القلب جزء عضوي في جسد الإنسان، ليس صلباً حتى ينكسر، لكن يرمز للقلب مجازاً عن مشاعر الحب أو الكراهية، ولم يأتي التشبيه من فراغ، فمنذ آلاف السنين، وشعوب العالم كله ترمز للمشاعر بالقلوب، لكننا نخطئ التعبير عندما نقول أن القلب قد ينكسر، فالقلب لا ينكسر أبداً، إلا في حالة واحدة، وهي أن يتحول القلب إلى حجر، وذلك أمر محال علمياً.
إن المشاعر لا تموت حتى وإن تغيرت أو تبدلت، لأنها تظل باقية، طالما ظل القلب يضخ الدماء من أجل الحياة، قد يتبدل الحب إلى كره، وهنا تتبدل المشاعر من النقيض إلى النقيض، لكنها لا تنكسر، فالإنكسار يعني تلاشيها، حتى تنتهي أو تختفي، وهو ما لا يمكن أن يحدث أبدا.
قد يحب الإنسان آخر، ولا يتوقف الحب على العاطفة فيما بين الرجل والمرأة فقط، فقد يحب الرجل أو المرأة قائداً أو زعيماً أو مطرباً أو نجماً، أو غير ذلك، ثم يتبدل الحب العاطفي أو غير العاطفي، فيما بعد التجربة، فتقل درجة حرارته، أو يتبدل إلى النقيض، ويصبح كرهاً، لكن كما كان الحب موجوداً في القلوب، فالكره أيضاً سيظل موجوداً فيها، إلا إذا أتى طارئ جديد ليعيده إلى حالته الأولى.
إن المشاعر عندما تتحرك تجاه الآخرين، فإنها ترتبط إرتباطاً مباشراً بالقلب، الذي طالما ظل يضخ الدماء، فإنه يعطيها ماء الحياة، إن المشاعر لا تنتهي أو تختفي، طالما ظل الإنسان حياً، وطالما ظل القلب ليناً، فهو غير قابل للكسر، لأنه إن تحول إلى حجر قابل للكسر، فذلك يعني نهاية الحياة، والإنتقال إلى العالم الآخر.
وعلى الله قصد السبيل
شادي طلعت