تعريفات قلتها من حوالى عشرين عاما :( الجزء الأول )

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٨ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة

طلب الاعلامى ( الشاب وقتها ) حافظ هريدى أن أكتب له تعريفات فى بعض المصطلحات الشائعة فى أواخر القرن العشرين ، كان يريد أن يقدمها ضمن إعداده برنامجا فى التليفزيون المصرى .كان حافظ هريدى من رواد ( رواق ابن خلدون ) الذى كنت أديره . كتبت له رأيى فى صورة مبسطة . ولم ير برنامجه النور . كان هذا فى عصر مبارك وصفوت الشريف . عثرت فى أوراقى القديمة على هذه التعريفات ، ورأيتها صالحة للنشر . وأنشر هنا الجزء الأول منها :

  الله سبحانه وتعالى :ــ     

هو الاله الذى الذي لا إله إلا هو ، خالق كل ما عداه ومن عداه ، الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، الذي لا يحتاج إلى أحد ، ويحتاج إليه كل أحد ، الذي لا يشبهه احد ، الذي ليس كمثله شيء ، وكل من عداه عبيد له ، ولا تستطيع ألسنة البشر التعبير عن صفة من صفات الله جل وعلا ، ولا تستطيع عقولهم تخيل ذاته ، فهو جل وعلا فوق الأفهام ، ومع أنه جل وعلا بالنسبة لنا غيب فإن ذاته جل وعلا هى الغيب الأعظم بالنسبة لنا ، والتعبير القرآنى يأتى بصورة مجازية حتى نستطيع فهم المراد من قوله جل وعلا.وليس من الإسلام أن يوصف الأنبياء او أي مخلوق بصفة من صفات الله، أو ان يكون لهم تقديس لأن التقديس للخالق وحده سبحانه وتعالى . وعادة البشر السيئة أن يؤمنوا بالخالق ولكن يضيفون اليه شركاء يحبونهم كحبهم لله . وهذا مرفوض فى الاسلام . ويجب نُطق إسم ( الله ) باللاء الثقيلة فى حالات الرفع والنصب والجر ، بالضمة والفتحة والكسرة كأن تقول ( قال : اللهُ تعالى.  ) .

الكفر والشرك :

معناهما واحد . فى التعامل مع الله جل وعلا يعنى الكفر والشرك الاعتقاد فى آلهة مع الله وتقديسها وعبادتها . وفى التعامل مع البشر يعنى الكفر والشرك إستخدام اسم الله جل وعلا ودينه فى الاعتداء على المسالمين والهجوم عليهم والإكراه فى الدين كما يحدث من الوهابيين بشتى مذاهبهم . و بهذا المعنى لا يجوز للمسلم المسالم أن يتزوج كافرة مشركة ، كما لا يجوز لمسلمة أن تتزوج كافرا مشركا   . 

الاسلام :

الاسلام فى معناه القلبى فى التعامل مع الله جل وعلا هو التسليم القلبى لله جل وعلا وحده وعبادته وحده وتقديسه وحده . والاسلام فى معناه السلوكى فى التعامل مع الناس هو السلام . وكل فرد مسالم فهو مسلم بغض النظر عن عقيدته . ويجوز للمسلمة أن تتزوج أى شخص ترتضيه طالما كان مسالما بغض النظر عن دينه ومذهبه ورؤيته الدينية طالما كان مسالما .

الايمان :

معناه القلبى الايمان بالله وحده الاها لا شريك له والايمان باليوم الآخر وعدم الايمان بمخلوق على أنه مقدس او متصفا بصفة الاهية . ومعنى الايمان السلوكى فى التعامل مع الناس من ( الأمن ) و ( الأمان ) فالمؤمن هو المأمون الجانب الذى يأمنه الناس ويثقون فيه ويأمنون من إعتدائه . وبهذا يلتقى الايمان والاسلام فى المعنى القلبى فى التعامل مع الله جل وعلا على أنه لا إله الا هو ، وفى المعنى السلوكى فى التعامل مع البشر بالسلام والأمن والأمان . ويكون الايمان والاسلام نقيضين للكفر والشرك .

ــ الـديــن :ــــ    

معناه الأصلي الطريق ، وقد يكون الطريق حسياّ أي الذي يسير فيه الناس ، وهذا معنى قوله تعالى (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)

وقد يكون الطريق معنوياً ، يعني سيرة حياة الإنسان وعلاقته بربه ومجتمعه ، وهنا ينقسم الدين المعنوي إلى قسمين : ــ (دين إلهي) ينزل من السماء ، لإصلاح اهل الأرض ، و (دين بشري) عبارة عن تدخل البشر في الدين الإلهي .

  ــ الطـاعـة :ـــ  

يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ) ، والمطاع في الآية واحد ، وهو الله تعالى ، فالرسول أول من يطيع الله وهو الذي يأمر بطاعة الله في الرسالة التي يبلغها عن الله ، واولو الأمر أي أصحاب الشأن والاختصاص ، وهم الذين يطيعون الله ويأمرون بطاعة الله . إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

والطاعة واجبة للقانون البشرى إذا صدر فى دولة ديمقراطية يحكمها القانون ويسرى فيها القانون على الجميع بلا تفرقة ، ويصدر فيها القانون من جهة تشريعية تمثل الشعب تمثيلا حقيقيا.

 ـــ الـحـكـــمـة : ــ  

تأتي الحكمة في القرآن مرادفة للكتاب ، وتكون حينئذ بمعنى الكتاب ، كقوله تعالى (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ) فنعمة الله هي الكتاب ، وهي الحكمة ، وكذا جاء الضمير مفرداً فقال (يَعِظُكُمْ بِهِ) ولو كانت الحكمة شيئاً آخر غير الكتاب لقال ( وما انزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم بهما) .

  المــــرأة:ـــ

هي كالرجل من حيث المسئولية ومن حيث الثواب والعقاب . فكلمة (زوج) تفيد الذكر أو الأنثى في القرآن ، ويقول تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) .والخطاب القرآنى بالذين آمنوا يشمل الرجل والمرأة فى الأوامر والنواهى والتشريعات والأخلاق طالما لا يأتى فيه تخصيص للرجال أو النساء ، كما فى موضوعات الأحوال الشخصية والميراث .

  الـرجــــل:ـــ  

 الرجولة في القرآن لا تعني مجرد الذكورة،ولكن الرجولة في الموقف والشهامة . يقول لوط لقومه : (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ)   ،  ويقول تعالى عن المؤمنين الشجعان في غزوة الأحزاب (مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ) ، ويقول عن بعض الشجعان (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ ) ، (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ). وليس كل الذكور رجالاً.

الإسلام السياسي : ـــ   

تجارة بالإسلام ، والإسلام يحتاج الآن إلى من يعاني في سبيل إظهار حقائقه وعقائده . وليس محتاجاً لأولئك الذين يتاجرون باسمه العظيم في دنيا الطموح السياسي. هم فى اعتقادى أعداء الاسلام .

  ــ الحــــب :ـــ 

 له أنواع :

1 ـ الحب الإلهي :ــ كأن تحب الله تعالى حب تقديس وإجلال وتعظيم ، ويتجلى هذا فى طاعتك لله جل وعلا وتقواه (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ.) ، (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ).

2 ـ وهناك من يحب البشر حبّ عبادة كما يفعل الذين يقدسون الأنبياء والأئمة والأولياء . ويعكفون على قبورهم وعلى كتبهم تقديسا وتبجيلا ، بينما لا يعلم عنهم هؤلاء البشر الموتى شيئا . النبى محمد عليه السلام مات وهو لا يدرى عما يفعله الناس بالقبر المنسوب اليه. الامام الشافعى مات وهو لا يعلم بما يفعله المصريون الآن بالضريح المدفون فيه ولا يعلم شيئا عمن يقرأ كتبه ، كتاب ( الأم ) و ( الرسالة ) ,كذلك البخارى والغزالى . الخ . هذه الحب الذى يقدس البشر الأحياء والأموات هو كفر وشرك مرفوض إسلاميا .

3 ـ الحب العذري :ــ هو الحب الأفلاطوني العفيف.وهو ( وهم جميل )

4 ـ الحب العادى بين الذكر والأنثى ، وله ضوابطه التى يتم بها حفظ الكرامة الانسانية بالزواج .

5 ـ حب الفرد لوالديه وأولاده وأهله وعشيرته ووطنه .

وفى كل أنواع الحب يوجد الأخذ والعطاء والمقابل ، حين تحب الله جل وعلا وتطيعه فلك الجنة . وحين ترعى أسرتك فيجب أن يكون هناك مقابل لهذه الرعاية . وحين تحب وطنك وتعمل له فلا بد أن يرعاك الوطن . بدون هذا يكون الجحود ، ولا يستمر الحب . ولهذا نقول إن الحب العذرى الأفلاطونى وهم جميل لا مكان له فى الواقع .

 الاخوان المسلمون:

 ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين . ليسوا إخوانا لأنهم سرعان ما ينقسمون ويتصارعون ، وليسوا مسلمين لأنهم يستخدمون الاسلام العظيم مطية لتحقيق طموحهم السياسى وفى الوصول للسلطة والثروة . والمؤمن المتقى هو الذى لا يريد علوا فى الأرض ولا فسادا . يقول جل وعلا : (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83) القصص ) .

وأبشع أنواع العلو والفساد حين تفعل ذلك وأنت ترفع اسم الله سبحانه وتعالى وتتمسح بدينه كما يفعل الاخوان الذين إحتكروا لأنفسهم الوصف بالمسلمين بما يعنى نفى هذه الصفة عن غيرهم ، كما لو أن الله سبحانه وتعالى هو الذى إختارهم لهذا ووصفهم بهذا . وهذا فى حد ذاته إفتراء يجعلهم أعداء لله سبحانه وتعالى.

الحاكمية  : ــ   

 الخوارج هم أول من صرخ بالحاكمية فى تاريخ المسلمين ، قالوها رفضا للخليفة على بن أبى طالب حين وافق على التحكيم ، كانوا الذين أرغموه على الموافقة، ثم رفضوا التحكيم قائلين ( لا حكم إلا لله ) وخرجوا عليه وقاتلوه وقتلوه ، ثم رفعوا إسم ( الحاكمية ) وصاروا يقتلون الناس وهم يهتفون ( لا حكم إلا لله ). ثم تحولت الحاكمية الى شعار للدولة الدينية ، أى هي ان يحكم احدهم بزعم ان الله تعالى أعطاه تفويضاً بحكم الناس ، وبالتالي فإن من يخالفه يستحق القتل بتهمة الردة ودخول النار .. وذلك افتراء على الله تعالى قبل ان يكون افتراء على الناس .

 ـــ الحرية :ــ      

هي المسئولية المرتبطة بالوعي العقلي .

الإسلام هو دين الحرية الدينية المطلقة للفرد فى الاعتقاد ( إيمانا وكفرا )وفى إقامة الشعائر لأى دين ، وفى الدعوة لأى دين ولأى مذهب ولأى طائفة . بشرط عدم الاكراه فى الدين ، ثم سيكون البشر مسئولين عن دينهم يوم الدين . ليس في الإسلام إكراه في الدين ولا حد للردة ولا محاكم تفتيش ولا كهنوت..المستبد يلجأ لمصادرة الحرية الدينية ليستخدم الدين فى تثبيت سلطانه . وبه يتحول المستبد الى (فرعون )

والاسلام هو دين الحرية السياسية أى الديمقراطية المباشرة القائمة على أساس التساوى بين البشر فى الحرية والمسئولية ، والذى يستعلى على الناس يكون فرعونا متحديا للخالق جل وعلا الذى له وحده حق العلو على المخلوقات. يقول جل وعلا : (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83) القصص   )

 ــ المساواة :ــ     

ان لم ترتبط بالعدل تكون ظلما ..فلو دخلت إلى فصل دراسي به خمسون تلميذا وفرقت عليهم بالتساوي لكل منهم مائة جنيه فإن ذلك ظلم نظراً لأن منهم الغني والفقير..كما لا يصح المساواة بين المجرم والمذنب . فلا يستوى هذا بذاك. 

 ـ العدالة :ــ     

دين الله جل وعلا هو دين العدل والقسط مع الله . أي من الظلم أن تتخذ مع الله إلاها.. وهو دين العدل والقسط مع الناس حتى لو كانوا أعداء (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )، وهو دين العدل مع البيئة بمعنى الحفاظ على التوازن في الطبيعة ، يقول تعالى (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ  أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ). ويوم الحساب سيكون العدل المطلق .  

  ــ الحقيقة :ـــ  

لا توجد الحقيقة المطلقة إلا في القرآن الكريم الذي حفظه الله من كل تدخل بشري . ولا يصح لأي إنسان ان يدعي الحقيقة المطلقة ، فكل إنتاج بشري في العلوم الإنسانية هو حقائق نسبية . وكل إجتهاد بشرى فى تدبر القرآن يدخل فى الحقائق النسبية ، أى يقبل النقاش ويظل وجهة نظر لصاحبه .

  ــ الحيـاة :ــ   

 هناك درجات مختلفة من الحياة :ــ في العناصر الجامدة حياة يتم بها التفاعل الكيميائي ، وبها تدور الإلكترونات حول النواة  ، وفى الخلايا والحيوانات المنوية حياة بسيطة . وتتعقد الحياة في الحيوانات العليا ، إلى أن تصل إلى الإنسان الذي يتكون من ( جسد حي + زائد نفس).

 ــ المـــوت :ـــ  

بالنسبة للإنسان هناك تبادل بين الحياة والموت ..

قبل أن تأتي لحياتك الدنيا وقبل ميلادك كنت ميتاً ، ونفسك في البرزخ ، ثم تنفخ فيك النفس حين تنتفض وأنت جنين ، وتولد لتحيا حياتك الدنيا .. وبعد أن ينتهي عمرك تموت ، وهذا هو موتك الثاني وعند البعث تحيا ، وهذه هي حياتك الثانية .. يقول تعالى (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُم)  (قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ)

 ـ الآخـــر :ـــ   

 البشر هم أنا والآخـر أو انت والآخـر . ولكي تستقيم العلاقة الإنسانية بين البشر لابد أن تقوم على العدل والسلام وعلى التعارف السلمى على أننا جميعا ننتمى الى أب واحد وأم واحدة مهما إختلفنا فى الأعراق والثقافات واللون والذكورة والأنوثة والمستوى الاقتصادى والاجتماعى . هذا فى الدنيا . أما فى الآخرة فإن أكرمنا عند الله جل وعلا فهو أتقانا . وهذا سيتحدد يوم الحساب وليس الآن . (  يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)الحجرات )   ..

اليوم الآخر

هناك اليوم الآخر الحقيقى الموصوف فى القرآن الكريم ، ويملكه ويتحكم فيه ( مالك يوم الدين ) الله سبحانه وتعالى ، وفيه القسط والعدل المطلق ، ولا شفاعة فيه لأى نفس بشرية ، بل يؤتى بالآنبياء وبكل البشر للحساب ، ولا تجزى نفس عن نفس شيئا . وتنال كل نفس أجرها بالقسط ، فتدخل الجنة بعملها أو النار بعملها .

المؤمن باليوم الآخر هو الذى يؤمن بأن النبى محمدا لا يعلم الغيب وليس له أن يتكلم عن غيب اليوم الآخر أو غيره : (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) الاحقاف  ) (يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (187) قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)الاعراف) (يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) النازعات )، ويؤمن أن النبى محمدا لا يملك لنفسه فضلا عن غيره نفعا ولا ضرا ، لأن الله جل وعلا قال له : (  أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19) الزمر )

وهناك تزييف لليوم الآخر بجعله يوما للشفاعات والوساطات ، وكل طائفة من البشر تزعم أنها صاحبة الحظوة فى هذا اليوم وأنها وحدها الناجية صاحبة الجنة  وما عدها أصحاب النار .

 ـ الانتـماء :ــ

الانتماء في الإسلام هو لحريتك فى دينك حيث لا إكراه فى الدين .والوطن هم القوم الذين يعيشون معك في نفس المكان ونفس الزمان. ولا يزول هذا الانتماء للوطن والقوم إلا إذا تعرض المؤمنون فيه لاضطهاد دينى وإكراه فى الدين . عندها تكون الهجرة واجبة على المستطيع من المؤمنين .

الديمقراطية والشورى :ــ    

الشورى في تشريع القرآن هي الديمقراطية المباشرة، وعليه فالديمقراطية النيابية هي خطوة في تحقيق الشورى القرآنية. والتقدم العلمي الراهن يجعل من الديمقراطية المباشرة امراً ممكنا ــ  بالانترنت  ـ على مستوى العالم..

 العلمانية :ــ      

1 ـ هناك العلمانية الاسلامية:وليس فيها إستغلال للدين فى الطموحات السياسية، لأنها تقوم على رفض الدولة الدينية ورفض الكهنوت وأى مؤسسة دينية وتقرير حرية الفكر والعقيدة لأن الهداية الدينية والضلال الدينى إختيار شخصى سيُحاسب عليه الفرد يوم الدين . العلمانية الاسلامية ترفض الاستبداد السياسى وما يترتب عليه من الفساد وضياع العدل ، لذا ترتبط فيها حرية الدين بالديمقراطية المباشرة والعدالة الاجتماعية وحقوق الفقراء وكرامة الانسان وحقوقه .

2 ـ وهناك علمانيات شيفونية ( فاشيستية فى ايطاليا ونازية فى ألمانيا ) وعربية  قومية ( الناصرية ) وإقتصادية ( الشيوعية ). وهذه العلمانيات ـ وإن كانت تنفى الكهنوت الدينى ــ إلا أنها تقيم إستبدادا يقهر الشعوب ، وقد يصل بها الى الخراب والتدمير والإفقار والتجويع . لذا فالحل هو فى العلمانية المؤمنة المسلمة التى تقرر الحرية السياسية والاقتصادية والدينية للفرد .

 

 ــ الـعــلـم الدينى:ــ      

مفهوم العلم في القرآن هو الذي يرتبط بالتقوى ، أي العلم النظري او التطبيقي المرتبط بتقوى الله ، او الأخلاق الحميدة ، ومجاله هذا العلم مفتوح للجميع كل بتقواه وحُسن أخلاقه .

 ـ التراث والاجتهاد وإعادة كتابة التاريخ والتنوير:ــ 

 ينبغي أن ننظر للتراث على أنه العبرة التي ينبغي ان نخرج بها من تاريخ اسلافنا ، وليس بأن نحيا في ذلك التراث ونفرضه على حاضرنا ومستقبلنا .

ولكي نستخلص العبرة من تاريخ الماضي فلابد من اخضاع التراث للاجتهاد العلمي بأن ندرسه دراسة نقدية ، وليس بأن نجعله مقدساً.

ومن هنا نحتاج إلى إعادة تقييم وكتابة التاريخ على أساس من الحياد والموضوعية ، بذكر المحاسن والمساوئ ، وليس بتقديس البشر وعبادة الأبطال.

 والتنوير هو تلك النظرة العلمية الموضوعية للتراث ، بأن نجتهد في استخلاص العبرة منه بأسلوب نقدي ، ونعيد بحث تاريخ الأسلاف على أنهم بشر يخطئون ويصيبون.

ملاحظة أخيرة

هذا ما قلته فى مصر فى عصر مبارك وصفوت الشريف .

بالمناسبة : أين هما الان ؟!!. 

اجمالي القراءات 9163