عن ملك اليمين : بداية التشريع السنى : أنس بن مالك

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٢٩ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة

1 ـ المضحك أن معظم الأحاديث المروية جاءت من صبية صغار ، مات النبى محمد عليه السلام وهم صبية صغار ، ثم عاشوا طويلا بعده يروون ما شاءوا للناس بزعم أنهم سمعوه  من النبى محمد عليه السلام . ومن يقرأ كثرة الأحاديث المنسوبة لهؤلاء الصبيان يتخيل النبى قد إنقطع الي أحدهم وحده فى السنوات القليلة الأخيرة من حياته ، وخصّه بتلك الأحاديث . أشهر أولئك الصبيان ابن عباس وابن عمر وابن عمرو بن العاص ، وأخطرهم أنس بن مالك ( المسكوت عنه.!!) .

2 ـ ونعطى لمحة عن (أنس بن مالك ) من خلال ترجمته فى الطبقات الكبرى لابن سعد .

أولا : أنس بن مالك . 

1 ـ  الثابت أنه آخر من مات من ( الصحابة ). مات عام 92 أو 93 ، وعمره فى حدود المائة عام . وإذا كان النبى محمد عليه السلام قد مات فى عام 11 فإن أنس كان طفلا حين جىء به ليخدم النبى .  وقد زعم أنس أنه ظل يخدم النبى سنوات ،   فهل كان فى الأمر ضرورة تستدعى هذا ؟ وأين أزواج النبى ؟ وأين عائلته من بنى هاشم ؟ . هو مجرد زعم كاذب من ( أنس بن مالك ) الذى أُتيح له أن يستثمر عمره المديد فى الشهرة وجمع المال ، فقد عاش حوالى 80 عاما بعد موت النبى . وعاش أكثر من ثلاثين عاما بعد موت أبى هريرة عام 59 ، وكان أبو هريرة متحالفا مع الأمويين ، فاحتل أنس مكانته وظل حليفا للأمويين الى أن مات  بالبصرة  فى ولاية صديقه الحجاج المتوفى عام 95 ، وقد عاش أنس منعما فى كنفه حوالى ( 18 ) عاما، من عام 75 الى أن مات أنس عام 93 .  

2 ـ فى حياته بالعراق إنثال عليه الناس يروون عنه ما يقوله عن النبى . تخيل نفسك مكانه : ألن تكون أيقونة للناس المتعطشين لسماع تاريخ النبى ؟ ألن يتوافد عليك الناس من كل حدب وصوب لمجرد رؤيتك ، ثم بعدها الحديث معك عن ذكرياتك مع النبى ؟ ، فإذا كنت تريد الشهرة ألن تقول ما يؤكد حب النبى لك ولأسرتك وما يرفع منزلتك أنت وأسرتك خلال أحاديث تنسبها للنبى وتضعها على لسانه ؟  خصوصا ولا يوجد من الصحابة من بقى حيا لكى يصحح ما تقول، أو أن يكذّب ما تقول أو يتحفّظ على ما تقول . وخصوصا أن ما يخرج من فمك لم يقله أحد قبلك ؛ فأنت المرجعية ، وأنت لا تنقل عن كتاب بل عن ذاكرتك ..وهنا ليس مهما أن يتباعد الزمن بين وقتك وبين وقت مرافقتك للنبى ، وليس مهما أن يبلغ الفرق أكثر من سبعين عاما بين عصرك فى العراق فى دولة بنى أمية وبين عصر النبوة فى المدينة ، وليس مهما أن يعتريك نسيان الشيخوخة، ليس مهما عند سامعيك ومحبيك أن الشخوخة تضعف الذاكرة ، وهذه حقيقة قرآنية : (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً (الحج 5 ). ليس هذا مهما لهم لأنهم جاءوا اليك مصدقين مقدما ما ستقوله ، ومتلهفين على ما ستقوله لأن كل واحد منهم سيفاخر بأنه رآك وسمعك وهو يروى عنك . وإذا كنت تحبّ المال وتريد استغلال هذه المنزلة ألن تحولها الى إستثمار يدرّ عليك أموالا ؟ وهل إذا كان حصولك على الأموال يتطلب رضى الحاكم عنك ألن تداهن الحاكم وتسكت عن ظلمه ؟ .

3 ـ  لم يرد ذكر لأنس بن مالك فى الروايات التاريخية عن الحروب  التى تأججت وانفجرت وتتابعت بعد موت النبى عليه السلام حتى موته بالعراق .   لم يشارك فى معركة مع الحق أو مع الباطل ، بل إن ترجمته فى الطبقات الكبرى لابن سعد تكتفى بما ذكره هو عن نفسه من خدمته للنبى ، ثم مقتطفات من سيرته فى العراق وهو يعيش مترفا مستريحا بينما كان العراق يعيش حمامات دم. عاش أنس بن مالك شاهدا على ذلك كله ثمانين عاما ، سمع بانتهاك حرمة المدينة ـ موطنه الأصلى ـ وانتهاك الحرم المكى ، ولم يعترض على الأمويين ، بل تقرب للحجاج وهو يراه يفتك بالناس ، بل إن تلامذته والرواة عنه أحاديثه  ــ والذين خلقوا له الشهرة فى حياته وبعد مماته ـ  تعرضوا للسجن والقتل فى عصر الحجاج ، وهو غير آبه بهم . 

4 ـ عن حبه للمال يقول ابن سعد : (  كان انس بن مالك من احرص اصحاب محمد على المال ). وحين تكاثرت أموال أنس فقد إستخدم روايته للأحاديث للدفاع عن نفسه ولتحصين ذلك المال من شبهة أنه يأتى له من الظالمين آكلى السحت ، كأن يزعم أن هذا المال جاءه إستجابة لدعوة النبى له وهو فى صغره ، يقول أنس : ( ذهبت بي امي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله خويدمك ادعالله له .! قال : اللهم اكثر ماله وولده واطل عمره واغفر ذنبه . قال انس : فقد دفنت من صلبيمائة غير اثنين او قال مائة واثنين ، وان ثمرتي لتحمل في السنة مرتين ، ولقد بقيت حتىسئمت الحياة ، وانا ارجو الرابعة ) أى يرجو غفران ذنبه . وقال أنس أيضا فى تأكيد للحديث السابق : اني لاعرف دعوة رسول اللهصلى الله عليه وسلم فيّ وفي مالي وفي ولدي ). ولكن كان أنس يضطر للاعتراف بأنّ هذا المال يأتى اليه من ولاة الظلم ، يضطر للاعتراف ليدفع عن نفسه تهمة أخرى ، نقرأ هذه الرواية : ( قال اخبرنا وكيعبن الجراح والفضل بن دكين قالا حدثنا عبد السلام بن شداد ابو طالوت قال رايت علىانس عمامة خز وجبة خز ومطرف خز ، فقالوا له ما لك تنهانا عن الخز وتلبسه انت ؟ فقال :انامراءنا يكسوناها فنحب ان يروه علينا ) . أى إن أنس كان ينهى خلال أحاديث يختلقها عن لبس الخزّ (أى الحرير)، بينما يستبيح لنفسه أن يتباهى كالأمراء بلبس الحرير ، وحين قيل له :" تنهانا عن الخز وتلبسه انت ؟ "، ردّ معترفا بأن أسياده ينعمون عليه بهذا الحرير، وهو يحب أن يروه مرتديا هداياهم الحريرية :( انامراءنا يكسوناها فنحب ان يروه علينا ).

واشتهر قصر أنس فى منطقة الطّف بالبصرة ، وهو الذى مات فيه ، كما إشتهرت ضياعه ومزارعه وبساتينه . وكانت ضياع أنس تثمر له مرتين فى العام : ( قال اخبرنا محمد بن عبد الله الانصاري قالحدثنا ابي عن ثمامة بن عبد الله بن انس قال كان كرم انس يحمل كل سنة مرتين ). وأيضا حرص أنس على تحصين إيراده من ضياعه وبساتينه بالزعم بأن دعوته مستجابة ، مثل زعمه دعوة النبى له بتكثير أمواله. نقرأ هذه الرواية  :( شكا قيّم لانس بن مالك في ارضهالعطش، قال : فصلى انس ودعا فثارت سحابة حتى غشيت ارضه حتى ملات صهريجه فارسل غلامهفقال انظر اين بلغت هذه فنظر فاذا هي لم تعد ارضه )، اى بزعمهم استجاب الله جل وعلا لدعوة أنس فجعل المطر يهطل على ضيعته فقط دون المزارع الأخرى العطشى ، أى إننا أمام أنانية وشحّ حتى فى سبك الروايات واختلاقها . وتأتى رواية أخرى بتفصيلات أكثر: ( جاء انسا اكار بستانه في الصيففشكا العطش ، فدعا بماء فتوضا وصلى ، ثم قال : هل ترى شيئا ؟ فقال : ما ارى شيئا ، قال فدخلفصلى ثم قال في الثالثة او في الرابعة : انظر.  قال : ارى مثل جناح الطير من السحاب ، قالفجعل يصلي ويدعو حتى دخل عليه القيم فقال : قد استوت السماء ومطرت .! فقال: اركب الفرسالذي بعث به بشر بن شغاف فانظر اين بلغ المطر . قال فركبه فنظر ، قال : فاذا المطر لميجاوز قصور المسيرين ولا قصر الغضبان )، أى هطل فقط على مزارع أنس وقصوره . ونكتفى بهذا فى تحليل شخصيته .

ثانيا : أحاديث الاسترقاق المروية عن ( أنس بن مالك )

1 ـ من الطبيعى أن يخترع أنس بن مالك أحاديث تبرر وتشرع مظالم الأمويين ، ومنها السبى . ولقد إشتهر الأمويون بجلب الجميلات من آسيا وشمال افريقيا وأوربا بشتى الطرق . وقام أنس بتشريع هذا بإختراع اسطورة أن النبى عليه السلام كان يسبى وأنه سبى صفية بنت حيى بن اخطب . وطبعا صدقت المواشى هذا الكلام ، ولا تزال تؤمن به .

2 ـ  هناك روايات مختلفة فى هذه الأكذوبة عن السبى إخترعها أنس ، ونستشهد ببعضها : ( 12553 حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُالْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسٌ، قَالَ صَارَتْ صَفِيَّةُلِدِحْيَةَ فِي مَقْسَمِهِ وَجَعَلُوا يَمْدَحُونَهَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَيَقُولُونَ مَا رَأَيْنَا فِي السَّبْيِمِثْلَهَا قَالَ فَبَعَثَ إِلَى دِحْيَةَ فَأَعْطَاهُ بِهَا مَا أَرَادَ ثُمَّدَفَعَهَا إِلَى أُمِّي فَقَالَ أَصْلِحِيهَا قَالَ ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ حَتَّى إِذَا جَعَلَهَا فِيظَهْرِهِ نَزَلَ ثُمَّ ضَرَبَ عَلَيْهَا الْقُبَّةَ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ زَادٍ فَلْيَأْتِنَا بِهِقَالَ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِفَضْلِ التَّمْرِ وَفَضْلِ السَّوِيقِوَبِفَضْلِ السَّمْنِ حَتَّى جَعَلُوا مِنْ ذَلِكَ سَوَادًا حَيْسًا فَجَعَلُوايَأْكُلُونَ مِنْ ذَلِكَ الْحَيْسِ وَيَشْرَبُونَ مِنْ حِيَاضٍ إِلَى جَنْبِهِمْمِنْ مَاءِ السَّمَاءِ قَالَ فَقَالَ أَنَسٌ فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيمَةَ رَسُولِاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا وَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَارَأَيْنَا جُدُرَ الْمَدِينَةِ هَشِشْنَا إِلَيْهَا فَرَفَعْنَا مَطِيَّنَاوَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطِيَّتَهُ قَالَوَصَفِيَّةُ خَلْفَهُ قَدْ أَرْدَفَهَا قَالَ فَعَثَرَتْ مَطِيَّةُ رَسُولِ اللَّهِفَصُرِعَ وَصُرِعَتْ قَالَ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَلَاإِلَيْهَا حَتَّى قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَفَسَتَرَهَا قَالَ فَأَتَيْنَاهُ فَقَالَ لَمْ تُضَرَّ قَالَ فَدَخَلَ الْمَدِينَةَفَخَرَجَ جَوَارِي نِسَائِهِ يَتَرَاءَيْنَهَا وَيَشْمَتْنَ بِصَرْعَتِهَاحَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ ثَابِتٍ عَنْأَنَسٍ قَالَ لَقَدْ رَأَيْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَوَلِيمَةً مَا فِيهَا خُبْزٌ وَلَا لَحْمٌ حِينَ صَارَتْ صَفِيَّةُ لِدِحْيَةَالْكَلْبِيِّ فِي مَقْسَمِهِ فَجَعَلُوا يَمْدَحُونَهَا فَذَكَرَ مَعْنَاهُ‏.‏).

أنس يفترى أن النبى أعجبته صفية فأخذها من دحية . وأن الست ( أم أنس ) هى  التى عهد النبى لها بتجهيز صفية ليلة الدخلة ، دون ذكر للعدة أو الاستبراء ، وأن النبى ضرب عليها القبة أى دخل بها ثم أمر أصحابه بعمل وليمة . نعيد التذكير بقوله : (صَارَتْ صَفِيَّةُلِدِحْيَةَ فِي مَقْسَمِهِ وَجَعَلُوا يَمْدَحُونَهَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَيَقُولُونَ مَا رَأَيْنَا فِي السَّبْيِمِثْلَهَا قَالَ فَبَعَثَ إِلَى دِحْيَةَ فَأَعْطَاهُ بِهَا مَا أَرَادَ ثُمَّدَفَعَهَا إِلَى أُمِّي فَقَالَ أَصْلِحِيهَا قَالَ ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ حَتَّى إِذَا جَعَلَهَا فِيظَهْرِهِ نَزَلَ ثُمَّ ضَرَبَ عَلَيْهَا الْقُبَّةَ. فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ .. )

( 12472 حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَزَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ بِغَلَسٍثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِقَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ قَالَ فَخَرَجُوا يَسْعَوْنَ فِي السِّكَكِوَهُمْ يَقُولُونَ مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ قَالَ فَظَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَقَتَلَ مُقَاتِلَتَهُمْ وَسَبَىذَرَارِيَّهُمْ وَصَارَتْ صَفِيَّةُ لِدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ ثُمَّ صَارَتْ إِلَىرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ فَتَزَوَّجَهَا وَجَعَلَصَدَاقَهَا عِتْقَهَا قَالَ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ يَاأَبَا مُحَمَّدٍ أَنْتَ سَأَلْتَ أَنَسًا مَا أَمْهَرَهَا فَقَالَ لَكَ أَنَسٌأَمْهَرَهَا نَفْسَهَا فَضَحِكَ ثَابِتٌ وَقَالَ نَعَمْ‏.‏)

( 11793 حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ صَفِيَّةَ، وَقَعَتْ، فِيسَهْمِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ وَقَعَتْ فِيسَهْمِ دِحْيَةَ جَارِيَةٌ جَمِيلَةٌ فَاشْتَرَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ فَجَعَلَهَا عِنْدَ أُمِّ سُلَيْمٍ حَتَّىتَهَيَّأَ وَتَعْتَدَّ فِيمَا يَعْلَمُ حَمَّادٌ فَقَالَ النَّاسُ وَاللَّهِ مَانَدْرِي أَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْتَسَرَّاهَا فَلَمَّا حَمَلَهَا سَتَرَهَا وَأَرْدَفَهَا خَلْفَهُ فَعَرَفَالنَّاسُ أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا فَلَمَّا دَنَا مِنْ الْمَدِينَةِ أَوْضَعَالنَّاسُ وَأَوْضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَلِكَكَانُوا يَصْنَعُونَ فَعَثَرَتْ النَّاقَةُ فَخَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَرَّتْ مَعَهُ وَأَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرْنَ فَقُلْنَ أَبْعَدَ اللَّهُ الْيَهُودِيَّةَ وَفَعَلَبِهَا وَفَعَلَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَفَسَتَرَهَا وَأَرْدَفَهَا خَلْفَهُ حَدَّثَنَا بَهْزٌ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُالْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ صَارَتْ صَفِيَّةُلِدِحْيَةَ فِي قَسْمِهِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ حَتَّى إِذَاجَعَلَهَا فِي ظَهْرِهِ نَزَلَ ثُمَّ ضَرَبَ عَلَيْهَا الْقُبَّةَ‏.‏)

(  12479 عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِيإِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ أَقْبَلْنَا مِنْ خَيْبَرَ أَنَا وَأَبُو طَلْحَةَوَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفِيَّةُ رَدِيفَتُهُقَالَ فَعَثَرَتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَفَصُرِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصُرِعَتْ صَفِيَّةُقَالَ فَاقْتَحَمَ أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُفِدَاكَ قَالَ أَشُكُّ قَالَ ذَاكَ أَمْ لَا أَضُرِرْتَ قَالَ لَا عَلَيْكَالْمَرْأَةَ قَالَ فَأَلْقَى أَبُو طَلْحَةَ عَلَى وَجْهِهِ الثَّوْبَ فَانْطَلَقَإِلَيْهَا فَمَدَّ ثَوْبَهُ عَلَيْهَا ثُمَّ أَصْلَحَ لَهَا رَحْلَهَا فَرَكِبْنَاثُمَّ اكْتَنَفْنَاهُ أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ فَلَمَّاأَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ أَوْ كُنَّا بِظَهْرِ الْحَرَّةِ قَالَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيِبُونَ عَابِدُونَ تَائِبُونَلِرَبِّنَا حَامِدُونَ فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُهُنَّ حَتَّى دَخَلْنَاالْمَدِينَةَ‏.‏). بالمناسبة :  أبو طلحة بطل هذه الرواية هو زوج أم أنس .!!

3 ـ سلامتها ( أم انس ).!!

اجمالي القراءات 9375