لطائف قرآنية (15)
أشرقت الشمس أم طلعت..؟
ورد في سورة الكهف الآية الكريمة
{ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) } الكهف
سنلحظ أن الحق وصف الشروق للشمس بـ "..طلعت.. " في مقام أشرقت، وواقع الأمر أنه لم تأت أشرقت للشمس في النص القرآني كله، فدائما كانت تأتي كأحد اشتقاقات الجِذر ( ط . ل . ع ) مثل الآية قيد البحث أو" مطلع " ، مثل الآية
{ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90)} سورة الكهف
ذلك لأن الحق أفرد الإشراق لذاته حيث قال
{ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) } الزمر
وأحسب أن الفارق واضح فبينما تنير الشمس نصف الكرة الأرضية فقط حين طلوعها، فإنه بالمقابل سوف تنار الأرض كلها بنور ربها يوم القيامة حيث لا شموس هناك ولا نجوم
{ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) ... } التكوير
م / محمد ع. ع. خليفة