لقد تكررت الدنيا في القرآن الكريم 115 مرة وذلك بمثل قوله تعالى. (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).
وتكررت الآخرة بنفس العدد، وذلك بمثل قوله تعالى: (إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة). الشياطين والملائكة
تساوى عدد مرّات ورود لفظ الشيطان وعدد مرّات ورود لفظ الملائكة في القرآن الكريم، فقد تكرّر لفظ الشيطان 68 مرّة في مثل قوله تعالى: (إن الشيطان لكم عدو فاتّخذوه عدوا).
وتكرر لفظ الملائكة 68 مرّة أيضا في مثل قوله تعالى: (إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنّي معكم). الحياة والموت تكرر لفظ الحياة في القرآن الكريم 71 مرّة، وذلك في مثل قوله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا).
ونفس هذا العدد قد تكرر به الموت، وذلك في مثل قوله تعالى: (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد).
النفع والفساد
تكرر لفظ النفع في القرآن الكريم بكل مشتقاته 50 مرّة. كقوله تعالى: (ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا).
وتكرر بنفس العدد أي 50 مرّة كلّ مشتقّات لفظ الفساد، كقوله تعالى: (ولا تعثوا في الارض مفسدين).
الصيف والحر... والشّتاء والبرد تكرّر البرد 04 مرّات، كما تكرّر الحر 04 مرّات كذلك، والصّيف ذكر مرّة واحدة، كما ذكر الشتاء مرّة واحدة، وذلك معا في قوله تعالى: (لإيلاف قريش. إيلافهم رحلة الشتاء والصيف).
وبذلك: يكون الصّيف والحر قد تكرّر 05 مرّات، قدر ما تكرّر الشتاء والبرد تماما.
الصّالحات والسيّئات لقد بلغ عدد ذكر الصّالحات وكافّة مشتقّاتها 180 مرّة في القرآن الكريم، وبنفس هذا العدد تكرّر ذكر السيّئات بكلّ مشتقّاتها.
الضّيق والطّمأنينة تكرّرت كلّ مشتقّات الضّيق 13 مرّة، كقوله تعالى: (حتّى إذا ضاقت بهم الارض بما رحُبت).
وبنفس العدد تكرّرت كلّ مشتقّات الطّمأنينة، كقوله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب).
إنّ التّوازن والتّناسق العددي في موضوعات القرآن الكريم لا يمكن أن يكون صدفة قدرية.. أو واقعة عشوائية.. أو حادثة عفوية.. لأنه توازن مقصود.. وتناسق غير محدود.
تُرى أيّ قوّة أو طاقة بشريّة، وأيّ أجهزة حاسبة أو عقول إلكترونيّة يمكنها أن تحدّد هذه الأعداد المتساوية في ألفاظ الموضوعات المتشابهة أو المتماثلة أو المترابطة أو المتناقضة، ثمّ توزّعها هذا التّوزيع الدّقيق منفردة ومتباعدة في مختلف آيات القرآن التي بلغ عددها بضع مئات وستة آلاف آية. وتأتي الآيات بعد ذلك قمّة في البلاغة والبيان وروعة في الصّياغة والإتقان.
لقد أمرنا القرآن الكريم بالتّأمّل والتّدبّر في آياته والتّذكّر والتّفكّر في أوجه معجزاته، فالله يقول لنا: (كتابٌ انزلناه إليك مبارك ليدبّروا آياته وليتذكّر أولوا الالباب).وقال: (أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها).
وقد أوضح التدبّر في آياته أنّه معجزة بلاغيّة، ودعوة أخلاقيّة، ومراجع تشريعيّة، وأصول قانونيّة، وحقائق علميّة، ومعجزة رقميّة عدديّة.
ولا يقتصر أمر الإعجاز العددي على التّساوي في عدد ألفاظ الموضوعات المتشابهة أو المترابطة أو المتناقضة.. ولكنّه يتعدّى ذلك إلى التّناسب والتّناسق الرّقمي.. وعجائب العد.. وغرائب الإحصاء.
فمن عجائب القرآن أن السّماوات عدده سبع.. وكرّر هذه الحقيقة سبع مرّات تحديدا:
1- قال تعالى: (ثمّ استوى إلى السّماء فسوّاهنّ سبع سماوات). البقرة29.
2- وقال: (تُسبّح له السّماوات السّبع والارض ومن فيهن). الإسراء 44.
3- وقال: (قل من ربُ السّماواتِ السّبعِ وربُّ العرش العظيم). المومنون 86.
4- وقال: (فقضاهنّ سبع سماوات في يومين وأوحى في كلّ سماء امرها). فصلت 12.
5- وقال: (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلَهن). الطلاق 12.
6- وقال: (الذي خلق سبع سماوات طباقا). الملك 03.
7- وقال: (ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا). نوح 15.
وعندما يذكر القرآن الحكيم خلق السّماوات والارض في ستّة أيّام فإنّه يكرّر هذه الحقيقة أيضا 07 مرّات في النّصوص الكريمة:
01- قال تعالى: (إنّ ربّكم الله الذي خلق السّماواتِ والارضَ في ستّة أيّام). الأعراف 54.
02- وقال: (إنّ ربّكم الله الذي خلق السّماوات والارض في ستّة أيّام). يونس 03.
03- وقال: (وهو الذي خلق السّماوات والارض في ستّة أيّام). هود 07.
04- وقال: (الذي خلق السّماوات والارضَ وما بينهما في ستّة أيّام). الفرقان 59.
05- وقال: (الله الذي خلق السّماوات والارض وما بينهما في ستّة أيّام). السجدة 04.
06- وقال: (ولقد خلقنا السّماوات والارض وما بينهما في ستّة أيّام). ق 38.
07- وقال: (هو الذي خلق السّماوات والارض في ستّة أيّام). الحديد 04.
وبذلك يكون هذا التّساوي والتّناسق والتّوازن وجهًا جديدًا من أوجه الإعجاز العديدة التي يكشف عنها التدبّر والتّأمل والتفكر.
إلا أنه وجه لا تختلف في نتيجته الآراء، ولا تتعدّد فيه الاتّجاهات، فهو ليس بتفسير أو تأويل، تتعارض فيه الاجتهادات، وتتباين النظريات، ولكنه حساب، وأرقام، وحقائق الحساب دائما قاطعة، وشواهد الأرقام أبدا دامغة، حقًّا وصدقا.
(قل لئن اجتمعت الانس والجنّ على أن ياتوا بمثل هذا القرآن لا ياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا). الإسراء 88.
(الله الذي أنزل الكتاب بالحقّ والميزان. وما يدريك لعلَّ الساعةَ قريب). الشورى 17.
إبليس والاستعاذة منه تكرّر ذكر لفظ إبليس في القرآن الكريم 11 مرّة، وذلك مثل قوله: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس). طه 116.
كما تكرّر الأمرُ بالاستعاذة منه 11 مرّة، كقوله تعالى: (قل اعوذ بربّ النّاس).
السّحر والفتنة
تكرّر كلٌّ من السّحر والفتنة في القرآن الكريم 60 مرّة.
المصيبة والشّكر
تكرّر كلٌّ من المصيبة والشّكر في القرآن الكريم 75 مرّة.
الإنفاق والرّضى تكرّر كلٌّ من: الإنفاق والرّضى في القرآن الكريم 73 مرّة.
البخل والحسرة تكرّر كلٌّ من: البخل والحسرة في القرآن الكريم 12 مرّة.
الإسراف والسُّرْعة تكرّر كلٌّ من: الإسراف والسّرعة في القرآن الكريم 23 مرّة.
الصّلاة والنّجاة
تكرّر كلٌّ من: الصّلاة والنّجاة في القرآن الكريم 68 مرّة.
الزّكاة والبركات
تكرّر كلٌّ من: الزّكاة والبركات في القرآن الكريم 32 مرّة.
العقل النور تكرّر كلٌّ من: العقل والنّور في القرآن الكريم 49 مرّة.
الرغبة والرهبة تكرّر كلٌّ من: الرغبة والرهبة في القرآن الكريم 08 مرّة.
الجهر والعلانية تكرّر كلٌّ من: الجهر والعلانية في القرآن الكريم 16 مرّة.
الرسل والأنبياء وأسماؤهم
تكرّر كلٌّ من: الرسول والنبي (والبشير والنذير وهو ما يطابق النبي) في القرآن الكريم 518 مرّة.
وباستعراض عدد مرات ذكر أسماء الرسل والأنبياء والمبشرين والمنذرين نجد أنهم تكرروا بالأعداد التالية:
موسى 136 إبراهيم 69 نوح 43 يوسف 27 لوط 27
عيسى 25 آدم 25 هارون 20 إسحق 17 سليمان 17
يعقوب 16 داود 16 إسماعيل 12 شعيب 11 صالح 09
هود 07 زكربا 07 ناقة الله 07 يحي 05 محمد/أحمد 05
أيوب 04 يونس 04 اليسع 02 إلياس 02 إدريس 02
ذا الكفل 02 آل ياسين 01
وهده مجموعها 518.
الشهور قال الله تعالى: (إنَّ عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله) التوبة 26.
ويتكرّر لفظ الشهر 12 مرّة أيضا بقدر عدّة الشّهور.
اليوم
تكرّر لفظ اليوم 365 مرّة. مثل قوله تعالى: (اليوم أحلّ لكم الطّيّبات). المائدة 05.
ولفظ اليوم بالجمع تكرّر (23)، وبلفظ أياما (04) مرّات، وبالمثنّى (03) = 30 (أي بقدر الشهر).
فهذه الأرقام العجيبة، وهذه التوافقات الغريبة، والتي تعتبر وجها من التساوي والتوازن والتناسب، ألا يدل ذلك على أن كل ما في القرآن الكريم إنما يحكمه الميزان. ألا يدل ذلك على علم وقدرة وعظمة الله سبحانه وتعالى.
والإعجاز الرقمي آية حديثة على إعجاز القرآن الكريم، ودليل جديد على نبوة سيدنا محمد النبي العظيم، أصلي عليه وأسلم تسليما.
قال تعالى: (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربّك بغافل عمّا تعملون). النمل 93.
لقد تحدى القرآن الكريم كل من كان عنده شك فيه أن يحاول الإتيان بمثل ما جاء فيه بالنص الشريف: (وإن كنتم في ريب مما أنزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين). 23 البقرة.
وأطلقت الآية الشريفة كل نواحي الإعجاز، ومنها: الإعجاز الرقمي، فلو اجتمع الناس جميعا ما استطاعوا إذ أنّ النتيجة أوردتها الآية التالية بالنص الكريم: (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها النّاس والحجارة أُعدّت للكافرين). 24 البقرة.
إن الإعجاز الرقمي للقرآن الكريم هو أسلوب للدعوة بلغة العصر، فنحن في عصر الأرقام وزمن العد والإحصاء (التكنولوجيا الرقمية).
وهذا الوجه من الإعجاز وجه قاطع؛ فإن دليله العدد، والعدد لا يختلف، والحساب لا يخطئ، ومثال ذلك:
الدنيا والآخرة