القبس الكويتية : مبارك قال لنجله قبل الرحيل” أنت ورّطتني أنت وأمك وقضيتما على تاريخي “
- الجيش وضع الرئيس المخلوع تحت الرقابة أثناء إلقائه الخطاب الأخير
- الجيش رفض تفويض عمر سليمان بمهام الرئيس .. وقراءة قائد القوات الجوية لبيانات الجيش كانت رسالة بتخلي القوات الجوية عن مبارك
- عناد مبارك أثار تخوفا من صدام دموي بين الحرس الجمهوري وبقية الجيش .. وقيادات المجلس العسكري كانت حريصة على تجنبها
البديل – صحافة عربية :
نقلت صحيفة القبس الكويتية ما قالت انه تفاصيل الساعات الأخيرة قبل رحيل الرئيس المخلوع حسني مبارك .. وأشارت إلى خلافات جرت بينه وبين قادة الجيش مشيرة أنه تم وضعه تحت رقابة أثناء إلقاء خطابه .. وأنه في صباح الجمعة تناولت عائلة الرئيس الإفطار وقامت بعدها قرينة مبارك بإعداد حقائب الرحيل والتي بلغت 8 حقائب مملوءة بهدايا ونياشين حصل عليها من الدول الأخرى فيما جرت مشادة بين الرئيس ونجله جمال اتهمه فيها بأنه ووالدته كان السبب في توريطه .. وادعت الصحيفة أن مبارك قال لنجله بالحرف ” أنت ورّطني، أنت وأمك، لقد قضيتما على تاريخي في مصر” فيما لم تكشف عن المصادر التي استقت منها هذه المعلومات .. وأشارت الصحيفة أن مبارك أصيب خلال الأسبوع الماضي بحالة إغماء أثناء جلوسه مع عائلته وأن مطالبه من الجيش تلخصت في خروج كريم . وإلى نص ما جاء في الصحيفة .
أكدت مصادر أن كلمة مبارك الأصلية كانت تتضمن فقط الإشارة إلى الأحداث، وتكرار تقديم العزاء إلى أسر ضحايا ثورة 25 يناير، وبعض العبارات التي يذكّر فيها المصريين بما قدمه لمصر طوال حكمه، ومشاركته في نصر أكتوبر واثبات عدم خضوعه لأي ضغوط خارجية، ومن ثم قراره بتفويض نائبه بصلاحياته.
إلا أن قيادات الجيش في اجتماعها المستمر من دون حضور مبارك، أصرت على تضمين كلمته قرارات واضحة واعترافا بـ«الخطأ» كنظام حكم، مقابل ضمانات بالمحافظة على سلامته، وعدم أهانته، وخروجه بشكل كريم كقائد أعلى للجيش يدينون له بالولاء.
وأضافت المصادر أن «المفاوضات» بين دائرة الرئيس المدعومة من سليمان وجهاز المخابرات، ووزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي، فضلا عن قوات الحرس الجمهوري التي تأتمر بأمر الرئيس فقط ولا تخضع للجيش من جهة، وبين قيادات الجيش بقيادة رئيس الأركان الفريق سامي عنان، حول تفويض سليمان بصلاحيات الرئيس، حيث كان المجتمعون في المجلس الأعلى اجمعوا على عدم موافقتهم على تولي سليمان، بحكم عدم قبول الشارع له، كما طالب قادة الجيش بإقالة حكومة احمد شفيق وتشكيل مجلس عسكري يدير البلاد لفترة محددة تشهد إجراء انتخابات برلمانية ورئاسة حرة ونزيهة.
وقد أعرب قادة الجيش لوزير الدفاع الذي دعوه لحضور الاجتماع عن ضيقهم مما تؤول إليه الأمور، وإنهم مازالوا على موقفهم بعدم اللجوء إلى القوة، وإنهم على موقفهم بتلبية المطالب المشروعة للشعب. تفادي مواجهة دموية
وقد رفض مبارك معظم مطالب قادة الجيش بما عرف عنه من إصرار وعناد كبيرين. وهذا الخلاف كان سيؤدي إلى مواجهة دموية بين الجيش وقوات الحرس الجمهوري التي لا يستهان بعددها وعتادها. حتى القوات الجوية
وقد تولى طنطاوي التفاوض بين الطرفين والوصول إلى صيغة توافقية تلبي مطالب قادة الجيش في كلمة مبارك، مقابل الموافقة على تفويضه لسليمان، وبقاء حكومة احمد شفيق.
وأدى هذا الخلاف إلى إعادة تسجيل كلمة مبارك، ومن ثم تسجيل سليمان، وقد لاحظ الملايين المشاهدين «المونتاج» الذي اجري على الكلمة، واندفاع شخص يرتدي بدله مدنية نحو مبارك فور انتهائه من قراءة الكلمة، وان زاد عليها بضع كلمات مرتجلة غير مؤثرة في المضمون، فضلاً عن ملاحظة انشغاله عدة مرات خلال قراءة الكلمة بالنظر إلى أشخاص، غير معروف من هم، كانوا في مواجهته. هذا التخبط وهذه الخلافات دعت كثيراً من المراقبين إلى وصف الكلمة بالركاكة والضعف نظراً لإعدادها على عجل. وأضافت المصادر إن تولي اللواء رضا حماد قائد القوات الجوية قراءة البيانين اللذين صدرا عن المجلس الأعلى، وليس المتحدث باسم وزارة الدفاع، أعطى رسالة لم يلحظها الكثيرون بأنه حتى القوات الجوية التي ينتمي إليها مبارك متحدة مع بقية قادة أفرع الجيش في موقفها.
كشفت مصادر مطلعة لـ القبس القصة الحقيقية لليوم الأخير الذي أمضاه الرئيس حسني مبارك (الجمعة) قبل أن يحسم موقفة ليلا، ويعلن التنحي الكامل عن السلطة، وأكدت إن سجالا حادا جرى بينه وبين كل من عقيلته سوزان ونجله جمال، محملا إياهما المسؤولية عن مجمل حالة التدهور الحاصلة في وضعه. المصادر أوضحت إن الأسرة كاملة (بمن فيهم زوجتا ابني الرئيس وأحفاده) التقوا لتناول طعام الفطور صباح الجمعة، وعلى الفور أشرفت السيدة سوزان على جمع أغراض زوجها الشخصية، وكلفت (خادمتين خاصتين بها، وتنتميان إلى إحدى دول المغرب العربي) بالتعجيل في جمع المقتنيات الشخصية للرئيس والتي تضم هدايا. قيمة وثمينة تلقاها الرئيس وزوجته من ملوك ورؤساء دول عربية وأجنبية، وذلك في ثماني حقائب كاملة.
مشادة مع جمال
حدث خلاف شديد بين مبارك ونجله جمال، إذ قال له الوالد بالحرف الواحد ” أنت ورّطني، أنت وأمك، لقد قضيتما على تاريخي في مصر”. أضافت المصادر أن مبارك كان في حالة نفسية يرثى لها، وبعدها اجتمعت الأسرة بأكملها وغادروا القصر في ثلاث سيارات، متوجهين إلى مطار ألماطة القريب من القصر، حيث استقلوا الطائرة الرئاسية وتوجّهوا إلى شرم الشيخ.
حالة إغماء
يذكر أن الرئيس السابق كان قد تعرّض لحالة إغماء أثناء جلوسه مع عائلته الأسبوع الماضي.. وكان مطلبه من رجال المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد تلبية جميع مطالبهم هو المحافظة على خروجه الكريم من الحكم.