موقف مصر من سوريا أمس رغم إنه متناقض لكن (جيد) عموماً، ومن التناقض ما ينفع، أفضل كثير من إنه يؤيد المشروع الفرنسي والإرهابيين ويصوت ضد المشروع الروسي..
أنا رجل أفكر بالواقع وبحسابات نفسية وأخلاقية وبراجماتية، وشايف إن موقف مصر كان ضد السعودية فعلا، عودوا إلى دراستي هذه منذ 6 أشهر، خصوصا الفقرة المتعلقة بسوريا
http://bit.ly/2dCJvuS
وملخصه : أن موقف مصر حاليا من سوريا هو استدعاء لموقف ناصري قديم ..لكن يتجاهل حسابات المذهب والتعصب القومي المنتشر، وهذا هو السبب في رواج نظرة السعوديين لنظام السيسي اليوم بعد أن أعلن تأييده للمشروع الروسي، وملخص نظرة السعوديين الشائعة أن السيسي عميل لإيران والشيعة والملاحدة الروس في قتل السوريين..!
لا تستغرب..هذه حسابات العصر الذي نعيش فيه، وبسبب دعم السيسي لآل سعود في اليمن عزز من قوة هذه الرؤية، وأن المواجهة بالفعل طائفية، كذلك عزز من ضعف الموقف المصري إقليميا ودوليا وظهوره بمظهر المتردد، فالقوة أصلا تنبع من الوضوح، وضعف مصر الآن من غموضها..
لاحظوا الإعلام المصري الآن انتشرت فيه الطائفية والتعصب المذهبي ولغة الإقصاء والتخوين الديني بعد حرب اليمن، هم فعلوا ذلك كنوع من رد الجميل للسعودية وليس عن قناعة وروح مصرية أصيلة ترفض الانخراط في أي صراعات عبثية باسم الدين..يعني حالة طارئة غالبا ستزول بزوال دوافعها ومؤثراتها..
وملخص ما أراه أن التناقض المصري في مجلس الأمن قد ينفع في مساعدة روسيا والجيش السوري في القضاء على الإرهابيين، لكنه أضر جدا بصورة مصر الخارجية واحتمالية تعرضها لانتقام سعودي..
وعلى ذكر الانتقام السعودي من مصر حذرت قديما- منذ استنتاجي تبعية السيسي للمملكة- أن مصر ستتضرر منها حتما، فالقوي لن يسمح للضعيف أن يخرج من طوعه، والسعودية تتعامل مع مصر بمنطق العبيد (أدفع لك واشتغل) وشتائم السعوديين الآن على تويتر لمصر ونقد مندوبها في مجلس الأمن دليل على أنهم كانوا يطمحون في دعم مصر للإخوان والإرهابيين في سوريا.
وتناسوا أن الذي جاء بالسيسي في ثورة يونيو يمنع تأييد الخليجيين في سوريا..أي أنها حسابات داخلية ربما لا تتعلق بالسعودية أصلا..فقط آل سعود هم الذين أخطأوا في قراءة المشهد..لأن من ثار على الإخوان في مصر لن يدعمهم ضد بشار، ومن انقلب على الإسلام السياسي في مصر لن يدعمه في سوريا بأي شكل، ومن تمرد على الجماعات المسلحة والخارجة عن القانون في مصر لن يسمح له بدعم نفس الجماعات في الشام..
وما زلت أكرر السيسي وحده ..ومصر وحدها.. هي القادرة على وقف جرائم ومجازر المملكة في اليمن، فقط إعلان الانسحاب من تحالف العار المسمى بعاصفة الحزم، أو استخدام ورقة اليمن لابتزاز المملكة بتقديم تنازلات خصوصا في سوريا، ومصر الآن مؤهلة لذلك وستشجع أطراف إقليمية للانضمام إليها ضد السعودية خصوصا (العراق ولبنان ودول المغرب العربي علاوة على الشعبين السوري واليمني) ولو حدث ذلك أضمن لك تفكك الحلف السعودي الإماراتي وستدور الدائرة على آل سعود كما هي دائرة الآن على مصر باتهام السعودية لها بخرق ما يسمى (الإجماع العربي)..!
ذكروني بإجماعات ابن تيمية الحمقاء..!
أخيرا : مصر -كدولة وشعب وإعلام- قادرين على خلق تيار ضد السعودية ..فقط أقل تيار (إعلامي) مصري يستطيع حشد العرب جميعهم ضدها، حتى عملاء آل سعود في مصر والغارقين في أموال البترودولار لن تسمع لهم صوتا، فالتيار المصري عندما يتحدث يسكت الجميع..