ليس الدين هو سبب كل مشاكل الأمة ..ولكن فهم البشر له ..
والعراق خير مثال ,,
كل مجموعة تفهم الدين بطريقة وتصر علي أنها علي حق .. وهي مستعدة لقتل مخالفيها لا عتقادها الخاطيء أنها الفرقة الناجية ..
الله نظم العلاقة بينه وبين البشر علي أساس الحساب في الآخرة ..
أما في الدنيا فقد ترك لهم تنظيم هذه العلاقة علي اسس عامة من العدل والحرية والمساواة ..
الخلط بين الأمرين ..لابد أن يؤدي الي مانراه .. فهم العالم هذه الحقيقة بعد قرون من التقاتل والدماء .. ولكن يبدو أن الأمر يستعصي علي فهمنا .. ولذا مازالت الدماء تهدر عبثا .. من أيام حروب الردة والفتنة الكبري وحتي الآن .... وما حدث في تلعفر خير مثال
ومايحدث في العراق كله خير مثال .. وهاهو قد بدأ القتال بين القاعدة وباقي الجماعات السلفية بسبب فهم كل منهما للدين ومحاولة السيطرة .. ..
كم تريدون من دماء وقتلي حتي تفهمون هذه الحقيقة البسيطة .. حقيقة أن خلط الدين بالسياسة وتحويله الي أيديولوجية سياسية وصراع سياسي فرق المسلمين الي شيع وفرق ..يتقاتلون منذ 1400 عاما ويريقون دماء بعضهم البعض ..
الدين ليس هو السبب .. ولكن فهم حارث الضاري ومقتدي الصدر له .. فهم مهووسي القاعدة له ..
ويبدو أيضا فهم معظمنا له .
. ..
الدين والله رحمة ومحبة وعدل ومساواة وحقوق واحترام حقوق الانسان ..
خطبة الوادع التي لم تأخذ حقها عندنا .. هي أول وثيقة لحقوق الانسان في التاريخ .. ولكن لم تأخذ حقها من الدراسة ..لأنها تقوض الأسس التي اتخذها البعض حجة للحكم ومنذ اجتماع السقيفة وحتي الآن .. ..
لو أرادنا الله كلنا أن نتفق لقال كن فيكون ..
ولكنه تركنا نقرر أمورنا الدنيوية بأنفسنا .. نختار ما يناسب المكان والزمان ..
اتركوا الانسان البسيط في حاله .. واعطوه حق تقرير مصيره ولا تفرضوا عليه وصاية تدعون ظلما وعدوانا أنها من عند الله وهي ليست الا فهم بشر فاني ..
ذكروا ولا تسيطروا
..
لقد خلقنا الله شعوبا وقبائل لنتعارف لا لنتقاتل ..
لنعمر الأرض .. لا لنملئها قبورا ..
لنصنع الحياة وليس الموت تفجيرا وانتحارا ..
في الحقيقة .. اري الدين الآن يتحول الي مظهر وليس جوهر ..
نحن نقول بألسنتنا بسم الله الرحمن الرحيم .. فأين هي الرحمة فيما حدث في تلعقر وما يحدث يوميا في أرض الواقع من سيطرة قلة علي كل شيء الثروة والسلطة .. وانتشار الفقر والمرض والجهل .. ..
عندما لا تحرك قلوبنا مثل تلك الاحداث التي تحدث في العراق يوميا من تقاتل وتفجير وانتحار عشوائي وعبثي يطال غلابة أهل العراق .. عندما لا تقوم التظاهرات في كل مكان في العالم الاسلامي استنكارا لها ..
فهناك شيء خاطيء ..
نحن لا ننظر في المرآة لأنفسنا .. وإذا فعلنا لانري الحقيقة ... بل نري أوهامنا ..
..
الدين ليس سبب تخلفنا الحضاري في كل المجالات .. ولكن فهمنا له .. تحويلنا إياه الي سبب للتواكل والكسل .. سبب للصراع والتقاتل وسفك الدماء .. مبرر للتسلط والقهر .. إما أن يفهم الآخر مفهومي للدين وإلا فهو عدو من حقي أن أقهره وإن لم ينفع أستحل دمه ..
لماذا لا يترك كل منا الآخر يفهم الدين بطريقته .. ونتفق جميعا أن الله هو العدل ..هو الحب .. هو من يدعونا الي المساواة واحترام الآخر ..
من يريد أن يفهم الدين بطريقة سلفيه .. هو حر في ذلك ..
ومن يريد أن يفهمه بطريقة صوفية ..سنية كانت أو شيعية .. هو ايضا حر .. طالما لا يتدخل في فهم الآخرين له ولا يجبرهم عليه .. من حقه أن يدعو الي فهمه بطريقة هادئة ويقبل في نفس الوقت عدم موافقة الآخرين له ..
المهم هو عدم إيذاء الآخرين واحترام حقهم في الحياة الآمنة وحقهم في اختيار عقيدتهم واداء مشاعرهم الدينية كما يفهمونها ..
بصراحة عقلي القاصر يري ذلك منطقيا وبسيطا .. أم هو مجرد تخريف ..
عمرو اسماعيل