الاندبندنت : مبارك في شرم الشيخ ويمتلك معظم فنادقها .. وقد يتقدم لطلب الكرت الاخضر الامريكي

في السبت ١٢ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 تقول صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية في مقال لمراسلها الدبلوماسي كيم سينغوبتا اليوم السبت ان "حسني مبارك اختار، في الوقت الحالي على الاقل، الا يغادر بلاده وان يذهب بدلاً من ذلك الى منفى داخلي في فيللته في شرم الشيخ، وفقاً لانباء وردت من مصر امس".وتضيف الصحيفة: "مع احتفال حشود الناس خارج مقره الرسمي في القاهرة، قصر العروبة، ساد الاعتقاد بان الرئيس السابق كان في طريقه الى المنتجع القائم على شاطىء البحر الاحمر. وسيلعق مبارك جروحه في مكان قضى فيه كثيراً من الاوقات في الاسترخاء واستقبال شخصيات اجنبية زائرة. واستضاف هناك في السنة الماضية، بين آخرين، وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. وكان من بين ضيوفه الآخرين محمد الغنوشي، رئيس الوزراء التونسي قبل مدة غير طويلة من الاطاحة برئيس البلاد زين العابدين بن علي، وهو ما ادى الى بدء الجيشان في المنطقة

والمجمع الموجود في شرم الشيخ محروس حراسة مشددة. ولا يعلم الناس المحليون بما يدور وراء الاسوار العالية. وسادت لايام اشاعات بأن الرئيس المأزوم موجود فعلاً في المنتجع. اما في الواقع فقد كان يخوض معركته الخاسرة في القاهرة.ولم تقتصر مصالح مبارك في الاستثمار على الفيلا والمبنى المجاور لها في شرم الشيخ. وقيل ان لعائلته استثمارات في عدد من الفنادق ومساكن العطلات في المنتجع. اما اصول الرئيس السابق، وزوجته سوزان وابنيه جمال وعلاء فانها لا تزال تحت سيطرتهم في الوقت الحالي في مصر، على خلاف عمليات النهب الواسعة للممتلكات التي قام بها بن علي في تونس

غير ان جزءا كبيرا من ثروة عائلة مبارك التي تقدر بـ70 مليار دولار يقع خارج مصر، وبالامس اعلنت الحكومة السويسرية انها تعمل على تجميد الحسابات المصرفية ذات العلاقة بالرئيس المصري السابق. وحسب تقاير غير مؤكدة، فان بعض هذه الحسابات مودع لدى بنك "يو بي إس"، فيما يقال ان لديه اموالا مودعة لدى "رويال بنك اوف اسكوتلاند".وتعتمد المدة التي سيبقى فيها مبارك في شرم الشيخ على مدى شعوره بالامان. واذا تحركت الامور نحو توجيه تهم عائلة مبارك له في ما يتعلق ما قيل عن مخالفات ارتكبها خلال ولايته الرئاسية، فان الرئيس السابق عندئذ قد يسعى للحصول على لجوء خارج بلاده

ومن المعروف ان سوزان مبارك حاصلة على الجنسية البريطانية، وان لدى جمال منزلا كبيرا في حي بيلغريف الراقي في لندن، ووردت انباء ذكرت ان الام وابنها وصلا بالفعل الى المملكة المتحدة، الا انه تبين ان هذه التقارير غير صحيحة. وعلى اي حال فانهما ممن يميلون الى الانغليز وقيل ان بريطانيا، أو اي دولة غربية اخرى، هي الوجهة المفضلة بالنسبة لهم وليس السعودية حيث انتهىت رحلة بن علي بعد ان رفضت فرنسا السماح له بالدخول اليها. وهناك مساكن فاخرة في كل من لوس انجيليس ونيويورك وواشنطن فيما اذا حاولت عائلة مبارك ان تجرب حظها في الاقامة في اميركا ( الكرت الاخضر ).غير انه اذا تقدم مبارك بطلب للحصول على صفة لاجئ في المملكة المتحدة او الولايات المتحدة فان طلبه سيضع حكومتي البلدين في موقف صعب. فقد لقي التقدير لما قدمه من خدمات لبقاء السلام النسبي في الشرق الاوسط ساريا لثلاثين عاما بالمحافظة على اتفاقيات السلام مع اسرائيل، وقد يكون صعبا التخلي عنه في هذه الظروف. ثم ان انتقال مبارك وعائلته الى الغرب يحمل معه احتمال الإبعاد مستقبلا

من جهة اخرى نشرت مجلة "فورين بوليسي" الاميركية على موقعها في الانترنت اليوم السبت مقالاً قصيراً عن ثروة مبارك واسرته استندت فيه الى اقوال البروفيسور كريستوفر ديفيدسون، استاذ دراسات الشرق الاوسط في جامعة دارام البريطانية والذي يركز على المصالح الاقتصادية للحكام العرب. وقد القى ديفيدسون بالشك على رقم الـ70 مليار دولار الذي شاع ذكره اخيراً في وسائل الاعلام باعتباره الثروة المقدرة للرئيس المصري السابق لكنه قال ان مما لاشك فيه ان لمبارك مصالح في مختلف انحاء العالم يمكنه الاعتماد عليها

وقال البروفيسو ديفيدسون: "سيكون هناك خلل ما اذا كان الناس الذين دفع لهم اجورهم اذا علمنا بالكثير عن هذا (ثروته). ان كثيراً من الارقانم التي شاهدناها في الصحافة هي في الواقع مجرد تكهنات. وكما هي الحال بالنسبة الى العائلات الخليجية الحاكمة، فان ثروته مخبأة بعناية في الخارج بطبقات فوق طبقات من الشركات الواجهات في لندن والولايات المتحدة. وهناك ايضاً سؤال كبير عن حساباته المصرفية الرقمية في اوروبا، وما اذا كان سيستطيع استرداد هذه ام لا".واضاف: "اتصور انه سيجد صعوبة في استرجاع كل شيء. وقبل بضعة اسابيع صدر حكم بيبي دوك (دكتاتور هاييتي السابق) في سويسرا، لذا فان هذا سيدور في ذهنه. ويساورني شعور بأن هذا احد الاسباب التي دفته للتشبث بالحكم لاطول مدة ممكنة حتى يستطيع تصوير نفسه وكأنه استقال بصورة سلمية كرئيس شرعي وليس كرئيس مخلوع

اجمالي القراءات 3576