هجص مالك فى العلم بالغيب :

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٢ - سبتمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة :

1 ـ  توجد (الغيبيات ) فى الدين الالهى والأديان الأرضية. فما هو الفيصل بينهما ؟  

2 ـ الأديان الأرضية متخمة بمزاعم العلم بالغيب ، منها ما يتعلق بالعلاقة مع الجن والشياطين والتداوي من   المس الشيطانى ،مع  أن حديث القرآن الكريم عن المس الشيطاني يعني فقط  محاولته الوسوسة والإضلال للبشر، وحديث القرآن الكريم عن الشفاء يعني أيضا الهداية, ويدخل في ذلك طبعا الدجل بالسحر الأبيض والأسود, مع أن السحر في مفهوم القرآن لا يعني سوى الخداع البصري والتأثير على بعض الناس, وذلك ممكن بدون إدعاء الدجل بالسحر، ويدخل في ذلك الاعتقاد بان الحسد يوقع الضرر بالمحسود, مع أن معنى الحسد في القرآن هو الحقد الذي لا يضر إلا الحاسد نفسه, ثم هناك غيبيات عن خرافات دينية كالاعتقاد في الأضرحة والشيوخ وكراماتهم, وادعائهم المنامات والوحي والعلم اللدني وعلم الغيب, وهم يتاجرون بهذه الادعاءات ويكسبون بها الأموال والجاه, ومعلوم أن القرآن يهاجم الذين يتاجرون بالدين , ويشترون بآيات الله ثمناً قليلاً .

3 ـ لقد دعا رب العزة جل وعلا فى القرآن الكريم للإيمان بالغيب ، وتحدث عن بعض الغيبيات.ومنهج      القرآن في حديثه عن  الغيبيات يقوم على : حصر الإيمان بالغيوب في مجالات محددة, وحصر الإيمان بها على ما جاء في القرآن فقط .. وما عدا ذلك فهو خرافة .  لقد حصر القرآن مجالات الغيوب وهى :ذات الله تعالى والملائكة والجن والشياطين وغيب المستقبل فى الدنيا والقيامة واليوم الآخر, وكل هذه الغيوب خارج نطاق الحس البشري الذى هو (عالم الشهادة ) الذى يشهده الناس بالحواس . عوالم الغيب هى خارج نطاق عالم الشهادة. والله جل وعلا وحده هو عالم الغيب والشهادة .

4 ـ  نكرّر أن رب العزة حصر الغيبيات فى مجالات محددة ، هى  مايخص الذات الالهية (الله سبحانه وتعالى ) وعوالم الملائكة والجن والشياطين, واليوم الآخر والمستقبل. ثم  حصر الإيمان بهذه الغيوب على ما جاء عنها في كتاب الله القرآن الكريم  وحده .  ومعنى ذلك أن أي حديث عن هذه الغيبيات المحددة لا يكون إلا من القرآن. وأن أى حديث عنها خارج القرآن يكون خرافة تنتمى الى دين أرضى وأحاديث شيطانية .

 5 ـ وتمتلىء الأديان الأرضية للمحمديين بأحاديث منسوبة للنبي عليه الصلاة والسلام تتحدث عن علامات الساعة وما يحدث فيها من شفاعات وغير ذلك، وتتحدث عن المستقبل وذات الله وصفاته وعوالم الجن والملائكة والشياطين!!. هذا مع ان رب العزة يؤكد فى القرآن الكريم في أكثر من عشرين آية صريحة وقاطعة الدلالة على أن النبي لا يعلم الغيب , وأنه لايدري ما يحدث له في المستقبل أو لغيره, وأنه لايملك لنفسه ولا لغيره نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله, وأنه لو كان يعلم الغيب لاستكثر من الخير وما مسه السوء، وأنه لا يعلم شيئا عن الساعة وما سيحدث له أو لغيره .

6 ـ  وبالتالى فالقضية هنا لا تحتمل الوسط : فإما أن نؤمن بالقرآن وتأكيداته القاطعة في أن النبي محمداً عليه السلام لا يعلم الغيب ونكفر بتلك الخرافات وبقائليها ، وإما أن نكفر بالقرآن الكريم ونؤمن بتلك الأحاديث . ولا يعقل أن نؤمن بشيئين متناقضيْن.  وكل إنسان له حريته المطلقة في الإيمان بهذا أو ذاك، وتلك مسئوليته أمام رب العالمين يوم القيامة.

7 ـ والمهم في موضوعنا أن ( مالك ) هو رائد هذا الكفر فى هجصه عن الغيب . ونعطى بعض التفصيلات :

 

أولا : هجص متكرر : كافر مسىء لرب العزة جل وعلا :

1 ـ ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ، وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ‏"‏  . ). هذا هجص كافر جاهل ، يتصور رب العزة بشرا مخلوقا ينزل الى السماء الدنيا يستجلب توبة الناس .!! . وقد تكرر هذا الهجص واصبح فى الدين الأرضى (معلوما من الدين بالضرورة ). وأصبح اساس التجسيم عند السلفية الوهابية التيمية الحنبلية . ويتقيؤه خطباؤهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعا .

2 ـ وفى هذا الحديث يجعل مالك النبى متحدثا باسم رب العزة جل وعلا متكلما فيمن رضى أو أعرض عنهم أو إستحيا منهم : ( حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ إِذْ أَقْبَلَ نَفَرٌ ثَلاَثَةٌ فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَذَهَبَ وَاحِدٌ فَلَمَّا وَقَفَا عَلَى مَجْلِسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَلَّمَا فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا وَأَمَّا الآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَنِ النَّفَرِ الثَّلاَثَةِ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ وَأَمَّا الآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ وَأَمَّا الآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ ‏. )

ثانيا : هجص متكرر مٌسىء للنبى عليه السلام :

 هذا الحديث الهجصى الذى سبق به مالك وردده أكثر من مرة  فى صيغ مختلفة ، وردده بعده البخارى ومسلم:(  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ أَتَرَوْنَ قِبْلَتِي هَاهُنَا فَوَاللَّهِ مَا يَخْفَى عَلَىَّ خُشُوعُكُمْ وَلاَ رُكُوعُكُمْ إِنِّي لأَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي ‏"‏ ‏) .

ثالثا : هجص فى غيب الماضى :

1 ـ لم يكن عليه السلام يعلم شيئا عن قصص السابقين ، وكذا كان قومه  وعرفوا بهذا الغيب بالقرآن . قال جل وعلا  فى ختام قصة نوح عليه السلام : (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)  هود ) وعن كفالة مريم قال جل وعلا : (ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)  آل عمران ) وعن قصة يوسف واخوته قال جل وعلا : (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) يوسف )  وعن موسى ومدين قال جل وعلا يخاطب رسوله محمدا عليه السلام :(  وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنْ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمْ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) القصص ).

2 ـ كفر مالك بهذا القرآن الكريم، ونسب هجصا يزعم فيه أن النبى يعلم غيب الأنبياء . يقول فى هذا الهجص : ( وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ مَا مِنْ نَبِيِّ إِلاَّ قَدْ رَعَى غَنَمًا ‏"‏ ‏.‏ قِيلَ وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ‏"‏ وَأَنَا ‏"‏ ‏. ). هو أيضا هجص جاهل لأن من الأنبياء من كانوا ملوكا مثل داود وسليمان عليهما السلام ، فهل كانا رعاة غنم ؟ ثم هل كان يعرف عدد الأنبياء قبل كل شىء حتى يعرف أحوالهم ، يقول جل وعلا : (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً (164) النساء )

رابعا :  غيب المستقبل فى الدنيا ‏:

1 ـ مالك يكفر بقول رب العزة جل وعلا : (  قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) الاحقاف  ) . الله جل وعلا يأمر النبى محمدا أن يعلن أنه ليس متميزا على الرسل، وأنه لا يدرى ماذا سيحدث له أو لغيره فى مستقبل الدنيا والآخرة ، وأنه (فقط  )متبع للوحى ( فقط ) وأنه (فقط ) نذير مبين .

2 ـ فى كفره بالقرآن الكريم يفترى مالك هذا الحديث : (وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ‏"‏ يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ وَأَعْمَالَكُمْ مَعَ أَعْمَالِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَلاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ تَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلاَ تَرَى شَيْئًا وَتَنْظُرُ فِي الْقِدْحِ فَلاَ تَرَى شَيْئًا وَتَنْظُرُ فِي الرِّيشِ فَلاَ تَرَى شَيْئًا وَتَتَمَارَى فِي الْفُوقِ ‏"‏ ) . هذا حديث هجصى صيغ هجوما على الخوارج . وراج قبل عصر مالك وذكره مالك بعد أن أعطاه إسنادا  .

3 ـ هجص مٌستوحى من الفتن التى أثارها الخوارج ومعظمهم من منطقة (نجد )  ( حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ وَيَقُولُ ‏"‏ هَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ ‏"‏ ‏.)

 4 ـ وهجص عن غيب المستقبل والفتن الآتية فى المستقبل :  ( وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمًا يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ ‏"‏ ‏. )

5 ـ هجص فيما زعموه علامات الساعة :  مثل المسيح الدجال ، وهجص عذاب القبر : ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنْ طَاوُسٍ الْيَمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هَذَا الدُّعَاءَ كَمَا يُعَلِّمُهُمُ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ يَقُولُ ‏"‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ‏"‏  )

خامسا : غيب الملائكة :

1 ـ عليه السلام رأى جبريل مرتين فقط كما جاء فى سورة النجم . ولكن هجص مالك وغيره جعل رؤيا الملائكة عادة (سيئة ) يراهم الجميع من النبى والصحابة وأئمة الشيعة وأولياء الصوفية وسائر الدجالين ومحترفى الدين . ‏

 2 ـ يفترى مالك هذا الحديث ( وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، أَنَّهُ قَالَ كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ وَقَالَ ‏"‏ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ‏.‏ فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ مَنِ الْمُتَكَلِّمُ آنِفًا ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَ الرَّجُلُ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لَقَدْ رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهُنَّ أَوَّلاً ‏"‏ ‏. )

هنا تناقض فى هذا الهجص : جعلوا النبى لا يعرف المتكلم ، مع إنه فى هجص سابق جعلوه يرى ركوعهم وسجودهم من وراء ظهره . ثم تناقض آخر ، وهو كيف رأى أكثر من ثلاثين ملكا يكتبون ما قاله هذا الرجل ( المجهول ) وهو لم ير هذا الرجل (المجهول ) . هجص ردىء الصُّنع ، من النوع الصينى أو الكورى وليس اليابانى .

3 ـ ( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الْعَصْرِ وَصَلاَةِ الْفَجْرِ ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ‏"‏ ‏.‏ ) . هذا الهجص صنعه أحد الموالى الذين لا يتقنون اللسان العربى . لأنه فى اللسان العربى يجب أن يُقال ( يتعاقب فيكم ) . لا يجوز فى الجملة الفعلية التى يتقدمها الفعل أن يكون الفعل جمعا ، بل لا بد من إفراد الفعل . لا تقول ( يلعبون الأولاد ) بل ( يلعب الأولاد ) . هو هجص صينى ، بل قل أيضا : هجص تايوانى ردىء الصُّنع لأنه ينسب لرب العزة إنه يسأل الملائكة عن شىء يعلمه .

4 ـ  ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ قَالَ لِجِبْرِيلَ قَدْ أَحْبَبْتُ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ ‏.‏ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ ‏.‏ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ ‏.‏ وَإِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ الْعَبْدَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ لاَ أَحْسِبُهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ فِي الْبُغْضِ مِثْلَ ذَلِكَ . ). قدم مالك خدمة جليلة بهذا الهجص للصوفية الذين أتوا بعده ، فقد أصدروا قرارا بأنهم وحدهم أولياء الله المقربون ، وأنهم يحتكرون الحب الالهى ، وقد ركزوا على الجزء الأول وهو الحب ، وتجاهلوا الجزء الآخر عن البُغض . وتأسيسا على هذا الهجص فإن الله ـ تعالى عن ذلك علوا كبيرا ـ إذا أحب شخصا أرسل جبريل يعلن ذلك الحب فيكون ذلك الشخص محبوبا فى الأرض وفى السماء . ونفس الحال إذا أبغض شخصا . مفهوم من هذا الهجص أن ذلك الشخص يكون حيا يُرزق . وطبقا لهذا الهجص فهو يحظى بالحب الالهى وحب أهل السماء وأهل الأرض . فماذا إذا عصى وكفر ؟ هل سيظل متمتعا بهذا الحب مهما عصى ؟ أم أن جبريل سينزل بقرار آخر معاكس هو إعلان البغض لهذا الشخص ؟ وهل سيظل جبريل مشغولا بهذا الشخص ؟ وماذا عن بلايين الأشخاص من آدم وحتى السكرتير العام للأمم المتحدة ؟ هذا هجص من النوع الثقيل والسخيف.

سادسا :غيب الشيطان :

حرص الشيطان على تواجده فى هجص الأديان الأرضية (الشيطانية ) . وسبق مالك فقال هذه الأحاديث :

1 ـ ( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ مَكَانَ كُلِّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ ‏"‏ ‏.‏ )

 سابعا : غيب الآخرة : ( هجص الشفاعة للنبى )

  1 ـ سبق مالك شياطين الانس فى تاريخ (المسلمين ) بزعم أن النبى سيشفع يوم الدين ، ولنا كتاب منشور هنا عن نفى شفاعة البشر والأنبياء .

2 ـ يزعم مالك : (حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ يَدْعُو بِهَا فَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي فِي الآخِرَةِ ‏"‏ ‏. )

ثامنا :ـ هجص عن نار جهنم :

1 ـ( حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ نَارُ بَنِي آدَمَ الَّتِي يُوقِدُونَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً ‏.‏ قَالَ ‏"‏ إِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا ‏"‏ ‏. )  

2 ـ  ( وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ أَتُرَوْنَهَا حَمْرَاءَ كَنَارِكُمْ هَذِهِ لَهِيَ أَسْوَدُ مِنَ الْقَارِ ‏"‏ ‏.‏ وَالْقَارُ الزِّفْتُ ‏. ) .

3 ـ الذى لا يعرفه مالك أن جهنم لم تُخلق بعد ، وليست موجودة الآن . ستُخلق يوم القيامة ويؤتى بها حينئذ . يقول جل وعلا : (كَلاَّ إِذَا دُكَّتْ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23)  الفجر ) (  يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتْ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36)) (وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتْ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) الشعراء ). 4 ـ نار جهنم تحتاج الى وقود . ومن وقودها الناس والحجارة ، أى لا بد أن يدخلها أصحابها بعد الحساب ، يقول جل وعلا : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)  البقرة  ) (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً وَأُوْلَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10) آل عمران ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) التحريم (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (15) الجن ) . 

اجمالي القراءات 7581