حاول الإبتعاد من المعاصي
نصائح لبائس مضطر يكاد يقنط من الدعاء

الشيخ احمد درامى في الإثنين ٢٤ - أكتوبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

 

نصائح لبائس مضطر يكاد يقنط من الدعاء

أولا: واذكر في الكتاب ذكريا الذي كان نبيا ومع ذلك ظل يدعو ربه طول عمره (ليرزقه ابنا) حتى وهن العظم منه واشتعل الرأس شيبا، ومع ذلك لم ييأس يوما قط من دعاء ربه! بل ظل يدعو مستيقنا بالإجابة

ثانيا: تدبر قوله تعالى لنا جميعا: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم!؟مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله؟!ألا إن نصر الله قريب.)  وقال أيضا:

(الم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون؟! ولقد فتنا الذين من قبلهم. فليعلمن الله الذين صدقوا، وليعلمن الكاذبين.)[عنكبوت: 3]

 

2-بعض نصائح تعين على استجابة الدعاء:

ا-أخلص دينك لله؛ وثق به؛ واستغفره كثيرا؛ وتب إليه؛ ولا تشرك به أحدا أو شيئا. إذ (وما دعاء الكافرين (والمشركين) إلا في ضلال)

 1-ولا تصعر خدك للناس،

 2-واخفض جناحك لمن حولك من الأقارب والجيران،

3-وأحسن إليهم ولو ببشاشة الوجه،

4-وقل للناس حسنا؛ وأحسن الظن بهم، وتوكل على الله.

5-وأنفق مما رزقك الله. (مما قل منه أو كثر). على من هو أفقر منك،

6-واعفو على من ظلمك. (العفو صدقة). يستجاب، إن شاء الله، دعاؤك.

قال جل وعلا: (إن تبدوا خيرا، أو تخفوه، أو تَعفوا عن سوء، فإن الله كان عفوا قديرا) [النساء: 149]

(...ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو. كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون.). [البقرة: ] . لقد فسر بعضهم العفوبالفائض وفسره البعض الآخر بالمغفرة. وأنا منهم. لقوله جل وعلا: (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى. والله غني حليم.). فوازن جل وعلا بين المغفرة ، وصدقة يتبعها الأذى.

تدبر قوله تعالى: (إليه يصعد الكلم الطيب {أي الدعاء} والعمل الصالح يرفعه) [فاطر:10]

ربط الله على قلبك، وعلى قلوبنا جميعا، كي لا نتزعزع ساعة عن الإيمان.

اللهم أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين.

ثم أضيف: حاول الابتعاد عن المعاصي. ولا تنس الاستعانة بالله، جل وعلا، فيه بالدعاء."

إذ ليس سهلا الانسلاخ من آفات بعد الإدمان. بل لا بد من الاستغاثة بالمغيث!. لذا أنصح المضطر ألا يجف شفتاه بالأدعية التالية، مصداقا لقوله جل وعلا: (قل: ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم...) !!!  [الفرقان:77]

 الدعاء الأول: " رب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " من الآية: (وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.)؛[الأنبياء: 83]. لأن اقتراف المعاصي من نزعة الشيطان واضراره. (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ؛ فاستعذ بالله. إنه سميع عليم.) [الأعراف: 200]

الدعاء الثاني: " يا الله يا مقلّب القلوب * قلّب قلوبنا عن العيوب." بيت من شيخ صوفي قيل. أنا لست صوفيا ولكني من الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه. " الحكمة ضالة البشر يأخذها أنى يجدها."

الدعاء الثالث: "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب؛ ونقّني من خطاياي كما يُنقّى الثوبُ الأبيض من الدنس؛ واغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد". لا أعرف أصله. غير أنني أستحسنه وأدعو به.

 

بات الدعاء، والاستجارة إلى الله، من نزعات الشيطان وهمزاتهم، أهمّ قوة من قوى المؤمن. وهو مفيد جدا ! إذا توفرت شروطه؛ أو شرطاه: فليستجيبوا لي ؛  وليؤمنوا بي!

الإيمان بالله جل وعلا أولا، ثمالاستجابة له سبحانه وتعالى ثانيا، (بالامتثال والاجتناب).

قال جل وعلا: (قل لعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم: لا تقنطوا من رحمة الله! إن الله يغفر الذنوب جميعا!..) لكن (... لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى!). [طه: 82] . ومعنى (وآمن) في الآية هو (to be serious)؛ أي التوبة مع "الجدية" فيها.أو، التعبير القرآني: "توبة نصوحا".

فلندع جميعا ونقول:

"يا الحي يا القيوم ! برحمتك نستغيث ، ومن شرور أنفسنا ومن الشيطان نستجير؛ فلا تكِلنا إلى أنفسنا ولا إلى أحد من خلقك ! وأصلح لنا شئوننا كلها بما أصلحت الصالحين."

"وآخر دعوانا: أن الحمد لله رب العالمين."

اجمالي القراءات 7632