رقم 30
رقية القرد
قال الجاحظ : كان رجل يرقى الضرس ( يعنى الضروس من أسنان الفك ) يسخر بالناس ليأخذ منهم شيئا، وكان يقول للذي يرقيه : إياك أن يخطر على قلبك الليلة ذكر القرد ، فيبيت (المريض ) وجعا ( أى يبيت متوجعا من ألم ضرسه ) فيبكر إليه ( فى الصباح ) فيقول : بات ضرسي يؤلمني !! فيقول له الرجل : لعلك ذكرت القرد ؟ فيقول : نعم .. فيقول : من ثم لم تنفع الرقية .( أى بسبب أنك فكرت فى القرد ضاع تأثير الرقية )
التعليق
الرقى او الرقية من أنواع الشعوذة والتخلف ، ولقد انتشرت بين المسلمين عبر أحاديث ضالة نشرها السنيون ، وهى تلاوة أدعية وآيات قرآنية على العضو المريض طلبا للشفاء. والعادة أن يهمهم الراقى بتلك الأدعية وهو يحك بيده موضع الألم. وكان كل من يصيبه مرض أو ألم يأتى للمحتالين محترفى الرقية والرقى. يشمل ذلك من يعانى من وجع الأسنان والضروس. أى بدلا من استعمال الدواء يلجأون للرقى والتعاويذ ، وهذا الرجل المحتال لم يكتف بخداع الناس وأكل أموالهم بالباطل بل كان يسخر منهم أيضا منتهزا فرصة التخلف العقلى لدى زبائنه. فيحذرهم من أن يفكروا بالليل فى القرد، وهو طلب غريب يجعلهم يفكرون فعلا فى القرد. ولأن الرقية لا تنفع فانهم حين يعودون اليه (لأعادة الكشف الطبى ) يقول للرجل منهم (لعلك ذكرت القرد ؟ فيقول : نعم .. فيقول : من ثم لم تنفع الرقية .)
كان يحدث هذا فى العصر العباسى. ولا يزال يحدث فى عصرنا.
أبشروا فنحن نتقدم دائما للخلف. وشعار قواتنا المسلحة يقول : للخلف در. وهو أيضا شعارنا فى الدين وفى التعليم .. وحتى فى علاقاتنا الجنسية ..
إخص على كده ..!!