من ( مكنون الحضارة و التاريخ العماني ) للدكتور فاضل محمد _ من العراق _ 3

سعيد علي في الأربعاء ١٧ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

من مكنون الحضارة والتاريخ العماني 3

د . فاضل محمد- جامعة بغداد

انفراد عمان في تأسيس امبراطورية عربية في العصر الحديث

في محاضرة ألقيتها في أواخر عام 2008 على أساتذة جامعة بغداد بمختلف الاختصاصات العلمية والانسانية، بادىء ذي بدء طرحت عليهم سؤالا وهو:
من هي الامبراطورية العربية التي تشكلت إبان التاريخ الحديث؟

لمست استغرابا مشوبا بعلامات التعجب على وجوه الأساتذة الحضور, ولم ينبس أحدهم ببنت شفه، فتداركت الأمر وقلت لهم لو أنني سألتكم عن أمر ضمن تاريخ وادي النيل أو وادي الرافدين لحصلت على الاجابة ربما فورا، ولكن سؤالي كان يعني تاريخ وحضارة عمان والذي للأسف الشديد قد تأخرنا كثيرا عن سبر غوره والاطلاع عليه أو الكتابة عنه.

فالجواب هو:
امبراطورية عمان العربية التي أسسها السلطان سعيد بن سلطان والتي امتدت نصف قرن ونيف وبالتحديد 1804-1856م .

اعتمدت هذه الامبراطورية العمانية على ركائز قوية ثبتها السلطان سعيد كي لاتعصف بها الأحداث السياسية والعسكرية التي كانت تمر بها المنطقة, ومن هذه الركائز بإختصار شديد:

أولا-العلاقات الدولية التي كانت تتمتع بها الامبراطورية، حيث الصلات الدبلوماسية القوية مع بريطانيا والتي كانت تستند على الاستقلالية وليست التبعية أو الحماية كما هو الأمر مع سائر دول الخليج العربي يومذاك فضلا عن العلاقات الحميمة مع الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وهولندا وغيرها.

ثانيا-الركيزة الاقتصادية المتينة التي اعتمدتها الامبراطورية لاسيما في التجارة وبالأخص تجارة القرنفل التي أسسها ورعاها السلطان سعيد لتدر على الامبراطورية العمانية بالمردود المالي الوفير حيث كانت تزود العالم من هذا المحصول بنسبة 90 بالمائة مما يحتاجه.

ثالثا- القوة العسكرية الضاربة التي انشأها ونماها السلطان سعيد بن سلطان،
حيث الأسطول الكبير والقوي والذي كان يجوب الامبراطورية العمانية مابين العاصمتين للامبراطورية الأولى: في شرق افريقيا وهي (زنجبار ) والثانية : في آسيا وهي (مسقط) ويتنقل الأسطول العماني والسلطان العماني بين هاتين العاصمتين عالرغم من أن المسافة بينهما ليست بالقصيرة حيث كانت تربوعلى الألفي ميل تقريبا.

لقد ذهل أساتذة جامعة بغداد حقا عندما سمعوا بذلك لأول مرة وقد استخدمت (الداتا شو) وهي أداة عرض تنقل مفردات المحاضرة مع خارطة الامبراطورية العمانية يومذاك والممتدة بين قارتي افريقيا وآسيا بصورة مجسمة ومشوقة حيث تجسدت بالألوان أبعاد الموضوع الأمر الذي جعل وصول مادة المحاضرة للأستاذة بسهولة ويسر تأمين.

اجمالي القراءات 6619