عندما ظهرت شبكه الأنترنت كان من الؤكد حينها أنه كلما زادت معلوماتك وثقافتك كلما زاد تواجدك في هذا العالم الأفتراضي ، ولم يكن هناك محتوي مسئ او تجاوزات هائلة.
كان عالم جميل ملئ بالمعلومات والأفكار الجميله في كل مجال.
ولكن كل هذا أنتهي بغير رجعه عندما لاحت في الأفق مواقع التواصل الإجتماعي.
فمن المفترض أن تكون مواقع التواصل الإجتماعي عباره عن عالم جميل نتبادل فيه الأراء والأفكار مع أصدقائنا الواقعيون والأفتراضيون(الذين تكتسبهم من مواقع التواصل الإجتماعي)
ومن البديهي أن نجد في هذا العالم كل مانفتقده في عالمنا الحقيقي ،وإلا لما نحن مهتمون أصلآ بوجوده.
ولكن أصبح حب البعض مشاركه كل كبيره وصغيره في حياته هوسآ ، فأصبحنا نري صورآ له في كل الأوقات ، وكأنما التواصل هو مجرد عرض صور شخصيه في مواقف حياتيه مختلفه ، ومن المنتظر أن تضع له أعجاب علي أي شئ يضعه.
لقد أصبح الكثيرون مهووسون بالشهره(إلا من رحم ربي )وتناسوا ماهو الغرض الأساسي أصلآ لوجود شبكات التواصل الإجتماعي.
لقد صنعت(بفتح الصاد) شبكات التواصل الأجتماعي من الكثيرون وخاصه الشباب شخصيات سطحيه لاتسطيع التعايش مع الواقع فحياتهم متوقفة علي ماسيضعونه من صور وماهو تعليق الأصدقاء وماهى كما الأعجابات التي سوف يحصدونها. وفق ما ذكرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية.
وبينت الدراسة، على وجه التحديد، أن الإنترنت يسبب انخفاضا في الفكر التأملي، وذلك يعود إلى حد كبير إلى سرعة وتيرة الاتصال بالإنترنت، الذي ينطوي عادةً على نصوص كثيرة، تغريدات، تعليقات، ورسائل لا تستغرق عادة وقتا طويلا للمعالجة.
وتوقعت الدراسة بأن الاتصال الدائم بالإنترنت، ووسائل الترفيه المحمولة، والاتصال الدائم بمواقع الاتصال الإلكترونية، أدت إلى حدوث انخفاض هائل في التفكير التأملي اليومي العادي.
وفي دراسة أخرى حديثة سعت إلى زيادة اختبار الفرضية القائلة إن الرسائل النصية ووسائل التواصل الاجتماعي تسبب “الانحطاط الأخلاقي أو المعرفي”، تبين “أنه كلما أكثر المشاركون من المراسلة، كانوا أقل استعداداً لتوجيه اهتماماتهم إلى أهداف الحياة الأخلاقية، وأكثر عرضة لتوجيه هذا الاهتمام إلى المتعة”.
ناهيك عن الأخطاء اللغوية واللغه الركيكه في التعبير التي يتم تناقلها عبر وسائل التواصل الإجتماعي مما أدي إلي إنحدار اللغه وأستخدام كلمات غريبه وفي بعض الأحيان مسفه.
وهناك نقطه أخري وألاحظها في مجموعات المثقفين والأكبر سنآ وهي التي أسميها( العزف المنفرد.
)فتجد أحدهم يكتب فقط ليحصل علي الإعجابات والتعليقات الإيجابية، ولايرد علي الأخرين أو يتواصل معهم مع أنهم أحترموه وقدروا مايكتبه.
حتي في العالم الأفتراضي الخيالي أدخلنا الغرور والتكبر
وعلي الرغم من السلبيات العديده لوسائل التواصل الإجتماعي إلا أنه ليس من الممكن أنكار أنها سهلت التواصل مع الأهل والأصدقاء وكذلك الخدمات التعليمية والأخباريه.
ولا يمكنني أن أنكر أن لدي أصدقاء أعزاء ومحترمون تعرفت عليهم عن طريق وسائل التواصل الأجتماعي وهم من يعطونني الأمل بأنه مازال هناك أناس أوفياء ويضيفون الكثير لمعاني الانسانيه
أمل أن نري مواقع التواصل الإجتماعي مليئه بالأفكار الجميلة والحوارات البناءه ،وأن يحترم كل منا الاخر حتي لو كان صديقآ أفتراضيآ، وأتمنى للجميع كل الخير والتوفيق . والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته