نقد كتاب العقل الخالص لكانط

رضا البطاوى البطاوى في الجمعة ١٥ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

نقد العقل المحض

كتاب نقد العقد المحض أو الخالص مؤلفه كانط أو كانت حسب ما قرأناه من البعض ومن طرائف ما كنا نسمعه من معلمى التربية وعلم النفس فى دار معلمى طنطا أن أستاذا جامعيا توعد طالب دراسات عليا بعدم النجاح فى رسالته لأنه نطق اسم أحدهم وهو فرويد فريد ونفذ ما قاله 

هذا الكتاب من أصعب أو أسوأ الكتب التى طالعتها فى حياتى فقد كانت معدلات القراءة عندى فى الكتب على الحاسب ما بين ثلاثين إلى سبعين وأحيانا مائة صفحة وأما هذا الكتاب فكان معدل القراءة اليومى فيه من خمس إلى عشر صفحات وأحيانا ثلاث صفحات فى أحيان قليلة وهو يتجاوز الأربعمائة صفحة وقد زاد من صعوبة القراءة ما حاول المترجم موسى وهبة عمله حيث اخترع مصطلحات بعضها صحيح وبعضها خاطىء فبدلا من المفهوم اختار الأفهوم وبدلا من التجريبى اختار الأمبيرى وبدلا  ملكة الفهم أو الفهامة اختار الفاهمة وبدلا من المعرفة أو التعرف اختار ابقاء المصطلح الترسندالى على حاله من اللغة الألمانية  وبدلا من الكونية استعمل الكسمولوجية.... ومن ليس لديه معرفة بتلك الأمور يحتاج لتذكر معانيها خاصة عندما يقرأ بعض الصفحات يوما ويترك القراءة فيه أياما حيث تبدو تلك الصفحات طلاسم وأنا من تلك النوعية

ذكرنى هذا الكتاب بكتاب فلسفى أخر كنت استعرته من مكتبة دار معلمى طنطا فى بداية الدراسة بها فى سن السادسة عشر وكان كتابا يتحدث عن الغائية ويبدو أنه كان مترجما عن الفرنسية لفيلسوف من المحدثين وبدا لى أيامها طلاسم فى طلاسم وما زالت الغائية كلفظ يبدو كطلسم فمعناها العلة أو السبب فكل أمر مخلوق أو حادث لعلة أى سبب وعندما أريد تذكر معناه ألجأ للبحث عنه  فالتعبيرات الفلسفية ثقيلة على النفس خاصة عندما يكون لكل فيلسوف تعريف خاص به فلا تتذكر هذا أو ذاك

الرجل فى بداية الكتاب هاجم الفلسفة القديمة وأنها لم تقم بنيانا يصمد للنقد وتعهد الرجل بإقامة البنيان الصامد وأنه توصل إليه كما فى قوله فى ص27 من ترجمة موسى وهبة :

"لقد سلكت إذن هذه الطريق  الوحيدة الباقية وأفخر بأنى قد توصلت عبرها إلى إزاحة جميع الأخطاء التى كانت تقسم حتى الآن العقل البشرى على نفسه فى استعماله المتحرر من التجربة ولم أنح أسئلته متذرعا بعجز العقل البشرى بل على العكس لقد عينتها تعيينا تاما وفقا لمبادىء وبعد أن اكتشفت نقطة سوء تفاهم العقل مع نفسه حللتها بما يرضيه تماما "

المصيبة أن الرجل بعد حوالى أكثر من ثلاثمائة صفحة من الكلام الذى هو إعادة وتكرار لنفس الكلام ونفس الحجج ونفس الكلمات هدم البناء الذى أقامه وأعلن أن كل الفلسفات حتى البناء الصامد تنتهى لشىء واحد وهو فهم عامة الناس فقال :

"لا أريد أن أمدح الخدمات التى قدمتها الفلسفة للعقل البشرى بالجهود المضنية لنقده حتى وإن وجب أن تكون المحصلة سالبة وحسب ......وأنه لا يمكن لأرقى فلسفة أن تبلغ بنا بالنظر إلى الغايات الأساسية للطبيعة البشرية أبعد مما يبلغ الخيط الموجه الذى أسلمته الطبيعة للفاهمة العامية "ص396

وأعلنها الرجل صريحة أن رجاء البشرية خاب فى الفلسفة التى تفكر فيما وراء الغيب أو ما يسمونه ما وراء الطبيعة أى الميتا فيزيقا  فقال :

"تلك هى إذن الفكرة العامة للميتافيزيقا التى أصابها الإفلاس العام لأننا بعد أن انتظرنا منها فى البداية أكثر ما يمكن أن نطلب منها بتعقل وبعد أن علقنا عليها الآمال الجميلة إذا برجائنا يخيب "ص404

وأعلن الرجل أن فلسفته الترسندالية أى إمكان المعرفة لا تجيب جوابا شافيا عن كل موضوع كما أعلن فى بداية الكتاب فقال :

"لكن ليس فى الفلسفة الترسندالية ما يمكن أن نطلب بصدده بحق جوابا شافيا فيما يخص قوام الموضوع من دون أن يكون مسموحا للفيلسوف بأن يتهرب من الجواب متذرعا بإبهام لا يسبر سوى الأسئلة الكسمولوجية "ص250

وأعلنها الرجل صراحة أن لا حل سوى الوحى الإلهى  فى قوله :

 "وليس لدينا كى نحاكم أفعالنا من مقياس سوى سلوك ذلك الإنسان الإلهى الذى نحمله فينا والذى نقارن أنفسنا به كى نحاكم ونؤدب أنفسنا إنما من دون أن يمكننا بلوغه ذات مرة "ص287

الاربعمائة صفحة أو تزيد هى بحق كما قال أحد أصحاب الرجل وهو هيرز عندما قرأ نصف مسودة الكتاب أعادها لكانط، متذرعاً بخشيته من الجنون لو أكمل قراءةَ الكتاب كله

حاول كانط فى فلسفته كما فهمت من الكتاب إعادة  تقسيم  المعرفة فى الإنسان  فقسمها لمحضة وتجريبية أى أمبيرية كما ترجمها موسى وهبة وقسم كل منها لتقسيمات وفى هذا قال:

" والفلسفة الترسندالية هى فكرة علم يقوم نقد العقل المحض برسم مخططه الكامل معماريا ويضمن فى الوقت نفسه تمامية أجزاء البنيان ورسوخها وهى نظام كل مبادىء العقل المحض ولا يسمى هذا النقد نفسه فلسفة ترسندالية لسبب واحد هو انه كى يكون نظاما كاملا يجب أن يتضمن أيضا تحليلا مفصلا لكل المعرفة البشرية القبلية "ص55

وقد بين كانط أن فلسفته ترتكز على ثلاث موضوعات وهى الذات الإلهية وحرية الإنسان وخلوده وهى القضايا التى يجب أن تعالجها كل فلسفة وانتهى كانت فى الذات الإلهية أى الله أنه لا يمكن للفلسفة أيا كانت أن تثبت وجود الله أو تنفيه فالله هو مجرد مقولة فى النفس الإنسانية لا يمكن إثباتها بالتجربة والحق أنه يمكن إثبات وجود الله بتجربة الكلام فالمخلوق سواء إنسان رضيع او مخلوق لو وضع بمفرده دون تعليم للكلام من الغير لن يتكلم على الإطلاق لأن الكلام يحتاج لمعلم  وهذه التجربة تثبت وجود المعلم الأول الذى هو الله

ومن ثم وجد الرجل نفسه يترك فلسفته فى الربع الأخير من الكتاب ويتجه نحو الوحى الإلهى فعن طريقه وحده كما يقول يمكن إثبات وجود الله وحرية الإنسان وخلوده ومع لجوء الرجل للدين فى النهاية لم يعلن مع ذلك تركه مذهبه وإن تشكك فيه

تناقضات كانت فى الكتاب :

-أعلن الرجل أن كل معارفنا تكون مع التجربة فى أقواله :

"تبدأ كل معرفتنا مع التجربة ولا ريب فى ذلك البتة "ص45

"إذن لا تتقدم أى معرفة عندنا زمنيا على التجربة بل معها تبدأ جميعا "ص45

ومع هذا اعترف أنها ليست كلها وليدة التجربة وإنما من الجائز أن تكون وليدة الانطباعات الحسية فى قوله :

"لكن على الرغم من أن كل معرفتنا تبدأ مع التجربة فإنها مع ذلك لا تنبثق بأسرها من التجربة لأنه من الجائز أن تكون معرفتنا التجريبية عينها مركبة مما نتلقاه من الانطباعات الحسية "ص45

وأقر أن بعض المعارف خارجة عن حقل جميع التجارب فقال :

"ثمة ما هو أجدر بالقول من كل ما تقدم وهو إن بعض المعارف تخرج حتى عن حقل جميع التجارب الممكنة "ص47

-"فقضية مثل كل تغير له سببه هى قضية قبلية إنما ليست محضة لأن التغير هو أفهوم يمكن أن يستخرج من التجربة وحسب "ص46

الرجل هنا مصر على وجود المحض أو الخالص من المعارف والمحض ما لا يثبت بتجربة  وهو كلام يناقض أن كل معارفنا مبنية على التجربة فى أقواله :

"تبدأ كل معرفتنا مع التجربة ولا ريب فى ذلك البتة "ص45

"إذن لا تتقدم أى معرفة عندنا زمنيا على التجربة بل معها تبدأ جميعا "ص45

-"ويتكشف لا فى الأحكام وحسب بل أيضا فى الأفاهيم أصل بعضها القبلى انزع تدريجيا كل ما هو امبيرى من أفهومك التجربى للجسم "ص47

هنا الجسم ليس أمبيريا أى تجريبيا وهو ما يناقض كون الأمبيرى غير متجسم ومتجسم فى فى قوله :

"كذلك إذا أهملت جانبا كل الخصائص التى تفيدك إياها التجربة فى أفهومك الأمبيرى عن أى موضوع سواء كان متجسما أو غير متجسم "ص47

-" والفلسفة الترسندالية هى فكرة علم يقوم نقد العقل المحض برسم مخططه الكامل معماريا ويضمن فى الوقت نفسه تمامية أجزاء البنيان ورسوخها وهى نظام كل مبادى العقل المحض ولا يسمى هذا النقد نفسه فلسفة ترسندالية لسبب واحد هو انه كى يكون نظاما كاملا يجب ان يتضمن أيضا تحليلا مفصلا لكل المعرفة البشرية القبلية "ص55

نلاحظ تناقض الرجل فى نقده فمرة فى أول الفقرة يسميه فلسفة ترسندالية أى إمكانية المعرفة ومرة يرفض أن يسميها فلسفة ترسندالية أى إمكانية المعرفة

-"وما يصبو إليه كل تفكير إلى توسله هو الحدس لكن هذا الحدس لا يوجد إلا إذا أعطى الموضوع لنا وهو أمر ممتنع بدوره "ص59

الرجل هنا يؤكد استحالة وجود أى موضوع بسبب عدم وجود الحدس عند التفكير ومع هذا يؤكد أن التفكير وهو الفكر لابد أن يكون متصلا بالحدوس فى قوله :

"ويجب على كل فكر أن يكون على صلة فى النهاية بحدوس سواء تم ذلك مباشرة أم بطرق ملتوية بواسطة بعض العلامات ومن ثم بالحساسية عندنا حيث لا يوجد عندنا طريقة أخرى يمكن أن يعطى بها أى موضوع "ص59
فى الهامش ص67"يمكننى بالطبع أن أقول إن تصوراتى يتلو بعضها بعضا لكن ذلك يعنى فقط أننا نعيها بوصفها فى تتالى زمنى أى بموجب صورة الحس الباطنى مما يعنى أن الزمان ليس شيئا فى ذاته ولا أى تعين ملازم للأشياء موضوعيا "ص67

هنا الزمان ليس شيئا فى ذاته يعنى لا شىء ومع هذا موجود قمة الجنون ويناقض كانت نفسه فيجعل الزمن مكون من أشياء فيه تتغير مما يعنى أنه فى النهاية شىء يضم تلك الأشياء فى قوله :

"وليس بوسع الاستطيقا الترسندالية من ثم أن تعد من بعد معطياتها القبلية أفهوم التغير لأن الزمان ليس هو نفسه الذى يتغير بل شىء ما فى الزمان  "ص69

ونلاحظ العبارة الجنونية لأن الزمان ليس هو نفسه الذى يتغير بل شىء ما فى الزمان فكأن أجزاء الزمان وهى الشىء المتغير فيه ليس من ذات الزمان  مع أنه قال أنه فى الزمان أى فى ذات الزمان

-"إن كل ما فى معرفتنا ينتمى إلى الحدس – إذن ما عدا الشعور باللذة والألم والإرادة التى ليست معارف البتة- يتضمن مجرد علاقات "ص72

هنا كل معارفنا تنتمى للحدس وحده وهو ما يناقض كونها تنتمى للحدس والأفاهيم فى قوله :

"تتولد معرفتنا من مصدرين أساسين فى الذهن الأول هو استقبال التصورات – قدرة تلقى الانطباعات- والثانى هو القدرة على معرفة موضوع بهذه التصورات – تلقائية الأفاهيم  بالأول يعطى لنا الموضوع وبالثانى يفكر بعلاقة مع ذلك التصور = بوصفه مجرد تعين للذهن يشكل الحدس والأفاهيم إذن عنصرى كل معرفة لدينا "ص75

-"تتولد معرفتنا من مصدرين اساسين فى الذهن الأول هو استقبال التصورات – قدرة تلقى الانطباعات- والثانى هو القدرة على معرفة موضوع بهذه التصورات – تلقائية الأفاهيم  بالأول يعطى لنا الموضوع وبالثانى يفكر بعلاقة مع ذلك التصور = بوصفه مجرد تعين للذهن يشكل الحدس والأفاهيم إذن عنصرى كل معرفة لدينا "ص75

هنا يوجد مصدرين منفصلين للمعرفة  استقبال التصورات والقدرة على معرفة موضوع بهذه التصورات وهو ما يناقض أن المعرفة الناتجة من الفكر لا توجد إلا بكون الحواس والفاهمة كشىء واحد متحد فى قوله :

"فلا يسع الفاهمة أن تحدس شيئا ولا الحواس أن تفكر شيئا وباتحادهما فقط يمكن أن تتولد المعرفة "ص75

-"‘من الأفاهيم التى نكتشفها فقط على هذا النحو مصادفة ستمثل دون أى ترتيب ودون أى وحدة نظامية بل إننا إنما نجمعها وفق أوجه الشبه ونضعها حسب كمية مضمونها انطلاقا من الأبسط إلى الأكثر تركيبا فى متواليات لا تتصف بأى نظام على الرغم من أنها ركبت منهجيا بطريقة معينة "ص83

الكلام هنا متناقض فنحن نجمع وفق أوجه الشبه ونضعها حسب كمية مضمونها انطلاقا من الأبسط إلى الأكثر تركيبا فى متواليات وهو يسمى هذا أنه ليس نظاما "لا تتصف بأى نظام " ومع هذا يجعلها نظاما بقوله " ركبت منهجيا بطريقة معينة " فالمنهج والطريقة المعينة ليست سوى نظاما

-"وإنا إذا نسخنا ذاتنا أو حتى مجرد القوام الذاتى للحواس بعامة فسيختفى كل قوام الأشياء وكل علاقاتها فى المكان والزمان بل المكان والزمان عينهما لأنها بما هى ظاهرات لا يمكن أن توجد فى ذاتها بل فينا وحسب "ص69

هنا الزمان والمكان ظاهرات فى ذاتنا أى فينا وهو ما يخالف كونهما ملازمين للذات أى خارج الذات بجوارها وليس فيها فى قوله :

"وحتى لو تمكنا من رفع حدسنا هذا إلى أعلى درجة من الوضوح فلن نقترب أكثر من قوام الأشياء فى ذاتها ذلك أننا لا نعرف على أى حال معرفة تامة سوى نمط حدسنا أى حساسيتنا الخاضعة أبدا لشرطى الزمان والمكان الملازمين أصلا للذات "ص70

-"ولأن العقل هو القدرة التى تمنحنا مبادىء المعرفة القبلية فإن العقل المحض هو ذاك الذى يتضمن مبادىء معرفة شىء ما على نحو قبلى تماما "ص54

العقل هنا القدرة التى تمنح مبادىء المعرفة وهو ما يناقض كونه القدرة على المبادىء دون منحها فى قوله :

"وقد وصفنا فى القسم الأول من منطقنا الترسندالى الفاهمة بالقدرة على القواعد ونفرق هنا بين العقل وبينها بان نسميه القدرة على المبادىء"ص188

والتعريفان كلاهما يناقضان كون العقل قدرة على الاستدلال على الحكم فى قوله :

"والعقل من حيث هو القدرة على صورة منطقية معينة للمعرفة هو القدرة على الاستدلال على الحكم بتوسط "ص201

ومن المعروف أن المبادىء تطبق على الأجزاء بينما الاستدلال يقودنا لمبادىء أى أحكام

-"فحيث إن قسما من هذه المعارف كالمعارف الرياضية هو من زمان فى حوزة اليقين"ص48

هنا الرياضة معارف ومع هذا ناقض نفسه فأعلن أنها ليست معارف إلا بفروض فى قوله :

"وبالتالى فإن جميع الأفاهيم الرياضية ليست بحد ذاتها معارف إلا إذا افترضنا أن ثمة أشياء لا تعرض علينا إلا وفقا لصورة ذلك الحدس الحسى المحض "ص106

-"مثال بين نقطتين لا يمكن أن نمد سوى خط مستقيم واحد "و"لا يمكن لخطين مستقيمين أن يحيطا بأى مكان "الخ وتلك هى مسلمات لا تتعلق أصلا إلا بالكموم بما هى كذلك "ص129

"وإليكم القضية لا يمكن لخطين مستقيمين أن يضما أى مكان وأن يشكلا من ثم أى شكل حاولوا أن تستمدوا هذا القضية من أفهوم الخط المستقيم وأفهوم العدد اثنان وخذوا القضية الأخرى إنه بثلاثة خطوط مستقيمة يمكن أن نؤلف شكلا "ص71

فى القولين السابقين لا يمكن لخطين مستقيمين الاحاطة بأى شكل أى لا يشكلا شكلا ما وهو ما يناقض وجود شكل محاط بخطين مستقيمين فى قوله :

"فليس فى أفهوم شكل محاط بخطين مستقيمين أى تناقض "ص153

-"ذلك لأن القضايا الهندسية يقينية كلها أعنى إنها مربوطة بوعى لضرورتها وعلى سبيل المثال المكان ذو أبعاد ثلاثة وحسب "ص62

هنا سبب يقينية الهندسة أو الرياضة بعامة أنها مربوطة بوعى لضرورتها فهنا الضرورة هى سبب اليقين وهو ما يناقض كون السبب المعارف القبلية فى قوله :

"ومع ذلك فإن الهندسة تتابع سيرها الآمن عبر المعارف القبلية وحدها من دون أن يكون بها حاجة إلى أن تطلب من الفلسفة شهادة تثبت الأصل المحض والشرعى لأفهومها الأساسى المكان "ص95

ومع هذا ناقض السبب فقال ان سبب اليقين وهو متانة الرياضة التعريفات والمسلمات والبراهين فى قوله :

"تستند متانة الرياضة إلى التعريفات والمسلمات والبراهين "ص353

وناقض نفسه مرة أخرى فجعل السبب هو الحدس وهو الحساسية أى الإحساس  فقال :

 "وعليه فإن جميع المبادىء الهندسية مثال مجموع زاويتين فى المثلث هو أكثر من الثالثة ليست مستنتجة البتة من أفاهيم عامة للخط وللمثلث بل من الحدس وذلك قبيلا وبيقين ضرورى "ص61

مسألة اليقين الرياضى الوهمى سبق وتناولتها من خلال نقدى لكتاب نافذة على فلسفة العصر لزكى نجيب محمود وأنقل ما سبق أن قلته هناك للفائدة:

 لا يقين فى الرياضيات:
يقول زكى نجيب محمود فى مقاله عن برتراند رسل فى كتاب نافذة على فلسفة العصر ص118 "وإنك لتعلم بدون شك أن الرياضيات كانت وما زالت بالطبع مضرب المثل فى المعرفة اليقينية التى لا تشوبها أدنى درجات الشك ومن ذا يشك أقل شك فى أن 2يضافان إلى 2 تكون 4 " والشك فى الرياضيات واجب فإذا كان كل واحد منا غالبا يشك فى وجود الله فى فترة من فترات حياته فلماذا لا نشك فى الرياضيات ؟لقد شك عدد قليل جدا من البشر فى الرياضيات والوحيد الذى أعرفه منهم هو أوجست ستريند برج فى مسرحيته المعنونة حلم عندما قال على لسان الضابط المعلم "ما يتفق مع أحكام المنطق لا يمكن أن يكون خطأ ولنختبر صحة المقولة 1×1=1،ومن ثم2×2=2 "والرياضيات ليست وحيا إلهيا حتى لا نشك فيها فكل شىء عرضة للشك – وحتى الوحى الإلهى تعرض للشك من قبل كثيرين فمنهم من هدى الله ومنهم من ضل – عدا الوحى الإلهى لأنه من عند الله الذى لا يخطىء وأما الرياضة الحالية فبشرية والبشر يخطئون والذى أدى إلى أن الرياضة الحالية أصبحت يقين هو أن الناس لم يفكروا فيها ليعرفوا هل هى صواب أم خطأ وإنما أخذوها على أنها حقائق والحقائق عندهم لا ينبغى التفكير فيها عند الناس لأنها صواب لا يحتمل الخطأ
مصدر اليقين:
يقول زكى نجيب محمود فى مقاله سابق الذكر فى نفس الكتاب ص118و199"فكانت هذه الكتب – يقصد كتابى رسل أصول الرياضة وأسس الرياضة – إيذانا بفتح جديد فى دنيا الفلسفة كلها لأن أمرها لم يقتصر على الرياضة وحدها بل تعداها إلى هتك الستر الذى كان يخفى وراءه سر المعرفة اليقنية التى كانت مطلب الفلاسفة فى شتى العصور وإذا باليقين الرياضى مصدره أن قضايا الرياضة إذا ما حللت تكشفت عن تحصيلات حاصل لا ينبىء بشىء عن طبائع الأشياء وإذن لا ألغاز فى يقين الرياضة ما دامت كل معادلة رياضية ترتد إلى تشكيلة من رموز اتفق على أن يكون شطرها الأيسر هو نفسه شطرها الأيمن كأنما يقول القائل أن س هى س "وفى هذا المقطع الكلامى عدة أخطاء هى:
1-
أن مصدر اليقين الرياضى هو أن الرياضة عند التحليل تكشف عن تحصيل حاصل لا يخبر عن طبائع الأشياء وبالطبع مصدر اليقين فى أى شىء هو إما التفكير فى الشىء من كل النواحى ومن ثم التأكد من صحته ومن ثم التيقن منه وإما عدم التفكير فى الشىء إطلاقا تصديقا لقول قيل لأن المصدق يعتبر القائل ثقة لا يكذب أو لا يقول خطا ومن ثم فمصدر اليقين الرياضى هو عدم التفكير فيها
2-أن تحليل الرياضة يكشف عن تحصيل حاصل لا يخبر عن طبيعة الأشياء ،يظن البعض أن الرياضة منعزلة عن الكون تماما مع أنها سارية فيه فى كل شىء فالهندسة مثلا موجودة فى تكوين كل مخلوق والحساب موجود فى الكون لعمل توازن المخلوقات ومن ثم فالرياضة عند التحليل تكشف عن جانب كونى فالعدد يكشف عن توازن المخلوقات والانحناء والميل والانكسار وغير هذا من مفاهيم الرياضة تكشف عن تكوين المخلوق وأثره على الأخرين ولى أن أسأل عدة أسئلة مثل من أين يعرف الإنسان أن الأعرج أعرج إذا لم يكن يعرف الانحراف والاستقامة ؟ومن أين يعرف أن الضوء ينكسر إذا لم يكن يعرف معنى الانكسار ؟ومن أين يعرف أن السموات 7 إذا لم يكن يعرف معنى الأعداد ؟
3-أن الرياضة لا ألغاز فيها بسبب أنها معادلة طرفها الأيسر هو نفسه طرفها الأيمن ،بل هناك ألغاز فيها حيث يخالف الطرف الأيمن الطرف الأيسر مثل 1×1=1،7×0=0فالطرف الأيمن فيه2 مع أنه ضرب مع أن الأيسر فيه واحد والمسألة الثانية فى طرفها الأول 7 وفى الثانى صفر فهل أكلته القطة مع أنها مسألة جمع متكرر ؟"

ومن أخطاء الرجل فى مسألة الرياضيات قوله :

"لا يمكن للتعريفات الرياضية أن تغلط مرة "ص354

أن التعريفات الرياضية لا يمكن أن تخطىء وهو كلام بلا دليل فتعريف الخط والشعاع أحدهما يناقض الأخر فالخط بلا بداية ولا نهاية والشعاع له بداية وليس له نهاية مع أنه جزء من الخط ومن ثم فالتعاريف بها تناقض كما أن وجود شىء  بلا بداية ولا نهاية فى الكون محال لا يمكن إثباته

وأيضا قوله :

"كل الأحكام الرياضية تأليفية إن هذه القضية قد أفلتت حتى الآن على ما يبدو من ملاحظة محللى العقل البشرى بل إنها تضاد على ما يبدو كل تخميناتهم على الرغم من أنها لا تقبل النقض ومن أنها ذات نتائج مهمة جدا ذلك أنهم لما رأوا استدلالات الرياضيين تحصل كلها بموجب مبدأ التناقض "ص50

هذه القضية لم تفلت على حد علمى من ذلك الرجل الحالم أوجست ستريندبرج فقد فجر الرجل منطق الرياضة بما حكيناه مسبقا فى مسرحية حلم وجعله بتلك المقولة شىء يقبل النقض ويقبل الخطأ  1×1=1، 2×2=2، 3×3=3

والخطأ أيضا قوله :

"وإليكم القضية لا يمكن لخطين مستقيمين أن يضما أى مكان وأن يشكلا من ثم أى شكل حاولوا أن تستمدوا هذا القضية من أفهوم الخط المستقيم وأفهوم العدد اثنان وخذوا القضية الأخرى إنه بثلاثة خطوط مستقيمة يمكن أن نؤلف شكلا "ص71

أفهوم الخط المستقيم - وكلمة أفهوم تعنى مفهوم ولكن مترجمنا موسى وهبة أصر على ترجمة بعض الكلمات بغير المعروف وقد أصاب فى البعض وأخطأ فى البعض – كما عرفه أهل الرياضة هو من ضمن الجنون فالاستقامة لا يمكن أن تكون سوى خط واحد وكل ما عداه منحرف عنه ومن ثم لا يمكن أن نقول خطين مستقيمين ولا ثلاثة ولا غير ذلك فهناك خطأ فى التعريف وبدلا من أن تكون الخطوط مستقيم منحرفة منحنية منكسرة تم إخراج المنحرف وهو المائل  عن المستقيم من التقسيم فأصبحت الخطوط المستقيمة طبقا للتعريف الخاطىء تقابل بعضها وتتقاطع وتكون أشكال  

"فللأفهوم التجريبى الصحن شىء مجانس للأفهوم المحض الهندسى الدائرة لأن الاستدارة المفكرة فى الأول تحدس فى الثانى "ص118

بالطبع الصحن لا يجانس الدائرة دوما فالصحون تعتبر فى أدق تعبير وليس أصحه مخاريط دائرية أو بيضاوية غير كاملة

"فإذا قلت يرسم المثلث بثلاثة خطوط مجموع اثنين منها أكبر من الثالث"ص129

هذه المقولة قد تكون خاطئة فيمكن أن يكون الخط الواحد مقداره أكبر من مقدار الاثنين فى المثلث أو نفس المقدار جربوا فقط أن ترسموا آلاف المثلثات أو ألوفها ولابد أن تجدوا بعضها يخالف تلك المقولة خاصة المثلثات ذات القاعدة الكبيرة المنخفضة الارتفاع  وقد رسمت عدة مثلثات كبيرة القاعدة حوالى 20 سم أو 21سم أو 22 أو 23 سم وجعلت ارتفاع التقاء الضلعين الأخرين منخفض نصف سم و سم أو 2سم فى وسط القاعدة أو قريبا من الوسط فنتجت مثلثات قاعدتها أكبر من ضلعيها الأخرين أو يساوى مقدار القاعدة

-"ومثلا مع الانقسام اللامتناهى للخطوط والزوايا "ص130

هذه المقولة خاطئة فالزوايا والخطوط لها نهاية فى الانقسام مهما صغرت أو قل قياسها فالأشياء الصغرى لا يمكن تقسيمها خاصة عندما تكون صغيرة جدا حيث أن المقسم وهو الخط لابد أن يصغر هو الأخر ومهما صغرنا من سمك الخط فستأتى لحظة لا يمكن تصغيره فيها ليقسم 

-"وإنا إذا نسخنا ذاتنا أو حتى مجرد القوام الذاتى للحواس بعامة فسيختفى كل قوم الأشياء وكل علاقاتها فى المكان والزمان بل المكان والزمان عينهما لأنها بما هى ظاهرات لا يمكن أن توجد فى ذاتها بل فينا وحسب "ص69

هنا الزمان والمكان  هم فينا وليسوا خارجنا وهو ما يناقض أنهما ملازمين للذات فالملازمة أن الإنسان يتحرك داخل المكان وعبر الزمان بينما وجودهم فينا يعنى  أننا فى نفس الوقت الزمان والمكان ذاته وهو قوله :

"وحتى لو تمكنا من رفع حدسنا هذا إلى أعلى درجة من الوضوح فلن نقترب أكثر من قوام الأشياء فى ذاتها ذلك أننا لا نعرف على أى حال معرفة تامة سوى نمط حدسنا أى حساسيتنا الخاضعة أبدا لشرطى الزمان والمكان الملازمين أصلا للذات "ص70

-"ذلك لأن القضايا الهندسية يقينية كلها أعنى إنها مربوطة بوعى لضرورتها وعلى سبيل المثال المكان ذو أبعاد ثلاثة وحسب "ص62

المكان هنا رياضيا متناهى حيث له أبعاد ثلاثة فكلمة الأبعاد تعنى وجود نهايات مهما طال كل بعد ومع هذا يناقض الرجل الرياضة اليقينية عنده ويقول لأن المكان لا متناهى فى الأقوال التالية :

"لأن جميع أجزاء المكان توجد معا فى اللامتناهى "ص62

""وذلك على الرغم من أن الحدس الكامل لمكان أو لزمان معين هو واقعى بامتلاء بمعنى ليس فيه أى جزء فارغ فإنه مع ذلك وبما أن كل واقع هو ذو درجة يمكن أن تتناقض حتى العدم – حتى الفراغ – بتدرجات لا متناهية "ص133

" المكان يتصور بوصفه كما لا متناهيا معطى "ص61

ونلاحظ أن القول الأخير مع تناقضه مع القول الرياضى فهو يناقض نفسه فالمكان كم وكل ما له كم لابد أن يكون متناهيا

-"ويجب أن تكون تصوراتنا معطاة قبل أى تحليل لها فلا يمكن لأى أفهوم أن يتولد تحليليا من حيث مضمونه وصحيح أن تأليف متنوع- معطى أمبيريا أو قبليا – يقدم بدءا معرفة قد تكون لا تزال فى البداية مجملة ومبهمة وبحاجة "ص88

هنا التأليف أمبيرى أى تجريبى أو قبلى وهو ما يعنى شىء واقع يقينى عند الرجل ولكنه يناقض نفسه عندما يجعل التأليف كله ناتج من  المخيلة فى قوله :

"والتأليف بعامة هو كما سنرى لاحقا مجرد فعل للمخيلة أعنى وظيفة للنفس عمياء "ص88

-"لوحة المقولات:

ا- الكم : وحدة  كثرة  جملة  2- الكيف واقع نفى  حصر  3- اضافة ملازم وقوام  سببية وتبعية (سبب ومسبب) اشتراك (تسبب متبادل بين الفاعل والمنفعل ) 4- الجهة امكان امتناع  وجود لا وجود "ص89

هنا أقسام الإضافة أربعة أو خمسة ملازم وقوام  سببية وتبعية (سبب ومسبب) اشتراك (تسبب متبادل بين الفاعل والمنفعل ) وهو ما يناقض كونها ثلاث فى قوله:

"الملاحظة الثانية ثمة على أى حال عدد متساو من المقولات فى كل صنف أعنى ثلاث "ص91

-"وما إن نحصل على الأفاهيم الأصلية والبدئية حتى يصير من السهل أن نضيف إليها المشتقة والمتفرعة وأن نرسم شجرة نسب الفاهمة المحضة بكاملها وبما أنه ليس على أن أعمل على إتمام النظام بل فقط على المبادىء الضرورية للنظام فإنى أترك هذا الإتمام لعمل أخر "ص90

هنا الرجل يعمل فقط على المبادىء الضرورية فقط وهو ما يناقض كونه عرف جميع الأفاهيم الأصلية فى قوله :

"حيث أن اللوحة المذكورة تتضمن بشكل كامل جميع الأفاهيم الأصلية للفاهمة بل صورة نظامها فى الفاهمة البشرية "ص91

فجميع الأفاهيم  المبادىء الضرورية جزء منها وليس مماثلة لها

-"والعقل من حيث هو القدرة على صورة منطقية معينة للمعرفة هو القدرة على الاستدلال على الحكم بتوسط "ص201

هنا العقل القدرة على الاستدلال على الحكم بتوسط فهى حاكم يسبب أحكامه وهو ما يناقض كونه القدرة على المبادىء فى قوله :

"وقد وصفنا فى القسم الأول من منطقنا الترسندالى الفاهمة بالقدرة على القواعد ونفرق هنا بين العقل وبينها بان نسميه القدرة على المبادىء"ص188

ونلاحظ أن الرجل فرق بين الأحكام وهى القوانين وبين المبادىء فقال :

"حلم بأن نتوصل يوما إلى اكتشاف مبادىء القوانين المدنية بدلا من تنوعها اللامتناهى لأن فى ذلك وحده يكمن سر تبسيط التشريع كما يقال "ص188

-"والحال أن كل معرفة عقلية هى إما معرفة بأفاهيم أو ببناء الأفاهيم والأولى تسمى فلسفية والثانية رياضية "ص399

هنا المعرفة إما بأفاهيم أو ببناء الأفاهيم وهو ما يناقض كونها تبدأ بالحدوس وهى الحواس فى قوله :

"كل معرفة بشرية تبدأ بحدوس  وتذهب منها إلى أفاهيم وتنتهى بأفكار "ص341

وأيضا فى قوله :

"كل معرفتنا تبدأ بالحواس وتنتقل منها إلى الفاهمة وتنتهى فى العقل الذى لا يصادف فينا شىء اسمى منه "ص187

والخطأ هنا أن كل المعارف تبدأ بالحواس وهو كلام يخالف أن الاختراعات تكون تخيلات فى النفس غالبا فهى معارف داخلية لا علاقة لها بالحواس كما أن الوحى يلقى فى القلب أى النفس كما أن هناك معارف حلمية فى الأحلام لا علاقة لها بالحواس على الإطلاق 

-"ذاك ما ينتج فعلا عن الحق الأصلى للعقل البشرى الذى لا يعرف حاكما أخر سوى العقل البشرى الكلى حيث لكل واحد صوته "ص364

هنا الحاكم الوحيد هو العقل وهو ما يناقض كون الحاكم هو الإنسان الإلهى فى قوله :

" وليس لدينا كى نحاكم أفعالنا من مقياس سوى سلوك ذلك الإنسان الإلهى الذى نحمله فينا والذى نقارن أنفسنا به كى نحاكم ونؤدب أنفسنا إنما من دون أن يمكننا بلوغه ذات مرة "ص287

-"والحال إنى أزعم أن الفلسفة الترسندالية تمتاز من بين سائر المعارف النظرية بأن لا سؤال يخص موضوعا معطى للعقل المحض إلا ويجب حله فى العقل  البشرى نفسه وأنه ليس لنا أن نتذرع بالجهل المحتم أو بعمق المشكلة "ص250

هنا فلسفة الرجل فيها حل لكل سؤال مهما كان عمق المشكلة أو الجهل وهو ما يناقض قوله بعدم وجوب جواب شافى لكثير من الأسئلة والسماح للفيلسوف بالتهرب منها عبر الإبهام فى قوله :

"لكن ليس فى الفلسفة الترسندالية ما يمكن أن نطلب بصدده بحق جوابا شافيا فيما يخص قوام الموضوع من دون أن يكون مسموحا للفيلسوف بأن يتهرب من الجواب متذرعا بإبهام لا يسبر سوى الأسئلة الكسمولوجية "ص250

والرجل يعترف بجهل الناس حتى الفلاسفة بأنفسهم فيقول :

"فإذا كانت المادية غير صالحة كنمط تفسيرى لوجودى فإن الروحانية هى أيضا غير كافية لذلك والخلاصة من كل ذلك هو أنه لا يمكن لنا أن نعرف شيئا بأى طريقة عن قوام نفسنا فيما يخص إمكان وجودها المستقل بعامة "ص214

ويقر الرجل بجهله وجهل الناس لأنهم لم يكتشفوا مبادىء القوانين المدنية فى قوله :

"حلم بأن نتوصل يوما إلى اكتشاف مبادىء القوانين المدنية بدلا من تنوعها اللامتناهى لأن فى ذلك وحده يكمن سر تبسيط التشريع كما يقال "ص188

والخطأ هو تنوع التشريعات المدنية اللامتناهية

فالتشريعات مهما بلغت ألوف الألوف فهى محدودة العدد وليست متناهية وهى تتكرر عبر عصور مختلفة

-"ولذا يفضل عادة فى أنظمة النفس عد الحس الباطن وقدرة الإبصار – اللذين نفرق بينهما بعناية- بمثابة شىء واحد "ص108

هنا الحس الباطنى وقدرة الإبصار شىء واحد ومع هذا يفرق بينهما ولا يجعلهما سوى اثنين متفرقين فى قوله :

"فالإبصار ووحدته التأليفية ليس من الحس الباطن قط فى شىء"ص108

فهنا يعتبر الإبصار ليس الحس ولا من الحس الباطنى ونلاحظ أنه ناقض نفسه فعرف الحس وهو الحدس  الباطنى بالزمان فقال :

"وبصرف النظر عن ثبات صورة حدسى الباطن أى الزمان هى مقولة السبب التى أعين بها عندما أطبقها على حساسيتى "ص112

-"فإن كل تأليف يجعل الإدراك ممكنا يخضع للمقولات وبما أن التجربة هى معرفة من خلال إدراكات مترابطة فإن المقولات هى شروط إمكان التجربة وهى تصدق إذن قبليا أيضا على كل موضوعات التجربة "ص111

هنا الإدراك وهو الفاهمة يخضع للمقولات وهو ما يناقض صدور المقولات عن الفاهمة فى قوله :

"ولأن المقولات تصدر عن الفاهمة وحسب بمعزل عن الحساسية "ص105

-"فالقوانين الجزئية المتعلقة بالظاهرات المتعينة تجريبيا لا يمكن أن تستمد بكاملها من المقولات على الرغم من أنها تخضع لها جملة "ص112

هنا عدم استمداد القوانين الجزئية كلها من المقولات يخالف كون المقولات تصدق على كل ولاحظ كلمة كل الموضوعات فى قوله :

"فإن كل تأليف يجعل الإدراك ممكنا يخضع للمقولات وبما أن التجربة هى معرفة من خلال إدراكات مترابطة فإن المقولات هى شروط إمكان التجربة وهى تصدق إذن قبليا أيضا على كل موضوعات التجربة "ص111

-"وسيسمى نظام تلك الأفاهيم فلسفة ترسندالية لكن هذه الفلسفة بدورها مسألة تفوق قدرتنا فى البداية "ص54

الرجل سمى ما يفعله فلسفة ثم ناقض نفسه فجعله نقدا فقال :

"ويمكن أن نسمى هذا البحث بالضبط لا مذهبا بل نقدا ترسنداليا وحسب لأنه يهدف لا إلى توسيع معارفنا نفسها بل إلى تصويبها فقط "ص55

-"ولا يوجد إذن بين كل العلوم العقلية القبلية علم يمكن أن نتعلمه سوى الرياضة " ص399

 هنا العلم القبلى الوحيد الممكن تعلمه هو الرياضيات وهو ما يخالف كون المعرفة القبلية الممكنة هى موضوعات التجربة الممكنة فى قوله :

"إذن ليس ثمة من معرفة قبلية ممكنة لنا إلا معرفة موضوعات تجربة ممكنة وحسب "ص113

وهو كلام جنونى فالرياضيات ليست كلها تجارب بل إن التجارب تخالفها فلا يوجد مثلا واحد يساوى واحد فى الواقع وهو التجربة فهناك اختلافات حتى التوائم المتماثلة نفسها تختلف فى بصمات الأصابع

-"فالقوانين التجريبية لا يمكن أن توجد أو يعثر عليها إلا بواسطة تجربة بل فى الحقيقة إلا وفقا لتلك القوانين الأصلية التى تجعل بدء التجربة نفسها ممكنة "ص151

هنا القوانين الناتجة عن التجريب لا يمكن أن توجد أى تعرف بلا تجربة وهو ما يناقض معرفتها دون الاستعانة بالتجربة فى قوله :

"ومع ذلك يظل بإمكاننا من دون الاستعانة المسبقة بالتجربة نفسها أن نعرف إمكان الأشياء وتعينها فقط بالنسبة للشروط الصورية التى بموجبها يتعين شىء ما كموضوع فى التجربة"ص154

-"وبما أن الزمان ليس سوى صورة الحدس ومن ثم صورة الموضوعات بوصفها ظاهرات "ص120

هنا الزمان ليس سوى صورة الحدس وهو ما يناقض كونه شرط وليس صورة فى قوله :

"يتضمن الأفهوم الفاهمة الوحدة التأليفية المحضة للمتنوع بعامة ويتضمن الزمان بوصفه الشرط الصورى لمتنوع الحس الباطنى وبالتالى لاقتران كل التصورات "ص118

-فى الهامش ص 100"إن وحدة الإبصار التأليفية هى إذن أرفع نقطة يجب أن يعلق بها كل الاستعمال الفاهمى وحتى المنطق كله ومن ثم الفلسفة الترسندالية ويمكن القول إن هذه القدرة هى الفاهمة بالذات "

هنا وحدة الإبصار التأليفية وهى ما أسماه الله البصيرة عرفها الرجل بكونها الفاهمة وناقض نفسه فجعلها ملكة المعارف أى جامعة المعلومات فقال:

"والفاهمة بالمعنى العام للفظ هى ملكة المعارف وهذه تقوم على الصلة المتعينة بين تصورات معطاة وشىء "ص102

وتسمية الفاهمة بملكة المعارف  تسمية خاطئة فالفاهمة حسب معناها الفهم وليس مجرد المعرفة فالمعرفة بمعنى تذكر المعلومات لا يمكن أن يكون فهما

-"لأنه يمكننى أن أستوعب فى وعى واحد متنوع هذه التصورات أسميها جميعا تصوراتى ...أعى إذن ذاتا هى هى بالنظر إلى متنوع التصورات المعطاة لى فى حدس لأنى أسمى جميع التصورات التى تؤلف تصورا واحدا تصوراتى "ص101

هنا نلاحظ تناقضا وهو الكلام على متنوع التصورات ومع هذا يسميها تصورا واحدا وبالقطع التصورات المتنوعة المختلفة والتى قد تتناقض أو تتضاد لا يمكن أن تكون تصورا واحدا فمثلا من يناقش شكل النظام الكونى لا يمكن أن تكون كل التصورات التى عرفها تصورا واحدا فنظام مركزية الأرض غير مركزية الشمس غير تنوع المجرات  ومراكزها

-"وعليه فالشيم ليس أصلا سوى الظاهرة أو الأفهوم الحسى لموضوع من حيث يتوافق مع المقولة "ص121

الشيم هنا هى الظاهرات أو الأفهوم الحسى لموضوع وهو ما يناقض  كون الظاهرات كموم متصلة فى قوله :

"لكن بما أن جميع الظاهرات سواء نظر إليها من حيث الامتداد أم من حيث الكم هى كموم متصلة "ص 132

-"إن أحوال الزمان الثلاث هى الدوام والتتالى والمعية "ض135

هنا للزمان ثلاث أحوال الدوام والتتالى والمعية وهو ما يناقض كونهما اثنان فى قوله :

"لأن المعية والتتالى هما العلاقتان الوحيدتان فى الزمان "ص 135ويكرر الرجل كون الأحوال أى العلاقات ثلاثة فيقول :

"وهى ليست سوى مبادىء تعين وجود الظاهرات الزمان حسب أحواله الثلاثة العلاقة بالزمان نفسه بوصفه كما – كم الوجود أى المدة – والعلاقة فى الزمان بوصفه تسللا – التوالى – وأخيرا العلاقة فيه بوصفه دملة كل الوجود – المعية- "ص151

-"فإما أن التجربة هى التى تجعل الأفاهيم ممكنة وإما الأفاهيم هى التى تجعل التجربة ممكنة ولا يمكن التسليم بالأولى بالنظر إلى المقولات لأن المقولات هى أفاهيم قبلية ومستقلة من ثم عن التجربة "ص113

هنا المقولات هى أفاهيم قبلية ومستقلة من ثم عن التجربة وهو ما يناقض كون الأفاهيم تعرف أى تؤسس من خلال الشيمات وهى الظاهرات فى قوله :

"والواقع إن الشيمات لا أخيلة الموضوعات هى التى تؤسس أفاهيمنا الحسية المحضة فليس ثمة من خيل لمثلث يمكن أن يكون ذات مرة مطابقا لأفهوم المثلث بعامة "ص119

-"وغياب الاحساس فى اللحظة عينها سيصور هذه اللحظة كفارغة وبالتالى = صفر"ص131

هنا الرجل يقر بوجود الفراغ الزمنى وهو ما يناقض عدم وجود فراغ وإنما امتلاء فى الزمان  والمكان فى قوله :

"وذلك على الرغم من أن الحدس الكامل لمكان أو لزمان معين هو واقعى بامتلاء بمعنى ليس فيه أى جزء فارغ فإنه مع ذلك وبما أن كل واقع هو ذو درجة يمكن أن تتناقض حتى العدم – حتى الفراغ – بتدرجات لا متناهية "ص133

-"وإنه بالتالى يجب أن تدرج الظاهرات ليس تحت المقولات البتة بل تحت شيماتها وحسب "ص136

هنا الظاهرات شيمات ومع هذا يناقض التعريف بكونها تعينات زمانية قبلية  فى قوله :

"ليست الشيمات إذن سوى تعينات زمانية قبلية بموجب قواعد وهى تتعلق وفقا لنسق المقولات بالتسلسل الزمنى والمضمون الزمانى ونسق الزمن ومجمل الزمن أخيرا بالنظر إلى جميع الموضوعات الممكنة "ص121

-"فالخيل المحض لكل الكميات بالنسبة للحس الخارجى هو المكان لكمه ص119 لكنه الزمان بالنسبة إلى كل الموضوعات الحواس بعامة أما الشيم المحض للكم بما هو أفهوم للفاهمة  فهو العدد الذى هو تصور يضم إضافة  الواحد إلى الواحد إضافة متتالية اضافة المتجانس "ص120

 هنا الزمان الحس الخارجى للموضوعات وهو ما يناقض كون الزمان حس باطنى فى قوله :

"أعنى إنه الحس الباطنى وصورته القبلية ص124 الزمان ص125

وأما الأخطاء فبعض منها والبعض الأخر فات على أو تكرر مذكور هاهنا :

-"فى حين أن لا عمل لنا فى أى مكان من عالم الحواس إلا مع الظاهرات حتى فى أكثر أبحاثنا تعمقا فى موضوعاته فنحن نقول مثلا عن قوس ص70قزح إنه مجرد ظاهرة أثناء الإمطار المشمس ونسمى ذلك المطر الشىء فى ذاته الأمر الذى يظل صحيحا طالما أننا نفهم الأفهوم هذا فيزيائيا وحسب "ص71

الخطأ هنا هو وجود أكثر من مفهوم صحيح للشىء فقوس قزح هنا يصح موضوعه فيزيائيا بدليل كلمة فحسب وعندما يفكر فيه علم أخر يكون المفهوم صحيحا فى ذلك العلم والحق هو أن أى شىء فى العالم له حقيقة أى مفهوم واحد قد تختلف الألفاظ المعبرة عنه ولكنها تؤدى فى النهاية لنفس المعنى ولعل الفلسفة هى أحد أسباب تلك المصيبة التى نحياها حيث اختلف الفلاسفة فى تعريف الأشياء ومن ثم اختلفت الأحكام فى الشىء الواحد فأحدهم يراه صوابا والأخر يراه خطئا  والثالث لا يحكم ...

-"لكن المكان والزمان لا يتصوران قبليا كمجرد صورتين للحدس الحسى بل أيضا كحدوس تتضمن متنوعا "ص111

فلسفة كانت تعتبر المكان والزمان  أشياء خارجة عن الفلسفة أو عن البناء الفلسفى لكانت مع أن كل شىء يحدث فى المكان حتى أن الإنسان ليس إلا مكان متحرك أى جزء من المكان ولكن الرجل اعتبر المكان شىء خارج النطاق مع أننا حتى لو اعتبرنا الإنسان ليس مكانا فتفكيره الفلسفى يدور حول المكان بما فيه

-"وكل ما يمكننا قوله هو إن الخيل نتاج للقدرة التجريبية  للمخيلة المنتجة وإن شيم الأفاهيم الحسية كالأشكال فى المكان هو نتاج المخيلة المحضة وبمثابة طغرى لها "ص119

نلاحظ هنا إصرار كانت على تقسيمه الشهير التجريبى أى الأمبيرى والمحض حتى فى المخيلة أى المتخيلة أى المصورة والتى ترجمها موسى وهبة باسم الخيل  مع أن المتخيلة التى تتخيل الأشياء تأتى فى أحيان كثيرة بما لا وجود له فى المكان حقيقة  كما أنها لو اعتمدت التجريب فساعتها لن تكون متخيلة وإنما الذاكرة التى تتذكر شيئا ماضيا سبق وأن عرفته

-"فالخيل المحض لكل الكميات بالنسبة للحس الخارجى هو المكان لكمه ص119 لكنه الزمان بالنسبة إلى كل موضوعات الحواس بعامة أما الشيم المحض للكم بما هو أفهوم للفاهمة  فهو العدد الذى هو تصور يضم إضافة  الواحد إلى الواحد إضافة متتالية إضافة المتجانس "ص120

تفريق كانت بين الزمان والمكان هو أمر غير واقعى فالزمان بدأ مع المكان عند الخلق كما قال تعالى بسورة التوبة :

"إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا يوم خلق السموات والأرض "

ومن ثم فالاثنان مرتبطان لا يمكن فصلهما عن بعض فعمر المكان زمنى وأعمار المخلوقات فى المكان زمنية وكل ما يحدث فى المكان مقدر بزمن هو الأجل المسمى

-"ومع ذلك فإن الهندسة تتابع سيرها الآمن عبر المعارف القبلية وحدها من دون أن يكون بها حاجة إلى أن تطلب من الفلسفة شهادة تثبت الأصل المحض والشرعى لأفهومها الأساسى المكان "ص95

الخطأ هنا أن الهندسة تتابع سيرها الآمن عبر المعارف القبلية وحدها وبالطبع تلك الهندسة البشرية ليست آمنة لوجود أخطاء فيها لمن يفكر والتجارب الكثيرة جدا هى التى تثبت صحتها من خطئها وليس مجرد المعارف القبلية المسلمات والتعاريف ولو كانت تلك المعارف صحيحة فلماذا مثلا فى الهندسة كان القول مجموع زوايا المثلث = 180 درجة ناقضه مجموع زوايا المثلث > من 180درجة وناقضه القول  مجموع زوايا المثلث< من 180 درجة

الثلاث أقوال صحيحة فهناك مثلثات قياس زوايا =180 وهناك مثلثات أقل من 180 وهناك مثلثات أكبر من 180 ومع هذا فالمدارس لا تدرس سوى قياس زوايا المثلث = 180 كأنه حقيقة واقعة مع أن القياس وهو التجربة لا تثبتها فى كل المثلثات

-"ذلك أنه كان يجب أن تكون التجربة قد أفادته أن الأجسام ثقيلة ومن ثم تقع ما إن نرفع دعائمها "ص46

الخطأ هنا وقوع الأجسام الثقيلة بسبب رفع دعائمها حسب التجربة ولكن التجربة أثبتت أن الأجسام الثقيلة لا تقع كلها بسبب ثقلها فالسحب التى كالجبال لا تقع كما تقع الأجسام الثقيلة حيث لا يوجد تحتها دعائم ترفعها وكذلك الطيور الكبيرة لا تسقط وإنما تنزل بإرادتها وليس بسبب ثقلها    

-"ولأن العقل هو القدرة التى تمنحنا مبادىء المعرفة القبلية فإن العقل المحض هو ذاك الذى يتضمن مبادىء معرفة شىء ما على نحو قبلى تماما "ص54

الرجل يقول أن العقل هو من يمنحنا مبادىء المعرفة القبلية وهو كلام لا أساس له من الصحة فحسب هذا الكلام يكون كل الخلق سواء فى العقل ومن ثم يجب أن تكون كل العقول لديها نفس المبادىء وهو كلام يكذبه الواقع بدليل اختلافات البشر في تلك المبادىء القبلية حيث هناك مبدأ يقبله عقل إنسان ومبدأ لا يقبله عقل إنسان أخر والمثال الحى هو أنا فى مسألة المعارف الرياضية فإن كثير من البشر قبلوا المبدأ القبلى  بعدم وجود ضلع فى المثلث أكبر من الضلعين الأخرين  ومع هذا رفض المبدأ القبلى عندى- تجاوزا فلا يوجد مبادىء قبلية- وهو التجربة القياسية ما قبلته عقول الكثيرين والتجربة القياسية أثبتت الخطأ

العقل وهو جزء من النفس الإنسانية يولد كبقية النفس صفحة بيضاء لا يعلم أى شىء كما قال تعالى بسورة النحل :

"والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "

ومن ثم فنحن نتعلم من خلال الأخرين ومن خلال التجارب معارفنا ولكننا نحتاج كبشر لشىء يعرفنا الصواب من الخطأ أى الحلال من الحرام ومن ضمنه ما يسمى العلم التجريبى ولا يمكن أن يكون هذا الشىء من صنع بشر وإنما من صنع الخالق وهو شريعته التى أوحاها للناس  

-"وعليه يجب أن يكون تصور الزمان الأصلى معطى بوصفه لا محدودا "ص65

الخطأ كون الزمان الأصلى لا محدود والزمان كما قلنا ابتدأ مع المكان ومن ثم لم يكن له وجود قبل الخلق كما قال تعالى  بسورة التوبة :

"إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا يوم خلق السموات والأرض "

-"والظاهرات تشكل وحدها حقل مصداقيتهما فإذا خرجنا منه فلن نجد لهما أى استعمال موضوعى وفيما عدا ذلك تخلى واقعية الزمان والمكان الثقة كاملة بالمعرفة التجريبية"ص68

الخطأ أن الزمان والمكان ليس لهما استعمال موضوعى إلا من خلال الظاهرات وهو كلام يناقض الواقع  فمقادير المكان والزمان تشكل موضوعات فى البيع والشراء والمقابلات وسداد الحقوق 

-"فى حين أن لا عمل لنا فى أى مكان من عالم الحواس إلا مع الظاهرات حتى فى أكثر أبحاثنا تعمقا فى موضوعاته فنحن نقول مثلا عن قوس ص70قزح إنه مجرد ظاهرة أثناء الإمطار المشمس ونسمى ذلك المطر الشى فى ذاته الأمر الذى يظل صحيحا طالما أننا نفهم الأفهوم هذا فيزيائيا وحسب "ص71

الخطأ أن الأفهوم وهو المفهوم بلغتنا المعروفة لا يمكن أن يكون فيزيائيا فحسب فكل علم إنسانى له مفهوم لنفس الشىء ومن ثم توجد تعريفات متعددة للشىء الواحد وهذه هى مصيبة علوم الإنسان فالمفروض هو أن يكون هناك مفهوم واحد لكل شىء لا يختلف من علم لأخر قد يعبر عنه بألفاظ مختلفة ومع ذلك يظل المعنى واحد ومن هنا جاء بلاء البشر واختلاف أديانهم وثقافاتهم التى من المفروض أن تكون واحدة 

-"إن كل ما فى معرفتنا ينتمى إلى الحدس – إذن ما عدا الشعور باللذة والألم والإرادة التى ليست معارف البتة- يتضمن مجرد علاقات "ص72

هنا كل المعارف تنتمى للحواس وهو خطأ فهناك معارف تتولد من التفكير وهناك معارف تتولد من التخيل وهناك معارف تأتى من الأحلام وكلها أمور داخلية فى النفس لا علاقة لها بالحدس وهو الحواس أى الإحساسات وهى ما سماه المترجم الحساسية

والخطأ الأخر هو أن الشعور باللذة والألم ليس معرفة وبالقطع كلام خاطىء فلذة كلذة الطعام يعرف فيها الحلو والحادق عبر حليمات أو حبيبات تذوق اللسان ولو لم تكن اللذة معرفة ما قابلها الألم فمثلا اللسان يعرف الطعام المر والطعام الحلو عبر إحساسه  فكيف ننكر شىء يدرك بالحدس وهو الإحساس أنه معرفة بل معرفة تجريبية تحدث باستمرار

-"لأنهما بوصفهما شرطى كل وجود بعامة يجب أن يكونا أيضا شرطى وجود الله "ص74

الخطأ هنا هو جعل الزمان والمكان شرطا وجود الله كخلقه وهو كلام جنونى فالخالق كان موجودا قبل الزمان والمكان فكيف يكون وجودهما شرط لوجوده فالأصل هو أن وجود الله شرط لإيجادهما

-"تتولد معرفتنا من مصدرين أساسين فى الذهن الأول هو استقبال التصورات – قدرة تلقى الانطباعات- والثانى هو القدرة على معرفة موضوع بهذه التصورات – تلقائية الأفاهيم  بالأول يعطى لنا الموضوع وبالثانى يفكر بعلاقة مع ذلك التصور = بوصفه مجرد تعين للذهن يشكل الحدس والأفاهيم إذن عنصرى كل معرفة لدينا "ص75

الخطأ كون مصادر المعرفة فى داخل النفس استقبال التصورات وهو ما تفعله الحواس والثانى الفهم  وبالقطع نسى الرجل المتخيلة فهى مصدر معرفة أحيانا  كما نسى أيضا الأحلام وهى أحيانا مصدر معرفة داخلى   "فلا يسع الفاهمة أن تحدس شيئا ولا الحواس أن تفكر شيئا وباتحادهما فقط يمكن أن تتولد المعرفة "ص75

الخطأ عدم تولد المعرفة إلا باتحاد الحواس والفهم وهو كلام جنونى فمن يبصر الشمس يعرف أنه يرى بسبب ضوءها الأشياء دون تفكير ومن يأكل يعرف أطعمة الطعام حلو ومر وحادق وحامض دون تفكير

-"لم تعرف الفاهمة أعلاه إلا سلبا قدرة معرفية غير حسية والحال إنه لا يمكننا بمعزل عن الحساسية أن نشاطر بأى حدس فليست الفاهمة إذا قدرة حدسية لكن خارج الحدس لا يوجد أى نمط للمعرفة إلا بالأفاهيم فمعرفة أى فاهمة والفاهمة البشرية على الأقل هى إذن معرفة بأفاهيم وهى ليست حدسية بل سياقية "ص84

الخطأ هنا هو أن الفاهمة والمراد العقل معرفة بأفاهيم وهو كلام غير واقعى فنحن نعرف أمورا كثيرة دون أن نعرفه مفهومها الحقيقى  فكثير من البشر يعرفون النفس كسر الحياة فقط ولكنهم لا يعرفون ماهيتها الحقيقية وكثير من البشر يعرفون الله ولكنهم لا يعرفون ماهيته أو تعريفه الحقيقى فهم يتحدثون عن الله كوجود دون فهم

-"فوحدة الوعى التأليفية هى إذن شرط موضوعى لكل معرفة "ص102

الخطأ هو أن وحدة الوعى التأليفية هى إذن شرط موضوعى لكل معرفة فالطفل الوليد لا يكون لديه وعى تأليفى إطلاقا عندما يعرف الثدى واللبن الذى يتذوقه لأول مرة فهو صفحة بيضاء  أى كما قال تعالى بسورة النحل:

"والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "

-"فاهمة إلهية مثلا لا تتصور الأشياء المعطاة بل تعطى أو تنتج الموضوعات بتصورها فى الوقت عينه "ص105

الخطأ هو تكلمه عن الذات الإلهية باعتبارها منقسمة لفاهمة وحاكمة ومتخيلة أى متصورة أو خيل  وغير ذلك وهو كلام عن المجهول أى الغيب لا يجب الدخول فيه لأن الله لا يشبه خلقه وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى :

"ليس كمثله شىء "

-"لكن المكان والزمان لا يتصوران قبليا كمجرد صورتين للحدس الحسى بل أيضا كحدوس تتضمن متنوعا "111ص111

الخطأ أن المكان والزمان حدوس تتصور والإنسان نفسه جزء من المكان والزمان كما أن كل شىء موجود جزء منهم 

-"فالزمان الذى هو نفسه ثابت ودائم يناسب إذن فى الظاهرة الثابت فى الوجود أعنى الجوهر "ص120

الخطأ وصف الجوهر بالثبات هو كلام خيالى فالجوهر وهو النفس تتغير من الطفولة للشباب للشيخوخة ولذا وصف الله تلك المراحل بالضعف ثم بالقوة ثم بالضعف فلو كان هذا الجوهر ثابت ما اتصف بالقوة والضعف معا وفى هذا قال تعالى بسورة الروم :

"الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعلمن بعدضعف قوة ثم جعلمن بعد قوة ضعفا وشيبة"

-"وشيم الإمكان هو موافقة تأليف التصورات لشروط الزمان بعامة ومثلا إن الأضداد لا يمكن أن توجد معا فى شىء واحد بل واحدا إثر الأخر فقط "ص120

الخطأ إن الأضداد لا يمكن أن توجد معا فى شىء واحد بل واحدا إثر الأخر فقط وهو كلام يخالف الواقع فالأضداد قد تقع فى نفس اللحظة فى شىء واحد فهناك من يرتكب الذنب وهو يستغفر الله فى نفس اللحظة وهناك ارتفاع حرارة الجسم مع إحساس المريض بالبرد ممثلا فى الرعشة

-"ولذا فإن المبدأ لا شىء يحصل بمصادفة عمياء هو قانون قبلى للطبيعة وكذلك هذا المبدأ لا يوجد فى الطبيعة ضرورة عمياء بل فقط ضرورة مشروطة ومن ثم مفهومة "ص158

الخطأ مبدأ الضرورة المفهومة فى الطبيعة فكثير من الأمور تحدث فى الكون لا نفهمها لأسباب مختلفة منها البعد المكانى ومنها استحالة الوصول لتلك المخلوقات

-"إن جميع مبادىء الفاهمة المحضة ليست سوى مبادىء قبلية لامكان التجربة "ص163

الخطأ كون جميع مبادىء الفاهمة المحضة ليست سوى مبادىء قبلية لإمكان التجربة فهناك مبادىء لا تخضع للتجارب كمبدأ لا شىء يحصل بمصادفة عمياء فهذا المبدأ لا يمكن معرفته بالتجارب فى كل شىء لوجود أمور فى الكون أعظم من أن يكتشفها الإنسان بالتجارب لبعده المكانى عنها واستحالة وصوله لها فى الدنيا

-"فالجوهر كموضوع للحس الباطنى وحسب يعطى أفهوم اللامادية وكجوهر بسيط أفهوم اللافساد وهويته كجوهر ذهنى تعطى الشخصية "ص208

المستفاد كون الجوهر لا مادى ولا يوجد فى الكون شىء لا مادى فالمادة مرئية اى مبصرة وغير مبصرة أى غير مرئية كما قال تعالى بسورة الحاقة :

 "فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون "

فالنفس مادة خاصة خفية والجسم مادة خاصة مرئية وليست النفس فقط فهناك عمد ترفع السماء عن الأرض غير مرئية كما قال تعالى :

" الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها"

-"وأفرق بين وجودى الخاص بوصفه وجودا لكائن مفكر وبين الأشياء الأخرى خارجا عنى والتى ينتمى جسمى إليها أيضا تلك أيضا قضية تحليلية " ص210

الخطأ كون الجسم ليس من وجود الإنسان وهو كلام خرافى فلولا الجسم لكانت معظم معارف النفس غير موجودة فمعظم العلم يأتى عن طريفق الحواس ومن ثم لا يمكن أن يقال أن الجسم ليس جزء من كيان الإنسان خاصة أن النفس تتعذب وتلتذ بوجوده

-"إنما تعطى تلك الموضوعات التى ليست سوى مجرد تصورات "ص257

الخطأ كون الموضوعات مجرد تصورات فليست كل الموضوعات فيها تصور فالله تعالى لا يمكن تصوره

-"فالعقل هو إذن الشرط الدائم لكل الأفعال الإرادية التى يظهر فيها الإنسان "ص281

الخطأ هو كون العقل الشرط الدائم لكل الأفعال الإرادية التى يظهر فيها الإنسان فالأفعال الإرادية كالذنوب لا يكون فيها عقل على الإطلاق بل اتباع للعدو وهو الشهوات ولذا وصف الله الكفار مرتكبة الذنوب بأنهم لا يعقلون 

-"وإن العقل بالتالى رغم كل الشروط التجريبية للفعل حر تماما ويجب أن يكون إخلاله مسئولا عن هذا الفعل "ص281

المستفاد كون العقل حر تماما وهو كلام جنونى لأن بناء على ذلك يكون للمجنون عقل لكون حرية المجنون حرية تامة حيث يفعل اى شىء بينما العاقل هو غير الحر لكون كل العقلاء حسب أديانهم وهى مذاهبهم أى تشريعاتهم مقيدين 

-"فهذا العقل حاضر وإنه هو هو فى كل الأفعال التى ينجزها المرء فى جميع الظروف الزمنية "ص282

الخطأ هو كون العقل هو نفسه فى كل الأفعال التى ينجزها المرء فى جميع الظروف الزمنية وهو كلام جنونى فالعقل يتغير من الطفولة للشباب ومن الشباب للعجز والشيخوخة حتى أنه علمه ينتهى فى أرذل العمر كما قال تعالى بسورة النحل :

"ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا " فكيف يكون العقل واحد فى كل الأزمان ؟

 هذه المقولة يردها حتى تأليف الرجل للكتاب حيث أنه فى أول أعلن أن سيشيد بناء فلسفى متكامل وفى النهاية أعلن فشله وعاد لما يسمى عقل العامة فلو كان عقله واحدا ما تغير رأيه فى مسألة واحدة

-"رأينا أعلاه أن الأفاهيم الفاهمية المحضة لا يمكنها قط بمعزل عن كل شروط الحساسية أن تصور لنا موضوعات لأنها ستفتقر إلى شروط الواقع الموضوعى "ص286

الخطأ أن الأفاهيم لا يمكن لها تصوير الموضوعات بدون الحساسية أى الحواس أى الحدوس وهو كلام ينهى على نصرانية الرجل وكثير من الأديان التى تتبنى الغيبيات كوجود الله والملائكة والحساب والثواب والجنة والنار فتلك الأفاهيم لا علاقة لها بالحواس أى الحساسية

-"فالتعين الشامل هو من ثم أفهوم لا يمكن أن نعرضه قط عيانا من حيث جملته وهو يقوم بالتالى على فكرة مقرها فى العقل وحده الذى يملى على الفاهمة قاعدة استعمالها التمامى "ص289

الخطأ أن التعين الشامل يملى على الفاهمة قاعدة استعمالها وهو كلام يناقض كون الوحى عند المسلمين هو من يملى على الفاهمة قواعدها فالوحى هو المقياس الشامل الذى يجب إتباعه فى كل الأمور كما قال تعالى بسورة الأحزاب :

" ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم "

-"فالعقل المحض لا يهتم فى الواقع إلا بنفسه ولا يمكن أن يكون له شاغل أخر "ص323

الخطأ ان الشغل الشاغل للعقل المحض هو الاهتمام بالنفس فقط وهو ما يسمونه الأنانية  والحق أن فى دين الله لكى تنشغل بنفسك حقا لابد أن تنشغل بإسعاد الأخرين أو حتى إضرار بعضهم عندما يضرونك  

-"ليس للأحكام السالبة لا من حيث الصورة المنطقية وحسب بل أيضا من حيث المضمون أى قيمة خاصة بالنسبة إلى رغبة المعرفة عند البشر "ص346

الخطأ أن الأحكام السالبة لا قيمة لها لرغبة المعرفة عند الناس والحق أن الأحكام أيا كانت سالبة أو موجبة قد يكون لها قيمة عند البعض وليس لها قيمة عند البعض فلا يمكن معرفة ذلك من قبل البشر لكون هذا يحتاج لمعرفة حيوات البشر السابقين والحاليين والقادمين كلهم

-"لا يمكن لأفكار العقل قط أن تكون فى ذاتها ديالتيكية "ص328

الخطأ أن الأفكار لا يمكن أن تكون ديالتيكية أى حوارية وهو كلام يتناقض مع أن كلام النفس تفكيرا أو غير تفكير هو فى الغالب حوار داخلى ولذا طالب الله الكفار المعايشين للنبى (ص) أن يتفكروا فرديا أى حوارا داخليا أو يتفكروا مثنويا أى فردان واحد مع الأخر فى عدم جنونه فقال بسورة العنكبوت :

"قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادىثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة"

-"فحال الطبيعة هى كما قال هوبس حال ظلم وعدوان "ص363

الرجل يقر أن حال الطبيعة ظلم وعدوان وهو ما يناقض كون الطبيعة مفكرة حيث الفكر يمنع الظلم والعدوان فى قوله :

-"هذه الطبيعة مزدوجة فهى إما طبيعة مفكرة وإما طبيعة جسمية "ص334

الخطأ كون الطبيعة نوعين مفكرة وجسمية  والحق أن الطبيعة واحدة فهى كلها أجسام مرئية يبصرها الخلق وغير مرئية أى خفية أى لا يبصرها الخلق  وفى هذا قال تعالى بسورة الحاقة :

" فلا أقسم بما تبصرون ومالا تبصرون "

-"أعنى إن حركات الكواكب غير الدائرية والتى تقترب نوعا من الاقتراب من خصائص الدائرة تقع فى الإهليلج وتظهر الشهب اختلافا أكبر فى أفلاكها لأنها بقدر ما تسمح المشاهدة بالحكم على ذلك لا تتحرك فى دائرة لكننا نخمن لها حركة قطع مكافىء قريب من الإهليليج "ص326

الخطأ هو أن الشهب لها مدارات أى أفلاك وهو كلام لا صلة له بالعلم فالشهب هى أجزاء من الكواكب وهى النجوم تنفصل عنها لإحراق الجن المارد الذى يتسمع أخبار الغيب كما قال تعالى :

" ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين"

فهنا المصابيح وهى النجوم هى من تهلك الجن المتمرد بينما فسر ذلك بأنها الشهب المنطلقة منها فقال :

"وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ  إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ"

-"لأن المسألة هى مسألة الحرية التى يمكن أن تتخطى ظل حد مرسوم "ص196

الخطأ أن مسألة الحرية يمكن أن تتخطى أى حد مرسوم وهو كلام ليس صحيحا فكل الحريات لها حد والمراد كل واحد حر يحرم ويحلل حسبما يريد والحرام هنا هو الحدود المرسومة لتلك الحريات

-"لكن لا يمكننى القول مع ذلك إنى أعرف بمبادىء تلك الخاصية للخطوط المستقيمة بعامة وفى ذاتها "ص188

الخطأ وجود خطوط مستقيمة وهى مقولة جنونية فالاستقامة شىء واحد وليست أشياء متعددة ولا يوجد فى مخلوقات السموات والأرض شىء ممتد من غير انكسار أو إنحناء أو ميل من أول الكون لأخره فهو أول غير واقعى فالاستقامة تعبير استخدم فى غير محله فى الهندسة

-"وبالطبع لا يمكننى أن أعد أى نقطة ماء مختلفة عن نقطة أخرى غ  ا كنت أعرفها كشىء فى ذاته وفق تعيناتها الباطنة وإذا كان أفهومها هو هو أفهوم كل نقطة أخرى "ص176

الخطأ أن نقاط الماء متشابهة غير مختلفة وهو كلام يناقض الواقع التجريبى حيث تختلف النقاط فى كم المواد المعدنية التى تحتويها كل واحدة منها

-"وعلى العكس لا يمكننى الرجوع القهقرى لانطلق من الحادثة وأعين بالإدراك ما تقدم ذلك أنه ليست ثمة من ظاهرة تتقهقر من الزمن التالى إلى الزمن المتقدم "ص142

الخطأ هو عدم رجوع القهقرى للإنطلاق من الحادثة وهو مبدأ الذاكرة التى تتذكر أحداث الماضى وأحيانا تنطلق منها لفعل ما أو قول ما

-"ينبنى المنطق العام على مخطط يتوافق بدقة تامة مع انقسام القدرات المعرفية العليا التى هى الفاهمة والحاكمة والعقل "ص115

الخطأ انقسام القدرات المعرفية العليا التى هى الفاهمة والحاكمة والعقل وهو يخالف أن العقل وهو البصيرة يتركب من المفكرة التى يسميها الفاهمة والذاكرة وهو المتذكرة والمتخيلة أو الخيل كما يسميها الكتاب فالمعارف تأتى من أحدهم وأما الحاكمة فليست جزء معرفى فهى الإرادة الإنسانية التى تقرر ماذا تقول أو تفعل وهى تفعل بناء على العلم وهو الحق كما تفعل بناء على الجهل وهو الباطل 

-"وعندما أدرك فى مثال تجمد الماء فإنى أزكن – أى أدرك – حالتين السيولة والصلابة بما هما حالتان متضادتان فى إضافة زمانية " ص111

الخطأ هنا وجود حالتين للماء هما السيولة والصلابة وهو ما يخالف وجود ثلاث حالات هى الغازية والسائلة والصلبة وهى مقولة نقلها فيما يبدو عن ديكارت فى كتاب العالم أو وافقه فيها

-"والأنا فكر الواحد وإذن من خلال تأليف الفاهمة المحض الذى يؤسس قبليا التأليف الأمبيرى وتلك الوحدة هى الوحيدة الصادقة موضوعيا "ص103

الخطأ أن فكر الواحد يؤسس وحدة صادقة موضوعيا وهو كلام جنونى فلو اعتبرنا ذلك صحيح فإن كل أديان البشر رغم تناقضاتها واختلافاتها تكون كلها صحيحة سواء كانت تعترف بإله واحد أو آلهة متعددة أو لا تعترف بوجود إله وسواء كانت تعتنق خيرا أو شرا

-"لا يمكن أن نفكر فى أى موضوع من دون المقولات ولا يمكن أن نعرف أى موضوع مفكر من دون الحدوس التى تناسب تلك الأفاهيم "ص113

الخطأ عدم التفكير من دون المقولات وهو يناقض تفكير الرضيع حيث لا توجد مقولات فالرضيع يفكر فيعرف أمه من خلال الربط بينها وبين الثدى وتكرار الرضاعة  دون ان يكون لديه مقولات مسبقة

-"وعليه فليس لدى أى معرفة بلا كم أنا بل إنى أعرف نفسى فقط كما أظهر لنفسى "ص110

الخطأ أن الإنسان يعرف نفسه كما يظهر لنفسه وهو كلام يخالف أن الكثير من البشر يظهر نفسه أفضل مما هو عليه فى الواقع لنفسه وهو ما عبر الله عنه بتزيين معظم الناس سيئاتهم حسنات وفى هذا قال تعالى :

"  قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاالذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا"

-"لا يمكن أن يصير معرفة لدينا من خلال أفهوم فاهمى محض إلا بقدر ما يكون على صلة بموضوعات الحواس "ص106

هذه المقولة عن اتصال الأفاهيم والحدوس للمعرفة يناقض أن الوحى الإلهى يقدم معرفة بدون أفاهيم وبدون حدوس حيث أنه يلقى فى القلب ونحن نقول بدون أفاهيم لأن الوحى دوما ما يأتى بتخطئة معظم افاهيم الناس ليصححها وهو ينزل بدون اتصاله بالحواس حيث يلقى فى القلب كما قال تعالى بسورة الشعراء:

"نزل به الروح الأمين على قلبك "

-"إذا كانت الفاهمة بعامة تعرف بأنها ملكة القواعد فإن الحاكمة هى ملكة الإدراج تحت القواعد أعنى ملكة تمييز ما إذا كان الشىء ينطوى تحت قاعدة معطاة أم لا ينضوى "ص116

الخطأ هو أن الحاكمة وهى الإرادة ملكة الإدراج تحت القواعد أعنى ملكة تمييز ما إذا كان الشىء ينطوى تحت قاعدة معطاة أم لا ينضوى وهو كلام غير صحيح فالإرادة لا تعمل بهذه الطريقة وإنما حسب الهوى سواء كان هوى بحق أو هوى بباطل فالإنسان غالبا ما يعرف الحق من الباطل ومع هذا يقرر تناسى الحكم الصحيح لأنه يرغب فى اللذة التى يظن انها تاتى من الحكم الباطل

-"ويتبين بالتالى أنه إذا كانت الفاهمة قابلة للتعلم والتسلح بقواعد فإن الحاكمة هى موهبة خاصة لا يمكن أن تعلم قط بل يمكن أن تمرن وحسب "ص116

 الخطأ كون الحاكمة وهى الإرادة موهبة تكون بالتمرين وهو كلام خرافى فالإرادة التى تتبع الحق أو تتبع الباطل لا تحتاج لتمرين فمجرد الهوى أى الرغبة هى التى تسيرها والإرادة من الممكن تمرينها فى مرحلة الصغر فقط من خلال التربية ولكن بالقطع القرار عائد لصاحبها فى النهاية

-"فالمخيلة هى قدرة تصور موضوع حتى من دون حضوره فى الحدس"ص107

الخطأ هو أن المخيلة قدرة تصور موضوع حتى من دون حضوره فى الحدس فهناك موضوعات لا يمكن تصورها بسبب كونها غيبيات كالإله سبحانه وتعالى حيث لا يمكن تصوره لا بفكر ولا بحدوس وإنما تعريفه أى تصوره يقدمه الوحى الإلهى 

-"وكل ما يمكننا قوله هو إن الخيل نتاج للقدرة التجريبية  للمخيلة المنتجة وإن شيم الأفاهيم الحسية كالأشكال فى المكان هو نتاج المخيلة المحضة وبمثابة طغرى لها "ص119

الخطأ أن الخيل نتاج للقدرة التجريبية  للمخيلة المنتجة فليست كل التخيلات تجريبية فالأحلام مثلا ليست تخيلات وإنما هى صور لأحداث تقع دون إرادة الإنسان كما أن ليس كل تخيل سبق وأن عرفه الإنسان بتجربة تخيل سابقة فهناك تخيلات جديدة  لم يسبق للإنسان معرفتها ولكنها تخيلها فجأة  

-"وذلك على الرغم من أن الحدس الكامل لمكان أو لزمان معين هو واقعى بامتلاء بمعنى ليس فيه أى جزء فارغ فإنه مع ذلك وبما أن كل واقع هو ذو درجة يمكن أن تتناقض حتى العدم – حتى الفراغ – بتدرجات لا متناهية "ص133

الخطأ وجود التدرجات اللامتناهية فى كل واقع فالحق هو أن لكل شىء كما قال الله تعالى قدر وليس إلى ما لا نهاية وفى هذا قال تعالى :

"قد جعل الله لكل شىء قدرا "

-"وعليه يجب أن نسلم أيضا بأن مبدأ التناقض يصح كمبدأ كلى كاف تماما لكل المعرفة التحليلية "ص123

 الخطأ أن مبدأ التناقض يصح كمبدأ كلى كاف تماما لكل المعرفة التحليلية وهو كلام غير واقعى فالتناقض لا يمكن أن يفسر معرفيا كل شىء وإلا فما ضرورة المبادىء الأخرى التى صدعنا بها الرجل ؟

-"حيث يكون الفعل ومن ثم الفاعلية والقوة يكون أيضا الجوهر "ص146

هنا الجوهر قوة وهو خطأ لكون الجوهر معرض للضعف والقوة كما قال تعالى بسورة الروم :

"الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعلمن بعدضعف قوة ثم جعلمن بعد قوة ضعفا وشيبة"

-"مبدأ دوام الجوهر الجوهر يدوم مع كل تبدل للظاهرات وكميته فى الطبيعة لا تزداد ولا تنقص "ص137

الخطأ هنا هو تعريف دوام الجوهر فخلود النفس ليس كما يتصور الناس أنها باقية وأنها هى هى فى كل الأوقات بينما هى متغيرة ومتبدلة فهى تموت أى تنتقل من حياة الدنيا لحياة البرزخ وتنتقل أى تموت من حياة البرزخ لحياة القيامة وفى كل مرحلة لابد أن تدخل فى جسم حتى يمكن أن تمتع أو تعذب

-"إن كل علاقات الفكر فى الأحكام هى علاقات بين أ  محمول بحامل ب مبدأ بنتيجة ج معرفة مقسمة بعموم حلقات التقسيم "ص86

علاقات الفكر فى الأحكام حسب فهمى المحمول بالحامل هو علاقة المفعول به بالفاعل والمبدأ بالنتيجة هو الحدث بنهايته وهى علاقات فلسفية جامدة والمفترض هو أن العلاقات التى يفهمها الناس هى العلاقات التى تحددها أدوات الاستفهام حيث تجيبنا عن الفعل والفاعل والمفعول فيه أو به والزمان والمكان والكيفية والحالة والسبب والكم والنفى والإثبات والتعجب والاستنكار   

-"جهة الأحكام وظيفة خاصة جدا تمتاز بأنها لا تسهم بشىء فى مضمون الأحكام لأنه فيما عدا الكم والكيف والإضافة ليس ثمة شىء يشكل مضمون الحكم "ص87

جهة الأحكام حسب فهمى هى مصدر الأحكام ومصدر الأحكام فى الشرع هو الله وهو يسهم فيها فيها بكل شىء والخلق ليسوا منفذين  

-"لا يمكننى أن أفهم التأثير أى كيف يمكن لجوهر أن يكون سبب لشىء فى جوهر أخر "ص93

عدم فهم الرجل لتأثير جوهر فى جوهر أخر هو دليل على فساد فلسفته التى زعم أنها تجيب على كل الأسئلة وتأثير الجواهر فى بعضها خاصة الناس معروف فالتربية التى يفعلها الآباء والأمهات والمعلمون تجعل الأطفال يقلدونهم غالبا فيما يقولون ويفعلون وهو ما عبر عنه الكفار بقولهم بسورة الزخرف :

"إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون "  

اجمالي القراءات 13523