نقد آيات شيطانية لسلمان رشدى
حكاية آيات شيطانية لكاتبها سلمان رشدى أخذت شهرة غير مبررة من خلال فتوى الخومينى بإهدار دم سلمان رشدى ورغم كثرة المقالات التى كتبت حول الحكاية فإن أحدا لم يتناول ما جاء فى الحكاية بالتفصيل فمعظم الكتاب إن لم يكن الكل اكتفى بترديد مقولتى الآيات الشيطانية وسب أمهات المؤمنين خاصة عائشة
نص حكم الخميني
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾
أعلن للمسلمين الغيارى في كافة أنحاء العالم أن مؤلف كتاب «الآيات الشيطانية»... الذي ألّف وطُبع ونُشر ضد الإسلام والرسول الأعظم (ص) والقرآن الكريم، وكذلك من نشره وهو مطّلع على مضمونه، يحكم عليهم بالإعدام... أطلب من المسلمين الغيارى أن ينفّذوا حكم الإعدام بهؤلاء سريعاً حيث وجدوهم، كي لا يتجرأ أحد على إهانة المقدسات الإسلامية. ومن يُقتل في هذا السبيل فهو شهيد إن شاء الله تعالى... هذا وإن من يعثر على مؤلف هذا الكتاب، ولا يستطيع تنفيذ حكم الإعدام بحقه يجب عليه أن يطلع الآخرين على مكان تواجده لكي ينال جزاء عمله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته روح الله الموسوي الخميني 25/11/1989م
بداية الحكاية تدخل ضمن حكايات ما أسماه البعض الأدب الحلمى أو الرؤيوى وفى هذا النوع كتب رائده فيما يسمى العصر الحديث الكاتب المسرحى السويدى أوجست ستريندبرج فى مقدمة مسرحية حلم له صفات هذا النوع فقال :
"حاول المؤلف أن يحاكي ما يبدو منطقياً ولكن غير مترابط في شكل الحلم. فكل شيء ممكن الحدوث وكل شيء ممكن ومعقول، ولا وجود للزمن والمساحة، والأحداث تدور على أرضية غير واقعية، الخيال هو الذي يخطط للأحداث وهو الذي يعطيها صورها المعقولة وغير المعقولة والمجردة،إن الوعي الذي يسيطر على كل شيء هو وعي الحالم وأمامه لا توجد أسرار ولا تناقضات، ولا تحفظات ولا قوانين"
ما قاله ستريندبرج ينطبق على حكاية أو رواية آيات شيطانية فالحكاية خيالية لا يوجد ترابط بين فصولها ولا بين أحداثها فالرجل مرة يتحدث عن عصرنا الحاضر ومرة يذهب لعصر النبى(ص) وهكذا فى تعاقب ليس بينه رابط وهو يقوم بإعطائنا صور غير معقولة حيث ينجو بطلى الحكاية من انفجار طائرة على ارتفاع ثلاثين ألف قدم حيث يسقطان وهم فى حالة من السلامة حيث تتحول أجسادهم لفولاذ وهو أمر غير ممكن على الاطلاق لأن ضغط الهواء لابد أن يفجر أجسامهم وحتى إن نجوا من الضغط فارتطامهم بالأرض كفيل بتحطم أجسادهم تماما والفتاة عائشة تأخذ القرويين فى رحلة حج لمكة فينشق البحر لهم كما انشق لموسى(ص) وأحد البطلين ينمو له قرنين وذيل وهذا ما سماه ستريندبرج كل شىء ممكن وكل شىء معقول كما أن الرجل ليس عنده قوانين ولا تحفظات فشخصيات الحكاية بعضها يكفر بالله وبعضها يؤمن والكافر يذكر هذا دون حياء ويسب المسلمين والنبى(ص) وزوجاته ويتردد فى الحكاية أحلام كثيرة
هذا هو الجو العام المسيطر على الحكاية والسؤال الذى يطرح نفسه:
هل نحاسب سلمان بناء على أسس أدب الحلم الذى اخترعه البعض كستريندبرج والذى يبدو أن سلمان كان واقعا تحت تأثيره أم نحاسبه بناء على أحكام الإسلام ؟
الجواب :
المسلم لا يمكن أن يحاسب أحد سوى بناء على حكم الله كما قال تعالى بسورة الأحزاب :
" ما كان لمؤمن ولا لمؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"
والقاضى العادل لابد أن يفرق فى الأدب المحكى بين أمرين :
الأول أقوال الحاكى وهى السرد وهى الأقوال التى يمكن محاكمة المؤلف عليها لأنها يكتب آرائه من خلال السرد
الثانى أقوال الشخصيات فى الحكاية وهذه لا يمكن محاسبة المؤلف عليها إلا فى حالة واحدة وهى أن تكون الشخصيات كلها تتبنى وجهة نظر واحدة ولا يوجد من يعارضها أو حتى يبين لها الصواب لأنها فى تلك الحالة تكون هى وجهة نظر المؤلف وحده
قبل الدخول فى تفاصيل النقد نقول أن الترجمة العربية التى اعتمدناها هنا هى ترجمة غير أمينة فهى ترجمة بتصرف وللأسف فإن المترجم لم يقل أنها كذلك كما كان يقال فى الترجمات الأمينة واسم المترجم بالقطع ليس موجودا على الترجمة وبالتأكيد السبب هو خوفه من القتل
المترجم الذى استساغ ترجمة ما فى الحكاية من سباب للنبى(ص) والصحابة وغيرهم لم يستسغ أن يترجم الأقوال التى تحدث بها سلمان عن الضراط والفساء والخرء على ما هى عليها وإنما حولها إلى مجرد البخر الكريه من الفم أو البخر دون تحديد كما فى القول :
"بل أن وصفها لتلك النقطة بالذات كان أقل ما كان عليه الأمر فى حقيقته ذلك الرجل جبريل كان فعلا مصابا بالبخر وكانت تصدر عنه رائحة أشبه بمزيج من أكسيد الحديد والكبريت "ص14
وقوله "والأغرب من كل شىء أن جبريل عادت إليه حالة البخر والأنفاس ذات الرائحة الكريهة والأسوأ من كل شىء أن مجموعة من ضباط الشرطة حققت معه بشأن موت ريخا ميرثانت "ص251
المثير أن الوحيد الذى انتقد تلك الأمور هو أحمد ديدات رحمه الله فى محاضرة له بلندن عن الكتاب تحت اسم كيف خدع سلمان رشدى الغرب ؟وترجمها على الجوهرى تحت اسم شيطانية الآيات الشيطانية ذاكرا فى ترجمته العنوان الذى عنون به أحمد ديدات محاضرته والذى تناول فى نقده أمورا غير ما انتقده كل النقاد فقد توجه بنقده للكفار فى بريطانيا والهند والعالم فلم يذكر شيئا عن سب سلمان للإسلام والنبى(ص)وزوجاته والصحابة وإنما تحدث عن سبه لملكة بريطانيا وديانات النصارى والهندوس غيرهم بالإضافة لحكاية الفساء والضراط
والترجمة العربية غير الأمينة حولت الكلمات التالية :
"تلكم وتلكم الأخرى المرأة الباردة برودة الثلج ابنة الزنى أما وقد كنت ميتا فلقد نسيت كيف أتسامح "ص 8 من كتاب آيات شيطانية فى النسخة الأصلية بالإنجليزية
إلى التالى "ذلك بالإضافة إليها أعنى المرأة الجليدية يا لك من وغد إننى الآن بعد موتى أصبحت لا أعرف كيف أغفر لك "ص10 من الترجمة العربية
كما أن عبارة "ابنة الزنى تلك وأبناء الزنى وافتقارهم إلى تذوق الزنى "ص 137 من كتاب آيات شيطانية فى النسخة الأصلية بالإنجليزية لا وجود لها فى الترجمة العربية فى الصفحات 137 وما قبلها وما بعدها والعبارة الوحيدة القريبة منها هى قوله فى ص141 من الترجمة العربية"أيتها العاهرة " وأما فى صفحة 137 من الترجمة العربية فالعبارة لا وجود لها على الإطلاق وأقرب شىء لها وإن كان ليس بنفس المعنى :
"وحقيقة الأمر أنك تواق لتلك الفلاحة الفاسقة وأنت على أحر من الجمر بانتظار قدومها حتى تمارس معها الفجور "
وأما الفساء والضراط والخرء فمقولة "لقد تشمموا نصيبهم من براز الخنزير "فى صفحة 7 من الأصل الانجليزى لا وجود لها فى تلك الصفحة من الترجمة العربية ولا قريبا منها بخمس صفحات قبل أو بعدوأما عبارة "أما لعلهم تشمموا نصيبهم من براز الزنبور "فى ص 13 من الأصل الإنجليزي فقد تحولت فى الترجمة العربية إلى :
"كنت فزعة للغاية لمجرد التفكير بأننى سأقترب من ذلك الرجل بأنفاسه النتنة كروث الصرصار "ص14
فالبراز بقدرة قادر تحول إلى أنفاس والزنبور تحول إلى صرصار
والمترجم العربى يبدو أنه ترك ثلثى الكتاب بدون ترجمة فالأصل الانجليزى حوالى ثمانمائة صفحة بينما الترجمة العربية 256 صفحة ومن ثم ترك أمور كثيرة قالها سلمان رشدى مثل :
-قوله الزنوج المنحدرون من أصل افريقى يأكلون براز الرجل الأبيض "ص461 من الأصل الانجليزى
-ذكر براز الأسود "براز الأسود ردىء "ص529 من الأصل الإنجليزى
- اتهام الإنجليز بكونهم أولاد زنى فى قوله ص4 من الأصل الانجليزى :مزدهرة لندن يا باهى ها نحن أولاء قد وصلنا وأبناء الزنى أولئك الذين يعيشون تحت طائرتنا لا يعرفون ماذا سيصدمهم "بينما هى فى الترجمة العربية :
"هيا أيها الأحمق ها نحن فوق لندن الجميلة ولن يكون بمقدور أولئك الأوغاد القابعين تحتنا أن يعرفوا ماذا حدث "ص 6 من الترجمة العربية
فأبناء الزنى غير الأوغاد فى المعنى
- اتهام مارجريت ثاتشر الشهيرة بماجى رئيسة وزراء بريطانيا فى ثمانينات القرن العشرين بالزنى والفجور فى قوله ص 270 من الأصل الإنجليزى:
"أوه صحيح إنها ماجى راديكالية محافظة إن ما تريده ماجى فعلا وهى تعتقد أنها ماجى تستطيع أن تحقق لنفسها النكاح بكل ما تعنيه حروف الكلمة بين جنبات عربات معدة للنكاح وفى رحاب هامبشاير ولم يستطع أحد من قبل أن يحاول مجرد محاولة أن يخلق طبقة اجتماعية سمتها الرئيسية هى التهتك والخلاعة وممارسة النكاح على أوسع نطاق هذا البلد قد اكتظ كل مكان فيه بالأجساد العجوزة التى أنهكتها كثرة ممارسة النكاح "
وفى ص 269 من الأصل قال" تورتور ماجى الفاجرة المتهتكة الشبقة "
وهو من ضمن الجزء الأكبر الذى حذفه المترجم من الترجمة العربية
وقال فى الانجليز :
"حمير تمارس النكاح بتراخ وتقذف بالموت أثناء الالتحام "ص479 من الأصل الانجليزى
قال فى البريطانيين "يمارسون الزنى مع شقيقاتهم "ص 80 من الأصل الانجليزى ومع هذا لا يوجد هذا النص فى الترجمة العربية ويبدو أن المترجم تغاضى عنه أو أنه ترجمه هكذا :
"وراح يبكى ويعتصر الوسادة وهو يقول اللعنة على الهنود اللعنة على ذلك الوغد اللعنة عليهم جميعا إنهم يفتقرون إلى الذوق "ص84 من الترجمة العربية
هنا شمشا اتصل هاتفيا بزوجته فرد عليه عشيقها الانجليزى زميله فى المسرح ومن ثم فالمعقول أن يقول اللعنة على الإنجليز بدلا من الهنود لأنه اتصل بمنزله فى لندن ولكن بقدرة قادر تحولوا إلى هنود وتحولت يمارسون الزنى مع شقيقاتهمإلى إنهم يفتقرون إلى الذوق
-ملكة بريطانيا لم تسلم من لسان سلمان حيث قال فى ص 12 من الأصل "وجد نفسه يحلم بالملكة ويحلم بحب لطيف مع الملكة لقد كانت جسم بريطانيا ورمز الدولة وقد اختارها " ولا وجود للعبارة فى الترجمة العربية على الإطلاق ومثله قوله فيها فى ص169 من الأصل :
"واتصل وامتزج بها ولقد كانت هى بزوغ قمر لذته الذى أغرم به وشغفه حبا " فجماعه للملكة لا وجود له فى الترجمة العربية فى تلك الصفحة ولا ما قبلها ولا ما بعدها ومثله قوله فى ص 479 :"إنه لا يزال متصلا ممتزجا "وهى صفحة لا وجود لها فى الترجمة فهى من الثلثين المحذوفين
-قال فى النسوة البيض النصارى واليهود "النساء ذوات البشرة البيضاء لا يهم فيما يتعلق بشأنهن أن تكون إحداهن ممتلئة الجسم أو يهودية لا يهم وليس ثمة فرق إن النساء ذوات البشرة البيضاء إنما هن للنكاح ثم النبذ "ص261
وقال " ما دمن كلهن بيضاوات فلا فرق "ص261
-قال فى الأمريكان " الأمريكيون الذين ينكحون أمهاتهم "ص 80 من الأصل الإنجليزى ولا وجود لها فى الترجمة العربية وأيضا قال "المتهالكون على النساء الذين ينكحون أمهاتهم " ص85 من الأصل الإنجليزى لا وجود لها فى الترجمة العربية وأيضا قال "كابوس نكاح الأخ أخته "ص109 من الأصل الإنجليزى لا وجود لها فى الترجمة العربية
-قال مهاجما ديانة الهندوس " كان ذلكم راما الفاسق الداعر السكير وسيتا الفاجرة المتهتكة الداعرة بينما كان رافانا ملك الشياطين قد اتخذ لنفسه سمت الرجل المستقيم المعروف باسم جبريل ...إنه رافانا يبدو كما لو كان يحاول عن عمد وسبق إصرار أن يجرى مجابهة نهائية بين مختلف القطاعات الدينية الرئيسية فى العالم وهو مدرك تماما أنه لا يستطيع أن يفوز فيها وهو مدرك أيضا أنه سيتحكم من جرائها قطعا صغيرة متناثرة "ص 539 من الأصل الانجليزى ولا وجود له بالترجمة العربية
قبل البدء فى تناول بعض النصوص المهمة من الحكاية نقول إن سلمان رشدى حاول التنصل من مسئوليته عما قيل فى الحكاية عن طريق قوله أن ما قيل وما سيقال هو مجرد هذيان وهو ما جاء فى سرده ص 5:
"وفى تلك الأثناء ومن خلال الهواء البارد المخلل الذى يتساقط عبره مطر من أشلاء ركاب الطائرة وحطامها يهوى رجلان من الركاب وقد أصيبا بما يشبه حالة من الأحلام الهذيانية" ص5
"وفى هذه الأحلام الهذيانية التى ربما كانت نوعا من أحلام اليقظة "ص5
وأيضا :
"ذلك الغناء المتبادل أو ربما حالة الهذيان التى ألمت بهما من جراء الانفجار وأيا كان فإن كلا الرجلين صلاح جبريل وفاريشتا شمشا كان مقدرا لهما ذلك السقوط الملائكى الشياطنى الذى لا ينتهى ولم يعد أى منهما يتذكر اللحظة التى ابتدأ يتعرض فيها لعملية التحول تلك "ص8
والملاحظ أن الرجل جعل الشخصيتان المتقابلتان فى الحكاية هما جبريل وصلاح الدين وكلاهما ممثلان فى السينما والتلفاز الأول ممثل للمعجزات التى تمثلها الهند والثانى ممثل للعلم الذى تمثله بريطانيا أو انجلترا والاثنان يعودان لأصل واحد هو الهند
وكأنه أراد توجيه رسالة للقراء بوجود عداوة بين الوحى والعلم
"قبيل فجر يوم عاصف من أيام كانون الثانى والذى ربما كان يوم رأس السنة سقطت طائرة البستان وهى طائرة من طراز جمبو جت أثناء قيامها بالرحلة رقم أى أى 420 من الهند إلى بريطانيا حيث انفجرت وتناثرت فوق منطقة القنال الانجليزى بالقرب من لندن وذلك من على ارتفاع شاهق يبلغ 29002قدم "ص5
هذه الفقرة ربما هى إشارة لنظرية الانفجار الكبير حيث بدأ الكون فرأس السنة هو أول يوم فى الوجود وتسمية الطائرة بالبستان ربما كانت إشارة لكون الدنيا جنة الناس وأما بقية الأرقام فربما هى إشارات مجنونة لقدم العالم
الآيات الشيطانية :
مسألة الآيات الشيطانية التى سميت بها الحكاية الخرافية لسلمان رشدى هى حكاية موجودة فى التراث الحديثى الكاذب وهى تخالف القرآن وتناولها كما وردت فى الأحاديث أمر لا شىء فيه ولكن ما قام به سلمان فى تصوير الحكاية لا يمكن القبول به فهو جعل النبى(ص) يقبل عرض أبو سنبل والمراد أبو سفيان مؤقتا بعبادة اللات والعزة ومناة مع الله واعتبر ذلك تكتيكا لجذب الناس للإسلام واستدراجهم حتى يسلموا وهو قوله :
"بعد أن علمت هند بمقتل إخوتها ثارت غضبا وطالبت بالانتقام من قاتليه وملاحقة ماهاوند وأتباعه وقد نبه النبى تلامذته بأن جميع أتباعه قد غادروا المدينة إلى غير رجعة بما فيهم عمه حمزة الذى اختفى فى مكان مجهول كل ذلك رغم أن ابا سنبل لا يتعاطف مع زوجته فى تعطشها للأخذ بالثأر لأنه ما زال يحسب الأرباح التى سيجنيها من جراء اعتراف ماهاوند بالآلهات الثلاث "
وقوله :
"يقاطع خالد ماهاوند مرة ثانية صائحا لا شىء البتة إن الله لن يمنح أبا سنبل أدنى عطف لكن حمزة يمسكه يتابع ماهاوند يريد أبو سنبل من الله أن يتكرم وقد استخدم كلمة يتكرم ويعترف بثلاثة فقط من آلهتهم الاثنان مائة والستين ويقر بأن هؤلاء الثلاثة جديرون بالعبادة يصيح بلال لا إله إلا الله يغضب ماهاوند ويصيح فى جماعته بانفعال ألا تصغون إلى أيها المؤمنون ألا تصغون إلى رسولكم يعودون إلى الصمت فيتابع أبو سنبل يريد من الله أن يعترف باللات والعزى ومناة فى مقابل قبوله بنا ومهادنتنا بالإضافة إلى اختيارى أنا لأصبح عضوا فى مجلس مدينة الجاهلية يقول سليمان الفارسى إن هذا مجرد فخ هل هذا هو الوحى الذى تنزل به جبريل إليك فى الجبل لابد وأن فى الأمر خدعة ما أو تزويرا ما يهز ماهاوند رأسه قائلا إن جبريل يخاطبنى فأسمع صوته يتردد فى أعماق نفسى وروحى ولذلك فلا مجال للمغالطة يرد عليه سلمان ربما كانت خدعة من نوع جديد إن هذا لا يمكن أن يكون صحيحا لقد مضى زمن طويل ونحن نردد بناء على توجيهاتك لا إله إلا الله والرضوخ لهذه المساومة يضعفنا حيث لن نجد بعد من يؤمن بما تقوله يرد عليه ماهاوند ضاحكا إنك ما زلت حديث العهد بيننا وأنت لا تعرف الناس هنا على حقيقتهم ألا ترى أنهم حتى الآن لا يعيروننا أى انتباه ولا يحسبون لنا حسابا ألم تقرأ ما قاله فينا الشاعر بعل "ص67
ونلاحظ فى القول أن الأمر رفضه الصحابة رفضا تاما وقبله النبى(ص) صاحب الرسالة وهو افتراء ظاهر عليه
ولم يكتف سلمان بتلك الفرية الكبرى بل أضاف لها فرية كبرى أخرى وهى أن جبريل (ص) لم يكن يعرف الجواب على وحدانية الله أم تعدد الآلهة وهو كلام تهريج وهزل فى قوله :
يحس جبرائيل بقلبه يكاد يقفز من صدره هلعا وخوفا ويحدث نفسه قائلا المفروض بى أن اعرف الإجابة على هذه التساؤلات إنه يخشى هذا التاجر ماوهاند أليس غريبا أن يرتعش كبير الملائكة فى مواجهة إنسان فان ليس لديه الإجابة ليس لديه ما يقوله لهذا الرجل وهاهو ماهاوند يقبل ليتلقى منه الوحى ليسأله الاختيار فيما بين الوحدانية والتعددية ويحدث جبرائيل نفسه وها أنا أقف كالأبله ما الذى أقوله لماهاوند النجدة "ص68"إنى مرتبط به بحبل من النور ولا يمكن أن يعرف أو يميز الواحد منا الأخر لا يمكن لأحد أن يميز من منا الذى يحلم بالآخر ويحس جبريل باليأس فهو لا يعرف الإجابة عن تساؤلات ماهاوند يسأله ماهاوند لقد رأوا منا المعجزات ومع ذلك فإنهم لم يؤمنوا بنا لقد رأوك تهبط إلى المدينة وتفتح لى صدرى ورأوك وأنت تغسل قلبى بماء زمزم وتعيده إلى جسدى ومع ذلك فما زالوا يعبدون الأصنام وعندما أتيت فى تلك الليلة وطرت بى إلى القدس ألم أعد لأخبرهم بما رأيته بالتفصيل ومع ذلك فقد ظلوا يتوجهون إلى اللات لقد هونت عليهم الأمور حين طرت بى عاليا حتى بلغت بى العرش وحين فرض الله على المؤمنين 40 صلاة ألم أعد عدة مرات بناء على اقتراح موسى لأرجو الله أن يخفف هذا العبء حتى استجاب الله وقبل بخمس صلوات ومع ذلك فهم يحبون مناة ويفضلون العزى ماذا بوسعى أن أفعل ما الذى سأتلوه عليهم "ص69
ويزداد فى القول السابق الافتراء فالنبى(ص) عند سلمان يزين السوء لجبريل (ص) فالرجل يريد أن يكون انتهازيا نهازا للفرصة فهو يريد استدراج الكفار للإسلام عن طريق إدخال الكفر فى الإسلام
ولم يكتف سلمان بتلك الفرى وإنما افترى فرية أخرى وهى حذف الآيات الشيطانية من المصحف فى قوله :
"حيث لحق به تلاميذه على الرغم من خوفهم الشديد حتى يقف فى مواجهة الأصنام الثلاثة ويعلن على الناس إلغاء الآيات التى أوحى إليه بها الشيطان ويصرخ بصوت مرتفع بآيات جديدة لتسجل بدلا منها فى القرآن ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذن قسمة إن هى إلا أسماء سميتموها أنتم وأباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان وبعد أن يتلو ماهاوند هذه الآيات الجديدة يغادر المكان قبل أن يخطر لأحد بأن يلتقط أو يقذف بالحجر الأول
"بعد حذف تلك الآيات الشيطانية يعود النبى ماهاوند إلى منزله ليواجه أول عقاب له بسبب ذلك بانتظاره هناك وليجد زوجته ذات السبعين عاما تستلقى ميتة وقد أسندت ظهرها إلى أحد الجدران فيحس بالشقاء ويظل صامتا طوال أسابيع "ص78
ونلاحظ أن الله عاقب محمد (ص) على اعترافه بالآلهة الثلاث المزعومة بإماتة زوجته وهى فرية تتعارض مع القرآن فالله بين لمحمد(ص) أنه لو افترى على الله شيئا سيأخذ منه باليمين ويقطع عنه الوتين والمراد سيشل لسانه ويقطع عنه الوحى وفى هذا قال تعالى :
" ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا عنه الوتين "
ونلاحظ أن سلمان خلط بين أمين الوحى جبريل(ص) وبين جبريل الممثل وذلك حسب ما يسمى الأدب الرؤيوى وهو المنامى حيث يختلط كل شىء ولا يوجد شىء مرتبط ببعضه فى الأحلام إلا قليلا فى قوله :
"وأصبح جبريل أكثر هدوءا وأكثر ضبطا لنفسه ولكن تلك الأحلام المتسللة كانت ما تزال تلاحقه وكان ما يزال يتكلم أثناء نومه فى الليل مرددا بعض الآيات باللغة العربية التى لم يتقنها فى يقظته تلك الغرانيق الأولى وأن شفاعتهن لترتجى وقد اضطرت آليلويا إلى نسخ تلك "ص177"الآيات حسب لفظها وظلت تسأل إمام جامع بريكهول عن معناها الحقيقى وكان أن اقشعر بدن ذلك الإمام بمجرد سماعه تلك الكلمات "ص178
ويؤكد سلمان على أن سلمان والمراد به الفارسى رفض الإسلام بسبب مسألة زواج النبى(ص) من نسوة أكثر مما فرض الله للرجال وبسبب مسألة الآيات الشيطانية فى قوله :
"أما ما أنهى العلاقة بين سلمان وماهاوند فهو النساء ومسألة الآيات الشيطانية والمشكلة فى ماهاوند أنه غير سوى فى علاقاته "ص184
فهنا يعتبر النبى(ص) رجل غير سوى أى مجنون ونلاحظ أن الرجل يناقض الحكاية بذكره تمسك محمد(ص) بالله وحده فى قوله :
"وقد صرح ماهاوند برسالته عبادة الإله الواحد دون غيره ولو انتشرت ديانة كهذه فى تلك البلاد إذن لخسر أبو سنبل كل شىء "ص65
وبين سلمان المراد بالآيات الشيطانية فى قوله :
"عاد إلى ما هاوند الذى سأله ماذا وجدت فأجابه خالد لا شىء رد عليه ماهاوند إذا أنت لم تدمرها عد وأكمل ما بدأت به وعندما عاد خالد إلى المعبد المتهدم وجد امرأة هائلة الحجم سوداء اللون يتدلى لسانها القرمزى ويزحف باتجاهه وينساب شعرها الأسود الفاحم حتى كاحلى قدميها تخاطبه بصوت رهيب أرأيت اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى إنهن من الطيور الأعلى قاطعها خالد قائلا أيتها العزى هذه آيات شيطانية وإنما أنت إحدى بنات الشيطان ونحن لا نعبدك بل نكفر بك واستل سيفه وضربها به ليجهز عليها وعاد بعد ذلك ليخبر ماهاوند بما رآه عند ذلك قال ماهاوند الآن يمكننا أن ندخل إلى مدينة الجاهلية بسم العلى الأعلى قاهر الرجال ، بعد تدمير الأصنام يقيم ماهاوند خيمة له فى ساحة السوق القديمة ويتوافد سكان الجاهلية لينحنوا أمامه وهم يرددون لا إله إلا الله ويهمس ماهاوند بأذن خالد هل هناك رجل يأتى لتقديم الولاء هو سلمان ما زلت بانتظاره منذ زمن ألم تعثر عليه يجيبه خالد ليس بعد إنه مختبىء ولكن ذلك لن يستمر طويلا وما تلبث أن تبرز من بين الصفوف امرأة ملثمة تنهار على قدمى محمد وتندفع فى تقبيلها بحرارة وهى تقول لا إله إلا الله ماهاوند رسول الله لكن النبى يمنعها من تقبيل قدميه قائلا هذا لا يجوز وتميط المرأة اللثام عن وجهها ويخيم الصمت تلك هى هند يقول لها ماهاوند إننى لم أنس ما فعلته ولكنك أسلمت فأهلا بك فى خيامى "ص188
وحكاية الآيات الشيطانية فى التراث الحديثى الكاذب لا يوجد دليل عليها فقد روى البخاري:2/32: (عن عبدالله قال قرأ النبي(ص)النجم بمكة فسجد فيها وسجد من معه ، غير شيخ أخذ كفاً من حصى أو تراب ورفعه إلى جبهته وقال يكفيني هذا ، فرأيته بعد ذلك قتل كافراً...
وعن عبد الله أن النبي(ص)قرأ سورة النجم فسجد بها ، فما بقي أحد من القوم إلا سجد ، فأخذ رجل من القوم كفاً من حصى أو تراب فرفعه إلى وجهه وقال يكفيني هذا ، فلقد رأيته بعد قتل كافراً...
وعن ابن عباس أن النبي(ص)سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون ، والجن والإنس ! ورواه ابن طهمان عن أيوب).
وفي:4/239: (عن عبد الله قال: قرأ النبي(ص)النجم فسجد ، فما بقي أحد إلا سجد إلارجل رأيته أخذ كفاً من حصى فرفعه فسجد عليه وقال: هذا يكفيني، فلقد رأيته بعد قتل كافراً بالله ) . وفي:5/7: بنحوه.
وفي:6/52: (قال فسجد رسول الله(ص)وسجد مَن خلفه إلا رجلاً رأيته أخذ كفاً من تراب فسجد عليه، فرأيته بعد ذلك قتل كافراً وهو أمية بن خلف).انتهى.
فهذه ستة مواضع رواه البخاري فيها على الأقل.
ورواه مسلم بنحوه في:2/88 ، ورواه في:6/52 ، وسمى الذي سجد: أمية بن خلف.
وقال الحاكم في المستدرك:1/221: (عن عبد الله قال: أول سورة قرأها رسول الله’على الناس الحج ، حتى إذا قرأها سجد فسجد الناس ، إلا رجل أخذ التراب فسجد عليه فرأيته قتل كافراً . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين بالإسنادين جميعاً ، ولم يخرجاه ، إنما اتفقا على حديث شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله أن النبي’قرأ والنجم ، فذكره بنحوه ، وليس يعلل أحد الحديثين الأخيرين ، فإني لا أعلم أحداً تابع شعبة على ذكره النجم ، غير قيس بن الربيع . والذي يؤدي إليه الإجتهاد صحة الحديثين، والله أعلم) . انتهى.
وقال البيهقي في سننه:2/314:(عن عكرمة ، عن ابن عباس أن النبي(ص)سجد فيها يعني والنجم ، وسجد فيها المسلمون والمشركون والجن والإنس . رواه البخاري في الصحيح عن أبي معمر وغيره ، عن عبد الوارث)
فالحديث الوارد لا يوجد فيما يسمى الكتب الكبرى والتى يسمونها الصحاح بتلك الصيغة المسماة بالشيطانية والملاحظ أنه ورد فى كتب الحديث المتأخرة الضعيفة والمنكرة عند أهل الحديث كما في مجمع الزوائد:7/115 ، قال: (أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى...عن ابن عباس فيما يحسب سعيد بن جبير ، أن النبي(ص)كان بمكة ، فقرأ سورة والنجم حتى انتهى إلى: أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخرى ، فجرى على لسانه: تلك الغرانيق العلى ، الشفاعة منهم ترتجى. قال: فسمع بذلك مشركو أهل مكة فسرُّوا بذلك فاشتدَّ على رسول الله(ص)فأنزل الله تبارك وتعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلانَبِيٍّ إلاإذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَايُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ. رواه البزار والطبراني...ورجالهما رجال الصحيح ، إلا أن الطبراني قال: لا أعلمه إلا عن ابن عباس ، عن النبي(ص) ! وقد تقدم حديثٌ مرسل في سورة الحج أطول من هذا ، ولكنه ضعيف الإسناد ) . انتهى.
ويقصد بالحديث المرسل الحديث الذي ضعفوه بابن لهيعة ، وقد وثقه عدد من علمائهم ، وله شواهد صحيحة تجعله حسناً ، وهو في مجمع الزوائد:7/70، وفيه:
(حين أنزل الله السورة التي يذكر فيها والنجم إذا هوى ، فقال المشركون: لوكان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه ، فإنه لا يذكر أحداً ممن خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر به آلهتنا من الشتم والشر . فلما أنزل الله السورة التي يذكر فيها والنجم وقرأ: أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخرى ، ألقى الشيطان فيها عند ذلك ذكر الطواغيت ، فقال: وإنهم من الغرانيق العلى وإن شفاعتهم لترتجى ، وذلك من سجع الشيطان وفتنته ، فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك ، وذلقت بها ألسنتهم واستبشروا بها ، وقالوا: إن محمداً قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه ، فلما بلغ رسول الله (ص)آخر السورة التي فيها النجم سجد وسجد معه كل من حضره من مسلم ومشرك ، غير أن الوليد بن المغيرة كان كبيراً فرفع ملء كفه تراب فسجد عليه ، فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود لسجود رسول الله(ص) !
قد أورد السيوطي قصة الغرانيق في الدر المنثور:4/194، بعدة طرق بعضها صحيح ، وقال في ص366: (وأخرج البزار ، والطبراني ، وابن مردويه ، والضياء في المختارة بسند رجاله ثقات ، من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إن رسول الله(ص)قرأ: أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثةالأخرى ، تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ! ففرح المشركون بذلك وقالوا: قد ذكر آلهتنا. فجاء جبريل فقال: إقرأ على ما جئتك به ، فقرأ: أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثةالأخرى تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى! فقال: ما أتيتك بهذا ! هذا من الشيطان فأنزل الله: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلانَبِىٍّ إلا إذا تَمَنَّى.. إلىآخر الآية . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه
بسند صحيح ، عن سعيد بن جبير ... !!).
وقد رواه البزار في مسنده ، عن يوسف بن حماد ، عن أمية بن خالد ، عن شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس فيما أحسب الشك في الحديث: أن النبي(ص)قرأ بمكة سورة النجم حتى انتهى إلى: أفرأيتم اللات والعزى وذكر بقيته.... ثم قال البزار: لا نعلمه يروى متصلاً إلا بهذا الإسناد تفرد بوصله أمية بن خالد ، وهو ثقة مشهور.....
ثم رواه ابن أبي حاتم ، عن أبي العالية ، وعن السدي ، مرسلاً.
وكذا رواه ابن جرير ، عن محمد بن كعب القرظي ، ومحمد بن قيس مرسلاً أيضاً ، وقال قتادة: كان النبي(ص)يصلي عند المقام إذ نعس فألقى الشيطان على لسانه وإن شفاعتها لترتجي وإنها لمع الغرانيق العلى ، فحفظها المشركون وأجرى الشيطان أن النبي(ص) قد قرأها فذلقت بها ألسنتهم.....
ثم قال ابن أبي حاتم: حدثنا موسى بن أبي موسى الكوفي ، حدثنا محمد بن إسحاق الشيبي ، حدثنا محمد بن فليح ، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قال: أنزلت سورة النجم وكان المشركون يقولون لوكان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه ، ولكنه لا يذكر من خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر آلهتنا من الشتم والشر . وكان رسول الله(ص)قد اشتد عليه ما ناله وأصحابه من أذاهم وتكذيبهم وأحزنه ضلالهم ، فكان يتمنى هداهم ، فلما أنزل الله سورة النجم قال: أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى . ألكم الذكر وله الأنثى ، ألقى الشيطان عندها كلمات حين ذكر الله الطواغيت فقال: وإنهن لهن الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهن لهي التي ترتجى ، وكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته ، فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك بمكة ، وذلقت بها ألسنتهم وتباشروا بها وقالوا: إن محمداً قد رجع إلى دينه الأول ، ودين قومه ! فلما بلغ رسول الله(ص)آخر النجم سجد وسجد كل من حضره من مسلم أو مشرك ، غير أن الوليد بن المغيرة كان رجلاًَ كبيراً فرفع ملء كفه تراباً فسجد عليه ، فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود ، لسجود رسول الله(ص)
الأحاديث تتنافى مع القرآن تنافيا تاما فكل الآيات تتحدث عن وحدانية الله وعبادته وحده وتتنافى الفرية مع قوله تعالى بسورة الزمر :
"وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوبالذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون"
فهنا الكفار كانوا يفرحون بمجرد ذكر آلهتهم فى القرآن حتى ولو كان الذكر محرما لعبادتهم ساخرا منها أو مفندا لها فقد كانوا يظنون أن الله بعد أن يورد أسماء آلهتهم المزعومة أنه سيبيح لهم عبادتها وهو الاستبشار
الألوهية
مسألة الألوهية فى حكاية سلمان آيات شيطانية مسألة تلون فيها سلمان حسب الشخصيات بكل الألوان فمرة يؤمن بالله وحده ومرة يؤمن بتعدد الآلهة ومرة ينكر وجود الله ومرة ينكر وجود آلهة ومرة يجعل لله تجسيدات ويبدو أن شخصية جبريل فاريشتا وهى الشخصية المحورية مرت بمعظم تلك التلوينات وكأنه سلمان رشدى نفسه عندما فكر فى مسألة الألوهية فبين فى البداية كون جبريل مؤمن بالله فى قوله :
"ولقد شب عن الطوق وهو مؤمن بالله وبالملائكة وبالشياطين وبالجن لكنه كان يعتبر أن بصره ضعيف ولذلك فشل فى أن يشاهد شبحا واحدا من تلك الأشباح فى حياته "2ص22
ويبين أنه كان مؤمن بالله حتى أنه كان قريبا من العرش الإلهى عند سدرة المنتهى فى قوله :
" وكان يرى فى أحلامه الشيطان وهو يرمى من السماء وهو يتشبث بغصن من سدرة المنتهى قرب العرش الإلهى وهو يحاول البقاء فى تلك الأعالى ولكنه يفشل ويسقط ومع ذلك يبقى على قيد الحياة وهو يغنى من الجحيم السفلى أغانيه وآياته العذبة المؤثؤة وتشاركه فى ذلك الغناء بناته الثلاثة اللات ومنات والعزى بحيث يرددن مخاطبات جبريل كم نخبىء لك من الخدع والأحابيل لك ولذلك التاجر الواقف على الأكمة "ص59
ونلاحظ أيضا حديثه عن عبادة الله الواحد فى قوله :
"وقد صرح ماهاوند برسالته عبادة الإله الواحد دون غيره ولو انتشرت ديانة كهذه فى تلك البلاد إذن لخسر أبو سنبل كل شىء "ص65
كما نلاحظ أن جبريل قاوم مسلمة الذى كان يريد أن يجعله منه إله فى قوله :
واستمر مسلمة فى هذا الحديث قائلا إننى أميل إلى الاعتقاد بأنه أيا كان اسم الإله فإن هذا الإله يظل مجرد رمز فمثلا اسمك المعروف هو جبريل فاريشتا ولكن إسمك كإله غير معروف فما هو اسمك الحقيقى .. عندئذ أدرك ... كونه المسئول عن تحريض ذلك الرجل على الهذيان ... قائلا لقد تسببت لنفسى بالتعرض لهذا المجنون الثرثار الذى كان ربما خطرا والذى لا يعرف إلا الله من أى مكمن هاجمنى "ص110
كما نلاحظ مقاومته ريخا واعترافه بأن لا إله إلا الله فى قوله :
"وصل إلى جوار نهر وهناك جلس على مقعد وأغمض عينيه وراحت ريخا تغنى له أشعارا من نظم الشاعر فايز أحمد فايز عندما فتح جبريل عينيه فى الصباح كانت ريخا قد تعبت من الغناء لأنها كانت قلقة وغير واثقة من إجابته عن سؤالها وما لبث أن فاجأها بالاجابة صائحا إن هذه مكيدة إنك تحاولين الإيقاع بى ليس هناك سوى إله واحد هو الله لا إله إلا الله "ص176
كما نلاحظ أنه يستدل على ألوهية الله وحده بعدم قدرة الآلهة المزعومة على الدفاع عن نفسها فى قوله :
"حلم جبريل بمعبد وقال ماهاوند لخالد امض أنت لتنظيف هذا المكان من الأصنام وعندما رأى حارس المعبد خالد يتقدم مع مجموعة كبيرة من جنده مضى إلى تمثال الآلهة العزى وعلق سيفه فى عنقها قائلا إذا كنت حقا الآلهة فدافعى عن نفسك وعنى ضد ماهاوند القادم إلينا لكن الإله لم يتحرك عندما دخل خالد إلى المعبد فما كان من الحارس إلا أن قال الآن أدركت تماما أن إله ماهاوند هو الإله الحق وما هذه الأصنام إلا مجرد حجارة "ص187
"جففت عائشة دموعها وخاطبتهن بقوة كل من يعبد ماهاوند فليبك لأن ماهاوند قد مات ومن كان يعبد الله فليبتهج لأن الله حى لا يموت وكانت تلك نهاية ذلك الحلم " ص200
ونلاحظ أن سلمان يؤمن بتجسد الله فى أشخاص فى قوله :
"كان يسيطر على الهند بكاملها جو من الذعر مما سيحل بالناس إذا لم يرفع الله هذا العقاب عن أحد أشهر وأمجد تجسيداته ومما يخبئه الله لهم "ص29
والملاحظ هو أن سلمان يعترف بوجود آلهة غير الله وبأن هذه الآلهة موجودة فى مكان هو السحب وهو قوله :
"إلى أن تجاوزا منطقة السحب البيضاء التى كانت تتخذ بلا انقطاع أشكالا تكوينية بحيث تتحول فيها الآلهة إلى ثيران "ص8
كما نلاحظ إقراره بتلك الآلهة المزعومة فى قوله :
"أنها حالة أقرب إلى القداسة لأن جبريل فاريشتا أمضى معظم حياته الفنية الفريدة وهو يتقمص إيمان راسخ مطلق شخصيات الآلهة المتعددة فى شبه القارة فى ذالك الفن السينمائى الذى تخصص به والذى يمكن أن يدعى السينما اللاهوتية "ص17
وتكرر الإعتراف فى قوله :
"فمن المؤكد أنه كان فى ذلك الوجه سحر إلهى وهذا كل ما فى الأمر إلى تجسيد أحد الآلهة شأنه فى ذلك شأن البشر المتحولين وهذا ليس غريبا ففكرة الولادة المتجددة هى بدورها سر إلهى أيضا "ص18
وتكرر الاقرار بتعدد الآلهة فى كلامه التالى :
"وظن للوهلة الأولى أنها آلهة الانتقام ريخا ميرثانت وقد أتت لتقبله قبلة الموت الأخيرة وتستدرجه بذلك إلى أقبية العالم السفلى الذى يبدو أعمق غورا من العالم الذى دمرت له فيه روحا لم يعد يكترث "ص118
"قمة إيفرست مدينة جليدية وأطيافا وملائكة وشبح أخر هو شيريا بمبا لها عند هبوطهما وعودتهما إلى الأرض لا تحاولى مرة ثانية أن تعدوى إلى هذا الجبل لأنك إذا فعلت ذلك ووطئت هذا المكان فإن آلهة الجبل ستنتقم منك ومن المؤكد أنك ستموتين لأنها لا تسمح للفانين من الناس إلا مرة واحدة لمشاهدة وجه الله "ص168
" صاح سرينقاس بعائشة أنت تعلمين جيدا ذلك الرجل خائن لانتمائه إنه يبدل آلهته بالسهولة التى يبدل فيها حذاءه الله وحده يعلم ما ألم بك يا ابنتى لكننى لا أرغب بشراء هذه الدمى فذلك الولد شيطان "ص134
"حيث أن رجل مثله يقوم بأدوار الآلهة كان لابد له من أن يكون فوق الشبهات "ص 25
وتكرر اعترافه بتعدد الآلهة فى أقوال عدة منها:
" لكنه حقق نجاحه المنتظر عندما ابتدأ يعمل فى مجال السينما اللاهوتية وساهم بما لديه من مال مع المنتج د و راما فى إنتاج قصة غانيش التى قام فيها بدور الإله الذى يحمل رأس فيل "ص24
كما أنه يذكر بعضا من الصراع بين فكرة وحدانية الإله وبين مقولة تعدد الآلهة فى أقوال مثل :
"وعندما أصبحا فى الداخل كانت الآلهة كلها تشرف عليها من الإله بعل والإله قابيل ونفروح ومناف ونصر وقزح بالإضافة إلى ذلك الإله المسمى الله الذى كان الجاهليون يعتقدون أن له سطوة كبيرة على كافة الآلهة انحنى كلاهما تحت نصب العزى ومناة وما لبثا أن اصبحا تحت الإلهة اللات التى تضاهى الله فى نفوذه وسطوته وكانت هذه الهة ومعبدها تشرف عليها عائلة عظيم الجاهلية أبو سنبل و بالأحرى عائلة زوجته وكذلك كان معبد كل من العزى ومناة "ص64
"يقاطع خالد ماهاوند مرة ثانية صائحا لا شىء البتة إن الله لن يمنح أبا سنبل أدنى عطف لكن حمزة يمسكه يتابع ماهاوند يريد أبو سنبل من الله ان يتكرم وقد استخدم كلمة يتكرم ويعترف بثلاثة فقط من آلهتهم الاثنان مائة والستين ويقر بأن هؤلاء الثلاثة جديرون بالعبادة يصيح بلال لا إله إلا الله .....ونحن نردد بناء على توجيهاتك لا إله إلا الله والرضوخ لهذه المساومة يضعفنا حيث لن نجد بعد من يؤمن بما تقوله يرد عليه ماهاوند ضاحكا إنك ما زلت حديث العهد بيننا وأنت لا تعرف الناس هنا على حقيقتهم ألا ترى أنهم حتى الان لا يعيروننا أى انتباه ولا يحسبون لنا حسابا ألم تقرأ ما قاله فينا الشاعر بعل "ص67
" وهاهو ماهاوند يقبل ليتلقى منه الوحى ليسأله الاختيار فيما بين الوحدانية والتعددية ويحدث جبرائيل نفسه وها أنا أقف كالأبله ما الذى أقوله لماهاوند النجدة "ص68
" كل ذلك رغم أن ابا سنبل لا يتعاطف مع زوجته فى تعطشها للأخذ بالثأر لأنه ما زال يحسب الأرباح التى سيجنيها من جراء اعتراف ماهاوند بالآلهات الثلاث "
كما نلاحظ استخدامه تعبير موت إله فى قوله :
"إنه موت إله أو هو شىء أشبه ما يكون ذلك فى حين أنه يطل بوجهه الكبير فى حياته على عشاقه فى الليل السينمائى المصطنع مشعا متوهجا كأنما هو كيان سماوى فى حالة تتوسط ما بين الموت والقداسة "ص16
وهى مقولة عائدة أيضا للثقافة أى الديانة الهندوسية حيث الآلهة كلمة مستساغة ومقبولة فى حق المخلوقات كما أن موتهم مقبول فى تلك الديانة
ويبدو أن هذا عائد للثقافة الهندوسية التى أصبحت فيها كل المخلوقات تقريبا آلهة
كما نلاحظ أن بعض الشخصيات فى الحكاية تسب الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا كما فى قوله :
"أعنى المرأة الجليدية يا لك من وغد إننى الآن بعد موتى أصبحت لا أعرف كيف أغفر لك إننى ألعنك يا جبريل ولتتحول حياتك إلى جحيم الجحيم نفسه الذى قذفت بى إليه اللعنة عليك وعلى أصلك الذى انحدرت منه أيها الشيطان وعلى الله الذى تقصده أيضا ولتهنأ بهذه الدماء الملونة التى تصطبغ بها الآن "ص10
ونلاحظ أنه ينكر وجود الله أو الآلهة على لسان واحد من شخصياته فى قوله :
"عقيدة التناسخ الأزلى والأبدى وليس مجرد التقمص ذلك أنه كان عالما روحانيا هاويا بحيث كان فى بعض الأحيان يتمكن من جعل قوائم المنضدة تتحرك تلقائيا بل إنه فى أحيان أخرى كان يحضر الأرواح فى الكؤوس ولكنه قال لاسماعيل تخليت عن كل هذه الممارسات الآن بعد أن أصبت بالرعب لدرجة أننى كدت أن أفقد حياتى فى تلك المرة حضرت إلى الكأس روح يبدو أنه لشخص ودود مرح وقد شجعنى ذلك على أن أوجه له أسئلة فى غاية الأهمية فسألته هل هناك إله وفوجئت بذلك الكأس الذى كان يصول ويجول على المنضدة وقد خمد وسكن دون حراك ودون ادنى ارتعاش ثم توجهت له بالسؤال التالى هل هناك شيطان وبغتة ابتدأ الكأس يصدر أصواتا اضطررت معها لإغلاق أذنى ثم انطلق يسرع أكثر وأكثر إلى أن قفز على المنضدة وطار فى الهواء وسقط على الأرض وتهشم وتناثر إلى ألف شظية صدق ذلك أو لا تصدقه ومنذ تلك اللحظة تعلمت أكبر درس"ص22
وأعلن سلمان أن شخصيته الرئيسة أنكرت وجود الله بعد مرضها فقال :
"غير أن جبريل نفسه كان قد تغير بصورة مذهلة بعد شفائه كان قد فقد إيمانه بالله "ص29
"كان أثناء فترة مرضه قضى كل لحظة من لحظات وعيه يدعو الله ويبتهل إليه لكى يخلصه من الأوجاع والمرض ولكنه على مر الساعات ابتدأ يتحول إلى السخط والحنق والغضب وراح يوجه نداءات لله يكفى أيها الإله لماذا تعاقبنى بالموت وأنا لم أقتل أحدا؟ أأنت تجسيد للإنتقام أم للمحبة ؟ ثم اكتشف أنه لم يكن هناك من أحد وأنه إنما كان يخاطب الهواء والفراغ وانه كان فى حالة من الحمى لم يمر به فى حياته ما هو أشد منها حيث ينادى اللاشىء وفى ذلك اليوم المحير ابتدأ يتماثل للشفاء ولكى يبرهن على عدم وجود الله وقف امام تلك المائدة فى اشهر فندق فى المدينة ولحم الخنزير يتساقط من فمه "30
"ولم يكن فقدانه للإيمان بالله يعنى أنه لا يستطيع القيام بعمله "ص31
ونلاحظ أنه طرح سؤال يطرحه كل الملحدون وهو أن الله – تعالى عن ذلك علوا كبيرا ه يظلم الخلق على لسان عثمان المنبوذ المتحول لمسلم ثم ملحد :
""مجانين حمقى مسلمون سقط ثور عثمان على ركبتيه فى زحمة الدراجات فصاح به عثمان لنهض أيها الأبله أتخذلنى وتموت هنا على مرأى من هؤلاء الأغراب أحنى الثور رأسه مرتين وهو يثغو بو.....بوم نعم نعم وفارق الحياة ...أجابته عائشة إننى مجرد رسولة رد عليها عثمان غاضبا إذا هل كان تنبئينى عن سبب تلهف إلهك للقضاء على من لا ذنب لهم "ص225
ونلاحظ سب سلمان لله على لسان شخصيته الرئيسية بتسميته إله غبى غير متجسد فى قوله :
"بمعنى أخر مسألة الاختيار بين إله غبى غير متجسد وإله حقيقى مجسد وحى قال جبريل لشمشا إن الواحد منا لا يستطيع أن يطلب مفاتيح الفردوس من موجة كهراطيسية وما لبث أن أغمض عينيه ثانية وهو يقول إن مناقشة كهذه تجعلنى أحس بالدوران والغثيان "ص54
ونلاحظ أن صلاح الدين شمشا الشخصية المحورية الثانية يؤمن بالله ولكن من خلال الأخذ بالأسباب فى قوله :
نصحه شمشا بوجوب الخضوع للتعليمات وتثبيت الحزام لكن القطرى أجابه ولما ذلك يا صاحبى إذا كان الله قدر لى الموت فلابد من ذلك والعكس صحيح إذن ما قيمة هذه الإجراءات ؟ص33
كما نلاحظ أن الرجل شمشا يبدو وكأنه درس مسألة الألوهية دراسة كبيرة فى قوله :
"وأقبل على تلقى الثقافة بمبادرة ذاتية صرفة وراح يلتهم الأسرار اليونانية والرومانية التى تستند على مبدأ كنية الخلق وتجسيدات الآلهة فيما قرأ قصة ذلك الفتى الذى تحول إلى زهرة ومن ثم إلى امرأة عنكبوت ثم انتقل إلى دراسة الثيو صوفية عند آنى بيسانت ومذهب وحدة الكون وحكاية الآيات الشيطانية فى المرحلة الأولى من السيرة النبوية والتشريع السياسى والاجتماعى "ص24
وشمشا يحب الوصول للألوهية بالمنطق فى قوله :
"لم ينكر جبريل المعجزات على النقيض من شمشا الذى كان يحب دائما أن يجد التفسيرات المنطقية لكل ما يحدث وكان دائما يردد أن ذلك النظم كان سماويا وإلهيا لولا تلك الأغنية "ص11
ما يمكن إمساكه على سلمان فى حكاية الألوهية هى تعبيراته هو عن المسألة وأما تعبيرات شخصياته فلا يمكن نسبتها كلها له خاصة مع تعارضها وتناقضها الكبير وتعبيراته التى قالها هى :
"كان يسيطر على الهند بكاملها جو من الذعر مما سيحل بالناس إذا لم يرفع الله هذا العقاب عن أحد أشهر وأمجد تجسيداته ومما يخبئه الله لهم .....وأقيمت الصلوات فى المساجد والمعابد ليس فقط من أجل الإبقاء على حياة الممثل المحتضر وإنما من أجل مستقبل الناس جميعا ومن أجل أنفسهم "ص29
"إلى أن تجاوزا منطقة السحب البيضاء التى كانت تتخذ بلا انقطاع أشكالا تكوينية بحيث تتحول فيها الآلهة إلى ثيران "ص8
"فمن المؤكد أنه كان فى ذلك الوجه سحر إلهى وهذا كل ما فى الأمر إلى تجسيد أحد الآلهة شأنه فى ذلك شأن البشر المتحولين وهذا ليس غريبا ففكرة الولادة المتجددة هى بدورها سر إلهى أيضا "ص18
فأقواله الثلاثة عن التجسيد وتعدد الآلهة واضحة والمسلم لا يقول هذا التعبير على الإطلاق لقوله تعالى بسورة الشورى :
" ليس كمثله شىء "
وقوليه عن وجود آلهة وهو :
"حيث أن رجل مثله يقوم بأدوار الآلهة "ص 25
"وعندما أصبحا فى الداخل كانت الآلهة كلها تشرف عليها من الإله بعل والإله قابيل ونفروح ومناف ونصر وقزح بالإضافة إلى ذلك الإله المسمى الله الذى كان الجاهليون يعتقدون أن له سطوة كبيرة على كافة الآلهة انحنى كلاهما تحت نصب العزى ومناة وما لبثا أن اصبحا تحت الإلهة اللات التى تضاهى الله فى نفوذه وسطوته وكانت هذه الهة ومعبدها تشرف عليها عائلة عظيم الجاهلية أبو سنبل و بالأحرى عائلة زوجته وكذلك كان معبد كل من العزى ومناة "ص64
هى أقوال لا تقال عن الله فى أى كتاب يصدره مسلم كما تعبيره " بالإضافة إلى ذلك الإله المسمى الله" هو تعبير محقر لله تعالى عن ذلك علوا كبيرا
ومن هنا نخلص أن الرجل مر بمراحل الشك والإيمان العادى والايمان التفكيرى فى الله وكذلك الإنكار ومن ثم فقد تناول كل هذا تجسيدا لحيرته فى وجود الله
عائشة
عائشة فى آيات شيطانية ليست شخصية واحدة فالرجل يتعامل مع عائشة كتاريخ ويتعامل معها كعائشة فى عصرنا الحالى كما يتعامل مع عائشة فى خيال الكفار كما يتعامل معها كرمز للدنيا
جعل سلمان عائشة رمز للدنيا من معنى اسمها الحية أو الحياة فجعلها الامبراطورة فى قوله :
" وأما فى غرفة نومه وفى سريره الصغير فقد كانت هناك أيقونة ضخمة فى منتهى القوة والتأثير وهى لامرأة ذات قوة خارقة وقامتها الطويلة وشعرها الأسود يضاهى قامتها بطوله الامبراطورة وماذا يمكن أن يكون اسمها غير عائشة "ص119
وأيضا جعلها أى عائشة أى الدنيا هى عدوة المسلمين حيث يجب أن يميتوها طبقا لنظرة المسلمين السود فى قوله :
"وقع اختيار الإمام على بلال لهذه المهمة بالنظر لجمال صوته حيث أنه أتم دورة تناسخه فقد نجح بالاستحواذ على مستمعيه من الأمريكيين كان سلاحا تحول ليصبح ضد صانعيه وانطلق بلال يخطب فى الظلام الموت للإمبراطورة عائشة الموت للتواريخ والتقاويل الموت لأمريكا والبزمن .. فى حين كان الإمام فى مخدعه يبث رسائل خاصة به ونداءات لكبير الملائكة جبريل وصل جبريل وراح يتكلم بطريقة تنم عن التذمر للتمويه عن حالته المذعورة المرتعدة "ص122
ونلاحظ أن سلمان جعل عائشة أى الدنيا هى مصدر اللات والمراد مصدر الكفر ممثلا فى الآلهة المزعومة فى قوله :
"وتعلو من داخل القصر المظلم صرخة مزعجة ومنفرة وما تلبث قبة القصر الذهبية أن تنفجر وينزاح جزء منها كبيضة تنكسر ليبرز منها شبح امرأة أسطورية ذات وهج اسود قاتم وجناحين هائلين وشعر يضاهى شعر اللات طولا يتناثر متماوجا فى أرجاء الجو ويدرك جبريل أن تلك المرأة الشبح لم تكن سوى اللات التى انبثقت من جسد عائشة "ص125
والملاحظ هو أنه اختار أن تكون عائشة وهى الدنيا امرأة لها صفات عظيمة كبرى والظاهر والله أعلم أنه أخذ تلك النظرية من كتب الدراسات الدينية الغربية التى تدرس الأديان الوثنية والتى تحتل فيها المرأة خاصة الأم مكانة كبرى وقد يكون والله أعلم أخذ هذه النظرة ضد النساء من عداء اليهودية والنصرانية وجزء من التراث الحديثى باعتبارها مصدر كل الشرور
وأما عائشة العصرية فهى يتيمة جميلة مريضة بالصرع يتمناها كل الشباب ولكنها تنتظر محب سماوى وفى هذا قال سلمان :
"إنها فتاة يتيمة تعيش من صنع الدمى بأشكال الحيوانات وتبيعها على الطريق وقد أصيبت بداء الصرع منذ طفولتها المبكرة ...يراقبان الفتاة النائمة التى أخبرته زوجته بأن اسمها عائشةعندما وصلت عائشة على سن البلوغ أصبحت محط أنظار كثير من شبان المنطقة والتجسيد الحى لرغباتهم لكونها تتمتع بجمال لم تكن هى تحس بحقيقته ...وكان الناس يتناقلون عنها أنها تطمح لأن تربطها علاقة حب بعشيق يهبط من السماء لنها كانت تعتقد أنها اسمى بكثير من أن تربطها مثل هذه العلاقة برجال من هذا العالم الفانى "ص130
وهذه الفقرة تبين مواصفات المرأة فى عصرنا فاليتم رمز للظلم الذى تعيش فيه نسوة العصر الحالى والمرض بالصرع هو إشارة إلى أن النساء عقولهن تكون سليمة إلا فى فترة تشبه نوبة الصرع والمراد وقت الحيض أو النفاس وأما تمنى كل الشباب لها فرمز لطلب الشباب الزواج بالفتيات وأما الحبيب السماوى فهو رمز للفارس الملاك الذى تتمنى كل فتاة زواجه .
ويشير سلمان بعثمان عاشق عائشة العصرية إلى شباب يحبون فتيات لا يهتممن بهم وهى مشكلة الحب من جانب واحد وهو قوله :
"وكان ذلك الشاب أحد الذين ينتمون لطائفة المنبوذين فى قرية شاتنا باتنا المجاورة الذى اعتنق الإسلام وصار يسمى نفسه عثمان لكن عائشة لم تلتفت لوجود عثمان ولم تهتم حتى بمعرفة أى شىء عنه"ص131
عثمان هنا يمثل الجنس البشرى ولذا سماه يتيما كعائشة إشارة إلى أن الجنس البشرى هو الوحيد المتميز وقال :
"فوق قرية تيتلبير كانت قد نمت شجرة تين متعالية هائلة للغاية بحيث كانت تظلل دائرة يزيد قطرها عن نصف ميل وبحيث أصبحت القرية جزء من الشجرة والشجرة جزء من القرية تلك القرية التى يدين كل أهلها بالإسلام وهذا ما جعل عثمان ينتقل إليها مصطحبا معه معدات المهرج بالإضافة إلى ذلك الثور الذى كان يخور بهمهمة واحدة علامة النفى وهمهمتين اثنتين علامة الايجاب إجابة على أسئلة عثمان وقد اعتنق عثمان الدين الإسلامى كرد فعل على قنوطه ويأسه وأملا فى أن يكون تحوله إلى الإسلام وكنيه باسم اسلامى أمرا مجديا إذ أنه كان فى شاتنا باتنا يحظر عليه ان ينضح الماء من بئر البلدة ذلك أن ملامسة أحد المنبوذين للماء تلوثه بحيث يصبح غير قابل للشرب ص131وبالنظر كون عثمان يتيما شأنه شأن عائشة فقد كان مصدر الرزق الوحيد له هو ممارسة حرفة المهرج"ص132
ونلاحظ الاندماج بين العنصر البشرى وعائشة وهى الدنيا فى قوله :
"فإن ملامحه اكفهرت عندما عرضت عليه رزمة من نحو عشرة دمى كلها على هيئة شاب يرتدى قلنسوة مهرج و إلى جواره ثور مبهرج يومىء برأسه إلى أعلى وإلى أسفل حيث أدرك على الفور أن عائشة غفرت لعثمان خطاياه صاح سرينقاس بعائشة أنت تعلمين جيدا ذلك الرجل خائن لانتمائه إنه يبدل آلهته بالسهولة التى يبدل فيها حذاءه الله وحده يعلم ما ألم بك يا ابنتى لكننى لا أرغب بشراء هذه الدمى فذلك الولد شيطان "134
ونلاحظ أن عائشة الدنيوية تتجدد فبعد الموت ورمزه التعرى نجد العودة للحياة برمز الفراشات التى تغطيها ويبدو أنها رمز للمياه التى تعيد للأرض الحياة بالاخضرار وفى هذا قال سلمان :
"وعندما عادت عائشة إلى قريتها بعد 48 ساعة كان شعرها قد تحول لونه أبيض كلون الثلج وكانت بشرتها استعادت بهاء وإشراق بشرة طفل حديث الولادة وكانت عارية تماما ؟إلا أن الفراشات كانت تغطى جسدها بكامله وعندما وقعت عينا عثمان عليها أصيب بنوبة خوف من الله لم يجرؤ على الاقتراب منها وعندما استيقظت عائشة من النوم بعد يوم وليلة توجهت مباشرة إلى مختار القرية محمد دين وأعلمته أن كبير الملائكة جبريل تجلى لها فى المنام وقالت له لقد حلت البركة بقريتنا بمجرد انتشار نبأ تلك العجوز استدعيت عائشة إلى قصر الزمندار وظلت فى الأيام التالية تقضى ساعات طوال مع البيجوم زوجة الزمندار ميشال التى كانت والدتها أيضا قد وصلت فى زيارة لها وأسعدها لقاء زوجة كبير الملائكة ذات الشعر الأبيض "ص135
ونلاحظ أن سلمان يقر بوجود صلة بين الدنيا الأرضية والسماء وهو جبريل (ص) فى قوله
"وكانت ما تزال تومىء برأسها وعلائم الاستغراب والانتشار ظاهرة على وجهها وهى تتلقى رسالة من كائن ما أسمته هى جبريل وقد تركته بعد ذلك مستلقيا وعادت إلى القرية وهكذا فإن لى زوجة فى الحلم ما الذى أفعله بحق الجحيم "ص136
ويعود سلمان لحكاية الرمز حيث عائشة هى الدنيا المتجددة التى يرغب فيها الناس ويريدون ترك القديمة فى قوله
"انطلق صوت من داخله ليجيبه عن السؤال كل هذا النشاط الجنسى المحموم وهذا الاهتمام بتجدد زوجتك ما هو إلا نوع من الاسقاط وحقيقة الأمر أنك تواق لتلك الفلاحة الفاسقة وأنت على أحر من الجمر بانتظار قدومها حتى تمارس معها الفجور "ص137
ويعود سلمان للقول بأن الدنيا القديمة ميشال هى نفسها الدنيا الجديدة عائشة فى قوله :
138"وكان تكتم ميشال يفاقم فى لب ميرزا سعيد ويجعله يحس بالغيرة ولكنه لم يكن يعرف هل يغار من عائشة أم ميشال وانتبه للمرة الأولى أن عينى سيدة الفراشات كانتا من اللون الرمادى البراق اللون نفسه الذى كان لعينى زوجته وكأنما هذا التشابه فى لون العينين وبريقهما يثبت أن المرأتين كانتا تتآمران عليه وتتهامسان بما لا يعلمه إلا الله من الأسرار وتثرثران عليه "ص138
ويعود سلمان للرمز حيث أن ضرب عائشة إشارة إلى ترك الدنيا والإعراض عنها وهو ما يسميه الناس الكفر بالنعمة التى هى الدنيا فى قوله :
"دخل إلى الغرفة وقد فقد صوابه وعن غير وعى منه رفع يده وضرب بها عائشة التى سقطت على الأرض والدم يسيل من فمها فاندفعت السيدة قريشى توجه الشتائم إليه وتصيح به يا إلهى إنك قاتل ومجرم ....يا كافر يا شيطان يا قذر "ص138
ونلاحظ أن سلمان يعاود الرمز لوجود صلة بين الدنيا الأرضية والسماء وأن السبيل الوحيد للتطهر والعودة للحقيقة هى بالحج للكعبة فى قوله :
"ظهرت عائشة فى اليوم السابع عارية تسترها الفراشات الذهبية ويتطاير شعرها الفضى وراءها مع النسيم ومضت على الفور إلى منزل المختار محمد دين وطلبت منه أن يدعو مجلس وجهاء القرية إلى عقد اجتماع عاجل وطارىء وفى تلك الليلة كان وجهاء القرية يجلسون على الغصن المحدد له من الشجرة فى حين كانت عائشة تقف قبالتهم على الأرض قالت لقد حلقت مع الملاك إلى أعلى عليين وإياه إلى سدرة المنتهى وهو يأمرنا جميعا كل رجل وامرأة وطفل فى القرية أن نتأهب لأداء فريضة الحج وأن نتوجه من هنا إلى مكة المكرمة لنقبل الحجر الأسود فى الكعبة فى وسط الحرم الشريف ولابد لنا من الامتثال لهذا الأمر ونحج من هنا إلى هناك "ص141
ويعود سلمان لمناقشة أمر مشهور بين الناس وهو أن المعتقد فى شىء ما يحدث له تحسن ما دام معتقدا فى هذا الشىء وإن كان شىء خرافى لا علاقة له بالشىء كمرض السرطان فلا علاقة للحج بالشفاء منه كما قال :
"لكن صوته تحشرج عندما رأى عائشة فى الغرفة فانطلق يوجه لها الشتائم أيتها العاهرة وكانت تجلس متربعة على السرير بينما كانت ميشال وأمها تجثوان على الأرض تدفقان بما لديها من المؤن وتحاولان حساب الحد الأدنى الذى يكفيهما فى رحلة الحج تلك خاطب ميرزا سعيد زوجته بعنف قائلا إنك لن تذهبى إنك أمنعك من ذلك الشيطان وحده يعلم أى جرثومة تنشرها هذه المومس بينكم وأصابت بعدواها القرويين إنك زوجتى أرفض أن أسمح لك بالإقدام على مثل هذه المغامرة الانتحارية أجابته ميشال ضاحكة بمرارة ...إنك تعلم أننى لن أتراجع ... تدخلت السيدة قريشى لتقول ابتعد يا ولدى فليس بيننا مكان لغير المؤمنين الملاك أخبر عائشة بأن ميشال ستتخلص نهائيا من السرطان إذا مضت إلى الحج فى مكة وبعد فترة صمت سأل سعيد إذا كانت المسألة فى أداء العمرة فدعونا نستقل الطائرة وسنكون فى مكة بعد يومين "ص143
ويشير سلمان للصراع بين الاعتقاد والعلم كما يشير لمعضلة الملحد الذى يحاول فى رأيه إجبار المؤمنين على رأيه فى قوله :
"خاطبته عائشة من على السرير قائلة ميرزا أيها الصديق تعال معنا لتنقذ روحك نهض سعيد وعيناه حمراوان ونظر إلى عائشة وقال لها بحزم ليس هناك إله ردت عليه ليس هناك إلا الله ومحمد نبيه تابع قائلا المياه لا تنشطر أجابته عائشة سينشق البحر بأمر من الملاك قال إنك تقودين الناس إلى كارثة حقيقية ردت عليه إننى أصحبهم إلى أحضان الله قال إننى لا أصدقك ولا أومن بما تقولين ولكننى سآتى معكم وسأحاول أن أضع حدا لجنونكم مع كل خطوة أمشيها "ص144
ويرمز سلمان لخداع الدنيا بعرض الحج مع عبور البحر بلا مركب مع أن عمقه كبير وأمواجه متلاطمة فى قوله :
"وبعد ذلك ابتعد محمد دين عن الحجاج وهو يبكى بصمت فطلبت عائشة مقابلته والحديث معه وقالت له يجب أن تقوى إيمانك إن من يموت فى الطريق إلى الحج العظيم يحل فى مقام خاص فى الفردوس وفى تلك الليلة وبينما كان ميرزا سعيد يجلس بالقرب من السيارة اقترب منه محمد دين وقال أرجو المعذرة ولكن هل بإمكانى أن اركب معك فى السيارة كما عرضت على مرة من قبل دخل محمد دين السيارة وصاح ميرزا سعيد مبتهجا إنه المرتد الأول "ص224
كما لخص سلمان مشكلة الإنسان الأحمق مع الدنيا المجنونة بأن الطريقين نهايتهما سيئة فى قوله :
"همس عثمان المهرج فى أذن ثوره وهو ينظفه أيهما أكثر جنونا المرأة المجنونة أم الأحمق الذى يحبها لكن الثور لم يجب أضاف عثمان ربما كان الأفضل لى ولك لو بقينا منبوذين إن بحرا تجبر على ارتياده فهو أسوأ من بئر يحرم عليك مائه أومأ الثور برأسه مرتين علامة الإيجاب "ص145
وعبر سلمان عن خداع الدنيا المستمر للناس بقوله :
"تضمن العرض الذى قدمه ميرزا سعيد لعائشة سؤالا قديما هو أية عاهرة أنت أجابته لقد تجددت وأصبحت بعيدة عن الشبهات مغفورا لى وتقية "ص236
وعبر سلمان عن وجهة نظر محبى الدنيا أى عائشة الذين يعبدونها كآلهة من دون الله فى قوله :
"كان سيرينيقاس فى تلك اللحظة ينظر باتجاه عائشة التى كانت نائمة تحت غطاء من الفراشات وقال لست فيلسوفا كاد قلبه يقفز من فمه عندما أحس بما يشبه اليقين أن الفتاة نائمة كان لها وجه الآلهة لاكشمى نفسه غير أنه لم يعبر عن ذلك الإحساس "
وأما عائشة التاريخية فهو يقول أنها طفلة تزوجها النبى (ص) فى قوله :
"مع النساء فهو يتزوج إما من أم مثل زوجته الأولى أو من ابنة مثل عائشة "ص 185
ونلاحظ أن الرجل بين وجهة نظر الكفار فيما يسمى حجاب نسوة النبى (ص) أى خفاء زوجاته وهو أنهن غاية فى الجمال وأجملهن عائشة وهو قوله :
"وفى احدى المرات وبينما كانت الفتيات يتحدثن فى فترات راحتهن فى النهار قالت أصغرهن ذلك البقال موسى أن هاجسه الوحيد هو النبى وزوجاته وقد أخبرنى بأننى صورة طبق الأصل عن أصغر زوجات النبى التى هى عائشة والتى هى المفضلة عنده ردت عليها المرأة الكبرى لا عجب فى أن النبى يخفى زوجاته عن الناس لابد أنهن جميعا من النساء الجميلات وعلى أى حال فالناس يحبون مالا يرونه دائما لأنه يثير فضولهم "ص191
ونلاحظ أن الرجل اخترع لعبة بيت الحجاب أى ماخور الحجاب الذى صنعه الكفار وصنعته الكافرات العاهرات سخرية من النبى(ص) وزوجاته :
"كان للنبى 12 زوجة وكان فى الماخور12 عاهرة وابتدأت اللعبة اصغر العاهرات التى راحت تدعى أنها بالفعل عائشة زوجة ماهاوند وقد أتقنت لعب ذلك الدور إلى حد أن البقال موسى وقع فى حبائلها وصدق الكذبة لكن السيدة قالت لبعل ينبغى أن نظل حذرين ويجب أن نتجنب قدر الإمكان العواطف والانفعالات "ص192
ونلاحظ أن بعل كان يمثل فى الماخور زوج العاهرات سخرية من النبى(ص) وهو كلام قد يكون قد حدث فعلا وإن كان غير مذكور فى التاريخ ولكن ما نعرفه من طرق سخرية الكفار يجعلنا نقول أنه ما قاله ممكن أنه حدث فى قوله :
"وطلبت منه عائشة أن يتسم بشخصية قوية حتى يتكرس لدى فتيانه الشعور بأنهن بالفعل زوجات لرجل قوى وقد أظهر ذلك أن فتيات الماخور لم يتخلصن من عقدة الدونية التى كانت منتشرة بين نساء الجاهلية وهن عاهرات وقد مارس بعل صلاحياته على هذه الأسس فكان يقاطع إحداهن لمدة شهر إذا قامت بما يغضبه كما كان يضرب بعضهن أحيانا والغريب فى الأمر فى تلك الحالة عاد غلى تأليف الشعر وكتب أعذب أشعاره وخاصة تلك التى تغزل فيها بعائشة التى كانت ملهمته وبعد مضى سنتين من حياته فى الحجاب فإن أحد زبائن عائشة تعرف عليه وميزه على الرغم من جلده المصبوغ وزيه الغريب وكادت عائشة تفقد صوابها خوفا عليه إلا أنه طمأنها قائلا إن الأمر على ما يرام وهذا الرجل لن يسبب لى المتاعب وكان ذلك الرجل هو سلمان الفارسى الذى أوضح سبب قدومه إلى الحجاب "194
ونلاحظ أن سلمان جعل النبى(ص) خاضعا لعائشة وهو كلام مخالف للوحى فى قوله :
"عائشة وسطوتها على النبى أما ما فعله النبى فقد استنزل جبريل إليه بدوره بتبرئة عائشة "ص196
ويكرر سلمان ما جاء من كتب التاريخ من موت النبى(ص) فى بيت عائشة فى قوله :
"وحلم جبريل بموت ماهاوند كان النبى يحتضر وفى اللحظات التى كان يستعيد فيها وعيه كان يردد على مسمع عائشة الباكية لقد خيرت بين البقاء وبين خيار أخر وقد اخترت أن أتوجه إلى مملكة الله وإلى الفردوس بعد قليل اتجهت عينا ماهاوند إلى زاوية من زوايا الغرفة التى لم تكن عائشة ترى فيها شىء وقال أهذا أنت يا عزرائيل وسمعت عائشة صوت امرأة يجيبه كلا يا رسول الله أنا لست عزرائيل ورد عليها ماهاوند إذن فهذا المرض الذى أعانى منه هو من صنعك أنت أيتها اللات على كل حال فأنا أشكرك على ما فعلت بى لقد قدمت لى خيرا عظيما "ص199
ونلاحظ أن سلمان خلط روايات التاريخ فالقولة التى رواها التاريخ عن والدها أبو بكر من كان يعبد محمدا فإن محمد قد مات نسبها سلمان إليها فى قوله :
"جففت عائشة دموعها وخاطبتهن بقوة كل من يعبد ماهاوند فليبك لأن ماهاوند قد مات ومن كان يعبد الله فليبتهج لأن الله حى لا يموت "وكانت تلك نهاية ذلك الحلم " ص200
تشويهات سلمان
-قال سلمان "إنه موت إله أو هو شىء أشبه ما يكون ذلك فى حين أنه يطل بوجهه الكبير فى حياته على عشاقه فى الليل السينمائى المصطنع مشعا متوهجا كأنما هو كيان سماوى فى حالة تتوسط ما بين الموت والقداسة "ص16
الخطأ التعبير السردى موت إله فالله لا يموت كما قال تعالى بسورة الفرقان :
"وتوكل على الحى الذى لا يموت "
-وقال "فمن المؤكد أنه كان فى ذلك الوجه سحر إلهى وهذا كل ما فى الأمر إلى تجسيد أحد الآلهة شأنه فى ذلك شأن البشر المتحولين وهذا ليس غريبا ففكرة الولادة المتجددة هى بدورها سر إلهى أيضا "ص18
الخطأ تجسد الإله وهو ما يخالف أن الله لا يشبه خلقه فى وجود جسد كما قال تعالى بسورة الشورى:
"ليس كمثله شىء"
والخطأ الإيمان بتعدد الآلهة"تجسيد أحد الآلهة "وهو ما يخالف أنه إله واحد كما قال تعالى بسورة الأنبياء :
"لو كانا فيهما آلهة إلا الله لفسدتا "
-وقال "ولكن الأمر ليس دائما بتلك الدقة فهناك حالات تقمص دنيوية أيضا ذلك أن جبريل فاريشتا وله واسمه الحقيقى اسماعيل نجم الدين فى قرية بونا وقد سمى اسماعيل تيمنا باسم ذلك الطفل الذى كان ضحية لأبيه إبراهيم أما الاسم الثانى فمعناه الحقيقى نجم الايمان وقد تخلى عن هذا الاسم العظيم ليتكنى باسم أحد الملائكة الذى هو الملاك جبريل "ص18
الخطأ أن إسماعيل(ص)كان ضحية أبيه إبراهيم(ص)وبالقطع لم يذبح ابنه حتى يكون ضحية أى مجنى عليه
-وقال "حيث أن رجل مثله يقوم بأدوار الآلهة كان لابد له من أن يكون فوق الشبهات ولقد استدعاه بابا صاحب مهاترى وهو على فراش الموت ليرجوه أن يتزوج ليثبت أنه رجل حقيقى ولكى يتجنب الفضائح والشبهات فى عالم الخيال والمال والشهوات الذى أرسله هو إليه.....والواقع إن متعة الجنس الرهيبة التى انغمس فيها جبريل أدت إلى دفن أعظم مواهبه ألا وهى موهبة الحبيب الأصيل"ص 25
والخطأ الإيمان بتعدد الآلهة" يقوم بأدوار الآلهة "وهو ما يخالف أنه إله واحد كما قال تعالى بسورة الأنبياء :
"لو كانا فيهما آلهة إلا الله لفسدتا "
-وقال "وقد سمع صلاح الدين من الوافدين إلى إنكلترا من مدينتهم بأن والده تحول إلى ناسك يكرس حياته كلها فى خدمة الدين الإسلامى وكان هذا مزعجا للغاية بالنسبة لصلاح الدين وحمل مسئولية ذلك إلى زوجة والده الجديدة نسرين الثانية التى كان يرى فيها ساحرة شريرة"ص38
الخطأ وجود نساك أى رهبان فى الإسلام وهو ما يخالف قوله تعالى بسورة الأعراف :
"قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق "
وقد أكد الله كون الرهبانية بدعة فقال بسورة الحديد :
"ورهبانية ابتدعوها "
-وقال "وعزا ذلك إلى حاجتها إلى التجذر وتجاوز الشعور بالتشرد الذى يكرسه فيها الدين اليهودى "ص43
الخطأ أن الدين اليهودى يكرس الشعور بالتشرد وهو كلام غير صحيح فالعهد القديم يؤكد على ميراث القوم للأرض وضرورة دفاعهم عنها وبقاءهم فيها
-وقال "وتخلصنا من الاحراج باقتراح شانجير أن يقوموا بجولة فى المنزل للتفرج على ما فيه من تحف تراثية من تاريخ المسلمين الهنود كان شانجير يعتز بها ولكن صلاح رأى فى تلك الأشياء خاصة بتلك الرسوم المصورة على السجاد والتى تمثل بطولات حمزة عم النبى رأى فيها تجسيدا للوحشية وهوس سفك الدماء والتمتع الوحشى بآلام الأخرين "ص48
الخطأ الأول وجود تحف تراثية للمسلمين وهو كلام يخالف أن الإسلام لا يجيز وجود ما يسمى التحف وهى أدوات لا تستعمل فى البيت المسلم أو فى المؤسسة المسلمة فهذا نوع من الإسراف المحرم وفيه قال تعالى بسورة الإسراء "ولا تبذر تبذيرا"
والخطأ الثانى تصوير بطولات حمزة عم النبى(ص) ووصفه لها بالوحشية وهو كلام يبين مدى تغلغل تحريم الجهاد فى حياة سلمان على غرار القاديانى الذى حرم الجهاد ضد الانجليز ويالقطع الجهاد ليس وحشية فالوحشية هى البدء بالعدوان وأما رد العدوان فلا يسمى وحشيا لكون عدل للميزان المائل
-وقال"وكان جبريل يصبح كثير الكلام فى حالات يقظته وراح فى تلك الطائرة القابعة قرب واحة زمزم يبر الجميع بأنهم موتى وأنهم يتأهبون لولادة جديدة يتناسخون من خىلها بأشكال جديدة وظروف جديدة وخاطب شمشا قائلا ما قولك بأم واحدة تلد خمسين طفلا توأما كان التولد فى نظر جبريل كلمة تتضمن فى طياتها على كثير من المفاهيم بدءا من التحول إلى رماد والتحول يولد حياة جديدة إلى مفهوم قيامة المسيح مباشرة وبعد الموت ومن ثم حلول الروح فى جسد طفل حديث الولادة والتجولات الفئيوية التى تنتقل فيها الروح الإنسانية إلى أجساد الثيران والأدوار المتعددة للحياة الواحدة ولكن شمشا لم يكن يرى أن كل هذه التحولات مشروطة بالموت وإنما هى نوع من عودة الروح عبر بوابات مختلفة ومتعددة وأصر جبريل على أفكاره بالقول عن كل قديم لابد له من أن يموت وإلا لما كان هناك جديد " ص55
الخطأ الأول وجود واحة زمزم فلا توجد واحة بهذا الاسم والموجود بئر تسمى زمزم
الخطأ الثانى إيمان الرجل وأبطاله بالتناسخ وهو التقمص باطل للتالى:
أ- قوله تعالى بسورة الإسراء "ولا تزر وازرة وزر أخرى "يعنى أن الوازرة وهى النفس لا تتحمل عقاب غيرها وهذا يعنى أن النفوس ليست واحدة لأنها لو كانت واحدة ما اختلف جزاء كل واحد منها.
ب- قوله بسورة المدثر "كل نفس بما كسبت رهينة "وقوله بسورة غافر "اليوم تجزى كل نفس بما كسبت "فهنا كل نفس تحاسب على عملها ولو كانت النفوس واحدة أو حتى مجموعة من النفوس لما صح حسابها.
ت- قوله بسورة مريم "لم نجعل له من قبل سميا "فهذا يعنى أن يحيى (ص)لم يكن فى يوم من الأيام قبل ولادته إنسان أخر كما زعم أهل التقمص.
ث- قوله بسورة القصص "وما كنت بجانب الغربى إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين "فهذا يعنى أن محمد(ص)لم يكن فى زمن موسى (ص).
ج- قوله بسورة آل عمران "وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون "وهذا يعنى أن محمد(ص) لم يكن فى زمن مريم (ص)وعيسى (ص) لأنه لم يعش فى ذلك العصر.
ح- أن الإنسان يموت مرتين واحدة فى دنيانا هذه وواحدة عند قيام القيامة بعد حياة البرزخ ويحيا حياتين قبل يوم القيامة واحدة فى دنيانا هذه والأخرى فى البرزخ وقد اعترف بهذا الكفار فقالوا فى يوم القيامة بسورة غافر "ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين "وهذا دليل على عدم وجود تقمص لأنه يحتاج لموت كثير المرات وحياة كثيرة المرات.
خ- أن بفرض وجود التقمص فمعناه هو أن كل النفوس هى نفس واحدة هى نفس الإنسان الأول آدم (ص)فكيف توجد نفس واحدة فى وقت واحد فى كل هذه الأجسام على مر العصور ؟زد على هذا كيف تكون النفس الأولى وهى نفس ذكر هى نفوس النساء الموجودات على مر العصور أليس هذا جنونا ؟
د- بفرض وجود التقمص وبما أن آدم (ص)هو الإنسان الأول فالسؤال الواجب طرحه هو قبل دخول النفس فى آدم (ص) فى أى كائن أخر كانت موجودة ثم تقمصت جسد أدم (ص)؟بالطبع لا جواب.
لو ظللنا نفترض لوصلنا أن نهاية التقمص هى أن الله نفسه حلت فى الأجساد الموجود فى الكون باعتباره النفس الأولى وهذا هو الجنون عينه.
-وقال "وهو يتشبث بغصن من سدرة المنتهى قرب العرش الإلهى وهو يحاول البقاء فى تلك الأعالى ولكنه يفشل ويسقط ومع ذلك يبقى على قيد الحياة وهو يغنى من الجحيم السفلى أغانيه وآياته العذبة المؤثؤة وتشاركه فى ذلك الغناء بناته الثلاثة اللات ومنات والعزى بحيث يرددن مخاطبات جبريل كم نخبىء لك من الخدع والأحابيل لك ولذلك التاجر الواقف على الأكمة ولكن قبل حكاية ذلك التاجر هناك حكاية يوحى بها كبير الملائكة جبريل تتعلق بنبع زمزم الذى يقوم هو جبريل بالكشف عنه لهاجر العصرية التى يهجرها النبى إبراهيم ومعها طفلها منه "ص59
الخطأ هنا أن اللات والعزى ومناة بنات جبريل(ص) وهو كلام مخالف حتى لاعتقاد الكفار فى القرآن فهن يعتقدون أنهن بنات الله كما قال تعالى بسورة النجم :
"أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرىألكم الذكر وله الأنثى"
-وقال"يهجرها فى الصحراء ولا تجد ما تشربه إلا الماء البارد من ذلك النبع وعندما يقوم جرهم لاحقا بمطر ذلك النبع بالوحل والذهب مما يطمس آثاره يعود جبريل ليهدى إلى مكانه المطلب صاحب الخيام الحمراء القرمزية والذى هو والد فرجل ذى الشعر الذهبى الذى يصبح بالتالى والدا للتاجر والذى سنروى قصته عندما أصبح ذلك التاجر ورجل الأعمال الناجح فى الرابعة والأربعين من عمره وبينما كان كعادته يصعد باتجاه قمة الجبل كان يقضى معظم ايامه على ذلك الجبل بحيث احيانا يقضى معظم ايامه على ذلك الجبل وبحيث كان احيانا يقضى شهرا بكامله بالقرب من القمة وذلك هو التاجر ورجل الأعمال الناجح الذى أصبح اسمه فيما بعد محمد كانت مدينة الجاهلية مشيدة بكاملها من الرمال وكان سكانها عبارة عن ثلاثة أو أربعة أجزاء من الرحل الذين لا تربطهم بأرض أى جذور وقد استهوتهم الإقامة فى ذلك المكان على مفترق الطرق0"ص24
الخطأ الأول أن فرجل والد الرسول(ص)صاحب الشعر الذهبى وهو يضرب عرض الحائط بالمعروف تاريخيا وهو كونه محمد بن عبد الله ويذهب للخرافات الإغريقية حيث ملحمة فرجيل
والخطأ الأخر رسالة محمد (ص) بدأت فى 44 من عمره وهو ما يخالف المعروف تاريخيا وهو الأربعين وهو سن اكتمال رشد الإنسان كما ورد بسورة الأحقاف
-وقال "وحكاية الآيات الشيطانية فى المرحلة الأولى من السيرة النبوية والتشريع السياسى والاجتماعى الذى استوحاه محمد من حريمه بعد عودته إلى مكة منتصرا وقرأ كذلك عن السريالية وعن الفراشات التى تتسلل إلى أفواه الصبايا سعيا إلى جعلهم يفتتن بها وعن أولئك الأطفال الذين يولدون بلا وجوه وعن غار الأطفال الذين يسترجعون فى أحلامهم تجارب التناسخ الأولى التى تعرضوا لها فى أدوار سابقة من حياتهم"ص
24
الخطأ الأول أن التشريعات استوحاها محمد(ص)من حريمه وهم نسوته وهذا افتراء على النبى(ص) حيث يتهمه بالكذب على الله كما يتهم بتأليف القرآن وهو ما نفاه الله بقوله :
"شرع لكم من الدين "
الخطأ الثانى قراءة السريالية والنبى(ص) لم يقراأ كتابا من قبل كما قال تعالى بسورة العنكبوت :
"وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينكإذا لارتاب المبطلون"
ونلاحظ تأكيده على قراءة السريالية فقط والسريالية حركة ترمز للجنون وهو ما يعنى اتهامه للنبى (ص) بالجنون وهو ما نفاه الله بقوله :
"وما صاحبكم بمجنون "
الخطأ الثالث ولادة أطفال بلا وجوه وهو جنون فلا يوجد هذا
الخطأ الرابع وهو خطأ سابق وهو الإيمان بالتناسخ
-وقال "وكان الأغنياء منهم قد أقاموا لأنفسهم أبنية شاهقة ذات نوافذ زجاجية ولكن تلك الأبنية ككل أبنية المدينة كانت مشيدة من الرمال كان كل شىء فى ذلك المكان يتكون فى أساسه من رمال متناثرة ولذلك فقد كان الماء العدو اللدود لمدينة الجاهلية وكان موزعو الماء وبائعوه من السقايين يعتبرون منبوذين ولم يكن فى تلك المدينة إلا قلة قليلة من الأشجار النخيل التى تضع جذورها فى أعماق الأرض سعيا وراء الرطوبة أما الماء فقد كان غير موجود إلا فى بعض الغدران والينابيع التى تترقرق تحت الأرض ومن تلك الينابيع ذلك النبع الأسطورى بئر زمزم الذى كان يقع بالقرب من البيت بيت الحجر الأسود وكان يستقى من ذلك البئر السقاء المنفر المسمى خالد "ص61
الخطأ الأول كون بيوت البلدة وما فيها مبنى من الرمل وهو كلام شخص مجنون فلا توجد أبنية تبنى من الرمال لأن من يبنونها يكونون مجانين لأنها تنهار على الفور لو حدث ذلك
الخطأ الثانى أن الماء العدو اللدود لمدينة الجاهلية وهو كلام رجل مجنون فالبشر لا يمكن أن يعادوا الماء لأنه سر بقاءهم وسر طعامهم وحتى معظم صناعاتهم
الخطأ الثالث أن خالد بن الوليد كان منظره منفرا وكان يعمل سقاء وهو كلام يخالف الروايات التاريخية
-وقال "كانت تلك المدينة تعتبر بحق مدينة التجار وكان تتزعمها قبيلة قريش وفى تلك المدينة تحول أحد التجار إلى نبى وأصبح مؤسس أحد الأديان العظيمة فى العالم وقد واجه فى هذا اليوم بالذات يوم عيد ميلاده الرابع والأربعين منعطف حياته الكبير حيث بلغ أذنه صوت هامس يقول له من أنت وما هى حقيقتك أرجل أنت أم فأر ولقد سمعنا هذا الصوت من قبل"ص63
الخطأ كون رسالة محمد (ص)بدأت فى الرابعة والأربعين من عمره وهو كلام تخريفى
الخطأ ايضا كون المدينة مدينة التجار وهو كلام يخالف أنه لا يمكن أن تكون هناك مدينة قائمة على التجارة وحدها فلابد أن يكون فيها كل أصناف المهن الأخرى خاصة الرعاة حيث البيئة الرملية الصحراوية
والخطأ الأخر أن الوحى يقول "من أنت وما هى حقيقتك أرجل أنت أم فأر"وهو كلام جنونى فحتى لو كان الرجل مفترى فهو لن يقول لنفسه هذا الجنون الذى يقوله سلمان المجنون
-وقال"وفى قديم الزمان أتى إبراهيم إلى هذا الوادى ومعه هاجر وولدها إسماعيل وهناك تخلف إبراهيم عن هاجر فى ذلك المكان النائى الجاف القاحل وسألته فى ذلك الحين هل يمكن أن تكون تلك إرادة الله فأجابها إنها كذلك يا له من وغد لقد كان الرجال منذ القدم يستخدمون الله لتبرير ما يمكن تبريره " ص63
الخطأ وصف الوغد سلمان إبراهيم(ص)بالوغد وأنه برر ذنبه بأنه أمر من الله وهو كلام جنونى فرغم أن الحكاية ليست مذكورة فى القرآن وإنما هى روايات لأن الرجل قال "أسكنت " والسكن يعنى وجود سبل الراحة طعام وشراب وغيره
-وقال "وكان المعروف أن القصائد السبع التى تفوز فى تلك المنافسة تعلق على جدران البيت العظيم بيت الحجر الأسود"ص63
الرجل هنا يحرف التاريخ المعروف بادعاء وجود مسابقة تفوز فيها سبع قصائد تعلق على البيت فالقصائد السبع أو العشر المعروفة لم تكن مقالة فى سنة واحدة بل فى سنوات مختلفة كما أنها لا يوجد خبر صجيج فى حكاية تعليقها فى البيت فالكعبة لا يمكن أن يوجد فيها كلام فاحش يدعو للزنى والشرب الخمور والظلم
-وقال "خرجا إلى خارج ذلك البيت واتجها إلى مكان كان يقف فيه كل من السقا خالد وسلمان الفارسى والعبد العملاق بلال الذى اشتراه ماهاوند من صاحبه وأعتقه والذى كان له صوت يضاهى حجمه من حيث القوة والضخامة عند ذلك أشار عظيم الجاهلية إلى هؤلاء الثلاثة وقال مخاطبا بعل هؤلاء هم الذين أطلب التوجه إليهم بهجائك المقذع ولم يتمالك بعل نفسه من الضحك باستخفاف رغم خوفه وألمه وقال هؤلاء المهرجون السفهاء أتباع ماهاوند هل يدور فى خلدك أن إله ماهاوند الواحد سيدمر آلهتك الستة والثلاثين إن ذلك لا يمكن أن يحدث "ص64
الخطأ الأول ماهاوند والمراد محمد(ص) اشترى بلال وأعتقه وهو كلام يخالف المعروف تاريخيا وهو شراء أبو بكر الصديق لبلال
الخطأ أن آلهة قريش المزعومة 36 وهو ما يخالف حتى الروايات الكاذبة التى كانت تقول بوجود 360 صنم حول الكعبة هدمها المسلمون فبيت الله لا يمكن أن يدخله شىء حرمه الله
"تلامذة ماهاوند الثلاثة السقاء والهاجر والعبد يقضون جل وقتهم فى الاغتسال بالماء من بئر زمزم وبالصلاة إن حبهم للماء هو خيانة لحضارة الصحراء بطريقة أو بأخرى "ص66
الخطأ أن تلامذة محمد (ص) ثلاث فقط وهو كلام يخالف التاريخ ويخالف الواقع فتلاميذ أى نبى(ص) لابد أن يكونوا كثرة حتى يبلغوا رسالته للأقوام الأخرى
الخطأ أن حب التلامذة للماء هو خيانة لحضارة الصحراء وهو كلام جنونى فحب الماء هو ديدن كل البشر
-وقال "يبتسم بلال بغير اكتراث فى تلك الأثناء يشرئب السقاء خالد إذ يرى حمزة عم ماهاوند يتجه إليهم بادى القلق كان حمزة رغم أعوامه الستين معروفا فى المدينة بأنه مصارع الأسود وواحد من أبرز صناديدها ومع أنه كان أضأل شأنا من ذلك الصيت الرائع وتلك السمعة المدوية التى لعله كان ينفق بعضا من ماله لتكريسها فى أذهان الناس "ص67
الخطأ هنا هو تحقير سلمان الحقير لحمزة وجعله رجل انتهازى ينفق المال لنيل الشهرة وهو رجل طبقا للتاريخ مجاهد كبير ونلاحظ أن الرجل يخالف التاريخ المعروف وهو أن حمزة رضع معه النبى(ص) مما يعنى أنها كان فى سن واحد تقريبا ولكنه يقول أن كان قد بلغ الستين ومحمد فى 44 من عمره
-وقال "يحس جبرائيل بقلبه يكاد يقفز من صدره هلعا وخوفا ويحدث نفسه قائلا المفروض بى أن أعرف الإجابة على هذه التساؤلات إنه يخشى هذا التاجر ماوهاند أليس غريبا أن يرتعش كبير الملائكة فى مواجهة إنسان فان ليس لديه الإجابة ليس لديه ما يقوله لهذا الرجل وهاهو ماهاوند يقبل ليتلقى منه الوحى ليسأله الاختيار فيما بين الوحدانية والتعددية ويحدث جبرائيل نفسه وها أنا أقف كالأبله ما الذى أقوله لماهاوند النجدة "ص68
الخطأ الأول إتهام جبريل (ص) بالجهل فى معرفة وحدانية الله وحرمة تعدد الآلهة وهو ما يناقض قوله تعالى بسورة النجم :
"علمه شديد القوى "
والخطأ الثانى خوف جبريل (ص) من محمد(ص) وهو كلام يناقض وصفه بشديد القوى
-وقال "ومع ذلك فإنهم لم يؤمنوا بنا لقد رأوك تهبط إلى المدينة وتفتح لى صدرى ورأوك وأنت تغسل قلبى بماء زمزم وتعيده إلى جسدى ومع ذلك فما زالوا يعبدون الأصنام وعندما أتيت فى تلك الليلة وطرت بى إلى القدس ألم أعد لأخبرهم بما رأيته بالتفصيل ومع ذلك فقد ظلوا يتوجهون إلى اللات لقد هونت عليهم الأمور حين طرت بى عاليا حتى بلغت بى العرش وحين فرض الله على المؤمنين 40 صلاة ألم اعد عدة مرات بناء على اقتراح موسى لأرجو الله أن يخفف هذا العبء حتى استجاب الله وقبل بخمس صلوات ومع ذلك فهم يحبون مناة ويفضلون العزى ماذا بوسعى أن افعل ما الذى سأتلوه عليهم "العزى ماذا بوسعى أن افعل ما الذى سأتلوه عليهم "ص71
الخطأ الأول أن الكفار رأوا جبريل (ص) وهو يفتح صدر محمد(ص)ويغسل قلبه بماء زمزم ويعيده لصدره وهو كلام يخالف الوحى فالملائكة لا تظهر للناس إلا يوم القيامة كما قال تعالى بسورة الفرقان :
"يَوْمَ يَرَوْنَالْمَلَائِكَةَ لَابُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا"
الخطأ الثانى فرض 40صلاة وهو كلام مخالف حتى للروايات المعروفة تاريخيا
-وقال "وما لبث الوحى أن يهبط وماهاوند على حالته الأولى بين النوم واليقظة يحس بالتشنج لدرجة المعجزة فى الحدوث حيث يبدو وكأنه يستل شيئا من أعماقه بالقوة ويبدأ يحس بتلك القوة تصل إلى فكيه اللذين يبدأن بالتحرك حيث يتباعدان ويتقاربان ثم تصل القوة إلى الحبال الصوتية إنه ليس صوتى إننى لا أعرف كلمات من هذا القبيل إنه ليس صوتى ولكنه صوت... تنفتح عينا ماهاوند على اتساعهما إنه يرى طبقا ما وما يلبث جبريل أن يتذكر نعم إنه يرانى أنا وفمى ينفتح وشفتاى تتحركان قوة ما تحركهما ما هى تلك القوة لا أعرف وكلمات تصدر من فمى ليست لعبة مسلية أن تكون رسول الله ولكن لكن لكن الله ليس ظاهرا الله وحده يعلم رسول من أنا ؟ص71
الخطأ الأول ان النبى(ص) كان يصاب بالصرع وهى فرية من فرى الكفار حيث يعتبرون الوحى هذيان جنونى وهو ما نفاه الله بقوله :
"وما صاحبكم بمجنون "
والخطأ الثانى شك النبى(ص) فى انه رسول من الله " لكن الله ليس ظاهرا الله وحده يعلم رسول من أنا" وهو كلام جنونى فالرجل حتى لو كان مفتريا فلن يشك فى نفسه وهو كلام إعادة لفرى الكفار عن النبى(ص)
-وقال "حيث لحق به تلاميذه على الرغم من خوفهم الشديد حتى يقف فى مواجهة الأصنام الثلاثة ويعلن على الناس إلغاء الآيات التى أوحى إليه بها الشيطان ويصرخ بصوت مرتفع بآيات جديدة لتسجل بدلا منها فى القرآن ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذن قسمة إن هى إلا أسماء سميتموها أنتم وأباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان وبعد أن يتلو ماهاوند هذه الآيات الجديدة يغادر المكان قبل أن يخطر لأحد بأن يلتقط أو يقذف بالحجر الأول
"بعد حذف تلك الآيات الشيطانية يعود النبى ماهاوند إلى منزله ليواجه أول عقاب له بسبب ذلك بانتظاره هناك وليجد زوجته ذات السبعين عاما تستلقى ميتة وقد أسندت ظهرها إلى أحد الجدران فيحس بالشقاء ويظل صامتا طوال أسابيع "ص78
الخطأ هو حذف الآيات الشيطانية من القرآن وهو كلام جنونى لأنه لا توجد أساسا آيات شيطانية ولا يمكن للنبى(ص) ولا لغيره تبديل الآيات من نفسه وهو كلام طلبه الكفار منه لوضع عبادة آلهتهم فى الوحى وفى هذا قال تعالى بسورة يونس :
"وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدلهمن تلقاء نفسيإن أتبع إلا ما يوحى إلي"
-وقال "ويعرض أهالى الواحة المسماة يثرب والواقعة إلى الشمال من مدينة الجاهلية على المؤمنين أن يأووهم فى بلدهم ويوافق حمزة على هذا العرض ويقنع به ماهاوند قائلا إنك لن تستطيع أن تنشر رسالتك هنا يا ابن أخى ولم يقر لهند قرار حتى تقطع لسانك وأرجو المعذرة على طريقتى فى الكلام معك "ص 78
هنا حمزة هو من يقنع النبى(ص) بالهجرة ليثرب وهو كلام يخالف الواقع فالنبى (ص) يشاور المؤمنين كلهم وليس واحد منهم وما حكاه يبين أن الرجل حور حكاية العم المشارك فى الحوار مع اليثربيين فالمشهور تاريخيا أنه العباس وليس حمزة
-وقال "ويصل ماهاوند إلى الواحة ويبقى جبريل وحيدا على قمة الجبل ترفرف حوله ثلاث مخلوقات مجنحة هى اللات والعزة ومناة وهى تحاول أن تمزقه بمخالبها ويحاول هو أن يقى نفسه من ضرباتهن التى لا تنتهى ولكنهن يبقينا قوى منه فهن مجنحات وسريعات الحركة ولأنه كان يحلم فقد كان هذا مفروضا عليه وهو لا يقدر حتى أن يتمنى ابتعادهن عنه "ص79
الخطأ أن المخلوقات المجنحة هى اللات والعزة ومناة وهو تخريف فى تخريف فالمعروف أن الثلاثة هى مجرد أصنام
-وقال "لقد أوقعته روزا دياموند أسيرا إرادتها تماما كما وقع الملاك جبريل أسيرا تحت سيطرة ماهاوند الذى كان يجبره على الكلام حسب حاجته ورغبته "ص80
الخطا هو أن سلمان يقول بفرية أن النبى(ص) أجبر جبريل (ص)على الكلام حسب هواه وهو ما نفاه الله بقوله تعالى بسورة النجم :
"وما ينطق عن الهوى " وهو تخريف يبين مدى تحير نفس سلمان كنفس كل كافر فى الوحى فهو يقدر على تحديد فريته أو تهامه وإنما هو يضرب خبط عشواء فى كل اتجاه
-وقال "ثم انحنت فوق آلة التسجيل الضخمة وضغطت على احد أزرارها وانطلق صوت الشريط فوجد جيمى نفسه يبكى بانفعال وعاطفة وهو يستمع إلى ذلك الإيقاع الموسيقى المعبر عن الألم لقد كان ذلك الإيقاع المزمور السابع والثلاثين بعد المئة ترنيمة المصاعد ومن سفر المزامير فى التوراة "ص98
هنا يعترف سلمان بوجود التوراة فى العصر الحالى وهو يدل على تكذيبه بالقرآن فالتوراة غير موجودة فى الوقت الحاضر وما قبله والموجود حاليا يسمى العهد القديم
-وقال "لقد شاهدت الملائكة بأم عينى وكذلك فقد شاهدها شيريا بمبا ... وبعد ذلك سمعت صوتا كأنه طلقة بندقية وقد قطع على ذلك الصوت تأملاتى وزعقت منادية بمبا ...وظللت اكرر السؤال ما هى حقيقة ذلك الصوت هل اطلق أحدكم النار من بندقية فنظروا إلى جميعا كأننى مصابة بلوثة وأجابنى إنك تعرفين أنه ليس هناك أية بنادق فى هذا الجبل وكانوا على حق "ص11
الخطأ هنا مشاهدة الناس للملائكة عيانا وهو كلام يخالف أنهم لا يرونها سوى يوم القيامة كما قال تعالى بسورة الفرقان :
"يَوْمَ يَرَوْنَالْمَلَائِكَةَ لَابُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا"
وهذا الخطأ هو رأى إحدى شخصيات الحكاية وهى اليهودية آليلويا
-وقال "وظن للوهلة الأولى أنها آلهة الانتقام ريخا ميرثانت وقد أتت لتقبله قبلة الموت الأخيرة وتستدرجه بذلك إلى أقبية العالم السفلى الذى يبدو أعمق غورا من العالم الذى دمرت له فيه روحا لم يعد يكترث .. وتناهت إلى مسامعه صرخات مذعورة تند عن شفتى المرأة ولهاث ملهوف تمتزج فيه أحاسيس السرور بالدهشة وقالت له المرأة إنك ما تزال حيا لقد استعدت حياتك وهذا هو المهم سقط نائما وهو يبتسم عندما رأى قدمى آليلويا المفلطحتين من خلال ذرات الثلج المتساقط "ص118
الرجل هنا يسرد حديثا عما سماه آلهة الانتقام وهو اعتراف بتعدد الآلهة يجعله كافرا فالمفروض لو كان مسلما أن يقول آلهة الانتقام المزعومة
-وقال "وتعلو من داخل القصر المظلم صرخة مزعجة ومنفرة وما تلبث قبة القصر الذهبية أن تنفجر وينزاح جزء منها كبيضة تنكسر ليبرز منها شبح امرأة أسطورية ذات وهج اسود قاتم وجناحين هائلين وشعر يضاهى شعر اللات طولا يتناثر متماوجا فى أرجاء الجو ويدرك جبريل أن تلك المرأة الشبح لم تكن سوى اللات التى انبثقت من جسد عائشة "ص125
الخطأ هنا هو جنون التحول والتقمص فاللات تخرج من جسد عائشة وتتحول لامرأة هائلة مخيفة وقد سبق مناقشة أمر التقمص وهو التحول
والخطأ الأخر هو وجود أشباح وهو كلام يؤسس لخرافات لا وجود لها فلا وجود للأشباح إلا فى عالم المرضى النفسيين والخائفين
-وقال " وسرعان ما تخور قواهما لكنها تسقط قبلهما وتتعثر إلى أسفل رأس على عقب ليتهشم رأسها ويتناثر ويشيح جبريل بوجهه عنها وقد ألم به الذعر لتقع عيناه على الإمام وقد تحول إلى وحش هائل رهيب يربض فى البهو الأمامى للقصر وهو يزمجر باتجاه الناس المندفعين عبر البوابات بحيث يبتلعهم جميعا ولا يبقى لهم أى اثر فى حين راح جسد اللات يذوى على الأعشاب حتى لم يبق منه أى شىء "ص126
نفس الخطأ السابق وهو التحول واختفاء الشبح وهو كلام المراد منه إشاعة الخرافات فى المجتمع وكأن الرجل مؤمن بخرافات الهندوس
-وقال "وبالتالى من أعمال فنية جديدة له لذلك فقد وافق على العروض الجديدة التى قدمت له بكل سرور والتى سيكون أولها إنتاج فيلم دينى تاريخى عن حياة النبى محمد والصراع الذى كان يدور "ص155بين النبى وبين كبير الملائكة والذى سيظهر فيه النبى مجسدا بطريقة مختلفة عن الطريقة التى أخرج فيها فيلم الرسالة"ص156
الخطأ هو فرية وجود صراع بين النبى(ص) وجبريل (ص) وهو كلام جنونى فلا وجود لذلك الخلاف المزعوم بين معلم الوحى والمتعلم فالصراع يكون بين المختلفين فى الدين ولكنهما على دين واحد وكلاهما مأمور من الله فكيف يختلفان وهما لا يعيشان معا فى مكان واحد ؟
-وقال "لا تحاولى مرة ثانية أن تعودى إلى هذا الجبل لأنك إذا فعلت ذلك ووطئت هذا المكان فإن آلهة الجبل ستنتقم منك ومن المؤكد أنك ستموتين لأنها لا تسمح للفانين من الناس إلا مرة واحدة لمشاهدة وجه الله ولكنها رغم ذلك كانت تحتفظ بأعماقها برغبة فى تنفيذ ما فشل فيه قبلها موريس ويلسون ألا وهو الصعود إلى القمة وحيدة وما لا تعترف به لجبريل هو أنها رأت موريس بعد عودتها إلى لندن أكثر من مرة كانت تلمحه بين المداخن على أسطحة البنية بقبعته وزيه القديمين "ص168
هذا الخطأ على لسان الشخصيات وهو وجود آلهة للجبل والغريب أن المتحدث والمستمعة كلاهما يعتبران على دين توحيدى وهو كلام غير معقول أن يقوله أحدهم ويؤمن الأخر عليه لأنه كلام كفر
-وقال "وأخيرا فاجأته بأن طلبت منه بكل صراحة أنه من الأفضل له ولها أن يجد مكانا يسكن فيه لأنها بحاجة إلى مكان أفسح تتحرك فيه وكان ذلك وكان ذلك الطلب ضربة قاضية بالنسبة لفاريشتا الذى كان على قناعة جنونية قد ترسخت لديه بأنه كبير الملائكة فى هيئة إنسان وليس فقط كبير الملائكة بل ملاك الوحى والتنزيل والذى أصبح أكثر أهمية بعد سقوط الملاك الذى هو الشيطان قال جبريل لآليلويا يجب أن أغادر هذا المكان لكنها تعلقت بذراعيه وقالت له أنسى ما قلته لك إننى احبك ثم إننى أعتقد أن صحتك ليست على ما يرام لكنه عاندها بدافع من شعوره بالكرامة وقال لقد طردتنى من منزلك ولم يعد لديك أى حق أن تتحدثى عن صحتى أو أى أمر يتعلق بى قال هذه الكلمات وهرب خارجا بسرعة حاولت آليلويا أن تلحق به ولكن الألم بقدميها وساقيها منعها من الاستمرار فسقطت على الأرض باكية منتحبة "ص172وأصبح جبريل أكثر هدوءا وأكثر ضبطا لنفسه ولكن تلك الأحلام المتسللة كانت ما تزال تلاحقه وكان ما يزال يتكلم أثناء نومه فى الليل مرددا بعض الآيات باللغة العربية التى لم يتقنها فى يقظته تلك الغرانيق الأولى وأن شفاعتهن لترتجى وقد اضطرت آليلويا إلى نسخ تلك "ص177"الآيات حسب لفظها وظلت تسأل إمام جامع بريكهول عن معناها الحقيقى والآيات حسب لفظها وظلت تسأل إمام جامع بريكهول عن معناها الحقيقى وكان أن اقشعر بدن ذلك الإمام بمجرد سماعه تلك الكلمات "ص178
الخطأ هو تصديق الرجل وشخصياته لحكاية الآيات الشيطانية التى لا وجود لها حقيقة وإنما هى حكاية ضمن ألاف الروايات الكاذبة فى الأحاديث والتى لا توجد سوى فى الكتب الموسومة بالضعاف عند الفقهاء وقد يسبق مناقشتها
-وقال "وقد انضمت تلك المرأة فى احدى المعارك إلى المقاتلين من أبناء الجاهلية متنكرة بهيئة رجل وظلت تبحث عن حمزة عم النبى قاتل أشقائها حتى وجدته وذبحته وأكلت قلبه وكبده فمن الذى يجرؤ بعد ذلك كله على الوقوف فى وجهها أو معارضة أرادها "ص181
الرجل هنا يحرف التاريخ المعروف حيث جعل هند تقاتل وتذبح حمزة بينما الروايات تقول أنها استأجرت وحشيا العبد الحبشى الذى قتله بحربته دون ان يشارك فى الحرب إلا عن طريق قذف الحربة باتجاه حمزة ونال حريته بذلك
-وقال "ومع ذلك فلست رسوله إليك وإنما أنا وأنت تجمعنا حالة واحدة إذ إننا كلينا خائف منه سأله بعل وهل أعرفك أنا قال نعم قال بعل أعتقد أنك أعجمى وهذا ما تنبىء به لكنتك الهجينة لابد وأنك المهاجر سليمان الفارسى رد عليه بل أن سلمان لا سليمان قال بعل لقد كنت واحدا من اقرب المقربين إليه أجابه سلمان إن كنت قريبا من المشعوذ فإنك تدرك ألاعيبه وحيله أكثر من سواك "ص182
الخطأ هنا هو أن سلمان جعل سلمان الفارسى كافر بدين النبى(ص)ويبدو أن تخفى وراء الشخصية فهو كافر لبدين محمد ولذا جعل سلمان يكفر وكأنه هنا يعادى الشيعة بكفر سلمان الذى هو عندهم شخصية مقدسة
-وقال "حلم جبريل بما يلى أيضا أخبر سلمان الشاعر بعل بأن أتباع دين الخضوع الإسلام عندما وجدوا أنفسهم فى واحة يثرب فقراء منقسمين فقد راحوا يهاجمون قوافل الأغنياء من مدينة الجاهلية ويسلبون بضائعهم ولم يعترض ماهاوند على ذلك لأن الغاية تبرر الوسيلة بعد ذلك وجد نفسه مضطرا لسن القوانين والتشريعات بحيث بالغ بذلك كثيرا ووضع القيود والقوانين التى تحدد أتفه المسائل مثل ماذا يفعل الإنسان إذا ضرط وأى يد يستخدم فى تنظيف مؤخرته ولم يعد للإنسان أية حرية فى أن يفعل أى شىء فقد نزل الوحى محددا الكمية التى يجب أن يأكلها المؤمن من الطعام وطريقة النوم والأوضاع التى عليه أن يتبعها فى ممارسة العلاقات الجنسية ومع ذلك أن ماهاوند أخبر أتباعه أن اللواط والوضعيات الخلفية من الأمور المقبولة عند كبار الملائكة وكذلك فإن جبريل حدد الموضوعات التى يسمح للناس بتبادل الأحاديث حولها والأمور المحرم التعرض لها وبلغ به الأمر أن عين أجزاء الجسم التى يجوز حكها والأجزاء التى يمنع لمسها حتى ولو تعرض الإنسان للجنون إذا حكها وأخبر سلمان بعل بأن الوحى كان ينزل دائما بإجابات عن الأسئلة الملحة التى يطرحها المؤمنون وفى الوقت المناسب الذى غالبا ما يكون اليوم ذاته الذى طرحت فيه تلك التساؤلات وأن النبى عينه كاتبا للوحى لكونه متعلما وأنه كثيرا ما كان يكتب ما يشاء ويعدل فى ما يقوله له ما هاوند ويأمره بكتابته ورغم ذلك فلم يتح لما هاوند أن يرتاب فى أمره " ص183
الخطأ هنا هو أن سلمان رشدى جعل سلمان تكأة لما فى قلبه من الفرى التى صدقها بناء على أقوال الكفار فالمسلمون مجرد همج يهاجمون القوافل للحصول على المال ومحمد (ص) رجل جاهل ضحك عليه سلمان فبدل ألفاظا فى القرآن وزاد أيضا إباحة اللواط عند الملائكة وهو كلام كله كذب وتخريف لا يمكن أن يقوله مسلم فلا يقول ذلك إلا كافر
-وقال "أما ما أنهى العلاقة بين سلمان وماهاوند فهو النساء ومسألة الآيات الشيطانية والمشكلة فى ماهاوند أنه غير سوى فى علاقاته "ص184"مع النساء فهو يتزوج إما من أم مثل زوجته أولى من ابنة مثل عائشة وأسر سلمان لبعل بحقيقة التعديل التى كان يقوم بها على كلمات الوحى وقال لقد اختبرته فى بادىء الأمر بتحريفات ضئيلة الشأن فإذا قال لى السميع العليم كتبت الحكيم فانتبهت إلى أنه لم يكن يلاحظ تلك التحريفات عندما أعيد عليه ما كتبت مما شجعنى على تحريفات أهم وأخطر وكانت كلماتى التى أؤلفها تختلط مع تلك التى يمليها على ماهاوند على أنها منزلة فأى وحى هذا وعندما أملى على مرة أخرى كلمة النصارى كتبت اليهود أعدت عليه ما كتبت فأومأ بالموافقة وشكرنى بكل تهذيب ولهذا كله فقد اكتشفت أننى إنما أومن بكذبة كبيرة "ص 185
نلاحظ إصرار سلمان على فريته فى تحريف الوحى من قبل سلمان الفارسى وإصراره على كون النبى(ص) جاهل وهو كلام يخالف أن الله هو من جمع القرآن وليس البشر حيث قال تعالى بسورة القيامة :
"إنا علينا جمعه وقرآنه "
وما نعرفه من جمع أبو بكر وعثمان هو افتراء على كتاب الله ولو قلنا به لأكدنا فرية تحريف البشر له والتى سبق وأن اتهم الكفار بها النبى(ص) وأكدها الملعون سلمان بكتابه هذا
-وقال "وشرع النبى يصدر عليه حكما بالإعدام لكن سلمان اندفع يزعق فقال له النبى إن ما فعلته يا سلمان لا يمكن غفرانه هل كنت تتصور أننى لم أنتبه إلى ما كنت تفعله لقد أبدلت كلمات الله بكلماتك أقسم سلمان على أنه سيتوب عن معصيته"ص189
يبدو هذا النص وكأنه توبة من سلمان رشدى عما فعله فى الحكاية فهو يقسم على توبته كما أقسم سلمان على توبته خوفا من الإعدام وكأنه يقول أن توبته ليست خالصة بل توبة خائف من العقاب الدنيوى وفى هذا النص يجعل النبى(ص) جاهلا بغفران الله للذنوب جميعا فيجعل هنا ذنب بلا غفران
-وقال "وفى إحدى المرات وبينما كانت الفتيات يتحدثن فى فترات راحتهن فى النهار قالت أصغرهن ذلك البقال موسى أن هاجسه الوحيد هو النبى وزوجاته وقد أخبرنى بأننى صورة طبق الأصل عن أصغر زوجات النبى التى هى عائشة والتى هى المفضلة عنده ردت عليها المرأة الكبرى لا عجب فى أن النبى يخفى زوجاته عن الناس لابد أنهن جميعا من النساء الجميلات وعلى أى حال فالناس يحبون مالا يرونه دائما لأنه يثير فضولهم "ص191
الخطأ أن سبب إخفاء النبى (ص) زوجاته هو كونهن جميلات وهو كلام جنونى فهن لم يكن مخفيات بل ظاهرات قبل الحجاب وهو يحور ما عرفه من التاريخ من كون زوجته صودة كانت امرأة عجوز عندما تزوجها وأن حفصة مثلا كانت مطلقة وكانت معروفة للمسلمين والكفار كونها كانت زوجة أحدهم فهذا الكلام كلام تخريف فكل زوجاته كن معروفات للناس قبل زواجهن وحتى بعد زواجهن فقد كن يظهرن للنساء والأقارب الذين أباح الله لهم رؤيتهن
-وقال"كان للنبى 12 زوجة وكان فى الماخور12 عاهرة وابتدأت اللعبة اصغر العاهرات التى راحت تدعى أنها بالفعل عائشة زوجة ماهاوند وقد أتقنت لعب ذلك الدور إلى حد أن البقال موسى وقع فى حبائلها وصدق الكذبة لكن السيدة قالت لبعل ينبغى أن نظل حذرين ويجب أن نتجنب قدر الإمكان العواطف والانفعالات "ص192
الخطأ تحديد زوجات النبى (ص)بالعدد 12 لا يعنى أنه تزوج كل هذا العدد خاصة أن النص القرآنى فى سورة الأحزاب حدد له من يتزوجهن وهن بنات أعمامه وعماته وخالاته وأخواله المهاجرات معه لكونهن كن يعشن معه فى بيت واحد مع المرأة الواهبة نفسها وطبقا لذلك فلا يمكن ان يكون تزوج كل هذا العدد لأن بنات اقاربه المهاجرات المسلمات كن لا يتجاوزن عددا قليلا لا يتخطى عدد أصابع اليد الواحدة وطبقا للتاريخ المعروف فقد تزوج احداهن وهى زينب
-وقال "عائشة وسطوتها على النبى أما ما فعله النبى فقد استنزل جبريل إليه بدوره بتبرئة عائشة "ص196
هنا يتهم الرجل النبى(ص) بوجود سطوة لعائشة عليه وهو كلام كاذب فالرجل كانت السطوة عليه لله وحده وليس لمخلوق
-وقال "وحلم جبريل بموت ماهاوند كان النبى يحتضر وفى اللحظات التى كان يستعيد فيها وعيه كان يردد على مسمع عائشة الباكية لقد خيرت بين البقاء وبين خيار أخر وقد اخترت أن أتوجه إلى مملكة الله وإلى الفردوس بعد قليل اتجهت عينا ماهاوند إلى زاوية من زوايا الغرفة التى لم تكن عائشة ترى فيها شىء وقال أهذا أنت يا عزرائيل وسمعت عائشة صوت امرأة يجيبه كلا يا رسول الله أنا لست عزرائيل ورد عليها ماهاوند إذن فهذا المرض الذى أعانى منه هو من صنعك أنت أيتها اللات على كل حال فأنا أ شكرك على ما فعلت بى لقد قدمت لى خيرا عظيما "ص199
نلاحظ إصرار سلمان على الجنون وهو تمثل اللات للنبى(ص) عند موته وهو كلام جنونى فالصنم تم احراقه والقضاء عليه فكيف يكون له وجود وكيف يصدق الرجل بوجوده وهو من أمر بنسفه ؟
-وقال "جففت عائشة دموعها وخاطبتهن بقوة كل من يعبد ماهاوند فليبك لأن ماهاوند قد مات ومن كان يعبد الله فليبتهج لأن الله حى لا يموت "وكانت تلك نهاية ذلك الحلم " ص200
هنا يحور سلمان التاريخ فيجعل مقولة أبو بكؤر التاريخية مقولة لابنته عائشة
-وقال "تضمن العرض الذى قدمه ميرزا سعيد لعائشة سؤالا قديما هو أية عاهرة أنت أجابته لقد تجددت وأصبحت بعيدة عن الشبهات مغفورا لى وتقية "ص236
يبدو سلمان هنا وكأنه يستعير الفرية من تاريخ الشيعة الحديث لأن كتبهم القديمة الحديثية كالكافى للكلينى وتهذيب الأحكام للشيخ المفيد والطوسى وغيرها لا يوجد بها الاتهام الشائن لعائشة رضى الله عنها بل هى فى تلك الكتب زوجة للنبى (ص) ولا يوجد حديث يمسها بسوء فى تلك الكتب وهو أمر يثير علامة استفهام كبيرة فى التاريخ كيف تكون عائشة رضى الله عنها موقرة فى الكتب القديمة وفجأة تتحول فى تاريخ الشيعة الحديث لما نسمعه ونقرأه من الجنون والكذب ؟