( هجص اختراع صلاة العيدين ) فى موطأ مالك

آحمد صبحي منصور في الأحد ١١ - سبتمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

( هجص اختراع صلاة العيدين ) فى موطأ مالك  

أولا :ليس فى الاسلام فريضة الاحتفال بالأعياد   

1 ـ (المسلم ) العادى لا يصلى الفرائض الخمس يوميا ـ فى الأغلب ـ ولكنه قلما تفوته صلاة العيد لأن صلاة العيد أضحت عادة إجتماعية لازمة . هوايضا يصوم رمضان مع كونه لايصلى غالبا ، لأن الصوم فى رمضان قد تحول الى عادة إجتماعية مرتبطة بذكريات لها عبق خاص ، فهو يصوم بحكم العادة ، وبعد الصيام يصلى العيد فرحا بحكم العادة ايضا . ولقد تحول الحج الى مناسبة يعقبها صلاة عيد بحكم العادة ، وفيه الناس يذبحون ( الهدى ) فى بيوتهم كما لو كانوا فى الاحرام فى البيت الحرام . بل وفى صلاة العيدين يكبرون تكبيرات الاحرام كما لو كانوا فى مناسك الحج .

2 ـ أغلب (العبادات ) فى بلاد ( المسلمين ) اصبحت (عادات) إجتماعية ، يؤدونها ( جماعيا ) كما وجدوا عليها آباءهم ، وغالبا بلا تقوى . غاب الخشوع والتقوى فى صومهم رمضان ، فتحول رمضان الى شهر الامتلاء والسهر حتى الصباح وتمضية وقت الصيام فى كسل وفى قرف . (العادة ) تقتل الاخلاص فى ( العبادة )، وتجعل أداءها روتينيا بلا إحساس بالتقوى . هذا مع العبادات التى فرضها رب العزة جل وعلا كالصلاة والصوم . ولكن عندما يبتدعون عبادة ترتبط بمواسم إجتماعية تراهم يمارسونها ( جماعيا ) بشغف وإهتمام . هذا هو الفارق بين التكاسل والتهاون فى أداء الصلوات الخمس والشغف فى صلاة العيد ، وهو نفس الفارق بين الصوم فى رمضان ( المفروض ) وصوم عاشوراء و صوم (الستة البيض ) المحببة للنساء .!!.

ثانيا : جعل العيد دينا هو وقوع فى الشرك والكفر

1 ـ لك أن تصلى نافلة ولكن دون أن تجعل هذا شعائر دينية تخترع لها أحاديث . لك أن تصلى نافلة الوتر وغير الوتر ، وأن تصلى بقدر ما تستطيع ، ولك أن تصوم أى يوم فى غير رمضان ، ( حتى أيام الأعياد وما يُعرف بيوم الوقفة )،ولكن لا بد أن تضع فى حُسبانك أنها نوافل ( تتقرب ) بها لرب العزة لتكون يوم القيامة من ( السابقين المقربين ).

2 ـ  المشكلة فى أن الابتداع فى الدين يوقع فى الشرك والكفر العقيدى . وهذا يستلزم توضيحا . من ( المباح ) أن تحتفل بأى عيد شئت ؛عيد ميلادك وعيد ميلاد خالتك وعيد الثورة وعيد الربيع وعيد الاستقلال ..الخ . لكن يتحول هذا ( المباح ) الى وقوع فى الشرك إذا جعلته دينا تعتقد أنك بذلك تتقرب به الى الله جل وعلا زلفى . أنت بهذا تقع تحت طائلة قول رب العزة جل وعلا : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21) الشورى ) . هذا هو الشرك العلمى بإتباع أحاديث شيطانية تبتدع فى دين الله جل وعلا عبادات ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان . ثم ، إذا أقمت ( عيدأ ) أى إحتفالا دينيا على ذكرى ( ولىّ ) أو على قبر مقدس ( كالموالد ) فقد وقعت فى الشرك العملى ، وهو عادة سيئة للبشر ، وقد تحولت الموالد والاحتفالات الدينية حول الأوثان والقبور المقدسة الى مناسبات إجتماعية يكون فيها التعارف وتكون فيها المودة . ولقد قالها ابراهيم عليه السلام لقومه من آلاف الأعوام : (وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25)العنكبوت ) .

 3 ـ هناك إرتباط إجتماعى شديد بصلاة العيد، يؤكده ذكريات صلاة العيد من الطفولة،وتغلغلها فى الحياة الاجتماعية الى درجة أن أصبحت متاحة للإستغلال السياسى وأن تتحول الى مظاهرة سياسية ومظهر للتسلط وإظهار القوة كما يفعل السلفيون الوهابيون الآن .  ولكن هذا كله لا يجعلها فريضة دينية ، ولا يستطيع أى فقيه من فقهاء الأديان الأرضية أن يقول إنها فريضة . غاية ما يستطيع أن يقول أنها (ٍ سُنّة مؤكدة ) ، وهذا مصطلح فقهى إخترعه أرباب الدين السُّنّى لتأكيد بعض تشريعاتهم الأرضية ومنحها صُدقية .

4 ـ إن مصطلح العيد قد جاء مرة وحيدة فى القرآن الكريم : ( قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنْ الْعَالَمِينَ (115) المائدة ). لو كان (العيد ) شرعة إسلامية لنزل هذا فى القرآن فريضة يجب أداؤها . ولكن المرة الوحيدة الى ذكر فيها رب العزة مصطلح العيد كان فى قصص عيسى عليه السلام ،نفهم منها أن كلمة العيد لا شأن لها بالصلاة أو التعبد ، بل مجرد إحتفال بمائدة طعام تنزل من السماء إستجابة لدعوة نبى ، ومشروطة بعذاب أليم لو عصوا بعدها .

ثالثا : لمحة عن تاريخ (الأعياد )

1 ـ ولقد تكاثرت الأعياد الدينية فى الأديان المسيحية الأرضية . وبدأ الأمر لدى (المسلمين) بعيدى الفطر والأضحى فيما قرره مالك فى المدينة ، حيث كانت الحياة بسيطة ، ثم عرفوا الترف فى العصر العباسى الثانى الذى شهد ظهور أئمة الدين السُّنّى من البخارى ومسلم ، وشهد أيضا تسيد الأديان الأرضية من سُنّة وتشيع وظهور التصوف ، فتكاثرت الأعياد الدينية ولم تعد قاصرة على عيدى الفطر والأضحى . وتفنن  الشيعة ــ  بالذات ــ فى إختراع صنوف من الأعياد ، تسلل بعضها الى السنيين مثل الاحتفال بعاشوراء ( 10 محرم ).  

2 ـ وفى مصر أحدثت الدولة الفاطمية بدعة الموالد والأعياد وشاركت فيها رسميا وجعلتها عنصرا أساسيا في الحياة الدينية ضمن سياستها في الدعاية لعقيدتها الشيعية وتقربا  للمصريين من مسلمين وأقباط . وتنوعت الأعياد الفاطمية بين أعياد شيعية مثل عيد الغدير وعاشوراء وليالي الوقود في رجب وشعبان وأعياد قبطية مثل ميلاد المسيح والغطاس وخميس العهد والنوروز وأعياد مصرية مثل فتح الخليج واحتفالات بمناسبات إسلامية مثل غرة رمضان والسحور , واحتفالات سياسة مثل عيد النصر الذي عمله الخليفة الحافظ بمناسبة خروجه من محبسه بالإضافة إلى موالد الخلفاء والأئمة ومولد النبي . وقد أسهب المقريزي في وصف احتفالاتهم بهذه  الأعياد . ولا ننسى أن المصريين دخلوا أفواجا  فيما حسبوه إسلاما فى العصر الفاطمى . ولا تزال الشعائر الدينية الاحتفالية المصرية تحمل وزر هذا التشيع حتى الآن .

3 ـ  وانتهى دين التشيع فى مصر وحلّ محله دين التصوف السُّنّى ، وبرزت إحتفالات دينية وضعية أخرى، منها عيد 27 رجب بزعم أنه وقت الاسراء والمعراج . وهذا نفيناه فى بحث منشور هنا عن أن ليلة الاسراء هى ليلة القدر . ومنها الاحتفال بعيد النصف من شعبان ، وكان مشهورا فى العصر المملوكى ، وفيه ارتبط (الانتحال بالانحلال ). يتجمع الناس للصلوات رجالا ونساءا فى ضوء المصابيح ، وبين الظلال وفى الزحام ينتشر الزنا والشذوذ الجنسى . وقد عرضنا للإنحلال الخلقى فى العصر المملوكى بتأثير التصوف فى مقالات كتاب منشور هنا، وكانت تزدهر فى الموالد وفى المؤسسات الدينية. يهمنا هنا جانب الانتحال ، فقد أضفى المتصوفة مناقب كثيرة على ليلة النصف من شعبان ، وجعلوا لها صلاة خاصة يقرأ فيها (قل هو الله أحد) ألف مرة لأنها مائة ركعة في كل ركعة عشر مرات ، يقول أبو شامة فى كتابه ( الباعث ) (وهى صلاة طويلة مستثقلة لم يأت فيها خبر ولا أثر إلا ضعيف موضوع). وذكر الأحاديث الموضوعة في ليلة النصف من شعبان وقال عن الوضاعين من الصوفية (وكلفوا عباد الله بالأحاديث الموضوعة فوق طاقتهم).

7 ـ كل هذا الهجص بدأه مالك فى الموطأ ، ثم تابعه البخارى ومسلم .

 

رابعا : فى موطأ مالك ( رواية يحيى ):  أحاديث تنفى صلاة العيد  وأخرى تثبتها                                                   

1 ـ  ( - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ غَيْرَ، وَاحِدٍ، مِنْ عُلَمَائِهِمْ يَقُولُ لَمْ يَكُنْ فِي عِيدِ الْفِطْرِ وَلاَ فِي الأَضْحَى نِدَاءٌ وَلاَ إِقَامَةٌ مُنْذُ زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَوْمِ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَتِلْكَ السُّنَّةُ الَّتِي لاَ اخْتِلاَفَ فِيهَا عِنْدَنَا ‏.‏ ) .

مالك ( سمع ) من السابقين ( أى هو دين يقوم على السماع ) أنه لم تكن فى العيدين أذان ولا إقامة للصلاة . ويقول أنها هى السُّنّة التى لا إختلاف فيها عندهم . مالك هنا لم يذكر صراحة كلمة الصلاة فى العيدين، مكتفيا بأنه لم تكن فيها أذان ولا إقامة . والاقامة للصلاة فى المصطلح السُّنّى تعنى أداء الصلاة ، وهذا ما يقوله المؤذن عندهم قبيل الصلاة (أقم الصلاة ). هنا ينفى مالك صلاة العيدين ، ويقول :( وَتِلْكَ السُّنَّةُ الَّتِي لاَ اخْتِلاَفَ فِيهَا عِنْدَنَا ‏.‏ ). وعليه فليس فى العيدين صلاة .!.

ثم يناقض مالك نفسه فيثبت صلاة العيد فى موضع آخر فيقول : ( حَدَّثَنِي يَحْيَى قَالَ مَالِكٌ مَضَتِ السُّنَّةُ الَّتِي لاَ اخْتِلاَفَ فِيهَا عِنْدَنَا فِي وَقْتِ الْفِطْرِ وَالأَضْحَى أَنَّ الإِمَامَ يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ قَدْرَ مَا يَبْلُغُ مُصَلاَّهُ وَقَدْ حَلَّتِ الصَّلاَةُ ‏.‏ قَالَ يَحْيَى وَسُئِلَ مَالِكٌ عَنْ رَجُلٍ صَلَّى مَعَ الإِمَامِ هَلْ لَهُ أَنْ يَنْصَرِفَ قَبْلَ أَنْ يَسْمَعَ الْخُطْبَةَ فَقَالَ لاَ يَنْصَرِفُ حَتَّى يَنْصَرِفَ الإِمَامُ ‏.‏ )

2  ـ حديث لابن عمر أنه لم يكن يصلى العيد : (  حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، لَمْ يَكُنْ يُصَلِّي يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ الصَّلاَةِ وَلاَ بَعْدَهَا ‏.‏ ) . وحديث آخر لابن عمر نفسه أنه كان يصلى العيد :( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى ‏.‏ )

 3 ـ وأحاديث تزعم أن النبى كان يصلى العيدين بالناس : (  - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى قَبْلَ الْخُطْبَةِ ‏.‏ ) ، وأن الخلفاء بعده كانوا يصلونها ( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، كَانَا يَفْعَلاَنِ ذَلِكَ ‏.‏ ) (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ قَالَ شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ إِنَّ هَذَيْنِ يَوْمَانِ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صِيَامِهِمَا يَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ وَالآخَرُ يَوْمٌ تَأْكُلُونَ فِيهِ مِنْ نُسُكِكُمْ ‏.‏ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ ثُمَّ شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَجَاءَ فَصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ فَخَطَبَ وَقَالَ إِنَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ لَكُمْ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ فَمَنْ أَحَبَّ مِنْ أَهْلِ الْعَالِيَةِ أَنْ يَنْتَظِرَ الْجُمُعَةَ فَلْيَنْتَظِرْهَا وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْجِعَ فَقَدْ أَذِنْتُ لَهُ ‏.‏ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ ثُمَّ شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ - فَجَاءَ فَصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ فَخَطَبَ ‏.‏ ) .

وحديث آخر أن عمر بن الخطاب لم يكن يعرف ما كان النبى يقرأ به فى صلاة العيدين ، فسأل رجلا عن ذلك : (  - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَازِنِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، سَأَلَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ مَا كَانَ يَقْرَأُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الأَضْحَى وَالْفِطْرِ فَقَالَ كَانَ يَقْرَأُ بِـ ‏{‏ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ‏}‏ وَ ‏{‏اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ‏}‏‏.‏ ). فكيف كان عمر يصلى العيد مع النبى سنينا ثم لا يعرف بما كان يقرأ فى الصلاة ؟

 خامسا : احاديث ( مالكية ) فى تشريع صلاة العيدين منسوبة للصحابة والتابعين

مالك يجعل عمل أهل المدينة من الصحابة والتابعين مصدرا تشريعيا . وهذا منتظر من ( مالك ) الذى هو (مالك ) الدين المالكى المتعصب لموطنه المدينة . وهو يضيف رأيه أحيانا بإعتباره (مالك ) هذا الدين الأرضى . ونستشهد بما قاله :

1 ـ ( - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ يَوْمَ عِيدِ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ ‏.‏ )

 2 ـ( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يُؤْمَرُونَ بِالأَكْلِ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ الْغُدُوِّ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَلاَ أَرَى ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ فِي الأَضْحَى ‏.‏ )

3 ـ (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ شَهِدْتُ الأَضْحَى وَالْفِطْرَ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَكَبَّرَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ وَفِي الآخِرَةِ خَمْسَ تَكْبِيرَاتٍ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَهُوَ الأَمْرُ عِنْدَنَا ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ فِي رَجُلٍ وَجَدَ النَّاسَ قَدِ انْصَرَفُوا مِنَ الصَّلاَةِ يَوْمَ الْعِيدِ إِنَّهُ لاَ يَرَى عَلَيْهِ صَلاَةً فِي الْمُصَلَّى وَلاَ فِي بَيْتِهِ وَإِنَّهُ إِنْ صَلَّى فِي الْمُصَلَّى أَوْ فِي بَيْتِهِ لَمْ أَرَ بِذَلِكَ بَأْسًا وَيُكَبِّرُ سَبْعًا فِي الأُولَى قَبْلَ الْقِرَاءَةِ وَخَمْسًا فِي الثَّانِيَةِ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ ‏.‏)

4 ـ (وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، كَانَ يَغْدُو إِلَى الْمُصَلَّى بَعْدَ أَنْ يُصَلِّيَ الصُّبْحَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ‏.‏ )

 5 ـ ( حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، أَنَّ أَبَاهُ الْقَاسِمَ، كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ، إِلَى الْمُصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ‏.‏ )

6 ـ ( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ الصَّلاَةِ فِي الْمَسْجِدِ ‏.‏ ).

أخيرا :

مات مالك ( مالك الدين الأرضى المالكى ) ، ولا يزال هجصه سائدا ،بدليل أننا نكتب هذا المقال فى اليوم المسمى بيوم الوقفة ( وقفة عرفات ) وستمتلىء الساحات  غدا بصلاة عيد الأضحى ، إستجابة لأوامر مالك ومن جاء بعد مالك .

أحسن الحديث :

يقول جل وعلا : (  أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً (106) الكهف ).

ودائما : صدق الله العظيم .!!

اجمالي القراءات 15840