الانقلاب الذى وقع فى تركيا سواء كان انقلابا حقيقيا او انقلاب تم تدبيره لتنظيف تركيا من العناصر التى ظلت تقبع فى المؤسسات الكبرى فى البلاد من يهود الدونمة الذين أعلن أجدادهم وآباءهم إسلامهم ليسيطروا على البلاد وتلك المؤسسات هى الجيش والقضاء والشرطة وكذلك الإعلام فهو يمثل أمرا جيدا للشعب فى تركيا وكذلك للحياة السياسية فقد قضى على أى امل فى نجاح أى انقلاب عسكرى لعقود قادمة
أسباب فشل الانقلاب تعود لما يلى :
-حزب العدالة والتنمية قام بعمل خطة سرية فيما يبدو فى سنواته الأربعة عشر الماضية وكذلك فيما قبلها عندما كان رجب طيب عمدة اسطنبول فيبدو أنهم قاموا بتغيير معظم عناصر الشرطة التركية حيث عينوا الموالين لهم فى جهاز الشرطة وألأهم هو أن القوات الخاصة فى الشرطة يبدو أنها كلها عناصر تابعة للحزب وبالقطع يجوز أنهم مرروا تشريعات تسمح لهم بإعادة تكوين الشرطة من خلال إنشاء معاهد وكليات أو من خلال تشريع يعين مثلا أناس كخريجى الحقوق كضباط شرطة ويبدو أنهم تذرعوا فى إجراء تلك التشريعات بموافقة التشريعات الشرطية لمواصفات الاتحاد الأوربى ويبدو أن التغيير فى الجيش كان بإدخال عناصر موالية للحزب من بعيد كجنود وضباط ليكونوا أعين داخل لقيادات الحزب كما أنهم فيما يبدو تشرعوا شريعات تتيح لهم تغيير القضاة وإدخال غيرهم خاصة فى المحاكم العليا حيث عتاة العلمانيين ويهود الدونمة وهو ما أتاح لهم إدخال تغييرات على الدستور
- أحزاب تركيا الأخرى التى ذاقت من قبل عواقب ثلاثة انقلابات عسكرية حيث منعوا من العمل السياسى وحبس بعضهم ونفى البعض الأخر استوعبت الدروس وهو أنها الخاسرة فى حال نجاح أى انقلاب أخر حيث أن السجن غالبا ما يكون فى انتظار قادتهم وكذلك التضييق على حرياتهم
- القوى المدنية كالعاهرات والعاملين والعاملات بالفن يبدو أنهم تعلموا الدرس من الانقلابات السابقة حيث أن العسكر يقومون باستخدامهم مجانا كما أن رغباتهم الشهوانية تقضى مجانا كما أنهم يضيقون على حرياتهم إن لم ينفذوا حيل العسكر ومكائدهم
-الاقتصاد المنتعش فى ظل حكومة العدالة والتنمية جعل الشعب لا يريد العودة للوراء
- انقلاب السيسى فى مصر يمثل واحدا من أهم أسباب مقاومة الشعب التركى للإنقلاب فبعد مشاهدة المجازر فى رابعة والنهضة والقبض على المعارضين وأحكام الإعدام يبدو انهم خافوا من تكرار تلك المجازر والظلم
ورغم قناعتى بأن هناك صلات سرية بين قيادات حزب العدالة والتنمية وبين الغرب خاصة الولايات المتحدة خاصة رجب طيب فالغرب لا يمكن أن يترك ما يسمى التيار الإسلامى يصل للحكم لمدة 14 سنة متواصلة فتجارب الجزائر ومصر وتونس حيث فى الأولى لم يتول التيار الحكم بعد فوزه بالانتخابات والثانية تم انقلاب عسكرى على التيار بعد سنة عكر صفوها العسكر ومن معهم بالفوضى والثالثة تم الانقلاب الناعم فيها وساعد على نجاحه انقلاب مصر وتشويه التيار ومن قبلهم تجارب نجم الدين أربكان فى تركيا حيث قامت الانقلابات العسكرية على الرجل وسجنته ومنعته من العمل السياسى وحلت أحزابه المتعددة الأسماء ذات التوجه الواحد
تلك التجارب كلها كانت الولايات المتحدة على وجه الخصوص ومعها فرنسا وبريطانيا هى المشجعة والممولة وأحيانا المدبرة لها
وفى حالة تركيا الحالية مع وجود القواعد حلف الناتو أو النيتو والوجود المكثف للاستخبارات الغربية فيها وقد كانت اسطنبول مسرحا للعديد من أفلام جيمس بوند الاستخباراتية فلا يمكن استبعاد عمالة أو تعاون العناصر القيادية فى الحزب للغرب ومن ثم سماحه لهم بالاستمرار فى الحكم بل وإجراء التغييرات فى الدستور ومن الممكن أن تكون العمالة أو التعاون خداعا من تلك القيادات لتثبيت ما يريدون ولكن هذا مستبعد لأن سياسات الحزب ليست ذات توجه اسلامى فالعلاقات مع اسرائيل مستمرة ولم تنقطع رغم حادثة السفينة مرمرة والحرب مع الأكراد وهى حرب قومية عنصرية ما زال يتابعها الحزب بدلا من اتباع سياسة المؤمنون اخوة والبقاء فى حلف كافر رغم كل تلك السنوات هو حلف الناتو
إعادة بعض المظاهر التى حرمها أتاتورك كالحجاب فى المؤسسات العامة والآذان وتدريس اللغة العربية والإسلام فى المدارس والكليات الحكومية هو أمر عادى وهو أمر تجعله حكومات المنطقة الكافرة كدليل على أنها مسلمة رغم أن معظم تشريعاتها وسياستها مخالفة للإسلام ومن ثم فرجب طيب مثله -مثل باقى رؤساء وحكام دولنا عملاء برغبتهم أو غصبا عنهم بتصوير فضائحهم الجنسية والمالية وتهديدهم بها -هو مجرد واجهة لمن يحكمنا فى الحقيقة وسياسته مع الاخوان فى مصر مثل سياسة قطر كلاهما يأتى فى إطار سياسة الغرب الذى يحكمنا فدول تضرب ودول تساعد حتى لا تخرج الأوضاع عن سيطرة الغرب ولكن كل هذا بأوامر تأتى من الغرب فلا شىء يحدث هكذا عفوا فى الأحداث الكبرى