خدعوك فقالوا التخصص فى الدين مطلب شرعى
حين يُتيح لك أن تدعو أحدا إلى التمسك بكتاب الله القرءآن الكريم وتحاول أن تدله على آيات الله البينات ، فغالبا يقابلك مَنْ تحاورة بسؤال يتهربون به من مواجة الواقع فيسأل : هل أنت متخصص فى الدين ؟ وإذا قلت له أنا مجرد مسلم أعمل عقلى وأتدبر آيات الله فى القرءآن الكريم . فيكون الرد إذا مرضت تذهب إلى طبيب متخصص وإن أردت أن تبنى بيتا فتذهب إلى المهندس وهكذا يحاول أن يهرب من المناقشة بحجة أنك ليس متخصصا فى علوم الدين وهو الوحيد المتخصص فى الدين وهو وحده الذى يجب ان يتكلم فى الدين. بمعنى أن عليك السمع والطاعة .
وحين يجد هذا الذى تحاوره أنك متمسك بكتاب الله القرءآن الكريم، فورا يأتى لك بآية ليثبت لك بها أن التفقه فى الدين هو أمر من الله فى القرءآن الكريم وعلى ذلك يحاول أن يثبت لك أن التخصص مطلب شرعى فى القرءآن فيستشهد بالآية التالية:
يقول تعالى "وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ " التوبة 122
مفهوم هذه الآية الكريمة عندهم على أنها دعوة لطلب العلم والرحلة إليه للتفقه فيه، ولكن هذه الأية الكريمة تتحدث عن موضوع آخر هو الجهاد بالقتال فى سبيل الله تعالى. فإذا كان المقصود أن طائفة تخرج لتتلقى العلم من خارج المدينة بينما الرسول علية السلام موجود داخل المدينة وهو الذى عند العلم، فمن أين يأتوا بالعلم من خارج المدينة؟
إن منبع الخطأ فى فهم الآية الكريمة يرجع إلى سوء فهم كلمتى التفقه وكلمة الدين... القرءآن الكريم إستعمل كلمة التفقه ومشتقاتها بالمعنى العام الذى يدل على المعرفة بشكل عام ، يقول سبحانه وتعالى : { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } (سورة الإسراء44
وفى موضع آخر : { قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ... " (سورة هود 91
وكلمة الدين فى القرءآن الكريم لها عشر معانى تختلف حسب السياق فهنا معنى كلمة الدين فى قوله تعالى " لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ " تعنى "الطريق ". وفى سورة الفاتحة : { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } (سورة الفاتحة ) الدين هنا بمعنى يوم الحساب.
وأيضا إن كلمة " نفر" لم تأت فى القرآن إلا بمعنى التحرك للقتال ، وهذا هو معنى قوله تعالى " لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ " أي ليتحركوا للتعرف على الطريق فى القتال. ننظر فى قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا " (سورة النساء 71) وفى موضع آخر يقول سبحانه وتعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ } (سورة التوبة 38).
والفهم الصحيح للآية يبدأ بالتدبر في سياقها، أى ما جاء قبلها وما جاء بعدها من آيات . والسياق هو الأصل لفهم مصطلحات القرآن الكريم.
مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (121) وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَمِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوافِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123) } (سورة التوبة 120 - 123
هذا المقطع يبدأ بالتحذير من التخلف عن رسول الله فى القتال ويقدموا أنفسهم عن نفسه ويشجعهم على الإنفاق على المعركة وأن الله يجزيهم بأحسن ما كانوا يعملون الآيات 120، 121، ثم نجد أن الله سبحانه فى الآية 123 تأمر المؤمنون بقتال الكفار وبغلظة. هنا نجد أن الاية التى نحن بصضضها "122" تقع فى منتصف المقطع لكى يرشد الله هؤلاء المقاتلين أن يتخذوا الحيطة واليقظة بأن يرسلوا طائفة من كل فرقة لتستطلع وتستكشف معالم الطريق لمعرفة نوايا العدو لينذروا قواتهم قبل الدخول فى المعركة فكان التعبير القرءآنى " للتفقه فى الدين " لينذروا القوم لعلهم يحذرون.
رجال الدين الذين تعددت أسماؤهم من مشايخ ودعاة ومفتيين ووعاظ وعلماء ..الخ، يفرضوا نفوذهم ويحتكروا فهم الدين والدعوة بحجة الإصلاح لأن علم الدين تخصص ولا يحل لأى أحد غيرهم يتكلم فى الدين فتكون النتيجة أن عليك أن تسمع وتتبع ما يقوله هؤلاء الذين يعتبرون أنهم المتخصصين فى علوم الدين وحدهم.
هذا هو الموقف الذى سنعرضه على القرءآن الكريم ونتدبر سويا فى آياته لنرى ماذا يقول رب العالمين فى هذا الموقف المخزى الذى أدى إلى جمود العقل وعدم التدبر المفروض بالقرءآن الكريم وهو فرض على كل مسلم ولكن بهذا الإفتراء قوقع المسلمون فى بؤرة التقليد وعدم إعمال العقل الذى كرم الله بنى آدم به.
إذا كان الكلام فى الدين تخصصا ولا يحل لك أن تقول فيه شيئ إلا إذا كنت من المتخصصين فيه، وهنا يأتى سؤال : فلماذا قضت سنة الله عز وجل أن يختار رجلا أميا لا يدرى ما الكتاب ولا الإيمان وفضَّلَه على علماء بنى إسرائيل الذين يعرفون الكتاب كما يعرفون أبناءهم الذين كانوا متخصصين فى الدين بزعمهم .
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (سورة البقرة 146)
وحين نزل القرءآن الكريم على رجل أمى لا يدرى ما الكتاب ولا الإيمان قالوا:
وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } (سورة الزخرف 31"
فرد الله سبحانه عليهم : أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ " (سورة الزخرف 32)
وإذا كان القرءان الكريم الذي كان ولا يزال نص توقيفى لا يتغير ، واختار الله سبحانه رجلا أمّيا غيرَ مُتخصصٍ ليُحمِّله مسئولية تلقيه وإستقباله وتبليغه للناس ، فقام عليه السلام بهذه المهمة خير قيام.
وإذا كان القرءآن الكريم تبيانا لكل شيئ وصالح لكل زمان و مكان وهو هدى للناس، وإن لم يكن فهم آيته بما يناسب العصر، فلن يتحقق الغرض من إنزاله ليكون هدى ورحمة للناس ، ولأن المسلمون اليوم حين هجروه " وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا " (الفرقان 30) فكانت معيشتهم ضنكا.
" وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى " (سورة طه 124)
ولو كان فَهْمُ الأقدمين ( السلف الصالح ) الذين ما تركوا قولا لقائل كما زعموا ، ولو كان صوابا، فلماذا ظلت أوضاع الأمّة تتدهور وتنحط حتى وصلت إلى هذا الوضع المخزي مع وجود النص القرءاني وتفسيراتهم له بين أيديهم يطنطنون بها ليلا ونهارا.
فهل وُجد من هؤلاء المتخصصين عبر القرون وحتى الآن مَن استطاع أن يوقف تدهور الأمة بأن يُقدم فَهْما لهذا القرءان ينفع الناس في حياتهم ويهديهم للتى هى اقوم، ويؤدي إلى تغيير ما بأنفسهم حتى يُغيِّر الله ما بهم .
لقد فشل ما قدموه كل هؤلاء الذين زكوا أنفسهم بالتخصص فى الدين دون غيرهم على أن الدين عندهم ما وجدوا عليه آباءهم تراث إنقضى عليه الزمن وتعفن ولا يصلح عندنا وعند غيرنا حتى اصبحت كلمة دين عبارة عن اقاويل وأحاديث ومرويات يقدسونها ويضعونها فوق كتاب الله الكريم وحتى اليوم الذى أدى باللأمة إلى الحضيض والواقع المخزى والذى جعل كافة الناس غير المسلمين يسخرون من هذه القاويل والخرافات التى سموها دين الله إفتراءا وكذبا وإنه ليس دين الله ولكنه دين أرضى بشرى كاذب فشوهوا سُمعة الدين والمسلمين المؤمنين حقا .
إن التدبر فى آيات الله البينات يحتاج إلى عقل خالى من التراث الموروث وعن العنعنة والقيل والقال وحدثنا وروى، تَدْخُلْ على القرءآن بعقل تريد أن تتعلم وليس مُعلما ولا يكون هناك قرار مسبقا وتحاول أن تجد له مخرجا من كتاب الله. يجب أن تكون مُصدِّقا لعظمة الله سبحانه وكلماته وأن يكون القصد من ذلك الهداية وكسب رضوان الله تعالى.
لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" الحشر 21
أمثال هؤلاء المتخصصين فى الدين بزعمهم لم يؤمنوا الإيمان الخالص بئايات الله بحيث يكون دافعا لمحاولة فَهْمها بعد أن إستبدلوها بمروياتهم الباطلة وأحاديثهم الكاذبة على الله ورسوله واستكبروا بها عن آيات الله ، زاعمين أن الحديث من مفترياتهم ينسخ بعض من القرءان وأن القرءان يحتاج إلى السُّنة التي افتروها على الرسول النبي الكريم ليفسره ويوضحه .
هؤلاء لم يُقَدِّروا موقفهم أمام الله سبحانه يوم التغابن حين يفاجئون بالسؤال الأزلى لمن يكذب بئايات الله البينات ويفترى على الله الكذب:
وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85) (سورة النمل 83 - 85
إن الذين يخلصون لله دينهم ويتخذون إبراهيم، عليه السلام، اسوة حسنة هم المصلحين حقا:
وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ " الاعراف 170
هؤلاء المصلحين بعد أن هداهم الله يجب أن يتبرؤا من مثل هذه الأقاويل والأكاذيب والإفتراء على الله ورسوله بما لم ينزل به سلطان وكما قال الله سبحانه وقوله الحق:
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ" الممتحنة 4
ولنا مثلين فى قصة موسى وهارون والسامرى:
1- قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) (سورة طه 92 - 94
فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ...هنا النبى هارون بعد أن حاول أن يوقف بنى إسرائيل عن إتباع السامرى، فتركهم خوفا أن يحدث فرقة بينهم ، بينما نجد أن أهل الحديث فرقوا الأمة ويقولون هى رحمة من الله فلننظر ماذا قال الله سبحانه فى ذلك:
"..وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ(31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) (الروم 31 - 32
2- بعد أن أوحى السامرى إلى بنى إسرائيل بأن هذا العجل هو إلاهكم وإلاه موسى فعبدوه ، أوحى الله إلى رسوله الكريم موسى أن يطلق سراح السامري وأن له الحرية فيما يقول، فقال له موسى عليه السلام : ".. فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ .. " ، بمعنى أن تقول ما شئت ، وأكد بعدها الرسول موسى بقوله " لا مساس" هذه الحرية فى الدنيا الذى منحها الله لعباده ولكن " وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّنْ تُخْلَفَهُ.." حتى يحكم الله فى الأمر يوم الحساب ليس فى الدنيا.
أكذوبة التخصص في الدين التي ابتدعها أحبار اليهود ورهبان المسيحية ، وتبعهم في ذلك شيوخ رجال الدين المسلمين في أنهم جعلوا فهم الدين حكرا على رجال بعينهم حتى أنهم قصروا مصطلح العلم بالدين على الرجال فقط عندما أطلقوا على أنفسهم رجال الدينوالذى أسميهم رجال النقل بدون عقل.
التخصص مطلوب في جميع الفروع ولكن رأي المُتخصص غير مُلزم لمن يطلب مشورته، إستشارة طبية تعنى أن رأى الطبيب مجرد رأى إستشارى ورأى المهندس إستشارى ،بمعنى أن أراء هؤلاء غير ملزم وحتى فى دين الله سبحانه قال { وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } (سورة الكهف29 . فالفرق هنا إن خالفت أمر الطبيب يمكن يحدث ضرر صحى فى الدنيا أما إذا خالفت أمر الله بحجة من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فتكون النتيجة النار والعياذ بالله.
فلن تُسأل في الآخرة عن معلوماتك الطبية أو الهندسية أو الحسابية الخ ولكنك ستُسأل عن آيات الله في كتابه، والتي أنزلها الله لهدايتنا حتى نسير على صراط الله المُستقيم لنُفلح في الدنيا وفي الآخرة.
يا أيها المتخصصين فى الدين والفقه والشريعة .... ويا أيها المتخصصين فى علم الحديث وعلم الرجال وعلم الجرح والتعديل ... اسماء سميتموها ما أنزل الله بها من سلطان ... .
" قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ "الأنبياء 24
يقول تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ}الأنعام94
صدق الله العظيم...