عذاب القبر بين الحقيقة والخيال
من المؤسف جدا ان تجد في هذه الايام وبعد نزول القران الكريم على خاتم النبين منذ اكثر من 1200 سنة عدد كبير من ابناء هذه الامة الاسلامية ما زال يؤمن بمقولة عذاب القبر ضاربا بمقولته هذه بكل الايات القرانية عرض الحائط والتي تنفي هذا الادعاء نفيا قطعيا لا مرية فيه ويتمسكون ببعض احاديث الاحاد والتي يجمع معظم علماء الامة بانها احاديث ظنية الثبوت وتاركها لا اثم عليه ولا يجوز استنباط او استخراج اسس الدين من هذه الاحاديث اي انهم يقرون بهذه الاقوال ان الاحاديث ليست من ركائز الايمان ولا من اساسيات الدين الاسلامي وفي المقابل يجمع كل اهل العلم من المسلمين وعامتهم على ان القران الكريم هو كتاب الله المتين المنزل على نبيه محمد بواسطة جبريل عليه السلام المتعبد بتلاوته وتاركه ومنكره كافر ورغم كل هذه الاقوال من علماء الامة بكل اطيافها ومن معظم ابناء الامة الاسلامية وسوادها الاعظم الا انك تجد من يتهمك اذا رفضت حديث هنا او حديث هناك لتعارضه مع القران الكريم انك منكر للسنة وتريد هدم سنة رسول الله الكريم وفي هذا عندهم خروج عن الدين اي انك في نهاية المطاف تصل الى مرحلة المرتد او الكفر ..
فكيف يكون ذلك الحكم من اناس يدعون انهم مسلمون ويقرءون القران الكريم .... الاانهم يقرءون ولا يتدبرون او لا يفهمون ما يقرءون ..
فنحن عندما نقول ان لا وجود لعذاب القبر فاننا نعتمد على نصوص القران الكريم وعلى اعترافات كثير من العلماء المسلمين من اهل السنة والجماعة ومن المعتزلة والاباضية وغيرهم من الفرق الاسلامية المعروفة وممن يقولون بهذا القول من علماء اهل السنة في العصر الحديث ويعتبر من اكبر ائمة اهل السنة الامام المرحوم متولي شعراوي الذي قال بالحرف عندما سئل عن عذاب القبر ....
انه لا عذاب في القبر لانه لا عذاب الا بعد الحساب ...................
وهذا قول ينسجم مع القران الكريم ونقدره ونقبله ...
وفيما يلي سرد لبعض الايات التي تفيد حتمية تاجيل الحساب ومصير الناس ليوم القيامة وتقطع الشك باليقين على ان عذاب القبر مجرد وهم وخيال
1- ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار ... واليوم الذي تشخص فيه الابصار هو يوم البعث فيكون من يؤمن بعذاب القبر لا بد له ان يكون مكذبا بهذه الاية الكريمة
2- كل نفس ذائقة الموت انما توفون اجوركم يوم القيامة ..... وكلمة انما تعني ان الجزاء لا يكون الا يوم القيامة ..
3- يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم..... ولا يصدر الناس الا يوم القيامة..
4- فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابية اني ظننت اني ملاق حسابيه فهو في عيشة راضية واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوت كتابيه ولم ادر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ... وهذا يعني ان من اوتي كتابه بيمينه لم يلق اي نعيم في القبر والا ما قال اني ظننت اني ملاق حسابيه ومن اخذ كتابه بشماله لم يدر موقفه من الحساب الا يوم القيامة والا لما قال ولم ادر ما حسابيه
5- قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ..... فالاية تشير الى ان الكافر كان في حالة ركود في قبره والركود سبات لا شعور فيه ..
6-ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ...فلو كانوا يعذبون لما اقسموا هذا القسم ..
هذه بعض الايات القرانية التي تثبت بما لا يدع مجالا للشك ان لا وجود لعذاب القبر وان ذلك وهم وخيال لا اصل له في ديننا الحنيف ... وقبل ان اختم مقالتي هذه اريد ان انوه الى ان كثير من القراء سيقولون وما هو تفسير الاية التي تقول عن ال فرعون ...النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم القيامة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب .. فهذه الايه لا تعني وجود عذاب في القبر وهي بحاجة الة شرح وتفسير اكثر من ذلك ربما نتحدث عنها في مقال اخر لنوضح المقصود منها والله اعلم بما نقول وفوق كل ذي علم عليم ........