خطبتي جمعة
السمع

عبدالوهاب سنان النواري في الخميس ٠١ - سبتمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

الخطبة الأولى:

 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أنزل علی عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا.

 

يستعرض الحق تبارك وتعالی في كتابه العزيز، آية السمع كآية ونعمة من آياته ونعمه العظيمة علينا، فيقول جل جلاله: قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون (الملك 23) . ويقول أيضا: والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون (النحل 78) .

 

وعن أعظم نعم الله جل وعلا علينا، ألا وهي نعمة الهداية، نعمة القرآن العظيم، يقول سبحانه وتعالی: وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون (الأعراف 204) . ويحذرنا الحق تبارك وتعالی من مخالفة توجيهاته العظيمة بقوله تعالی: ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون (الأنفال 21) .

 

ويمتدح الحق تبارك وتعالی عباده المؤمنين ويعطينا مواصفاتهم التي ينبغي أن نتحلی بها بأنهم: الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب (الزمر 18) . وفي تعريف شامل يقول الحق تبارك وتعالی: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير (البقرة 285) .

 

بل ويتعدی رب العزة عالم الإنسان ويحدثنا عن عالم الجن، فيقول سبحانه: قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرءانا عجبا . يهدي إلی الرشد فأمنا به ولن نشرك بربنا أحدا (الجن 1-2) . وفي سورة الأحقاف يقول الحق تبارك وتعالی: وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلی قومهم منذرين . قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسی مصدقا لما بين يديه يهدي إلی الحق وإلی طريق مستقيم (29-30) .

 

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم, ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, إنه تعالى ملك بر رؤوف رحيم.. رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ.. قلت ما سمعتم واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم, ولوالدي ووالديكم, وللمؤمنين والمؤمنات, فاستغفروه, إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

في المقابل يحدثنا الحق تبارك وتعالی عن المعاندين المشركين الملعونين من بني إسرائيل فيقول: من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم (النساء 46) .

 

وعن أولئك الجهلة المعاندون الذين تعرض عليهم آيات الله جل وعلا فيقولون لنا: هل سبقكم أحد إلی ما تذهبون إليه. نتلوا عليهم آيات الله جل وعلا، فيقولون لنا: أول مرة نسمع هذا الكلام، أنتم فقط تبحثون عن الشهرة. عن هؤلاء يقول الحق تبارك وتعالی: فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين (المؤمنون 24) . ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق (ص 7) .

 

ويحذر وينبه الحق تبارك وتعالی هؤلاء الغافلين بقوله: أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلی ورسلنا لديهم يكتبون (الزخرف 80) . ويحكي لنا رب العزة عن حالهم وبكائهم وولولتهم في جهنم، لسان حالهم: لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير (الملك 10) .

 

إن في ذلك لذكری لمن كان له قلب أو ألقی السمع وهو شهيد.

 

ختاما: يقول الحق تبارك وتعالی: يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا ، وسبحوه بكرة وأصيلا ، هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخركم من الظلمات إلی النور وكان بالمؤمنين رحيما (الأحزاب 41-43) .

وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين (غافر 60) .

 

ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار.

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته علی الذين من قبلنا ، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ، واعف عنا ، واغفر لنا وارحمنا ، أنت مولانا فانصرنا علی القوم الكافرين.

قوموا إلی صلاتكم يرحمكم الله

اجمالي القراءات 5597