آحمد صبحي منصور
في
الإثنين ١٧ - مارس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا .
1 ـ أرى والله جل وعلا أعلم أن الترائب من التراب ، والصلب من المواد الصلبة . والحيوان المنوى والبويضة معا مصدرها من الغذاء ، الذى يتحول الى دم وخلايا وأنسجة ولحم وعظم ، ومنه الحيوان المنوى والبويضة . هذا الغذاء الذى يحيا به الانسان يتكون من العناصر الطبيعية فى الأرض ومن معادنها واوكسجينها وسائر غازاتها ، والتراب أبرز ما يعبر عن هذه العناصر ، ومنه ما يكون صلبا ،أو سائلا أو غازيا . ويجمع بينها وصف التراب ( الترائب ) و ( الصلب ) . والله جل وعلا يتحدث عن خلق الانسان من ماء ، ومن تراب ، ومن طين ، ومن حمأ مسنون ، وهى إشارات للتحولات فى الخلق ، ماء إختلط به التراب فأصبح طينا ، ثم حدثت له تحولات أصبح بها الحمأ المسنون ، ثم منه الزرع والأنسجة الحيوانية والتى يتغذى بها الانسان فيتحول الغذاء الى خلايا ، ومنها يتكاثر الانسان من ماء مهين ، أو سائل تتخلق منه الحيوانات المنوية فى الذكر ودم تتخلق منه البويضة . وعندما يموت الانسان تخرج منه نفسه لتعود الى البرزخ ، وبهذا يموت الجسد المادى ، ويعود الى سيرته الأولى ولكن بصورة عكسية ، يتحلل الجسد ويتعفن ، ويتحول الى حمأ مسنون ، ثم يتواصل التحلل فتخرج منه الغازات فى روائح كريهة فظيعة ، ثم يستمر التحلل ليعود الانسان الى تراب ( ترائب ) والى عظام صلبة ( الصلب ) .
2 ـ ويقول جل وعلا ( فَلْيَنظُرْ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) الطارق ) أى إن سياق الآية الكريمة يتحدث غن الخلق والبعث ، وبعد موت الجسد وتحلله ترجع كل عناص الجسد الى الأرض التى خُلق منها (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55) طه ) ، ترجع مكونات الجسد من ماء وأنسجة وعظام وغازات الى الأرض التى جاءت ، ترابا وماءا وغازات ومواد صلبة . وكل ذلك بحساب دقيق مسجل ومكتوب ، لأن كل ما ينقص من الأرض ويتحول الى جسد بشرى ثم يعود ثانيا الى الأرض يكون بعلمه جل وعلا : (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4) ) ق )
والله جل وعلا هو الأعلم.