السبت
السبت هو أحد أيام الأسبوع وحكم يوم السبت فى الرسالة المنزلة على موسى (ص)أنه يوم راحة من العمل الوظيفى حيث لا يجوز فيه للمؤمن الخروج للسعى خلف الرزق وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف:
"وسئلهم عن القرية التى كانت حاضرة البحر إذ يعدون فى السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم"
نص تحريم العمل فى السبت فى التوراة :
ذكر الله النص فى القرآن وهو " لا تعدوا فى السبت " حيث قال تعالى بسورة النساء :
"ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعدوا فى السبت"
سبب تشريع حكم يوم السبت :
بين الله أن السبت وهو يوم الراحة جعل على الذين اختلفوا فيه أى شرع على الذين تنازعوا فيه والمراد فرض على الذين تجادلوا فيهوفى هذا قال تعالى بسورة النحل
"إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون "
معنى حكم السبت :
لا يعنى حكم السبت تحريم كل الأعمال الوظيفية فى يوم السبت فهناك أعمال لا تدخل ضمن هذا التحريم كعمل المجاهدين على الحدود أو فى القتال وكعمل الأطباء فى المشافى
تحريم اليهود السير فى ذلك اليوم إلا مسافة محددة:
تحريم اليهود السير فى السبت إلا مسافة محددة هو تشريع بشرى فالمحرم فى يوم السبت هو العمل الوظيفى العادى فهذه المسافة من الممكن أن يقطعها أو أكثر منها الإنسان داخل البيت للأكل أو الشرب أو دخول دورة المياه أو الذهاب من حجرة لحجرة ...
السبت والبقاء فى البيت دون خروج :
حكم السبت كما قلنا هو تحريم للعمل الوظيفى السعى على الرزق ومن ثم فالله لم يحرم خروجهم من بيوتهم لقضاء الضروريات فلو حرم ذلك لكان أمرا ضارا جدا بالمرضى وبالأطفال وكبار السن حيث يحتاج هؤلاء للخروج ومعهم من يرافقهم
لعنة أصحاب السبت :
لعنة أصحاب السبت المذكورة فى قوله تعالى بسورة النساء :
"يا أيها الذين أوتوا الكتاب أمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت "
تعنى تحويل أجساد الصيادين المخالفين لحكم السبت بالعمل فيه إلى أجساد قردة مع بقاء نفوسهم كما هى وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :
"ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم فى السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين "
معنى عدم العدوان فى السبت :
معنى عدم العدوان فى السبت هو عدم السعى خلف الرزق فى السبت بدليل أن الله عاقب من عمل بالصيد فى يوم السبت فقال بسورة الأعراف :
"وسئلهم عن القرية التى كانت حاضرة البحر إذ يعدون فى السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يهتدون"فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون"فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم"
الدرس المتعلم من قصة أصحاب السبت :
الدرس الذى يجب تعلمه من قصة أصحاب السبت المعاقبين بالتحول لأجسام القردة هو أن الإنسان عليه أن يغير عمله إذا امتنع الرزق منه ولا يصر على عمل قديم فيتحول لعمل أخر يكتسب منه رزقا حلالا ومن ثم يجب على المجتمع أن ينوع مصادر رزقه حتى إذا امتنع واحد منها وجد الرزق فى الباقى وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف :
"وسئلهم عن القرية التى كانت حاضرة البحر إذ يعدون فى السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يهتدون"فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون"فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم"
فالقوم أصروا على الصيد رغم عدم وجود صيد فى أيام العمل ولم يتحولوا لمهن أخرى أو يصبروا على بلاء الله
نسخ حكم السبت :
حكم الراحة فى يوم السبت نسخ فى الرسالة الأخيرة لكونه حكم على من اختلفوا فيه كما قال تعالى بسورة النحل :
"إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون "
نسخ السبت فى رسالة المسيح (ص):
لم يرد صراحة فى المصحف هذا وإن كان من الممكن أن يكون ورد ضمنا فى قول المسيح (ص) فى المصحف :
"ولأحل لكم بعض الذى حرم عليكم "
وفى العهد الجديد نسخه المسيح (ص) بالعمل فى السبت حيث شفى المرضى فى ذلك اليوم ففى سفر متى :
"1في ذلك الوقت ذهب يسوع في السبت بين الزروع، فجاع تلاميذه وابتدأوا يقطفون سنابل ويأكلون
2فالفريسيون لما نظروا قالوا له: هوذا تلاميذك يفعلون ما لا يحل فعله في السبت
3فقال لهم: أما قرأتم ما فعله داود حين جاع هو والذين معه
4كيف دخل بيت الله وأكل خبز التقدمة، الذي لم يحل أكله له ولا للذين معه، بل للكهنة فقط
5أو ما قرأتم في التوراة أن الكهنة في السبت في الهيكل يدنسون السبت وهم أبرياء
6ولكن أقول لكم: إن ههنا أعظم من الهيكل
7فلو علمتم ما هو: إني أريد رحمة لا ذبيحة، لما حكمتم على الأبرياء
8فإن ابن الإنسان هو رب السبت أيضا
9ثم انصرف من هناك وجاء إلى مجمعهم
10وإذا إنسان يده يابسة، فسألوه قائلين: هل يحل الإبراء في السبوت؟ لكي يشتكوا عليه
11فقال لهم: أي إنسان منكم يكون له خروف واحد، فإن سقط هذا في السبت في حفرة، أفما يمسكه ويقيمه
12فالإنسان كم هو أفضل من الخروف إذا يحل فعل الخير في السبوت
13ثم قال للإنسان: مد يدك. فمدها. فعادت صحيحة كالأخرى "
هل تماثل الجمعة السبت ؟
لا يوجد وجه للشبه فالجمعة فى الرسالة الأخيرة كباقى أيام الأسبوع العمل الوظيفى كالبيع موجود قبل الصلاة وبعد الصلاة ممثل فى الانتشار فى الأرض ابتغاء للرزق وفى هذا قال تعالى بسورة الجمعة :
"يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاةمن يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض"
هل توجد راحات أى إجازات فى الإسلام ؟
لا توجد أيام راحة أى إجازة كيوم السبت فى الإسلام فكل الأيام حتى أيام الأعياد أيام عمل وظيفى فى الإسلام فالإجازات تعطى فقط للمرضى حتى لا يحدث لهم حرج أى ضرر وفى هذا قال تعالى بسورة النور :
"ولا على المريض حرج "
ويتوقف العمل فى أثناء الأذى وهو الكوارث كأذى المطر وفى هذا قال تعالى بسورة النساء :
"ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أوكنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا"
دلالة وجود كتاب كامل فى التلمود عن الأعياد ومنها السبت:
يأخذ يوم السبت حيزا كبيرا فى كتاب الأعياد فى التلمود وهو يتناول أحكاما كثيرة جدا -عقدت اليهود أنفسهم- فى يوم السبت عما يحل وعما لا يحل وقد ناقض كتاب التلمود أنفسهم فى أحكامهم لعدم وجود نصوص من الأساس حتى فيما يسمى العهد القديم لما اخترعوه من الأحكام ومن تلك النصوص الواردة فى كتاب الأعياد فى التلمود الفصل الأول :
ج- لا يجوز أن يخرج الخياط بإبرته عشية السبت قبيل الغروب لئلا ينسى ويخرج بها إلى ملكية عامة بعد الغروب ولا الكاتب بقلمه ولا يجوز كذلك فى السبت لأحد أن يفحص ملابسه أو يقرأ فى ضوء المصباح ولقد قالوا بالفعل إن للحزان أن ينظر فى ضوء المصباح أين يقرأ الأطفال ولكنه هو نفسه لا يقرأ فى ضوء المصباح وعلى غرار ذلك لا يأكل مريض السيلان مع مريضة السيلان لئلا تؤلف الخطية "ص33
هـ- تقول مدرسة شماى لا يجوز أن ينقعوا حبرا أو صبغة أو جلبانا عشية السبت ما لم يكن هناك وقت كاف حتى يتم نقعها قبل غروب الشمس بينما تجيز مدرسة هليل أن يتم نقعها بعد الغروب ص34
و- تقول مدرسة شماى لا يجوز أن يضعوا حزم الكتان داخل التنور عشية السبت ما لم يكن هناك وقت كاف حتى تتبخر قبل غروب الشمس كذلك لا يجوز أن يضعوا الصوف فى غلاية لصباغة عشية السبت ما لم يكن هناك وقت كاف حتى يمتص الصوف اللون قبل غروب الشمس بينما تجيز مدرسة هليل أن تتم صبغته بعد الغروب تقول مدرسة شماى لا يجوز أن ينصبوا شباكا للحيوانات البرية أو للطيور أو لأسماك عشية السبت ما لم يكن هناك وقت كاف حتى يتم صيدها قبل غروب الشمس بينما تجيز مدرسة هليل ذلك ص34
ز- تقول مدرسة شماى لا يجوز أن يبيعوا شيئا للغريب غير اليهودى ولا أن يحملوا معه حملا على حماره ولا أن يرفعوا على كتفه حملا عشية السبت ما لم يكن هناك وقت كاف حتى يصل غير اليهودى إلى مكان قريب قبل غروب الشمس بينما تجيز مدرسة هليل ذلك ص34
ح - تقول مدرسة شماى لا يجوز أن يعطوا جلودا لدبغها ولا ثياب لغسلها لدى الغريب غير اليهودى عشية السبت ما لم يكن هناك وقت كاف حتى يتم عملها قبل غروب الشمس بينما تجيز مدرسة هليل مع ص34 الحالات السابقة كلها أن يبدأ العمل مع سطوع الشمس ص35"
ومن نصوص الفصل الثانى :
"ا-بماذا يشعلون مصباح السبت ؟...لا يجوز أن يشعلوا مصباح السبت بفتائل من لحاء شجر الأرز ولا الكتان غير المحلوج ...ولا يجوز ان يشعلوه كذلك بالزفت ولا بالشمع ولا بزيت الخروع ولا بزيت التقدمة الذى بطل ولا بزيت الألية ولا بالشحم يقول ناحوم الميدى يجوز أن يشعلوا مصباح السبت بالشحم المسلى ويقول الحاخامات الأمر على السواء بين الشحم المسلى وغير المسلى حيث لا يجوز أن يشعلوا به مصباح السبت ص37
ب- يقول رابى اسماعيل لا يجوز أن يشعلوا بالقطران ...ويجيز الحاخامات اشعال بكل أنواع الزيوت بزيت السمسم وبزيت الجوز وبالقطران ويقول رابى طرفون لا يجوز ان يشعلوا إلا بزيت الزيتون فقط ص37
ج- لا يجوز أن يشعلوا مصباح السبت بأى شىء يستخرج من الشجرة سوى الكتان ص37 ...وإذا جدل الفتيل المأخوذ من الثوب ولم يلفح بالنار فإن رابى إليعيزر يقول يعد نجسا ولا يجوز ان يشعلوا به مصباح السبت ويقول رابى عقيبا إنه طاهر ويجوز ان يشعلوا به مصباح السبت ص38"
سبب اختلاف بنو إسرائيل فى السبت :
لم يرد صراحة فى المصحف سبب اختلافهم فى السبت ويبدو أنه كان عادة لهم فى عصر عبودية فرعون ومن قبله حيث كان يعطيهم هذا اليوم راحة من العمل الشاق الذى كان يستعبدهم فيه وأصروا على أن يكون السبت يوم راحة من العمل كديدنهم أيام فرعون