا سفيان الثوري عن إبان عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيولد لأهل الجنة فإن الولد من تمام السرور فقال: "نعم والذي نفسي بيده وما هو الا كقدر ما يتمنى أحدكم فيكون حمله ورضاعه وشبابه"

حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن احمد الرازي بمكة حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن ادريس حدثنا سليمان بن داود القزاز حدثنا يحيى بن حفص الأسدي قال سمعت أبا عمرو بن العلاء يحدث عن جعفر بن ثور العبدي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن الرجل من أهل الجنة ليولد له كما يشتهي فيكون حمله وفصاله وشبابه في ساعة واحدة"

وحديث معاذ بن هشام قال فيه بندار عامر الأحول وقال عمرو بن علي عاصم الأحول وقال الحاكم أنبأنا الأصم حدثنا محمد بن عيسى حدثنا سلام بن سليمان حدثنا سلام الطويل عن زيد العمى عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه يرفعه: "أن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الولد في الجنة فيكون حمله وفصاله وشبابه في ساعة واحدة" قال البيهقي

فيما سبق من أحاديث يكون هناك أولاد فى الجنة يولدون فى ساعة وهو ما يناقض عدم وجود إنجاب أولاد فى الجنة فى أقوالهم :

وقال محمد -يعني البخاري- قال اسحاق بن إبراهيم في حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان في ساعة كما يشتهي ولكن لا يشتهي قال محمد وقد روى عن أبي ذر بن العقيلي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أهل الجنة لا يكون لهم فيها ولد"

في ذكر سماع الجنة وغناء الحور العين وما فيه من الطرب واللذة:

لا ذكر فى المصحف للغناء فى الجنة وما ذكر فى الأحاديث يناقض بعضه البعض ومنه :

قال الترمذي حدثنا هناد واحمد بن منيع قالا حدثنا عبد الرحمن بن اسحق عن النعمان بن سعد عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة لمجتمعا للحور العين يرفعن بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها يقلن نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الناعمات فلا نبأس ونحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن كان لنا وكنا له"

قلت وفي الباب عن ابن أبي أوفى وأبي أمامة وعبد الله بن عمر أيضا فأما حديث أبي هريرة فقال جعفر الفريابي حدثنا سعد بن حفص حدثنا محمد بن مسلمة عن أبي عبد الرحمن عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: "إن في الجنة نهرا طول الجنة حافتاه العذارى قيام متقابلات يغنين بأصوات حتى يسمعها الخلائق ما يرون في الجنة لذة مثلها فقلنا يا أبا هريرة وما ذاك الغناء قال إن شاء الله التسبيح والتحميد والتقديس وثناء على الرب عز وجل" هكذا رواه موقوفا

عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الحور العين يغنين في الجنة يقلن نحن الحور الحسان خلقن لأزواج كرام" ورواه ابن أبي الدنيا

 هنا الغناء صادر من الحور العين والعذارى وهو ما يناقض كونه صادر من شجرة فى قولهم :

وروى أبو نعيم في صفة الجنة من حديث مسلمة ابن علي عن زيد بن واقد عن رجل عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة شجرة جذوعها من ذهب وفروعها من زبرجد ولؤلؤ فتهب لها ريح فيصطفقن فما سمع السامعون بصوت شيء قط ألذ منه".

وقال ابن أبي الدنيا حدثنا مسلم بن إبراهيم الحراني حدثنا مسكين بن بكير عن الأوزاعي عن عبيدة بن أبي لبابة قال: "إن في الجنة شجرة ثمرها زبرجد وياقوت ولؤلؤ فيبعث الله ريحا فتصفق فتسمع لها أصوات لم يسمع ألذ منها"

حدثنا أبو بكر بن يزيد وإبراهيم بن سعيد قالا حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا رفعة بن صالح عن سلمة بن زهرام عن عكرمة عن ابن عباس قال: "في الجنة شجرة على ساق قدر ما يسير الراكب في ظلها مائة عام فيتحدثون في ظلها فيشتهي بعضهم فيذكر لهو الدنيا فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا"

حدثنا إبراهيم بن سعيد حدثنا إبراهيم بن سعيد حدثنا علي بن عاصم حدثني سعيد بن سعيد الحارثي قال حدثت إن في الجنة آجاما من قصب من ذهب حملها اللؤلؤ فإذا اشتهى أهل الجنة يسمعوا صوتا حسنا بعث الله على تلك الآجام ريحا فتأتيهم بكل صوت يشتهونه"

 وهو يناقض كونه صادر من زوجات أهل الجنة فى قولهم :

وأما حديث أبي أمامة فقال: جعفر الفريابي حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا خالد بن يزيد عن أبي مالك عن أبيه عن خالد بن معدان عن أبي أمامة عن رسول الله قال ما من عبد يدخل الجنة إلا ويجلس عند رأسه وعند وأما حديث ابن عمر فقال الطبراني حدثنا أبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات المصري حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير عن زيد ابن اسلم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أزواج أهل الجنة ليغنين لأزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها احد قط إن مما يغنين به نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام ينظرون بقرة أعين وإن مما يغنين به نحن الخالدات فلا نمتنه نحن الآمنات فلا نخفنه نحن المقيمات فلا نظعنه" قال الطبراني لم يروه عن زيد بن أسلم إلا محمد تفرد به بن أبي مريم

ويناقض الكل أن الغناء صادر من الحور العين والشجر فى قولهم :

وقال ابن وهب حدثني سعيد ابن أبي أيوب قال وقال رجل من قريش لابن شهاب: هل في الجنة سماع فإنه حبب إلي السماع فقال: إي والذي نفس ابن شهاب بيده إن في الجنة لشجرا حمله اللؤلؤ والزبرجد تحته جوار ناهدات يتغنين بألوان يقلن نحن الناعمات فلا نبأس ونحن الخالدات فلا نموت يتغنين بألوان فإذا سمع ذلك الشجر صفق بعضه بعضا فأجبن الحواري فلا ندري أصوات الحواري أحسن أم أصوات الشجر"

ويناقض الكل غناء الملائكة فى قولهم :

وذكر حماد بن سلمة عن ثابت البناني وحجاج الأسود عن شهر بن حوشب قال إن الله جل ثناؤه يقول للملائكة: "إن عبادي كانوا يحبون الصوت الحسن في الدنيا فيدعونه من اجلي فاسمعوا عبادي فيأخذوا بأصوات من تهليل وتسبيح وتكبير لم يسمعوا بمثله قط"

ويقال أن أحسن الغناء غناء إسرافيل فى قولهم :

قال ابن أبي الدنيا حدثني دهثم بن الفضل القرشي حدثنا الأوزاعي قال: بلغني أنه ليس من خلق الله أحسن صوتا من إسرافيل فيأمره الله تبارك وتعالى فيأخذ في السماع فما يبقى ملك في السماوات إلا قطع عليه صلاته فيمكث بذلك ما شاء الله أن يمكث فيقول الله عز وجل: "وعزتي وجلالي لو يعلم العباد قدر عظمتي ما عبدوا غيري وحدثني داود بن عمر الضيبي حدثنا عبد الله ابن المبارك عن مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم وأنفسهم عن مجالس الله ومزامير الشيطان اسكنوهم رياض المسك ثم يقول للملائكة اسمعوهم تمجيدي وتحميدي"

 ويناقض الكل أن أحسنهم غناء داود(ص) فى أقوالهم :

وقال ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسن حدثني عبد الله بن أبي بكر حدثنا جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار في قوله عز وجل وان له عندنا لزلفى وحسن مآب قال اذا كان يوم القيامة أمر بمنبر رفيع فوضع في الجنة ثم نودي يا داود مجدني بذلك الصوت الحسن الرخيم الذي كنت تمجدني به في دار الدنيا قال فيستفرغ صوت داود نعيم أهل الجنان فذلك قوله تعالى: {فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ}

قال عبد الله بن الإمام احمد في كتاب الزهد لأبيه حدثني علي بن مسلم الطوسي حدثني سيار حدثنا جعفر حدثنا مالك بن دينار: في قوله عز وجل: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} قال يقيم الله سبحانه داود عند ساق العرش فيقول: "يا داود مجدني اليوم بذلك الصوت الحسن الرخيم فيقول الهي كيف أمجدك وقد سلبتنيه في دار الدنيا قال فيقول الله عز وجل فاني أرده عليك قال فيرده عليه فيزداد صوته قال فيستفرغ صوت داود نعيم أهل الجنة"

ويناقض القول أن الأحسن هو صوت الرحمن بقراءة القرآن فى قولهم :

ذكر أبو الشيخ عن صالح بن حبان عن عبد الله بن بريدة قال: "إن أهل الجنة يدخلون كل يوم مرتين على الجبار جل جلاله فيقرا عليهم القران وقد جلس كل امرئ منهم مجلسه الذي هو مجلسه على منابر الدر والياقوت والزبرجد والذهب والزمرد فلم تقر أعينهم بشيء ولم يسمعوا شيئا قط أعظم ولا أحسن منه ثم ينصرفون إلى رحالهم ناعمين قريرة أعينهم إلى مثلها من الغد"

في ذكر مطايا أهل الجنة وخيولهم ومراكبهم:

 لم يرد فى المصحف شىء عن المطايا والخيول والمراكب فى الجنة وما ذكر فى الأحاديث مختلف منه :

     وأخرج له الترمذي حديث خيل الجنة فقط ورواه أبو نعيم من حديث جابر بن نوح عن واصل به وقال: "إن أهل الجنة ليتزاورون على نجائب بيض كأنها الياقوت وليس في الجنة من البهائم إلا الخيل والإبل"

وقال أبو الشيخ حدثنا القاسم بن زكريا حدثنا سويد بن سعيد حدثنا مروان ابن معاوية عن أبي الحكم عن أبي خالد عن الحسن البصري عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة جاءتهم خيول من ياقوت أحمر لها أجنحة لا تبول ولا تروث فقعدوا عليها ثم طارت بهم في الجنة فيتجلى لهم الجبار فإذا رأوه خروا سجدا فيقول لهم الجبار تعالى: "ارفعوا رؤوسكم فإن هذا ليس يوم عمل إنما هو يوم نعيم وكرامة فيرفعون  رؤوسهم فيمطر الله عليهم طيبا فيمرون بكثبان المسك فيبعث الله على تلك الكثبان ريحا فتهيجها عليهم حتى إنهم ليرجعوا إلى أهليهم وأنهم لشعث غبر"

ذكر ابن أبي الدنيا من حديث أبي اليمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن عمرو بن محمد عن زيد بن اسلم عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سال جبريل عن هذه الآية ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله قال هم الشهداء يبعثهم الله متقلدين أسيافهم حول عرشه فأتاهم ملائكة من المحشر بنجائب من ياقوت أزمتها الدر الأبيض برحال الذهب أعناقها السندس والإستبرق ونمارقها ألين من الحرير مد خطاها مد أبصار الرجال يسيرون في الجنة على خيول يقولون عند طول النزهة انطلقوا بنا ننظر كيف يقضي الله بين خلقه يضحك الله إليهم وإذا ضحك الله إلى عبد في موطن فلا حساب عليه

 فيما سبق الخيول والنجائب من الياقوت وهو ما يناقض كونها من ذهب فى قولهم :

قال ابن أبي الدنيا وحدثنا الفضل بن جعفر ابن حسن حدثنا أبي عن الحسن بن علي عن علي قال سمعت رسول الله يقول أن في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها حلل ومن أسفلها خيل من ذهب مسرجة ملجمة من در وياقوت لا تروث ولا تبولا لها أجنحة خطوها مد بصرها فيركبها أهل الجنة فتطير بهم حيث شاءوا فيقول الذين أسفل منهم درجة يا رب بما بلغ عبادك هذه الكرامة قال فيقال لهم كانوا يصلون في الليل وكنتم تنامون وكانوا يصومون وكنتم تأكلون وكانوا ينفقون وكنتم تبخلون وكانوا يقاتلون وكنتم تجبنون"

في زيارة أهل الجنة بعضهم بعضآ، وتذاكرهم ما كان بينهم في الدنيا:

قال تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَدِينُون قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ}

قال تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}

أقوال الله تدل على وجود تزاور بين أهل الجنة أو اجتماعهم فى أماكن فى الجنة وما فى الأحاديث منه :

وقال الطبراني حدثنا الحسن ابن إسحاق حدثنا سهل بن عثمان حدثنا المسيب بن شريك عن بشر بن نمير عن القاسم عن أبي أمامة قال سئل رسول الله أيتزاور أهل الجنة قال يزور الأعلى الأسفل ولا يزور الأسفل الأعلى إلا الذين يتحابون في الله يأتون منها حيث شاؤوا على النوق محتقبين الحشايا"

وقال الدورقي حدثنا أبو سلمة التبوذكي حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال بلغنا إن أهل الجنة يزور الأعلى الأسفل ولا يزور الأسفل الأعلى وقد تقدم حديث علقمة بن مرثد عن يحيى بن إسحاق عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه وقال الطبراني حدثنا محمد بن عبدوس حدثنا الحسن بن حماد حدثنا جابر بن نوح عن واصل بن السائب عن أبي سورة عن أبي أيوب يرفعه إن أهل الجنة يتزاورون على النجائب وقد تقدم فأهل الجنة يتزاورون فيها ويستزير بعضهم بعضا وبذلك تتم لذتهم وسرورهم ولهذا قال حارثة للنبي وقد سأله كيف أصبحت يا حارثة قال أصبحت مؤمنا حقا قال إن لكل حق حقيقة فما حقيقة إيمانك قال عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري وكأني انظر إلى عرش ربي بارزا والى أهل الجنة يتزاورون فيها والى أهل النار يعذبون فيها فقال عبد نور الله قلبه"

فيما سبق النجائب تنقل الزوار فى الجنة من مكان لأخر وهو ما يناقض كون الأسرة هى التى تنتقل من مكان لأخر فى الجنة فى قولهم :

عن الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا دخل أهل الجنة الجنة فيشتاق الإخوان بعضهم إلى بعض قال فيسير سرير هذا إلى سرير هذا وسرير هذا إلى سرير هذا حتى يجتمعا جميعا فيقول أحدهما لصاحبه تعلم متى غفر الله لنا فيقول صاحبه يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله فغفر لنا"

ويناقضهم وجود خيل تنقلهم فى قولهم :

قال وحدثني حمزة بن العباس أنبأنا عبد الله بن عثمان أنبأنا ابن المبارك أنبأنا إسماعيل بن عياش قال حدثني ثعلبة بن مسلم عن أيوب بن بشير العجلي عن شفي بن مانع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من نعيم أهل الجنة أنهم يتزاورون على المطايا والنجب وأنهم يؤتون في الجنة بخيل مسرجة ملجمة لا تروث ولا تبول فيركبونها حتى ينتهوا حيث شاء الله عز وجل

في ذكر سوق الجنة وما أعد الله تعالى فيه لأهلها:

 لم يذكر فى المصحف شىء عن سوق فى الجنة وما ورد فى الأحاديث مختلف اختلافا ظاهرا ومنه :

قال مسلم في صحيحه حدثنا سعيد بن عبد الجبار الصيرفي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا فيقولون والله وأنتم لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا رواه الإمام احمد في مسنده عن عفان عن حماد بن سلمة وقال: "فيها كثبان المسك فإذا خرجوا إليها هبت الريح"

 هنا الريح تأتى من فى السوق فى الثياب والوجوه وهو ما يناقض دخول الريح البيوت فى قولهم :

قال ابن المبارك وأنبانا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال إن في الجنة سوقا كثبان مسك يخرجون إليها ويجتمعون إليها فيبعث الله ريحا فتدخلها بيوتهم فيقول لهم أهلوهم إذا رجعوا إليهم قد ازددتم حسنا "

في ذكر زيارة أهل الجنة ربهم تبارك وتعالى:

 بالقطع الحديث عن زيارة المسلمين لله هو ضرب من الجنون فالزيارة يلزمها مكان تقابل والله ليس فى مكان حتى يزار وكل ما ورد فى الأحاديث هو مخالف للقرآن ومنه

قال الإمام الشافعي رضي الله عنه في مسنده حدثنا إبراهيم بن محمد قال حدثني موسى بن عبيدة قال حدثني أبو الأزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة عن عبد الله بن عبيد بن عمير أنه سمع أنس بن مالك يقول أتى جبريل بمرآة بيضاء فيها وكانت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذه قال الجمعة فضلت بها أنت وأمتك فأناس لكم فيها تبع اليهود والنصارى ولكم فيها خير وفيها ساعة لا يوافقها مؤمن يدعو الله بخير إلا استجيب له وهو عندنا يوم المزيد قال النبي صلى الله عليه وسلم يا جبريل وما يوم المزيد قال إن ربك اتخذ في الفردوس واديا أفيح فيه كثب المسك فإذا كان يوم القيامة انزل الله تبارك وتعالى ما شاء من ملائكته وحوله منابر من نور عليها مقاعد النبيين وحف تلك المنابر بمنابر من ذهب مكللة بالياقوت والزبرجد عليها الشهداء والصديقون فجلسوا من ورائهم على تلك الكثب فيقول الله تبارك وتعالى أنا ربكم قد صدقتم وعدي فسلوني أعطكم فيقولون ربنا نسألك رضوانك فيقول قد رضيت عنكم ولكم علي ما تمنيتم ولدي مزيد فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم من الخير وهو اليوم الذي استوى فيه ربكم على العرش وفيه خلق آدم عليه الصلاة والسلام وفيه تقوم الساعة

هنا زيارة الرب تكون يوما هو يوم المزيد وهو ما يناقض كون الزيارة ساعة فى قولهم :

وروى أبو نعيم من حديث شيبان بن خيبر بن فرقد عن الحسن عن أبي برزة الأسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أهل الجنة ليغدون في حلة ويروجون في أخرى كغدو أحدكم ورواحه إلى ملك من ملوك الدنيا كذلك يغدون ويروحون إلى زيارة ربهم عز وجل وذلك لهم بمقادير ومعالم يعلمون تلك الساعة التي يأتون فيها ربهم عز وجل"

في ذكر السحاب والمطر الذى يصيبهم في الجنة:

 لم يذكر شىء عن هذا فى المصحف ومن أحاديث الموضوع قال عبد الله بن المبارك أنبانا إسماعيل بن عياش قال حدثني ثعلبة بن مسلم عن أيوب بن بشير العجلي عن شفي بن مانع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من نعيم أهل الجنة أنهم يتزاورون على المطايا والنجب وأنهم يؤتون في الجنة بخيل مسرجة ملجمة لا تروث ولا تبول يركبونها حتى ينتهوا حيث شاء الله فيأتيهم مثل السحابة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت فيقولون أمطري علينا فما يزال المطر عليهم حتى ينتهي ذلك فوق أمانيهم ثم يبعث الله ريحا غير مؤذية فتنسف كثبانا من مسك عن إيمانهم وعن شمائلهم فيأخذون ذلك المسك في نواصي خيولهم وفي مفارقها وفي رؤوسهم ولكل رجل منهم جمة على ما اشتهت نفسه فيتعلق ذلك المسك في تلك الجمام وفي الخيل وفيما سوى ذلك من الثياب ثم يقبلون حتى ينتهوا إلى ما شاء الله من فإذا المرأة تنادي بعض أولئك يا عبد الله أما لك فينا من حاجة فيقول ما أنت ومن أنت فتقول أنا زوجتك وحبك فيقول ما كنت علمت بمكانك فتقول المرأة أو ما تعلم أن الله وتعالى قال: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} فيقول بلى وربي فلعله يشتغل عنها بعد ذلك الموقف أربعين خريفا ما يشغله عنها إلا ما هو فيه من النعيم"

في ذكر ملك الجنة وأن أهلها كلهم ملوك فيها:

قال تعالى {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيرا}يملك المسلم ملك كبير ممثل فى جنتان ونعيمهم وهما يفوقان ملك الدنيا الحالية

وما ذكر فيه من أحاديث فيه تناقض واضح منه :

قال ابن أبي الدنيا حدثنا صالح بن مالك حدثنا صالح المري حدثنا يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك يرفعه إن أسفل أهل الجنة أجمعين درجة من يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم حدثنا محمد بن عباد بن موسى أنبأنا زيد بن الحباب عن أبي هلال الراسبي أنبأنا الحجاج بن عتاب العبدي عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي هريرة قال إن أدنى أهل الجنة منزلة وليس فيهم دنيء من يغدو عليه كل يوم ويروح خمسة عشر ألف خادم ليس منهم خادم إلا ومعه طرفة ليست مع صاحبه

عدد خدام أدنى اهل الجنة منزلة15 ألف وهو ما يناقض كونهم70 ألف فى قولهم : وحدثني محمد بن عباد حدثنا زيد بن الحباب عن أبي هلال حدثنا حميد بن هلال قال ما من رجل من أهل الجنة إلا وله ألف خازن ليس منهم خازن الأعلى عمل ليس عليه صاحبه وحدثني هارون بن سفيان أنبأنا محمد بن عمر أنبأنا الفضل بن فضالة عن زهرة بن معبد عن أبي عبد الرحمن الحبلى قال إن العبد أول ما يدخل الجنة يتلقاه سبعون ألف خادم كأنهم اللؤلؤ"

 والكل يناقض كونهم10 آلاف فى قولهم :

حدثني هارون بن سفيان حدثنا محمد بن عمر أنبأنا محمد بن هلال عن أبيه عن أبي هريرة قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة وما فيهم دنيء لمن يغدو عليه عشرة آلاف خادم مع كل خادم طرفة ليست مع صاحبه

 والكل يناقض عدد تحديد العدد فى قولهم :

وقال عبد الله بن المبارك: حدثنا يحيى بن أيوب حدثني عبد الله بن رجز عن محمد بن أبي أيوب المخزومي عن أبي عبد الرحمن المغافري قال أنه ليصف للرجل من أهل الجنة سماطان لا يرى طرفاهما من غلمانه حتى إذا مر مشوا وراءه

 والكل يناقض كونهم80 ألف خادم فى قولهم :

 وقال أبو خيثمة حدثنا الحسن ابن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة وتنصب له قبة من لؤلؤ وياقوت وزبرجد كما بين الجابية وصنعاء

في أن الجنة فوق ما يخطر بالبال أو يدور في الخيال :

قال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}الله يتحدث عن عدم معرفة الكفار بما أخفى للمسلمين من نعيم وأما المسلمين فهم يعرفون الجنة كما قال تعال "الجنة عرفها لهم"

في رؤيتهم ربهم تبارك وتعالى بأبصارهم جهرة :

الموضوع يخالف عدم رؤية أحد لله فى القرآن قوله " لن ترانى "ونلاحظ تناقضا بينا فى أحاديث الرؤية منها

روى مسلم في صحيحيه من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} قال إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا ويريد أن ينجزكموه فيقولون ما هو ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويزحزحنا عن النار فيكشف الحجاب فينظرون الله فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه وهي الزيادة

قال أسد السنة حدثنا قيس بن الربيع عن أبان عن أبي تميمة الهيجمي أنه سمع أبا موسى يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يبعث الله عز وجل يوم القيامة مناديا ينادي يا أهل الجنة بصوت يسمع أولهم وآخرهم أن الله وعدكم الحسنى والحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل" وقال ابن وهب أخبرني شبيب عن إبان عن ابن تيمية الهجيمي أنه سمع أبا موسى الأشعري يحدث عن رسول الله أن الله عز وجل يأمر يوم القيامة مناديا ينادي يا أهل الجنة بصوت يسمع أولهم وأخرهم أن الله وعدكم الحسنى وزيادة الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الرحمن

حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن المصفى حدثنا سويد بن عبد العزيز حدثنا عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزور أهل الجنة الرب تبارك وتعالى في كل جمعة وذكر ما يعطون قال ثم يقول الله تبارك وتعالى اكشفوا حجابا فيكشف حجاب ثم حجاب ثم يتجلى لهم تبارك وتعالى عن وجهه فكأنهم لم يروا نعمة قبل ذلك وهو قوله تبارك وتعالى: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}

وقال الإمام احمد حدثنا حسن بن موسى وعثمان قالا حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمارة عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يجمع الله الأمم في صعيد واحد يوم القيامة فإذا بدا لله أن يصدع بين خلقه مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون فيتبعونهم حتى يقحمونهم النار ثم يأتينا ربنا عز وجل ونحن على مكان رفيع فيقول من أنتم فنقول نحن المسلمون فيقول ما تنتظرون فنقول ننتظر ربنا عز وجل فيقول وهل تعرفونه إن رأيتموه فنقول نعم إنه لا عدل له فيتجلى لنا ضاحكا فيقول أبشروا يا معشر المسلمين فانه ليس منكم أحد إلا جعلت في النار يهوديا أو نصرانيا مكانه" وقال حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمارة القرشي عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يتجلى لنا ربنا تبارك وتعالى ضاحكا يوم القيامة"

فيما سبق يرى المسلمون الله عيانا وهو ما يناقض أنهم لا يرون لوجود رداء الكبر على وجهه فى قولهم :

وأما حديث أبي موسى ففي الصحيحين عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم تبارك وتعالى إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن"

في كتاب الرؤية ما يؤكد هذا الخبر وقال الدارقطني أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبانا أبو الحسن بن إسماعيل أنبانا أبو الحسن علي بن عبدة حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن ابن أبي ذئب عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يتجلى للناس عامة ويتجلى لأبي بكر خاصة"

هنا التجلى أبو بكر خاصة وهو ما يناقض تجليه لعبد الله بن عمرو بن حزام فى قولهم

وهو في المسند من حديث جابر وفي مسنده ادخله وللترمذي فيه سياق أتم من هذا عن جابر قال لما قتل عبد الله بن عمرو ابن حزام يوم أحد قال قال رسول الله يا جابر إلا أخبرك ما قال الله عز وجل لأبيك قال بلى قال ما كلم الله عز وجل أحدا إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا فقال يا عبدي تمن علي أعطك قال يا رب تحييني فاقتل فيك ثانية قال أنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون قال يا رب فابلغ من ورائي فانزل الله عز وجل هذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الآية قال الترمذي هذا حديث حسن غريب

رواه ابن عيينة عن ابن جدعان فقال عن أبي سعيد بدل بن عباس وقال أبو بكر بن أبي داود حدثنا عمى محمد بن الأشعث حدثنا ابن جبير قال حدثني أبي جبير عن الحسن عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" إن أهل الجنة يرون ربهم تبارك وتعالى في كل يوم جمعة في رمال الكافور وأقربهم منه مجلسا أسرعهم إليه يوم الجمعة وأبكرهم غدوا"

 هنا يرون الله كل جمعة وهو ما يناقض رؤيتهم له يوم القيامة فقط فى قولهم :

حديث عبد الله بن عمرو بن العاص فقال الصنعاني حدثنا صدقة بن عمرو العقدي قال قرأت على محمد بن إسحاق حدثني أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث مروان بن الحكم وهو أمير المدينة قال" خلق الله الملائكة لعبادته أصنافا فان منهم لملائكة قياما صافين من يوم خلقهم إلى يوم القيامة وملائكة ركوعا خشوعا من يوم خلقهم إلى يوم القيامة وملائكة سجودا منذ خلقهم إلى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة وتجلى لهم تعالى ونظروا إلى وجهه الكريم قالوا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك"

وهو ما يخالف ان الرؤية يومية أقلها مرتين فى قولهم :

قول أبي هريرة رضي الله عنه قال ابن وهب اخبرني ابن لهيعة عن أبي النصر أن أبا هريرة كان يقول لن تروا ربكم حتى تذوقوا الموت قول عبد الله بن عمر قال حسين الجعفي عن عبد الملك بن ابجر عن ثوير عن ابن عمر قال إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينظر إلى ملكه ألفي عام يرى أدناه كما يرى أقصاه وإن أفضلهم منزلة لمن ينظر إلى وجه الله في كل يوم مرتين

قول معاذ بن جبل قال عبد الرحمن بن أبي حاتم أنبانا إسحاق بن احمد الخراز حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن المغيرة بن مسلم عن ميمون بن أبي حمزة قال كنت جالسا عند أبي وائل فدخل علينا رجل يقال له أبو عفيف فقال له شقيق بن سلمة يا أبا عفيف إلا تحدثنا عن معاذ بن جبل قال بلى سمعته يقول يحشر الناس يوم القيامة في صعيد واحد فينادي أين المتقون فيقومون في كنف واحد من الرحمن لا يحتجب الله منهم ولا يستتر قلت من المتقون قال قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان واخلصوا لله في العبادة فيمرون إلى الجنة

ويناقض الكل رؤيتهم لله تعالى عن ذلك فى الأعياد فى قولهم :

وقال الأعمش وسعيد بن جبير أن اشرف أهل الجنة لمن ينظر إلى الله تبارك وتعالى غدوة وعشية وقال كعب ما نظر الله سبحانه إلى الجنة قط إلا قال طيبي لأهلك فزادت ضعفا على ما كانت حتى يأتيها أهلها وما من يوم كان لهم عيد في الدنيا إلا ويخرجون في مقداره في رياض الجنة فيبرز لهم الرب تبارك وتعالى فينظرون إليه وتسفى عليهم الريح المسك ولا يسألون الرب تعالى شيئا إلا أعطاهم حتى يرجعوا

في تكليمه سبحانه وتعالى لأهل الجنة :

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}

تكليم الله لأهل الجنة أمر مسلم به بمعنى أنه يرحمهم ويغفر لهم فهذا كلامه معهم  والتكليم هنا يعنى الرحمة وهى النظر ولا يعنى كلاما صوتيا فالله ليس كمثله شىء حتى يكلم عباده بصوت مثل أصواتهم وإنما يكلمهم وحيا أو من وراء حجاب

في أبدية الجنة وأنها لا تفنى ولا تبيد:

قال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}

قال تعالى: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} وقال {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ} وقال {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا} وقال تعالى: كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقال تعالى: {لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَ} وقال تعالى: {وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}

قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا} وقوله {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ}

قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}

{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ }

قال تعالى: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً لِلطَّاغِينَ مَآباً لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً}

 

قول الله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ}

قوله سبحانه وتعالى قال: {النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}

{خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}

قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً}

 كل الأقوال تدل على أن الجنة خالدة بمعنى باقية لا فناء لها هى والنار

في لسان أهل الجنة:

 لم يذكر الموضوع فى المصحف  وما ورد فى الأحاديث كونه اللسان العربى كما فى أقوالهم :

قال ابن أبي الدنيا حدثنا القاسم بن هاشم ثنا صفوان بن صالح حدثني رواد ابن الجراح العسقلاني ثنا الأوزاعي عن هارون ابن زباب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعا بذراع الملك على حسن يوسف وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثون سنة وعلى لسان محمد جرد مرد مكحلون"

وروى داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال لسان أهل الجنة عربي وقال عقيل قال الزهري لسان أهل الجنة عربي

في احتجاج الجنة والنار:

 لم يرد فى المصحف عن الموضوع شىء والاحتجاج بين الجنة والنار هو ضرب من الجنون اخترعه الكفار ومن أحاديث الجنون :

في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "احتجت الجنة والنار فقالت هذه يدخلني الجبارون والمتكبرون و قالت هذه يدخلني الضعفاء والمساكين فقال الله عز وجل لهذه أنت عن أبي أعذب بك من أشاء وقال لهذه أنت رحمتي ارحم بك من أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها"

وفي رواية أخرى تحاجت النار والجنة فقالت النار أوثرت بالمتكبرين

والمتجبرين وقالت الجنة ما مالي لا يدخلني ألا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم فقال الله سبحانه للجنة أنت رحمتي ارحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع قدمه عليها فتقول قط قط فهنالك تمتلئ وينزوي بعضها على بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدا وأما الجنة فان الله عز وجل ينشئ لها خلقا فصل في إن الجنة يبقى فيها فضل فينشئ الله لها خلقا دون النار وفي الصحيحين عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط بعزتك وكرمك ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم فضل الجنة" وفي لفظ مسلم يبقى من الجنة ما شاء الله إن يبقى ثم ينشىء الله سبحانه لها خلقا فيسكنهم فضل الجنة وفي لفظ مسلم يبقى من الجنة ما شاء الله ان يبقى لمما يشاء وأما اللفظ الذي وقع في صحيح البخاري في حديث أبي هريرة وانه ينشئ للنار من يشاء فيلقى فيها فتقول هل من مزيد

 امتناع النوم على أهل الجنة :

لم يذكر الموضوع فى المصحف ومن الأحاديث التى ورد فيها ذكره :

روى ابن مردويه من حديث سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله "النوم أخو الموت وأهل الجنة لا ينامون "وذكر الطبراني من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد ابن المنكدر عن جابر قال سئل نبي الله فقيل أينام أهل الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم "النوم أخو الموت وأهل الجنة لا ينامون"

  ارتقاء العبد وهو في الجنة من درجة إلى درجة أعلى منها:

هذا جنون يخالف القرآن فالدرجات اثنين ولا أحد يترقى من درجة للأعلى منهما كما ورد فى سورة النساء :

"لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُل وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى "ومن أحاديث الجنون :

 قال الإمام احمد ثنا يزيد أنبانا حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله" إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول يا رب إن لي هذه فيقول باستغفار ولدك لك"

 إلحاق ذرية المؤمن به في الدرجة وإن لم يعملوا عمله

قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}

بالقطع الذرية التى تدخل الجنة ليس سبب دخولها كونها أولاد لمؤمنين ولكن لأنهم مؤمنين "واتبعتهم ذريتهم بإيمان "ولا ترقى لأحد من الأبوين أو الذرية لدرجة غير درجته ولكنهم يتزاورون ومن ثم فالأحاديث المتحدثة عن الترقى كاذبة ومنها :

وروى قيس عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله إن الله ليرفع ذرية المؤمن إليه في درجته وإن كانوا دونه في العمل لتقربهم عينه ثم قرا {والذين آمنوا واتبعناهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم وما التناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين} قال ما نقصنا الآباء مما أعطينا البنين وذكر ابن مردويه في تفسيره من حديث شريك عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال شريك أظنه حكاه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل الرجل الجنة سال عن أبويه وزوجته وولده فيقال إنهم لم يبلغوا درجتك أو عملك فيقول يا رب قد عملت لي ولهم فيؤمر بالإلحاق بهم ثم تلا ابن عباس{ والذين آمنوا واتبعناهم ذرياتهم بإيمان} إلى آخر الآية

إن الجنة تتكلم :

الجنة ككل مخلوقات الله تتكلم كما قال تعالى على لسان البعض "أنطقنا الله الذى أنطق كل شىء "ولم يرد الموضوع فى المصحف ومن الأحاديث التى ورد فيها الكلام :

حديث احتجاج الجنة والنار " قالت الجنة يا رب قد أطردت أنهاري وطابت ثماري فعجل على بأهلي وقال إسماعيل ابن أبي خالد عن سعيد الطائي أخبرت إن الله تعالى لما خلق الجنة قال لها تزيني فتزينت ثم قال لها تكلمي فتكلمت فقالت طوبى لمن رضيت عنه وقال قتادة لما خلق الله الجنة قال لها تكلمي فقالت طوبى للمتقين وقال الطبراني حدثنا احمد بن علي ثنا هشام بن خالد ثنا بقية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قال لها تكلمي فقالت {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}

 الجنة تزداد حسنا على الدوام :الجنة خالدة وهى باقية على حسنها ولم يرد الموضوع فى المصحف ومن الأحاديث التى ورد فيها

قال عبد الله بن احمد ثنا خلف بن هشام ثنا خالد بن عبد الله عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن كعب قال: ما نظر الله إلى الجنة ألا قال طيبي لأهلك فتزداد ضعفا حتى يدخلها أهلها

الحور العين يطلبن أزواجهن أكثر مما يطلبهن أزواجهن:

 بالقطع لا ذكر للموضوع فى المصحف ومن الأحاديث التى ورد فيها :

حديث معاذ بن جبل في ذلك وقول الحوراء لامرأته في الدنيا لا تؤذيه فيوشك إن يفارقك ألينا حديث عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الحور العين" اللهم اعنه على دينك واقبل بقلبه على طاعتك" وذكر ابن أبي الدنيا عن أبي سليمان الداراني قال كان شابا بالعراق يتعبد فخرج مع رفيق له إلى مكة فكان إن نزلوا فهو يصلي وإن أكلوا فهو صائم فصبر عليه رفيقه ذاهبا وجائيا فلما أراد إن يفارقه قال له يا أخي اخبرني ما الذي هيجك إلى ما رأيت قال رأيت في النوم قصرا من قصور الجنة وإذا لبنة من فضة ولبنة من ذهب فلما تم البناء إذا شرافة من زبر جدة وشرافة من ياقوت وبينهما حوراء من حور العين مرخية شعرها عليها ثوب من فضة ينثني عليها معها كلما تثنت فقالت جد إلى الله في طلبي فقد والله جددت إليه في طلبك فهذا الذي تراه في طلبها قال أبو سليمان هذا في طلب حوراء فكيف بمن قد طلب ما هو اكثر منها

في ذبح الموت بين الجنة والنار:

 بالقطع لا ذكر لذبح الموت فى المصحف ولكنه فى أحاديث منها وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

"يجاء بالموت كأنه كبش املح فيوقف بين الجنة والنار فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا فيشرأبون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت ثم يقال يا أهل النار هل تعرفون هذا فيشرأبون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت قال فيؤمر به فيذبح قال ثم يقال يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت ثم قرأ رسول الله{ وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون}" متفق عليه

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار أتي بالموت ملبيا فيوقف على السور الذي بين أهل الجنة وأهل النار ثم يقال يا أهل الجنة فيطلعون خائفين ثم يقال يا أهل النار فيطلعون مبشرين يرجون الشفاعة فيقال لأهل الجنة وأهل النار هل تعرفون هذا فيقول هؤلاء وهؤلاء قد عرفناه هو الموت الذي وكل بنا فيضجع فيذبح ذبحا على السور ثم يقال يا أهل الجنة خلود لا موت ويا أهل النار خلود لا موت رواه النسائي والترمذي وقال حديث حسن صحيح وهذا الكبش

هنا يذبح الموت كأنه كبش وهو ما يناقض عدم وجود هذا الذبح فى قولهم :

 وفي الصحيحين أيضا من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال" يدخل أهل الجنة الجنة ويدخل أهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت كل خالد فيما هو فيه" وعنه قال قال رسول الله" إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وصار أهل النار إلى النار أتي بالموت حتى يجعل بين النار والجنة ثم ينادى مناد يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت فيزداد أهل الجنة فرحا ويزداد أهل النار حزنا إلى جهنم "

  ارتفاع العبادات في الجنة إلا عبادة الذكر فإنها دائمة:

 بالقطع رغم كون الجنة دار ثواب فإن فيها أحكام مثل بقاء الحور العين فى بيوتهن ومثل عدم سماع اللغو والتأثيم كما قال تعالى " لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما "

والأحاديث متناقضة فى ذلك ومنها

 روى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل يأكل أهل الجنة فيها ويشربون ولا يتمخطون ولا يتغوطون ولا يبولون ويكون طعامهم ذلك جشاء ورشحا كرشح المسك يلهمون التسبيح والحمد كما يلهمون النفس"

هنا العبادة مرفوعة إلا الذكر وهو ما يناقض رفعها كلها فى قولهم :

وذكر الحديث ورواه على ابن حرب حدثنا إسحاق ابن سليمان حدثنا عنبسة بن سعيد عن عثمان بن عمير ورواه الحسن بن عرفة حدثنا عمار بن محمد بن أخت سفيان الثوري عن ليث بن أبي سليم عن عثمان وقال فيه ثم يرتفع على كرسيه ويرتفع معه النبي صلى الله عليه وسلمون والصديقون والشهداء ...فينادي رب العزة تبارك وتعالى رضوان وهو خازن الجنة فيقول يا رضوان ارفع الحجب بيني وبين عبادي وزواري فإذا رفع الحجب بينه وبينهم فرأوا بهاءه ونوره هموا له بالسجود فيناديهم تبارك وتعالى بصوته ارفعوا رؤوسكم فإنما كانت العبادةفي الدنيا وأنتم اليوم في دار الجزاء

 

 

اجمالي القراءات 17547