الحديث عن خرافة المهدي المنتضر والدجال ونزول عيسی .. الخ. حديث يأسر قلوب البسطاء الجهلاء الذين أطلق عليهم كهنة المعبد تسمية العامة.
تری ذلك العامي مبهورا مسلوب العقل فاتحا فاه، متلذذا بسماع تلك الخرافات مؤمنا بها، لدرجة أن البعوض يستطيع أن يبيض ويفقس داخل فمه، وصاحبا لا يشعر بشيء، والعامة كما قيل تعشق الخرافات.
في المقابل تری العاقل اللبيب يرفض كل تلك الخرافات، بل ويتندر عليها، وإذا أحب أن يستمع إليها فمن باب التسلية والمرح، وشر البلية ما يضحك.
وحتی لا نقضي العمر كله في تفنيد ونقد كل تلك الخرافات، وتوفيرا للوقت والجهد، فإننا سنقضي عليها بضربة واحدة، يطلق عليها في عالم الملاكمة: الضربة القاضية. وذلك بتبيين الحقائق القرآنية التالية:
أولا: الوحي الذي نزل علی خاتم الأنبياء هو القرآن الكريم لا غير، قال تعالی علی لسان خاتم النبيين في سورة الأنعام: وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به (19) .
ثانيا: ليس لخاتم النبيين أن يتحدث في الدين من خارج القرآن الكريم، وقد أمره تعالی أن يخبر الناس بهذا في سورة الأنبياء: قل إنما أنذوكم بالوحي (45) .
أما الأحاديث المنسوبة لخاتم النبيين فهي ليست وحي، بل هي كلام بشري يؤخذ منه ويرد عليه، وهي تفيد الظن ولا تفيد اليقين وهذا بإعتراف علماء الحديث أنفسهم.
ثالثا: خاتم النبيين لا يعلم الغيب، ولا يعلم ماذا سيحدث له أو للناس من بعده، والآيات التي تبين هذا عديدة، ونكتفي بقوله تعالی في سورة الأحقاف: قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم (9) .
وبالتالي فكل الأحاديث التي تتكلم عن غيبيات أحاديث باطله وهي تشكل تقريبا 60% من نسبة الأحاديث الملفقة والمنسوبة كذبا لخاتم النبيين.
الثعبان الأقرع:
تنبثق من خرافة عذاب القبر، خرافة أخری اسمها الثعبان الأقرع.
وقد تكلمنا سابقا أن تراثنا الثقافي يعج بالخرافات والأكاذيب التي تنبثق منها خرافات وأكاذيب أخری.
أو بمعنی أخر: هو كذبة تنبثق منها آلاف الأكاذيب.
والعادة أن مخترعي تلك الأكاذيب لا يوفقون في حبك أكاذيبهم.
هنا مثلا إخترعوا أسطورة الثعبان الأقرع، كي يفزعوا ويرهبوا الجهلاء بهذا الثعبان، الذي يخيل إلی عديمي العقول بأنه ثعبان مختلف، مع أن جميع الثعابين (قرع) وليس في رأسها شعرة واحدة .
كان حري بهم أن يسموه الثعبان الأقعش، كي يصبح مختلف ومرعب أكثر من غيره.
وهنا نناشد علماء وفقهاء الجهل المقدس، أن يحترموا عقول البسطاء ويغيروا اسم هذه الخرافة إلی:
الثعبان الأقعش