( donc, on peut dire qu’on a du pain sur la planche )
مادة رهيبة : ذات المعامل الأعظم ، تنبئ عنها الآية : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به )

يحي فوزي نشاشبي في الخميس ٢٢ - سبتمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم  الله  الرحمن  الرحيم

*****

مادة  رهيبة :  ذات  المعامل الأعظم ، تنبئ عنها الآية :

( إن الله  لا  يغفر  أن  يشرك به )

                                     إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما. ( النساء 48)

لعله من غير المبالغ  فيه، أن نـَـصف  هذه الآية  بكونها  عظيمة، وذات خطورة لا حدود لها، لاسيما، عندما نقدر حق قدرها إرادته، سبحانه وتعالى المؤكدة  بحرف " إنّ " في: (لا يغفر)  المنذرة، المخيفة المهولة، وفي ( يغفــر) المبشرة الودودة.

وأما عن بعض الآيات الأخرى التي يمكن أن تعتبر مساهمة في رسم حجم ووزن: إن الله لا يغفر أن يشرك به – وحجم ووزن : ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء . من الآيات ما  يلي :  (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) يوسف 106.

وبشئ من تأمل وتدبّـر( إن الله لا يغفرأن .... ويغفر ما دون  ذلك...) قد  نخلص إلى نتيجة، مفادها أن القائمة التي تشكل بحق، الدين القيم هــي قائــمة طويــلة، وموادها عديدة وذات قــيمة عظيمة، وأن المــادة الرئيسة، أو المــادة " الأم " تكمن في كون الله أكــد أنه لا  يغفر أن  يشرك به ، وأنه  بالمقابل،  يغفر ما دون الشرك.

وإن الإنسان الآخذ الأمر بكل جدية، والفاهم، والهاضم كل الهضم  تصريح الإله وتأكيده في ( لا يغفر أن ....) وفي ( يغفر ما  دون  ذلك )، من الراجح  أن هذا المتأمل الجاد،  سيـُـدْرَجُ، ولو لبضع  لحظات  ضمن أولئك الذين تجل قلوبهم عند  ذكر الله  العظيم. ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون) الأنفال 2 .

كما أنه  من الراجح، أن هذا الإنسان المتأمل،  سيستنتج  في الأخير أن أصعـــب

(مادة) هي تلك التي وردت في رأس القائمة، وهي: مادة ( النجاة  من الوقوع في الشرك)، وهي المادة التي  استأثرت بأعلى  وأقوى  تنقيط، ولعل التعبير الأصح يكون في وصفها بالمادة ذات المعامل الأعظم والأقوى، لأنه يبقى  معاملا (مهيمنا) ومؤثرا أيما تأثيرعلى بقية المواد، وبدون استثناء، ولأنه بدون الحصول -  على الأقل -  على (معدل مقبول)، لنسمـّــه المعدل المنجي والمطهّر من ذلك (الفيروس)، فيروس - الشرك بالله -  إذ  بدون ذلك، فلا سبيل لأي طمع أو رجاء، ما دام التحذير المؤكد يقول: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك).  ومن المتصور كذلك أنه يجوز إجراء مقارنة بين القائمتين :

1) القائمة الأولى:هي ما نحن بصدد تأمله، والتي تعلوها مادة النجاة من  (فيروس)  الشرك.

2)  القائمة الثانية : هي تلك القائمة التي توضع  بين  أيدينا، ونحن جالسون في قاعة الإمتحان، بكل وقار، في سكون مخيم، على القاعة، لا تشوبه إلا دقات القلوب الوجلة.

مع الفارق الكبير: الذي يميز بين القائمتين، إذ إن النصيحة التي يسديها خبراء  في التربية والتعليم، على الطلاب هي: الإطلاع أولا وبكل هدوء، ورباطة  جأش  على جميع الأسئلة، وبعد قراءتها جميعها، وتفهمها، يجب ترتيبها وتصنيفها حسب تفاوتها في الصعوبة والسهولة، وبالتالي النصيحة الحكيمة هي: الشروع  فورا في الرد على الأسئلة السهلة منها، يعني الأسهل فالأسهل. وهذا  طبعا يبقى  تصرفا منطقيا حكيما إزاء مواد الإمتحان ( الأرضي ).

أما بالنسبة لما يعنينا، وهو الأهم  والأخطر، والمصيري، أولا وأخيرا، فهو كيف نواجه ونتصرف إزاء ذلك الإمتحان؟ وما أدراك ما هو؟ بعد أن وزع الله المراقب سبحانه وتعالى علينا الورقة الحاملة لمواد امتحانه؟ ولم يكتف بالتوزيع، فقط، كما يفعل موزعو الأوراق على الممتحنين والجدية بادية على وجوه مغلقة، بل إن الله العزيز الودود، فضلا على التوزيع، تكرم،  ونصحنا هو نفسه (وهو الموزع ، والمراقب، والمصحح، والمقرر أخيرا) نصحنا وألفت انتباهنا إلى أن الخطورة والنجاة تكمن في تلك المادة الواردة على رأس القائمة، وهي ( إن الله لا  يغفر أن يشرك به  ويغفر ما  دون  ذلك ).

وبالتالي، فإذا كان لا بد أن نلتفت إلى الخبراء في ميدان ومجال ( الدين القيم ) فإن نصيحتهم لنا تكون مشابهة لنصيحة خبراء التربية والتعليم، لكن بشكل معكوس تماما، وهي: علينا أن نشمرعلى سواعد الجد والإجتهاد، ونواجه أولا وقبل كل شئ، ونتصدّ لذلك السؤال المتربع على رأس القائمة الذي يلمح لنا تلميحا يكاد يتحول إلى تصريح قوي، في أن المعامل الأعظم يكمن في ذلك السؤال القائل: ( إن الله لا  يغفر أن  يشرك  به  ويغفر ما دون  ذلك ).

وربما، هناك  مؤشرات عديدة  ناصحة  لنا، وهي بمثابة  قوارب نجاة، وعلينا أن نلتمسها في محاولتنا ضبط  وجمع  تلك الآيات التي  تتحدث عن فعل : شرك يشرك، إشراكا ، وعن فعل :  حبط  يحبط ، إحباطا.

وبالمناسبة، فإن هناك عبارة  بالفرنسية  يفيد معناها أن ما ينتظرنا من جهد وعمل وإخلاص، لا يمكن أن يستهان به، لأنه مهول ومصيري، والعبارة الفرنسية هي : 

( donc,  on  peut  dire  qu’on  a  du  pain  sur  la  planche ).

وإذا حدث أن راجعنا الآية  رقم : 106 : في  سورة  يوسف، وحدقنا فيها وتدبرناها مليا، فمن الراجح أننا  سنخلص إلى أن أغلبية المؤمنين سيرسبون في الأخير - حتما -  بسبب عدم  تصدينا  أولا  وقبل  كل  شئ  لتلك  المادة  المشهورة، والسماح  لقلوبنا أن  تسرح  لاهية  بأي  شئ  ما  عدا  بأحسن الحديث .

 *********   

اجمالي القراءات 8823