أولا :
1 ـ الخليفة الأموى سليمان بن عبد الملك ، مولود عام 60 . تولى الخلافة فى جمادى الآخرة عام 96 ، بعد أخيه الوليد بن عبد الملك ، ومات فجأة فى شبابه فى شهر صفر عام 99 ، أى حكم أقل من ثلاث سنوات، ومات دون الأربعين . . نقتطف هذه الحادثة المذكورة فى تاريخه ونعلق عليها
2 ـ فى تايخ ( المنتظم ج 7 ص 17 احداث عام 96 هجرية ) سجّل المؤرخ الفقيه الحنبلى عبد الرحمن بن الجوزى رواية بأن الخليفة الأموى سليمان بن عبد الملك سمع فى معسكره رجلا يغنى فأمر بخصيه ،أى قطع مذاكيره عقابا له على الغناء .
3 ـ تقول الرواية : ( أخبرنا ابن ناصر الحافظ قال: أخبرنا ثابت بن بندار وأحمد بن علي بن سوار وأبوالفضل محمد بن عبد الله الناقد قالوا: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بنرزقة قال: أخبرناأبو سعيد الحسن عبد الله السيرافي قال: حدَّثني محمد بن يحيى عنمعن بن عبد الرحمن بنابى الزناد عن ابيه قال : كان سليمان بن عبد الملك في نادية له ( أى يسهر ) ، فسمر ليلة على ظهر سطح ، ثم تفرقعنه جلساؤه، فدعا بوضوء فجاءت به جارية له، فبينا هي تصب عليه إذا استمدها بيده( أى طلب منها المزيد من الماء ) وأشار إليها ، فإذاهي ساهية مصغية بسمعها مائلة بجسدها كله إلى صوت غناء تسمعه فيناحية العسكر، فأمرها فتنحت ، واستمع هو الصوت ، فإذا صوت رجل يغني، فأنصت له حتى إذافهم ما يغنيمن الشعر ،ثم دعا جارية من جواريه غيرها فتوضأ.فلما أصبح أذن للناس إذنًا عامًا ، ( أى عقد مؤتمرا عاما لوجوه قومه ) فلما أخذوا مجالسهم أجرى ذكرالغناء ومن كان يسمعه، وليّنفيه ( أى أظهر محبته للغناء ) حتى ظن القوم أنه يشتهيه ، فأفاضوا في ذلك التليين والتحليلوالتسهيل ، وذكروا ما كانيسمعه من أهل المروءات وسروات الناس . ثم قال (سليمان ): هل بقي أحد يسمع منه؟ ( أى سأل عن المغنين والمطربين ) قال رجل منالقوم: عندي رجلان من أهل أيلة حاذقان . فقال: أين منزلك منالعسكر؟ فأوما إلى الناحية التيكان فيها الغناء . فقال سليمان: يبعث إليهما. فوجد الرسول احدهما، فأقبل به حتى أدخله على سليمان . فقال له: ما اسمك ؟ قال : سمير . قال: فسأله عن الغناءكيف هو فيه؟ قال: حاذقمحكم. قال: فمتى عهدك به ؟ قال: في ليلتي هذه الماضية. قال: وفيأي نواحي العسكر كنت؟ فذكر له الناحية التي سمع فيها الصوت . قال: فما غنيت ؟ قال: فذكرالشعر الذي سمع سليمان. فاقبل سليمان يقول: هدر الجمل فضبعت الناقة وهب التيس فشكرت الشاةوهدر الحمام فرافت وغنى الرجل فطربت المرأة. ثم أمر به فخصي . وسأل عن الغناء أين أصله؟ وأكثر مايكون؟ قالوا: بالمدينة ، وهو في المخنثين، وهم الحذاق به ، والأئمة فيه. فكتب إلى عامله في المدينةوهو أبو بكر محمد بن عمرو بن حزم أن أخص من قبلك من المخنثين.). انتهت الرواية بخصى المغنين والمطربين ..
ثانيا : مناقشة الرواية من حيث السند والعنعنة:
1 ـ حرص المؤرخون الأوائل على إتباع طريقة المحدثين فى إسناد الروايات التاريخية لرواة سابقين ، فعل ذلك المدائنى (ت 224 )والواقدى ( 130 : 207 ) وكاتب الواقدى ابن سعد ( 232 )، ثم تبعهما الطبرى (224 : 310 ) ينقل عن الواقدى وابن سعد وينقل عن آخرين أهمهم ابن نويرة وعوانة بن الحكم وعمر بن شبّه وعمرو بن محمد والسّرى وسلمة بن الفضل وسيف بن عمر التميمى وشعيب بن ابراهيم التميمى وطلحة بن الأعلم والمدائنى وأبى مخنف لوط بن بن يحيى ومحمد بن حميد الرازى ومحمد بن سعيد وقتادة السدوسى وأبى معشر وهشام الكلبى ..وعشرات غيرهم . تأثر أولئك الرواد بمدرسة الحديث فبعضهم كان من رواة الأحاديث التى يصنعون لها الأسانيد ، وفعلوا نفس الشىء مع الروايات التاريخية .
الطبرى هو إمام المؤرخين ، واشهر من إتبع تسجيل التاريخ بالمنهج الحولى ( أى رصد الأحداث أفقيا على مدار العام أو الحول ) وبطريقة العنعنة والاسناد.
2 ـ لم يتبع هذالاسلوب من العنعنة والاسناد مؤرخون ثقاة مثل المسعودى فى تاريخه (مروج الذهب ) والذى انفرد بروايات كثيرة لم يذكرها غيره ، وتبدو لا غبار عليها ، ومع اتهامه بالتشيع فلا نجد تحاملا منه واضحا ضد الأمويين والعباسيين ،وقد أكمل السمعودى تاريخه (مروج الذهب) حتى أحداث عام 336 ومات عام 346 . وهو فى نقله لتاريخ الأمويين كان يسأل أحيانا من بقى من ذريتهم وعما شاع عنهم من اخبار فى عصره ، وفيما يخص سيرة الخليفة الأموى سليمان بن عبد الملك بطل قصتنا فقد نقل المسعودى الشائع من روايات القصاص عنه وبعضها اساطير عن نهمه فى الطعام وغيرها عن اساطير وعظ بعضها يتنبأ بدولة بنى العباس وبعضها ينبىء بموته قبيل موته. ولم يصنع لها إسنادا وعنعنة .( مروج الذهب 2/ 136 )
3 ـ عاش مؤرخنا ابن الجوزى فى القرن السادس الهجرى ومات عام 597 ، ونقل تاريخ السابقين عن الواقدى وابن سعد والطبرى والمسعودى . وأضاف أحداثا فى تاريخ الماضين انفرد وحده بها ، ومنها تلك الحادثة عن قطع خصيتى ذلك المغنّى،وحرص ابن الجوزى أن يصنع لها إسنادا ليقوّى التصديق بها ،مع أنها لم ترد فى تاريخ الواقدى أو ابن سعد أو الطبرى أو المسعودى . والطريف أن أول من أشار الى نهم الخليفة سليمان بالطعام كان المسعودى ، وروى قصصا مبالغا فيها دون أن يجعل لها إسنادا . وجاء ابن الجوزى فأضاف قصصا أخرى أكثر مبالغة وأكثر غرابة عن نهم سليمان بن عبد الملك ، ولكى يقنع القارىء بتصديقها فقد صنع لها اسنادا وعنعنة( تاريخ المنتظم ج 7 ص 17 : 18 ). ولقد كتبنا مقالين فى نهم الخليفة سليمان . والغريب ان اسماء الرواة الذين ذكرهم ابن الجوزى فى موضوع خصى المغنى لا وجود لهم ضمن رواة الطبرى مما يدل على ان ابن الجوزى قد اصطنع هذه الرواية واختلق هذا الاسناد على عادة صنّاع الأحاديث . نعيد القول بأن الفقيه الحنبلى المحدّث الواعظ ابن الجوزى حرص على ان يرصّع روايته السابقة بذكر السّند والعنعنة زاعما إنه سمع تلك الرواية من فلان عن فلان عن فلان الى أن يصل الى عصر الخليفة سليمان بن عبد الملك ،مع وجود أربعة قرون تفصل بين ابن الجوزى وسليمان.
4 ـ أكثر من هذا فهناك مؤرخ مشهور هو ابن الأثير الذى تابع وأكمل تاريخ الطبرى فى تاريخه ( الكامل ) . والملاحظ فى منهج ابن الأثير فى تاريخه ( الكامل ) إنه كان يتحرّى نقد الروايات ، وينتقى منها ما يراه صحيحا من وجهة نظره ، ولم يكن مثل الطبرى يجمع كل الروايات ما تعارض منها وما اتفق وما تداخل وما اختلف . بل كان يكتفى ابن الأثير فى نقله عن الطبرى برواية واحدة يراها متناسقة مع بقية الروايات قبلها وبعدها . هذا المؤرخ العظيم ابن الأثير مولود عام 555 وقد مات عام 630، أى كان شابا وقت أن كان ابن الجوزى فى قمة شهرته العلمية، وكان عمره 42 سنة عند موت ابن الجوزى ، ومع ذلك جاء تاريخه ( الكامل ) أكثر دقة ومصداقية من الشيخ الامام ابن الجوزى . ولقد نقل ابن الأثير احداث عصر الخليفة الأموى سليمان بن عبد الملك عمن سبقه من المؤرخين . ولكنه أهمل تلك الحادثة ، مما يدل على عدم أقتناعه بها.
5 ـ وفى رأينا إنها رواية كاذبة اختلقها المؤرخ ابن الجوزى ، وهو فى نظرنا أحد كبار أئمة الكذب ، سواء فى التاريخ أو فى الحديث.
ثالثا : لماذا إختلق ابن الجوزى هذه الرواية ؟
هناك عاملان هما شخصية الخليفة الأموى سليمان بن عبد الملك ، وشخصية ابن الجوزى نفسه .
1 ـ سليمان بن عبد الملك كان شخصية جذابة للقصاص . مدحه الناس بعد وفاته ونقله الطبرى قولهم عنه فى العصر العباسى: ( كان الناس يقولون سليمان مفتاح الخير ،ذهب عنهم الحجاج ، فتولى سليمان فأطلق الأسارى وخلّى أهل السجون،وأمّن الناس، واستخلف عمر بن عبد العزيز)(تاريخ الطبرى6 / 546 ). وأصبح سليمان مادة محببة للوعّاظ ، فتكاثرت الأقاويل فى مدحه الى أن جاء السيوطى فى القرن العاشر الهجرى ـ أواخر العصر المملوكى ـ يصف سليمان فى كتابه ( تاريخ الخلفاء ) فيقول ( ومن محاسنه أن عمر بن عبد العزيز كان له كالوزير ، فكان يمتثل أوامره فى الخير، اخرج من كان فى سجن العراق ، واحيا الصلاة لأول مواقيتها ، وكان بنو أمية قد أماتوةها بالتأخير . وقال ابن سيرين : يرحم الله سليمان ! إفتتح خلافته بإحياء الصلاة لمواقيتها،وإختتمها باستخلافه عمر بن عبد العزيز)(تاريخ الخلفاء للسيوطى: 359 ). كان سليمان منطقة وسطى بين عصر الحجاج سفاح بنى أمية وعصر عمر بن عبد العزيز أعدل بنى أمية . ونظرا لانه حافظ على الصلوات فى مواقيتها عكس من سبقه من الامويين وانه هو الذى خالف الامويين وعهد لابن عمه عمر بن عبد العزيز فقد تفنن الوعاظ فى سبك قصص وعظية عنه وعن ابن عمه عمر بن عبد العزيز،وكانوا يوجهونها نقدا لطغاة العباسيين بطريق غير مباشر .
2 ـ وهنا ندخل على دور ابن الجوزى أعظم وأشهر وعّاظ وقصّاص فى عصره ، والذى كان يحضر مجلسه الالاف ومنهم علية القوم وبعض الخلفاء العباسيين . كان ابن الجوزى يخلط بين وظيفته واعظا قصّاصا وبين مهمته كمؤرخ يجب أن يتحرى الدقة فيما يكتبه ويرويه . من هنا جاء فى تاريخه (المنتظم ) بروايات كاذبة من تلك الروايات التى كان يخترعها ويقولها ليجتذب بها أفئدة الجماهير ويؤثر بها على الناس فى عصره.
3 ـ وقد كان ابن الجوزى شيخ الفقهاء الحنابلة فى القرن السادس الهجرى . وفيه بدأ التصوف يقوى بعد أن قام أبوحامد الغزالى ( ت 505 ) بعقد الصلح بين السّنة والتصوف مخترعا ما يمكن تسميته بالتصوف السّنى . وكتاب ( الاحياء ) هو أبرز ما يعبر عن هذا المزيج من التصوف والسنة .ولقد ناقشنا هذا فى سلسلة مقالات سابقة . أثمر هذا الصلح بعد موت الغزالى تقرير التصوف والاعتراف به وحصر الانكار على متشددى السنيين الحنابلة ومتطرفى التصوف القائلين بالاتحاد والحلول صراحة وعلانية. أنتهى نفوذ الحنابلة فى الشارع العباسى وارهابهم لغيرهم ، وبدأت تقوى جماعات التصوف ندا لجماعات الحنابلة فاضطر شيوخ الحنابلة للجلوس مع شيوخ التصوف ، وذكر ذلك ابن الجوزى فى كتابه ( تلبيس ابليس ) والذى خصصه للهجوم على التصوف بالذات،فقال ( اصطلح الذئب على الغنم ) . بانتشار التصوف انتشر معه مجالس الغناء والطرب تحت مصطلحات صوفية دينية مثل (السماع ). أى بعد أن كان ( السماع ) عند السنيين يعنى سماع الحديث وروايته أصبح نفس المصطلح عند الصوفية هو الاستماع للمطرب والمنشد الصوفى. ولم يعد يجدى إنكار فقهاء الحنابلة امام انتشار التصوف الذى يبيح كل ما تهواه الأنفس بمبررات دينية ومصطلحات دينية . وابن الجوزى اعترف بهذا فى تفسيره لانتشار التصوف حيث يتصوف كل من له غرض او هوى ليجد لغرائزه متنفسا دينيا ومسوغا دينيا بعيدا عن تزمت الحنابلة وتحريمهم لكل شىء. أى انتقل الأمر من إفراط الى تفريط . ومن هنا كان ابن الجوزى يدعو صراحة الى تحريم الغناء ويدعو فى هذه الرواية المختلقة الى (خصى ) المغنيين .
رابعا : نقد متن الرواية
1 ـ بسب كثرة مؤلفاته وكثرة أكاذيبه لم يكن ابن الجوزى يهتم بالمهارة فى تأليف وسبك الروايات . ومثلا ، فهذه الرواية عن عصر الخليفة سليمان بن عبد الملك فى أواخر القرن الأول الهجرى نرى لها مسحة عباسية تعبر عن القرن السادس الهجرى وعصر ابن الجوزى . فلم يكن العقاب بالخصاء معروفا فى العصر الأموى ، ولم يكن الخصيان معروفين وقتها . أصبح هذا وذاك معروفا ومألوفا فى العصر العباسى الثانى ، ثم انتشر وازدهر فى العصرين المملوكى و العثمانى . أى إن ابن الجوزى فى روايته الوهمية تلك قد عاقب المطرب المغنى بعقوبة لم يكن يعرفها عصر سليمان بن عبد الملك ، بل لم يعرفها سفاح بنى أمية وهو الحجاج بن يوسف قبل سليمان .
2 ـ ونعرف إن سليمان قد اكتسب شهرته من الرفق بالناس ونشر الأمن والعفو فكيف لمن كان بمثل هذا الرفق ب(الرعية ) أن يأمر بخصى رجل لمجرد أن يغنى وحيدا فى ناحية من المعسكر ؟ لو حتى إفترضنا أن سليمان قد نهى عن الغناء فعصاه هذا الرجل فلا نتصور فى شخصية مثل سليمان يسمع نصائح عمر بن عبد العزيز أن يعاقب هذا العاصى بتلك العقوبة التى لم تكن مألوفة وقتها.
3 ـ متن القصة يحوى مقاطع تؤكد الكذب ، كقول الراوى :( كان سليمان بن عبد الملك في نادية له ، فسمر ليلة على ظهر سطح ، ثم تفرقعنه جلساؤه..) أى إن سليمان خلا بنفسه وتفرق عنه جلساؤه وظل وحيدا على السطح ..أى لا وجود للراوى الذى يحكى القصة ، ولم يكن شاهدا عليها . وحين جاء القوم فى إذن عام لم يكونوا يعرفون بما حدث للخليفة وبما سمع ..إذن كيف عرف الراوى بما حدث فى خلوة سليمان بجاريته ووضوئه وسماعه للغناء .؟.
ويقول الراوى عن المغنى المزعوم وعن الخليفة المتهوم : (ثم أمر به فخصي . وسأل عن الغناء أين أصله؟ وأكثر مايكون؟ قالوا: بالمدينة )، أى إن سليمان لم يكن يعرف وقتها بشهرة المدينة بأرباب الغناء حتى يسأل هذا السؤال. لقد كان معروفا أن سياسة الأمويين بعد عصر يزيد بن معاوية هو إلهاء أبناء وأحفاد كبار الصحابة فى المدينة بالغناء والمجون حتى لا تتكرر ثوراتهم . فأغرقوا المدينة بالأموال وبالجوارى وشعراء المجون وأرباب الغناء من الرجال والنساء . وشارك سليمان فى هذه السياسة .
ويفترى ابن الجوزى بعدها : (وهو في المخنثين، وهم الحذاق به ، والأئمة فيه. فكتب إلى عامله في المدينةوهو أبو بكر محمد بن عمرو بن حزم أن أخص من قبلك من المخنثين.)،أى أنهم ردوا على سؤال الخليفة قائلين : (بالمدينة ، وهو في المخنثين) ، وأن سليمان أمر والى المدينة بأن يخصى من فى المدينة من (المخنثين) . ونقول ان مصطلح ( المخنث ) لم يكن معروفا فى عصر سليمان .
والأعجب من هذا أن يفترى ابن الجوزى أن سليمان قد أمر والى المدينة بخصى من فيها من المخنثين . هنا كذبة عريضة تثبت أن ابن الجوزى كان فى إدمانه للكذب لا يتحرّج من قول أى شىء . المفروض ان أمرا بهذه الخطورة والشناعة يؤمر بتطبيقه فى المدينة أن يحدث رجّة هائلة ، تتناقله روايات المؤرخين ضمن أهم الأحداث ، ولقد كان التاريخ الحولى يذكر كل حول ما يحدث فى المدينة بالذات ، فعل هذا الطبرى وابن الأثير وابن الجوزى نفسه ، ومن جاء بعدهم حتى إبن كثير فى تاريخه (البداية والنهاية). ولم يحدث على الاطلاق أن ذكر أحدهم أن الخليفة سليمان قد أمر واليه على المدينة بهذا الأمر .
ثم أين ألسنة الشعراء الحادة وقد كانوا لسان العصر الأموى ، والمعبرين عنه ، والمتابعين للغناء وأربابه ؟ من المنتظر لو حدث هذا الأمر الشنيع أن يعلقوا عليه ..ولقد كان الشعراء فى هذا العصر هم نجومه ولا يزالون نجوم الشعر العربى حتى الان وأشهرهم الفرزدق وجرير والأخطل والراعى والكميت بن زيد و كثيّر عزة .. وآخرون ..
أخيرا : لماذا نذكر هذه القصة ؟
1 ـ لإثبات أن دين السّنة يقوم على الافتراء والكذب الذى كتبه ونشره أئمة السنة ، ليس فقط فى سبك الأحاديث ولكن تميزوا بهذا فى روايات التاريخ . وأن أشهرهم فى ميدان الكذب هم الحنابلة . والسلفيون فى عصرنا هم حنابلة العصر ، ينتمون للوهابية التى تنتمى لابن تيمية ثم لابن حنبل .
2 ـ تحريم الغناء اساس فى الشريعة السّنية ، وبالتالى فإن سلفية عصرنا فى دعوتهم لتطبيق شريعتهم فسيحرمون الغناء ، وبل ونخشى من ظهور الدعوة لخصى المطربين ولو بالتهديد والوعيد.. وقد بدءوا الآن وقبل الوصول للحكم بشراء ملاهى شارع الهرم ، وربما بعدها حين يحكمون مصر سيفتتحون معاهد لخصاء المطربين وختان إضافى للمطربات ..!
وعليه العوض ..!!
أخر سطر
أخشى أن تتكرر محنة أحمد عدوية ولكن بطريقة شرعية .!!
التعليقات (3) |
[62836] تعليق بواسطة رضا عبد الرحمن على - 2011-12-08 |
هذه إحدى قيم البحث الجاد والتنقيب في كتب التراث
|
فهمت من هذه القصة ومن هذا التخليل والنقد لالواضح لمتن القصة والمصطلحات التي استخدمت فيها أن لفظة المخنثين لم تكت تستخدم في عصر سليمان بن عبد الملك ، وأن الرجل أي سليمان كان رحيما بالناس وأخرجهم من السجون ، وأن عصره اشتهر باستخدام الغناء والمجون والجواري للإلهاء ابناء الصحابة ومنعهم من الثورة مرة أخرى ، وهو استخدام سياسي بحت
|
[62846] تعليق بواسطة محمود مرسى - 2011-12-09 |
السلفية حنابلة العصر ... ثقافة إخصاء الذكور ثقافة ..قريشية جاهلية
|
هكذا يكون البحث في مصادر التاريخ وهو عنوان لكتاب كان الدكتور صبحي منصور كان قد ألفه ودرسه لطلابه في جامعة الأزهر في ثمانينات القرن الماضي ..
|
[62848] تعليق بواسطة محمود مرسى - 2011-12-09 |
يتبع السلفية حنابلة العصر.. مع الأخذ بنفس طرق الانتقام..
|
وإذا نظرنا لنوع الانتقام الذي قام به أحد الأمراء الكويتيين من المطرب المصري.. احمد عدوية.. في ثمانينات القرن الماضي في احد الفنادق الكبرى بالقاهرة وقتها.. وكانت الدلائل تشير إلى ان أميرة كويتية هامت عشقا بذلك المطرب ....عدوية.. ويبدو انها أصرت على أن تنال منه غرضها الجسدي .. وقد علم أحد أقاربها بذلك ربما يكون الزوج او الأب او الابن او الأخ..
|