Ian Nettleton teaches creative writing for the Open University on the new MA and on undergraduate courses. I am helping Salah EL Nagar to write his experiences as a refugee writer. This will be a long piece of creative writing and will give an account of his journey from Egypt across channel of France to the UK. This will be a series of stories based on fact with the ultimate intention of producing a book of these experiences. The stories Salah has told me are amazing and moving and I am looking forward to seeing them put together into an overall narrative so that other people can experience them too.
This project will be documentary films will publishing in BBC news
الساعة كانت تقترب من العاشرة مساء من يوم جديد من المحاولات و المغامرات . سألت نفسي : ياهل تري الليلة ستكون نهاية عذابي ومحاولاتي ،أم أنها ستكون محاولة فاشلة بائسة مثل الآخريات ؟
ارديت معطفي المناسب للامطار، الطقس كان بالامس ممطراً بغزارة ورجعت للخيمتي بالجنكل ارتجف من البرد الشديد وملابسي مبتّلة بالكامل ولم اجد ملابس لي بالخيمة فاضطررت أن أخذ بعض من الملابس من خيمة جاري لكي أنام .
اتصلت بالعميل وقلت له : أين ستكون محاولتنا الليلة ؟ وأين سوف اقابلك انت وأعوانك ؟
اجاب العميل : علي الطريق السريع خلف الجنكل مثل أمس .
سألته ثانية : هل سيأتي معي أحد استطيع أن أخذه معي بالجنكل أم لا؟
اجاب العميل : لا ، اذهب لوحدك ولاتتأخر فالطريق السريع سيكون مزدحم اليوم بسيارات اللوري المتجهة لميناء كالي ومنها لانجلترا .
انطلقت من خيمتي الصغيرة وسط الظلام الحالك واتبعت الطرق الصغيرة التي اعرفها التي ستقودني الي الطريق السريع حيث العميل وأعوانه مجتمعين .
كنت احتاج لأكثر من ساعة للمشي تقريبا في الطرق حالكة الظلام ،كنت أمشي وحيداً بدون صديق أو زميل .
أثناء المشي كنت ارفع رأسي للسماء اشاهد نجوم الليل متذكراً مادرسته عنهم في علم الفيزياء الكون ، ابتسم . والتفت علي جانبي الطريق فأجد الظلام الحالك وأصوات الكلاب المزعجة ،أخاف . اتذكر الايام المريرة التي شاهدتها وما أعانيه من أيام صعبة ومؤلمة في الجنكل ، أحزن . واتذكر النكت والهزار من العميل وأعوانه والمواقف المضحكة من سائقي سيارات اللوري ، اضحك .
أخيراً وجدت صديق يرافقني الطريق الطويل والمظلم ،أجده معي دائماً في الظروف الصعبة والمؤلمة ; إنه الأمل من أهم العناصر في الحياة ، فهو يبعث الفرح والطمأنينة ، يحفزنا علي الصمود والمثابرة وعدم الاستسلام ، يبعدنا عن الكسل والكآبة والاحباط . فلولا الأمل لجلسنا في غرفة مظلمة ننظر لجميع الأمور التي حولنا بنظرة سلبية تمنعنا الاستمتاع بكّل ماهو موجود لدينا ، فليس هناك أجمل من كلمات تبعث الأمل في نفوسنا وتزيد حياتنا روعة وجمالاً .
قلت له صديقي ( الأمل) : ما هو آخر هذا المعاناة والعذاب كل يوم دون جدوي أو عائد منفعة ؟ لقد تعبت !!
اجابني الأمل : ارجو أن تتمسك بي . ألم تكتب عني من قبل ناصحاً الناس باتخاذي صديقاً لهم بالحياة ؟! الأمل يسأل .
اجبته : نعم لقد كتبت عنك ، لكن أنا إنسان يداهمني الضعف واليأس أحياناً . قال : نعم أعلم ، لكن لاتقلق إني معك إينما تكون ، وأعلم أن ما تفعله من محاولات ومغامرات طلباً للحرية ; التاج الذي يجب أن يكون علي رأس كل إنسان هو شرف لك سيتوارثه عنك اولادك ثم احفادك .
هيّا ياصديقي انهض وابتسم وتفائل بالخير فلربما تكون هذه الليلة هي نهاية الألم والعذاب . الأمل قال لي .
وصلت بالمكان المحدد ، كانت الساعة تقترب من الثانية عشرة منتصف الليل ، قابلت العميل وأعوانه وربما أكثر من خمسة عشر فرداَ ممن يريدون الذهاب لبريطانيا مثلي . مشينا مع العميل حتي وصلنا للمكان الذي يريده ( مسرح العمليات) . أرسل العمل بعض من مساعديه لمراقبة الطريق والسيارات المتجهة نحو الميناء وأرسل آخرين لتجهيز الحواجز والادوات لكسر الأقفال الحديدية علي أبواب سيارات اللوري ، والاتصال بينهم كان بالهواتف .قسمنا العميل لأربعة مجموعات ; كل مجموعة مكّونة من اربعة لخمس أفراد تقريباً ، ثلاث مجموعات مختبئة أسفل الكوبري ، ومجموعة معه مستعدة لركوب أول سيارة لوري يوقفها العميل وأعوانه . كنت في المجموعة الأولي المكّونة من خمسة أفراد نختبئ بين الحشائش الخضراء علي جانبي الطريق في الظلام حتي لايرانا سائق اللوري بمصابيح السيارة الأمامية . كنّا مستعدين بكّل طاقتنا لنركب أول سيارة تقف عند الحواجز التي نصّبها أعوان العميل . سمعت تليفون العميل يرنّ ، أنه أحد مساعدية أخبره أن سيارة قادمة علي بعد اثنين ميل ، فاتصل العميل من تليفون آخر بأفراد معاونيه وأبلغهم أن ينصبوا الحواجز بإحكام ، واخبرنا أن نكون مستعدين أن نسّتعد وأن نسير خلفه حتي لا يشاهدنا السائق بمرآة السيارة . شاهدنا مصابيح السيارة الامامية ، ورأي السائق الحواجز فهدئ من سرعة السيارة علي بعد نصف ميل تقريباً. ترقبنا تحركات السيارة كما يراقب الذئب ضحيته منتظراً الفرصة المناسبة للانقضاض . كانت ضربات قلبي تزداد مع كل ثانية تقترب السيارة من الحواجز وعيني تلمع ببريق الأمل مثل القطط ، وهمس الأمل في أذني وقال :هيّا ياصديقي فلربما تكون هي ليلتك المحظوظة ( Lucky Night) . توقفت السيارة ، وذهبّ السائق لإزالة الحواجز من أمام السيارة . همس العميل قائلاً : هيّا يارجال ، ذهبنا خلفه متبعين تعليماته ، تمنيت أن تكون السيارة بها كرتون او صناديق لاستطيع الاختباء جيداً من الكنترول بالميناء ، كنت أقول : يارب ، يارب .
فتح السائق الباب بخبرة بارعة فوجدنا دبّ أبيض كبير في قفص حديدي، صاح العميل : اركبوا ، وقفت مذهولاً وهربّ الأربعة الآخرين خوفاً . قلت لنفسي أنها اعظم فرصة فلن يشك الكنترول بالميناء أن مع الدبّ أحداً ، ركبت السيارة لوحدي واغلق العميل الباب وانطلقت السيارة ثانية متجهة نحو ميناء كالي .
كان الدبّ واقفاً عندما فتح العميل باب السيارة الخلفي وشاهدت الغضب في عينه لأننا افسدنا عليه هدوءه وسكونه .
كان جسدي يرتجف من الخوف والبرد معاً ، قلت لنفسي : أنا مع دبّ الآن في سيارة واحدة ، وطارت من رأسي الظنون والافكار تلومني علي ما صنعت ، وسألت نفسي : هل سأذهب لانجلترا بسلام الليلة أم أنها ستكون آخر ليلة في حياتي ؟!!
كنت اتلاشي النظر إليه ، وكاد قلبي أن يقفز من صدري من الخوف والرعب لكن الذي طمئنني أنه داخل قفص حديدي سجين ، ولربما هو مثل حالي يبحث عن الحرية ويعاني من ظلّم البشر .
كان الظلام شديداً لم استطع رؤيته بوضوح ، وكانت السيارة تجري مسرعة نحو الميناء ، ربما تحتاج ساعة أو أكثر من الوقت للوصول إلي ميناء كالي . فجأة صندوق السيارة أضاء بسبب الأعمدة الكهربائية الموجودة علي جانبي الطريق واستطعت أن أري الدبّ بوضوح . نظرت في عين الدبّ فوجدتها هادئتين ، فربما فهم الدبّ أمري وعلم أنني ما عكرت عليه هدوءه واقتحمت عليه سكونه سوي الاضطرار طلباَ للحرية وهروباَ من الظلم والاضطهاد . تذكرت كرتون الاطفال موكلي (طفل الادغال الذي عاش وتربي بين الحيوانات في الغابة وكان يستطيع التحدث معهم بعينه ) . نظرتّ في عين الدبّ وتحدثت معه في صمت وقلت له : صديقي كنّ رحيما بي فالذي أمامك الآن اشبعته الظروف والناس ظلماً واضطهاداً . وجدته يهز رأسه وربما استجاب لطلبي وجلس في هدوء ليطمئني وربما كان جلوسه كقبول منه وترحيب أن أكون في ضيافته حتي الوصول للهدف المراد ، ولم يكتف بهذا فقط بل أعطاني واجب الضيافة أنفاسه الدافئة التي انعشت جسدي ، فربما علم أنني أعاني من البرد الشديد . تقربت منه أكثر وأكثر حتي كانت المسافة بيننا متر أو أكثر تقريباَ ، جلست بجانبه وأغمض عينه حينما اقتربت منه ليعطيني الأمان والاطمئنان .
كان الطريق لميناء كالي الفرنسي مكتظاً بسيارات اللوري وتوقفت السيارة عدة مرات بالطريق ، وكنت أري سرينة سيارات الشرطة التي تحرس الطريق من العملاء وأعوانهم لاقتحام سيارات اللوري ، كنت اراقب الطريق منتظرا لدخول السيارة للميناء ، وكان صديقي الدبّ هادئ غامض عينه غير مبالي بكل ما يحدث علي الطريق . رأيت أضواء الميناء وأنا داخل السيارة وعلمت أن بعد عدة مترات سيتوقف السائق في أول كنترول ، ازدادت ضربات قلبي وتمزقت ضلوعي قلقاً وخوفاً . توقفت السيارة في أول كنترول وأوقف السائق موتور السيارة وساد الصمت بالمكان ولم اسمع سوي أنفاس صديقي الدبّ . فجاءة سمعت أفراد يتحدثون الفرنسية مقبلين علي السيارة وسمعت حديثاً بين السائق والكنترول ، وسمعت السائق يخبر أحد أفراد الكنترول أن معه دبّ بالسيارة وأعطاه الأوراق ، الحديث بينها كان باللغة الانجليزية ، يبدو أن السائق لايجيد اللغة الفرنسية ويتحدث الانجليزية . سمعت أحداً من أفراد الكنترول يقول للسائق أذهب .. أذهب ، وفتحت الحواجز أمام السيارة وانطلقت السيارة لمكان آخر . فرحت جداً عندما سمعت هذه الكلمة ولكن مازلت في مرحلة القلق ، نعم قد عبرت أول كنترول لكن هناك أثنين آخرين . صديقي الدبّ كان نائماً تقريبا ولكن شاهدت أذنه موجهة ناحية الصوت بين السائق وأحد أفراد الكنترول . توقفت السيارة في الكنترول الثاني وأوقف السائق محرك السيارة وانتظر أحد أفراد الكنترول وساد الصمت في أرجاء المكان لكن كانت هناك زوبعة وضوضاء بداخلي متأرجحاً بين الأمل واليأس ، كلّ هذا وصديقي الدبّ هادئاً لم يحرك ساكناً . انتظرت السيارة أحد أفراد الكنترول لمدة 12-15 دقيقة تقريباً كل دقيقة منهم كانت بيوم بالنسبة لي . فجاءة سمعت أحد من أفراد الكنترول مقبلين علي السيارة وفتح صديقي الدبّ عينه وزداد قلقي وكادّ قلبي أن يقفز من صدري قلقاَ وخوفاً . سمعت أحداً من أفراد الكنترول يتحدث مع السائق وسأله : ماذا معك داخل السيارة فأجابه السائق الدبّ معاً ، نعم لقد اصدّر الدبّ صوتاّ معلناً عن نفسه كونه أنه هو الذي بداخل السيارة . للمرة الثانية سمعت أحد أفراد الكنترول يقول للسائق أذهب .. أذهب فرحت بهذه الكلمة جدا وتمنيت أن اسمعها للمرة الثالثة التي ستكون الآخيرة . اندهشت مع ابتسامة خفيفة لصديقي الدبّ متعجباَ مما صنع ، إنه كان متعاوناً معي جداً بدرجة لا اتخيلها ، إنه إنسان حقيقاً بكل ماتحمل الكلمة من معني ، إن كل كلمات الشكر ومصطلحات اللغة لاتستطيع أن تعبّر له عن أمتناني وتقديري ، ولم استطع سوي النظر إليه بعينين ممتلئة بالدموع متوسلاً إليه أن يتعاون معي في آخر كنترول الذي هو الأصعب دائما ً . بخبرتي التي اكتسبتها من ميناء كالي الفرنسي أن الكنترول الأول والثاني متساهلين لحدّ ما ولطالما سمعت من أحد الافراد ممن اعرفهم ويحاولون معي كل ليلة الوصول لانجلترا مع نفس العميل أن الكنترول الأول والثاني الفرنسي متساهل جدا وربما إذا رأي أحدا مختبأ بالسيارة اللوري يغض النظر عنه وربما يساعده بالاختباء ، لكن الاصعب والمتشدد دائماً هو الكنترول الثالث الانجليزي الذي لديه من الادوات والامكانيات ليستطيع أن يري الأفراد بسيارات اللوري ومع هذا بعض من الافراد استطاعوا أن يصلوا لانجلترا بالرغم من الصعوبة البالغة.
كنت مندهشاً جداً مما فعله الدبّ بالكنترول الثاني ، وسألت نفسي : أفهم الدبّ أمري جيدا وأراد مساعدتي ؟
أعرف بفطرته الحيوانية أن الذي معه الآن بالسيارة حياته فعلاَ في خطر فتخلّي عن غرائزه الحيوانية وتحلّي بالمروءة والشهامة ؟
تعاقبت الاسئلة في رأسي سؤال من بعد سؤال كأمواج البحر الهائج مع نظراتي المبتسمة لصديقي الدبّ وقلت له : نحن قادمون الآن علي أصعب كنترول فكنّ متعاوناً معي من فضلك !!
رأيته يهزّ رأسه ومال بجسده كأنه يتهيأ لأمر ما . هدأت السيارة من سرعتها حتي وقفت وساد الهدوء التام لكن كانت عينان الدبّ ثائرة. ازداد القلق والتوتر بداخلي مع سيمفونية من الشهيق والزفير ودقات قلبي المضطرب كأنني قادم علي معركة قتالية مصيرية . نظرت لصديقي الدبّ نظرات متتالية ، فإما أن تكون آخر رحلتنا سوياً هنا أو نكون رفقاء حتي الوصول للهدف المراد .
عندما توقفت السيارة وقف الدبّ واشتعلت معهم نار الخوف والقلق ، وشعرت بالخطر يداهمني من كل مكان .
رأيت الدبّ يلتفت يميناً ويساراً ، كنت مستغرباً من أفعاله هذه المرة وسألت نفسي : لماذا لم يقف الدبّ بالكنترول الأول والثاني ووقف بالثالث؟ هل أدرك بحواسه ما لا ادركه ؟
وفجأة سمعت صوت الكلاب المخيفة والمرعبة وخطوات افراد الكنترول ، ورأيت عينان الدبّ الثائرة . كادّ قلبي أن يتوقف من القلق والتوتر ، وشاركني الدبّ نفس الشعور ، وقرأت في عينه ما لا يستطيع التحدّث به. سمعت صياح الدبّ تعلو فوق صوت الكلاب ومعهم فردا من أحد أفراد الكنترول الذي طلب من السائق أن يفتح الباب .
سمعت كلمة افتح الباب وكنت أودّ لو أكسر الباب الحديدي الذي بيني وبين الدبّ لكي احتمي به فربما سيكون أرحم بي منهم . سمعت السائف يفتح الباب مع صيحات الدبّ المتعاقبة . رأيت فردين من أفراد الكنترول ومعهم كلب بوليسي والسائق . صاح فرداً من افراد الكنترول الذي معه الكلب قائلا تعالي .... تعالي (Come .... Come ) ، وضحك الآخر واندهش السائق: إذ كيف لعاقل ان يغامر بحياته ويركب السيارة مع الدبّ ، وكيف ركبت السيارة ولم اشعر بك ؟
نزلت من السيارة مع صياح الدبّ الحزينة كأنه يقوك لي وداعاَ ، ورأيت الغضب والحزن في عينه وتعاطفت معه دموع السماء التي ألهبت جسدي بردا من بعد الدفء بسبب أنفاس الدبّ . صاح احد من افراد الكنترول بسائق السيارة أن يغلق الباب ويذهب للعبّارة التي سوف تقلع بعد قليل .
لم يكن يعنيني صوت الكلب المزعج والمخيف ولا المصير المجهول الذي ينتظرني من البوليس الفرنسي ، ولا محاولتي الفاشلة من بعد المجهود الكبير والقلق والتوتر . إن الذي كان يعنيني هو أفعال الدبّ ونظراته لي التي غيرت حياتي كلها بأكملها ودبّ فيها الحماس والأمل من بعد اليأس وتغيرت نظرتي للحيوانات المفترسة تماماً . قبل أن يغلق السائق الباب نظرت لدبّ نظرة وداع وانحيت رأسي له احتراماً وتقديراً .
أن قواميس اللغات ولا المعاجم لا تستطيع أن تعبّر أو تشرح ما بداخلي عن تلك الثواني الفارقة بيني وبين الدبّ . أغلق السائق الباب وذهب للعبّارة (سفينة سيارات اللوري) . كنت اسمع ضحك أفراد الكنترول عندما كنت محجوزا لديهم منتظراً سيارة الشرطة التي سوف تأخذني خارج الميناء ، اثناء انتظاري كنت أفكر بالدبّ وما فعله معي داخل السيارة . إن الافكار التي شاهدتها في الأفلام الوثائقية والأفلام السينمائية عن الحيوانات المفترسة بعيد كل البعد عما رأيته اليوم . إن ما رأيته كان حيوان أعجم نبيل عرف معني الوفاء وأصاب حظاً لايصيبه بعض الآدميون ، رأيت حيوان عاقل رفيع الأخلاق أصاب حظاً من الذكاء والفهم دون كلام أو اشارات .
يبدو أننا لانفهم الحيوان ولانعلم عنهم شيئاً !!
إن القطة وهي تسرق قطعة السمك من مائدة سيدها عيناها تبرق بإحساس الخطيئة ، فإذا لمحها سيدها تراجعت وإذا ضربها طأطأت رأسها في خجل واعتراف بالذنب !!
ولكن عندما يضع الطعام أمامها تأكله بأمان أمامه !!
هل تعرف معني المبادئ والاخلاق ؟!!
خلية النحل التي تحارب لآخر نحلة وتموت لآخر فرد في حربها ضد الزنابير !!
هل تعرف معني الشجاعة والفداء؟!!
وأفراد النحل الشغالة حينما تختار من بين يرقات الشغالة يرقة وتحولها إلي ملكة بالغذاء الملكي وتنصبها حاكمة عندما تموت الملكة دون وريث!!
هل تعرف دستور الحكم ؟!!
الا يدل سلوك الدبّ معي أنني كنت أمام نفس راقية تفهم وتشعر ، نفس لها ضمير ووفاء ؟؟!!
جاءت سيارة الشرطة وأخذتني خارج الميناء ، ابتسم ضابط الشرطة لي وقال : لاتيأس حاول مرة أخري !!
تركتني السيارة بعيدا عن مكان العميل وأعوانه واحتجت لاكثر من ساعة لكي أصل إلي مكان العمليات مرة أخري .
بالرغم من أن محاولتي الليلة فشلت مثل الآخريات إلا إنني كنت سعيداً هذه المرة ، سعيداً بالدرس الذي تعلمته من حيوان نبيل وخلوق . سرت بالظلام الحالك وحيداً لكنني لم أكن خائفاً هذه المرة ، لقد مات الخوف داخلي ، وكيف أخاف وأنا كنت بضيافة دبّ ؟!!
إن صديقي الدبّ قد قتل وافترس احساس الخوف بداخلي وتعلمت علي يديه درساً لاتستطيع الكتب ولا الحكماء أن تعلمه لي ، وتغيرت نظرتي للحياة ومات الخوف في حياتي مع آخر نظرة مع الدبّ الإنسان !!
إننا نسبّ الدبّ حين نصفه بالحيوان ، فهناك من من حيوانات الأنس من يقتلون ويسرقون وينهبون ويظلمون شعوبهم ويشيعون في الأرض الفساد دون حخل أو اعتراف بالذنب !!
إني انظر لمجموعة من الحيوانات فوجدت الكثير منها أوفي من بعض الناس وأكثر خلقاً !!
فالجماعات التي لاتجمعها سوي نفس الخلقة ، فيها ولاء عجيب للجماعة ، فلا يمكن ان تترك القطيع ولايمكن لطائر ان يترك السرب وإلا كان الموت حليفه .
وعجباً لبعض الناس تجمعهم الدين واللغة والمكان والزمان والدم واللحم ولكن قلوبهم متفرقة ، واسلحتهم علي رؤوس بعض متسلطة !!
فهل يستفيدوا من تلك الحيوانات يرحمهم الله جلا وعلا !!
وصلت ثانية للطريق السريع بعد دوامة من الفكر وإعادة النظر في كل الأمور ، وقابلت العمل وأعوانه الذين قابلوني بالضحك قائلين ... أ مازلت علي قيد الحياة ؟؟!!
اعتقدنا انك كنت مائدة عشاء للدبّ !!
Salah El Nagar