* الشهيد،ُ والشـّهداء،ُ على معيار، ومصفاة ، القرءان *
-الحلقة الثامنة- في ا لوعظ، من سور: الكوثر- الكافرون- النصر- المسد- الإخلاص- الفلــق – النــاس -
* الفرق بين: النحر- الذبح- الذكاة- الإهلال- النسك *
ــ قبل أن أتطرق، إلى صلب الموضوع، الذي هـو: الشهيد !والشهداء !والجهاد !...
باسمدينالله"الإسلام"،المفترى عليه، من قبل السنة؟ والمذاهب؟والــذي صار: عالة ! وويــلا !ودمارا !ورعـبا !وذعـراً !وخراباً!وفساداً !و ... و ... على كل الكرة الأرضية ! وما جزاؤهم ( إلا حميما وغساقا جزاءً وفاقاً ). وما جزاؤهم، إلا ما جاء، في كتابه المبين،الذي ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ). والــذي هــــــو:
ــ ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن ... أو ... أو ... ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ). المائدة 33. عــذابٌ !لا شهادة...كمايزعمون!أوكما يزيـّنون، ويُغرون الشباب، للجهاد، وليقتـُـلـُواالناس، بغيرالحق، وليُقتّــلوا باسم الجهاد !بل باسم: الفساد، في الأرض، وباسم الله، الشديد العقاب !
ــ لا جهاد، في الإسلام، وإنما : الدفـاع، والمجاهدة... كما سيأتينا - بحول الله- وحسن عونه.
ــ قبل أن أشرع في الموضوع، إرتأيت أن أذكـّـر نفسي، وإياكم، بما جاء - على الأقل-في نصف الحزب الأخير، من القرءان المبين - كما وعدت ذلك -.
ــ ( ومــن أحسن قولاً مــمن دعا إلى اللهوعمل صالحا وقال إنني مــن المسلمين)فصلت 33. لا " وعمل فســاداً وقال إنـني من المفسدين".
ــ(إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشّر المومنين الذين يعملون الصالحات ان لهم أجراً كبيراً وأن الذين لا يومنون بالآخرة اعتدنا لهم عذابا أليما) الإسراء 9-10.
ــ(ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا) 89 الإسراء.
ــ بعث الله، سبحانه وتعالى، رسلا، مبشرين ومنذرين، كي لا يكون للناسعلى الله حجة،بعدهم.( النساء 165).وأولئك الرسل، سوف يشهدون- بــين يــديه - تـبارك وتعالى- يـوم الــحساب - أنــهم بلـّــغواالرسالة، وبشروا، وأنـذروا… أولئك هم الشهــداء - لا غير- - كما سيأتينا - بحول الله.نسئل المولى الكريم، أن يحشركم، وإيـأي ، معهم: ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم اللهعليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا). النساء 69.
*ــ(سورة الكــوثر):
**ــ ( إنا أعطيناكالكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هوالأبتر ) .
*ــ ( إنا أعطيناك الكوثــر):
ــ الكوثر: جاء هذا التعبير،مرة واحدة، في كتاب الله المبين، على صيغة ( فوعل) وهــو أكثـــر
الكثير(وهو إفراط في الكثرة)، وما هو بـ : واد في الجنة؟ !أو هو الحوض؟ !أو هو... فلا نفتريعلى الله، الشديد العقاب، وعلى رسوله الأمين، ( الصلاة والسلام عليه).
ــ ( قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب بما كانوا يكفرون). 69- 70 يونس. سمى اللــه الإفتراء : كفــراً.
ــ لقد جاء بيان الكوثـر،مفصلا، نوعا ما !في ءايات الضحى.
ــ ( ولسوف يعطيكربك فترضى ألم يجدك يتيمافئاوى... ووجدك ضالافهدى... ووجدك عائلا فأغنى...). فهل الكوثـر، لا يكفي أن يكون : جَعــلـَه نبيئاً، ورسولا؟ !
ــ ( ... ولكن الله يجتبي من رسله مــن يشاء ...). ءال عمران 179.
ــ ( ... الله أعلم حيثيجعل رسالاته...). الأنعام 124.
*ــ ( فصــلّ لربــك ):
ــ سبــق تفصيل (موجز)، في الحلقة السابعة، السابقة لهذه، عـن الصلاة.
ــ فلا تصلإلا لله، (ربــك) مخلصا له العبادة، ولا تنحر إلا لــه، مخلصا له الهدي.
ــ جاء، في كتاب الله المبين خمسة تعابير- على الأقل - في معنى الجزر:
ــ جاء : النحـر - الذبـح - الذكـاة - الإهلال - النسك- كل لفظة - من هذه- تؤدي معنى خاصا بها. وهكذا، في كل الألسنة، التي خلقها الله، العليم الخبير. فلا تؤدي المرادفات، معنى واحداً، ومفهوما واحدا - أبداً- فلا بد من فرق فـارق، بينها. فكيف بكلام الله، المبين؟ !
ــ سنحاول، الإهتداء - بعون الله- إلى استنتاج، التباين بينها.
*ــ ( وانحــر)
*ــ النحـر هو:الذبح لله، طاعة له، مع ذكراسمه، جاء مرة واحدة (في هذه السورة)، وهو ما سماه الله بالنســك. جاء ذلك، بالنسبة لشعيرة الحج، الذي لا يصح إلا به. ما جاء، في قوله تعالى، بــلام التعليل (مضمراً).
ــ ( وأذن في الناس بالحج... لِيشهدوا منافع لهم ويذكروااسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ...).الحج 27-28. وما جاء بالنسبة للنسك :
ــ زعموا أن تلكم التسمية، جاءت لأن الجمل يُــذبح في نحره ( أعلى الصدر، مباشرة) !أرى ذلك مــجرد افتراض !لأن كل ما يذبح، في نسك الحج، إنما يذبح في رقبته، من بقر، وضأن، ومــعز...
ــ لا صلة لهذه السورة، مع عيد الأضحى؟ الذي ما أنزل اللهبه من سلطان!- ولا مع الصلاة فيه!ولا مع الذبح فيه؟!ما جاء بيان ذلك ، بوضوح ، في موضوع سابق، في موقعي: "أضحية العيد في، ومن كتاب الله".
ــ جاء، تبيان ذلك، وتفنيده، في قوله تعالى، في سورة الأنعام، الآية 162.
ــ ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين). (وما النسك إلا في منـــى).
ــ الـذبــح:عملية جزر، أي بهيمة ( ما عدا الخنزير)، من أجل الإطعام ( الأكل )
ــ في الذبـح، جاء تحريم، مـا ذبـح للأصنام، على النصب ( للأوثان)، ذلك لأنها أهلت ( ذُبحت لإلاه غير الله، خالقها ) فهي حرام أكلها، ما جاء، في ءاية المائدة 3 : (... حرمت عليكم ... وما ذُبح على النصب...).
ــ جــاء الذبح (لغيرالأكل) بالنسبة لفرعون - لعنه الله– الذي كان يُذبـّـح أبناء، بني إسراءيــل
( الذكور) ويستحيي نساءهم !ما جاء، في ءايات البقرة 49، وإبراهيم 6، والقصص 4.
ــ وجــاء الذبح، بالنسبة لرسول الله، سليمان ( عليه السلام) حين افتقاده للطير، (الحمام الزاجل) فهدده بالعذاب !أو بالذبح ( لأنه يؤكل ): ( وتفقد الطير... لأعذبنـّـه عذابا شديداً أو لأذبّـحنـّـه...). النمل 20-21.
ــ جاء الذبـح، في كتاب الله الــمبين،- كذلك - بالنسبة لبقــرة بني إسراءيل، مع رسولهــم ، موسى(عليه السلام) حين أمره الله، أن يأمر قومه، بذبح بقرة(التي كانوا يعبدونها مــن دون الله) وما كــادوا يفعلون!مــثل ناقة صالـح (عــليه السلام) الـــتي ظـــلموا بـها (أشركوا بها): (... فعقروها...)، حتى لا تلـد !-فيعبدوها- عـبادة -. فأخذهم العذاب، والرجفة، والصيحة،... ما جاء في ءيات الشعراء 156، والقمر31، وهود 67.
ــ إنما جاء الأمر لإبراهيم (عليه السلام)، بذبح ابنه إسماعيل (عليه السلام )، ليختبره الله، في إيمانه، وفي حنفيته، كما تذبح البهيمة، فامتثل، ففداه، سبحانه وتعالى، بذبح عظيم: الآيتان 102 و107 من سورة الصافات.
ــ وجاء، بعد ذلك: (وتركنا عليه في الآخرين). ذلك ما نفعله، تذكرة بأبينا إبراهيم(عـليه السلام)، في مــنــى،نسكا، ( فريضة، في الحج- بـس-) !ولعله، نفس البقعة، التي أمره ربـُّـه فيها (عليه السلام)، بذبحابنه، فاستجاب له فيها ! والله أعلم- .
ــ الذكــاة: جاء ذكرها، في كتاب الله المبين،مرة واحدة، في سورة المائدة 3:
ــ (حرمت عليكم... والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ماذكيتم...).
ــ الذكــاة تحليلها لإباحة أكلها. ذلك قبل موتها، تذكـى، ( تذبح ) حتى يخرج الدم الملوّث من
شرايينها، وإلا فهي جيفة، يُـحرم أكلها !ذلكم : الذكــاة
ــ يجب، أن لا نستعمل هذا التعبير، إلا في هذه الحالة، من تجويز، ما قد يَحرم أكله عند صيرورته جيفة !في تلكم الأصناف المذكورة، في ءاية المائدة.
ــ الدم الخارج منها، بعد ذكاتها (تجويزها)، دم مـُـلوّث، فاسد، ومُضر، ولذلك كان حراماً طعمه، ما سماه الله العليم الخبير بــ : الـدم المسفوح، مــا جاء في ءايــة الأنعام 145. وكــل الدم حرام طـُعمُه، إلا ما قد يبقى منه، في الشرايين بعد الذبح: ما جاء في ءايات البقرة 173، والمائدة 3، والنحل 115.
ــ العبرة، أنـه : ( لن ينال اللهَلحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ...).الحج 37.
ــ الإهــلال: وهوالجزر، لغيرالله، سواء، في نصب - كما تقدم - أو في مكان ءاخـــر،
- خاصة- أنه ذ ُكر، حين الذبح، إلاهٌ، معبودًٌ، غيرالله،أو إسم صنم، هدياً، أو قربانا، جاء تحريم أكله، - صريحا - في ءايات: البقرة 173، والمائدة 3، والأنعام 145، والنحل 115.
ــ جاء، في تلكم الآيات، تعبيران:
ــ (... وما أهل بـه لغير الله ...) و ( ... وما أهـل لغير الله بـه ...).
ــ النســك: جاء التعبير بــ: النســك، في كتاب الله المبين، بالنسبة لما كلف الله به رسوله، (الصلاة والسلام عليه) ليــأمر قومه، بالتقرب إلى الله، العلي العظيم، والخلاق العليم،بالنسبة للمسلمين، عند فريضة الحج، ما جاء، في سورة الحج 34 و 67.
ــ ( ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم اللهعلى ما رزقهم من بهيمة الأنعام...).الحج 34.
ــ أما بالنسبة للإسلام، دين الناس، كافة، والعالمين، جعل نسكهم، حين فريضة الحج، إن استـطاعوا إليه سبيلا،وذلــك في مـــنــى. - فقط - (... هـديا بالغ الكعبة...) المائــدة 95.ولا يصـح الحج، إلا به.
ــ ( ... ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير). الحج 27-28.
ــ هنا : لام التعليل ( مضمرة ) تابعة لما قبلها : " ... ولـِـيذكروا ... . "
ــ ( فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا اللــه كذكركم ءاباءكم أو أشد ذكرا...).البقرة 200.
ــ علّمنا الله، العزيز الحكيم،كيف نعتقد ذلك، وكيف نقول: 162 الأنعام.
ــ ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ).
ــ دعـا إبراهيم الحنيف (عليه السلام)، اللـه (ربـّـه)-عوضا عنا- أن يرينا مناسكنا. البقرة 128.
ــ ( ربنا واجعلنا مسلميْـن لك ومن ذريتنا أمـة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ). ءامين، ءامين، يا رب العالمين.
ــ جعل الله النسك - كذلك - في الكفارة، فدية، من صوم، أو صدقة، أو نسك، البقرة 196.
*ــ (إن شانئك هو الأبتــر):
ــ شانئك: جاعلك، حقيرا – وضيعا – دنيئا... إنما هو: الأبتر.
ــ جاء تبيين، معنى تلكم العبارة، في موقعي هذا، من أهل القرءان، بعنوان: ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبـين لهم I).
ــptère= جناح، وA(السالبة للجناح) يصير: aptère الذي معناه : لا جناح له. إلى غير ذلك، مما جاء، في الموضوع.
ــ إذن، الأبتر:من ليس لـه جناح.
*ــ(سورة الكــافرون):
**ــ ( قل يأيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما
عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين ).
*ــ ( قل يأيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ...) :
ــ التعبيـر، ابتداء، بـ : قــل، ذلك ليشعرالمؤمنون، أن الأمر، من الله، سبحانه وتعالى، لرسوله ( الصلاة والسلام عليه)، ليبلـّـغ... لا هو أمر ذاتي، صادرٌ، من الرسول .
ــ وصفهم بـ : " الكافرون "، ذلك لنعلم، أن تلكم الصفة، حُـقت عليهم، ولابَستهُم، لإصرارهم على الكفر!والبقاء، على ما وجدوا عليه، ءاباءهم، فلا سبيل إلى إيمانهم، بعد شركهم، وإصرارهم، على ذلك، (لأكثر من عشرين سنة، من الدعوة).
ــ نلاحـظ، التعبيربـ : مــاالتي لغير العاقل – عوضا – عن، "مَــن "التي للعاقل، في قوله تعالى: (ولا أنتم عابدونمــا أعبـد...). علماً، أن " مــا "هنا، المقصود منها، الله( جل جلا له).
ــ ذلك - أولا-: كي لا تشمئز قلوبهم ( الآية 45 من سورة الزمر). وعلماً – ثانـيا،- أن مــا :تشمل العاقل، وغير العاقل، خلافا، لـ : " مَــن " التي لا يعبـّـر بها، إلا على العاقل.
ــ ثم، لأن " مــا " لـلأغلبية، والشمول، وتفيد العموم، - كما بقولون -.
ــ من جهة أخرى: نلاحظ ، أن نفس التعبير، جاء بالنسبة لله، في قول يعقوب(عليه السلام) لبنيه، ما جاء، في الآية 133، من سورة البقرة. ( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموتُ إذ قال لبنيه مــا تعبدون من بعدي...). لم يقل لهم : مَــن تعبدون؟... ذلك - أولا - حتى لا يُضمر لهـم الجواب؟ ولِِـما تقدم في الفرق بين - مَن ! وما !
ــ نلاحـظ - كذلك - ، أنه جاءت، في أول السورة، صيغتان : جملة فعلية !وجملة إسمية !الأولـى لنفي الوصف الثابت، والثانيـة لنفي حدوثه فيما بعد...
ــ فالجملة الفعلية (... لا أعبد ما تعبدون ...)، تدل على التجدد، والحدوث، في الحال، وفي المستقبل.
ــ أما الجملة الإسمية - الآيات الثلاثة التابعة، فتدل على الدوام، والثبوت، والتمكن.
ــ الآيتان الأوليتان: العــابد( المؤمن والكافر)، والآيتان التاليتان : المعبود( الله، والأوثان ).
*ــ (لكم دينكم ولي ديـن):
ــ (... فقل لـــي عملي ولكــم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بــرئ مما تعملون).يونس 41.
ــ ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ...).الكهف 29.
ــ ( ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم ...)؟ ءال عمران 128.
ــ ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تـكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )؟.يونس 99.
ــ (لا إكـراه في الدين...).البقرة 256. إلى غير ذلك، من الآيات... والآيات... لأن الإســلام لائــكي.- كما بينت ذلك - في موضوع سابق : " كتاب مفتوح ...".
ــ وخلاصة القــول:
ــ ( يأيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضـلّ إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون ). المائدة 105.
ــ لو أن الشهداء؟؟الذين يعثون في الأرض فساداً، باسم دين الله القويم !لو أنهم ما تدبروا إلا قوله تعالى: (... لكم دينكم ولـي دين)، وبعضا، مما ذكر من ءايات الله، البينات، في كتابه المبين، لكفاهم!ولكانوا مؤمنين، ولدخل الناس- من حولهم - في دينالله- الإسلام - أفواجا !ويا للأسف !!... بل خرجوا منه !!وسيخرجون، ومـا يزيدهم إلا نفوراً...
ــ (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ...).النحل 125.
*ــ(سورة النصــر):
**ــ ( إذا جاء نصر الله والفتح ، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً ).
*ــ (إذا جاء نصر الله):
ــ جاء : حصَـل، وتحقـّــق.
ــ جاءت: هذه السورة، باسم النصــر، كما جاءت قبلها، سورة، باسم الفتــح.
ــ إذا الــظرفية، تــفيد المفاجــأة، وتفــيد تحقيق الوقوع. – إذا جاء النصر، يأتي الفتح بعده، - لا محالة - .
ــ المقصود بالنصرهنا، وبالفتح: فتح مكة.
ــ ومــا النصر للمؤمنين، إلا مــن عــند الله، وما الإنتصارإلا بــيد الله، القوي العزيز: ( ... وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ). ءال عمران 126.
ــ ( ... وكانحقــاعلينانصر المؤمنين ).الروم 47.
ــ حتى نوح ( عليه السلام ) دعا ربه، حين أدرك، أنه مغلوب، فاستجاب له (ربـّـه)، فانتصر.
ــ ( فدعا ربه أني مغلوب فانتـِصـر فــفتحنا أبواب السماء بماء منهمر ...).10- 15. القمر.
ــ لقد سبق النصر للمؤمنين، في مواطن كثيرة، قبل هذا، مصداقاً لقوله تعالى : ( ... وزلزلوا ختى يقول الرسول والذين ءامنوا معه مــتى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ).البقرة 214.
ــ ( إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا...).يوسف 110.
ــ أول نصر له: حين أخرجه، الذين كفروا (هجرته المُجبَرة إلى المدينة).
ــ ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا...).التوبة 40.
ــ ( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنيـن ...).
ــ( ولقد نصركم الله بـبدر وأنتم أذلة ...).ءال عمران 123.
ــ وسمى الله الذين ءاووه ونصروه بـ : الأنصار.
ــ ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار...). التوبة 100. وما جاء في ءاية الأنفال: 72-74
والصف 14.
*ــ (والفتــح):
ــ ال، للعهد.
ــ جاءت السورة كاملة، في كتاب الله المبين، باسم الفتــح، تخليداً لذلكم الحدث العظيم.
ــ الفــتــح - كما تقدم - هو فتح مكــة، لم يـُشر الله - في كتابه المبين، بفتح غيره؟
ــ ســبق، أن بشر الله، سبحانه وتعالى، - بذلك - رسوله ( الصلاة والسلا م عليه) في رُؤيــا،
- سابقة - ما جاء، في سورة الفتح27:
ــ ( لقد صدق الله رسوله الرءيا بالحق لتدخـلـُن المسجد الحرام إن شاء الله ءامنين ...لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا ).
ــ نلاحـظ، كما جاء في الرؤيا: أن فتح مكـة، سوف يكون في حالة، أن المؤمنين ءامنون، ولا يـَخافون. فكان ذلك - في الواقع - أن الفتح، كان بقوة، من الله القوي العزيز. جاء في سورة الفتح 20 و22 و24
ــ ( ... وكف أيدي الناس عنكم ولتكون ءاية لمؤمنين ...).
ــ ( ولو قاتلكم الذين كفروا لولـّـوا الأدبار ثم لا يجدون وليّـا ولا نصيرا).
ــ ( وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببـطن مكه من بعد أنأظفركم عليهم ...).
ــ (وردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا). الأحزاب 25.
ــ مع ذلك، فهم أولئك، الذين صدوكم، عند المحاولة الأولى، وبعد المبايعة - تحت الشجرة - الآية 25 من سورة الفتح. (هــم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلـُـغ محــــله...).
ــ طمأن الله المؤمنين بعد المبايعة، أن الفتــح سيكون قريبا بقوله في سورة الفتح 18
ــ ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة
عليهم وأثابهم فتحــا قريباً ).
ــ (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يـد الله فوق أيديهم ...).الفتح 10.
ــ وزاد الله، أن بشّـرهم بــ: الفتح، في ءاية الصف 13 : ( وأخرى تحبونها نصر من اللهوفتح قريب وبشر المؤمنين).
ــ (... ومن أوفـى بعهده من الله فاستبشروا بـبيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ).
التوبة 111.
ــ أما الكفار، في مكة، فهزء، وسخرية !ما جاء في ءاية السجدة 28-30. ( ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين ... فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون).
*ــ (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً ):
ــ بــعد ما تــبين للكفار، والمشركين، أن ديــن اللههــو الحــق، وجاء قوله تعالى، في سورة المائدة 3: (... اليوم يئـس الذين كفروا من دينكم ... اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ...). ( ... قد تبين الرشد من الغــي...).البقرة 256.
*ــ (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابــا ):
ــ لقد مـنّ اللهعلى المؤمنين، الذين ءاووا هذا الدين، ومحمد (الصلاة والسلام عليه)، والذين نصروه... وتاب عليهم ليتوبوا. - خاصة - : ليتــوبوا - !
ــ (... لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى...).
ــ ( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة ... ثم تاب عليهم ... ثم تاب عليهم ليتوبواإن الله هو التواب الرحيم ).التوبة 117-118.
ــ نلاحــظ : ذكر التوبة، - عليهم - في هاتين الآيتين، خمس مرات، بشرط، أن يــتـوبـوا.
ــ وجاء في كتاب الله المبيـن، في شأن هذه التوبة، وهذه المغفرة: في أول سورة الفتح :
ــ ( إنافتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر... وينصرك الله نصرا عزيزا).
*ــ(سورة المســد):
**ــ ( تبت يـدا أبي لهب وتـب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأتهحمالة الحطب في جيدها حبل من مسـد ).
*ــ ( تبت يدا أبي لهب وتـب ) :
ــ التـّـبّ: القطع، الإنقطاع، والإنفصال.
ــ تصرف منه : البـتّ، الفصل والقطع في قضية مـا !ومنه - كذلك- البــتـر: بالقلب ، والإبدال، ولهما نفس المعنى - تقريبا -.
ــ وجاء، في كتاب الله المبين، معنى قريب من ذلكم ، في سورتي: هود 101، وغافر 37:
ــ جاء فيها : تـتبيـب، وتـباب: خسارة، وهلاك، وتدمير، وإبادة...
ــ حتى، مادة تـاب (توبة) إنما هي : الإنقطاع عن المعصية !
ــ نجد، في ألسنة الذين أرسل إليهم :
ــ في الأمازيغية ( البربرية) " بـا " BA الذي معناه الموت ( الإنقطاع، والإنفصال عن العائلة. ونجد فيها: " تيـن ن با " ( التي للميت،وهي عبارة، عن صدقة، من كسكسي ، يـُـهيأ، تذكرةبالميت.
ــ ونجد في الـلاتينية : Obit، قـداس سنوي للميت.
ــ ونجد في الفرنسية : tombe للقبــر. ونــــجد : amputer= فــصل، وعزل عن ...
وabattre، ذبح، إلى غير ذلك...
ــ لماذا: يــدا أبي لهب؟ لأن المال الذي جمعه، والذي ما أغنى عنه !إنما كسبه بيديه، إذ الكسب باليد - لا غير- !
ــ ( وما يغني عنه ماله إذا تردى). الليل11.
ــ ( من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا...).الجاثية 11.
ــ نلاحـظ : الجناس: بين أبي لهــب، والنارالتي سوف يصلاها، والتي هي : ذات لهــب.
*ــ ( ما أغنـى عنه ماله وما كسب ) :
ــ لم يغـنـه ماله، ولن يغنيه، وصدق اللهالعلي العظيم القائل في شأنه، إذ هو وامرأته وقود النار: النار ذات اللهب وامرأته حمالة الحطب !.
ــ ( إن الذين كفروا لن تغـني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار)
ءال عمران 10 ، وما جاء، في ءاية ءال عمران 116، والمجادلة 17...
ــ ( ذرني ومن خلقت وحيداً وجعلت له مالا ممدوداً... سأصلـيه صلــيه سقــروما أدراك ما سقــرلا تبقي ولا تذر صليه سقــرق
لواحة للبشر).11- 29. إلى غير ذلك من الآيات ...
ــ فسوف يقـول، يوم لا ينفع مـال، ...:
ــ ( ما أغنــى عني مـاليه هلك عـني سلطانيه خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم ... إنه كان لا يؤمن بالله العظيم...).الحاقة 28 إلى 37.
*ــ ( سيصلى نارا ذات لهـب ) :
ــ اللهـب ألسنة النار، إذا اشتعلت، وزال عنها الدخان.
ــ تــقدم بإطناب، بعض من التفصيل، - عـن الــنار- في الــحصة الــرابعة، عــند تبــيـيــن: " نـار حامية "
*ــ ( وامرأته حمالـة الحطب ) :
ــ الحطب،الذي: هو، والحجارة، والناس، - وقود لجهنم- كما سبق الإشارة، إلى ذلك، في الموضوع الرابع، من هـذه الحصص.
*ــ ( في جيدها حبل من مسـد ) :
ــ المسد: الليف الخشن، الأحرش، الذي يـُفتل منه الحبل، لربط الحطب، ثم يـُـلفّ، ويـُـلـوى
- رُغـْمَ خشونته - في عنق حامله. هنا جيــد ! ( لا عنـق )، إمــرأة، أبي لهب . سيأتينا، بيان ذلك ، - بحول الله- .
ــ ستكون الحصة القادمة، - كلها - والأخيرة - بعون من الله- في هذه السلسلة، في المرأةوالجنس، إنطلاقا من ذكر الجيد، في هذه السورة.
*ــ(سورة الإخــلاص):
**ــ ( قـل هو الله أحــد الله الصمــد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحــد ).
*ــ ( قـل هو الله أحـد الله الصمد ):
ــ جاء، ذلكم، في هذه السورة: إثباتا لوحدانية الله سبحانه وتعالى : ( قل إن كان للرحمان ولد فأنا أول العابدين).الزخرف 81.
ــ لا كما بقول المشركون، بالله :
ــ الأب، والإبن، وروح القدس: إلاه واحــدً ؟ يا له من إلـه واحد؟ !
ــ ( لقد كفر الذين قالوا إنالله ثالث ثلاثة وما من إلاه إلا الاه واحد ...).المائدة 73. وما جاء، في ءاية النساء 171 : ( ... فئـامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة إنتهوا خيرا لكم إنما الله إلاه واحد سبحانه أن يكون له ولـد...).
ــ ( سبحانه وتعالى عما يقولون علوًا كبيرًا ). الإسراء 43.
ــ ( وقالوا اتخذ الرحمان ولدا لقد جئتم شيئا إدّاً يكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخرّ الجبال هـدّاً أن دعو للرحمان ولداً ...). من الآية 88، إلى الآية 95، من سورة مريم.
ــ ( ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمراً فإنما يقول له كـن فيكون ). مريم 34-35.
ــ ( قل إن كان للرحمان ولد فأنا أول العابدن ). الزخرف 81.
ــ جاء، الأمر هنا، بــ: قـل !يا محمد (الصلاة والسلام عليه) حتى لا يتوهم المستمع، أن الأمر من إنشاءه. ( ... ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ).
ــ جاء هذا الإسم، أوهذه الصفة،: أحــد، مرة واحدة في كتابه المبين. الذي جعله الله : ( ... ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهــدى ورحمة وبشرى للمسلمين). النحل 89.
ــ لا أرى لهذا التعبير، ولا لهذه العبارة، إلا أنها: اليوم الأول من الأسبوع : الأحــد، واليــوم
الأخير منه : صامــدي samedi. ( الـصـــمــــد ).
ــ ويـُـبين ذلك، من كتابه المبين، ما جاء فيه : ( هو الأول والآخر ...).الحديد 3.
ــ أما هنا،فالأول: أول الأسبوع، الأحــد، وآخر الأسبوع وهو : الصامـدي. الصـّـمد.
ــ كما يُقال، بالفرنسية، وباليونانية :
ــ يقولون : Dieu est Alpha - Dieu est Omega ـ
ــ اللــه هو " ألفــا" واللــه هو " أوميقـا ".
ــ alpha : أول حرف، في الأبجدية اليونانية.
ــ و gamma : آخر حرف، لأوليفياء اللسان اليوناني.
ــ وقد نقول، بالتوازي : اللـه هو الألــف ! واللــه هو اليــاء !
*ــ ( لم يلــد ولم يولــد ):
ــ عشرات الآيات، في كتاب الله المبين، تنفي وجود الولد للّــه، كلها مـُـقنعة، وبأساليب مختلفة - سبق ذكر بعض منها - أعلاه - في تنزيه الخالق، سبحانه وتعالى، عن الثلا ثية !
ــ ( بديع السماوات والأرض أني يكون له ولــد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شئ وهو بكل شئ عليم ).الأنعام 101.
*ــ ( ولم يكـن له كفؤا أحــد) .
ــ كفـؤاً : انتفاء الشبيه.
ــ ( فاطر السماوات والأرض ... ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ).الشورى 11.
ــ شتانبين أحــد: الأول، في هذه السورة، و أحــد، الذي في آخرها، واللذان ليسا من أسماء اللــه. إنما معناهما: لا كائن واحد يشبهه !
ــ جاء، بيان هذا المعنى، في ءايات كثيرة من كتاب الله المبين، وبأساليب مختلفة :
ــ ( ... فلا تجعلوا لله أنــداداً وأنتم تعلمون ). البقرة 22 – وما جا في الآية 165 منها و30 إبراهيم. و33 سبأ - و8 الزمر- و 9 فصلت.
ــ نلاحــظ أنها جاءت، كلها بالجمع، لأن الآلهة كثيرة، وأربابها لا يصبرون على إلاه واحد !.
ــ ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إلاه إذا لذهب كل إلاه بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان اللهعما يصفون ). المؤمنون.91.
ــ ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبـره تكبيرا ). الإسراء 111. وما جاء في ءاية الفرقان 2.
*ــ(سورة الفــلق):
**ــ ( قـل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد ).
*ــ ( قـل أعوذ ):
ــ سبق، أن بينت - بإطناب- في الحصة السابعة من هذا المسلسل، عند تبيـين " الصلاة في القرءان " وفي بند: الإستعاذة بالله، من الشيطان الرجيم، ومثلت الشيطان، كالكلب الذي يعترض طريقنا، فلا يرده عنا: لا حجرة !ولا تراب !ولا عصا !إلا صاحبه !إن ناديتـَه فيرده عنك، بمجرّد إشارة !- فقط - وكذا الشيطان الرجيم !الذي يعترض طريقنا، إذا ما قمنا إلى الصلاة، أو يوسوس لنا، في غير ذلك ! فلنلجأ، إلى خالقـه، حتى يصـدّه عنا !
ــ ( ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم ).
*ــ ( بـربّ الفلــق) :
ــ الفلــق: الشـق، والإنقسام، جاء بيان ذلك، مرئياً، ومشهوداً، في انقسام البحر، لبني إسراءيل حتى يـُنجيهم الله، القوي العزيز، من طغيان فرعون، ما جاء، في ءايــة الشعراء 63: ( فأوحينا إلى موسى أن إضرب بعصاك البحرفانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ).
ــ جاء، ذكر الفلــق بـالنسبة لـلإصباح، إنسلاخ النهار من الليل، ما جاء في ءاية الأنعام 96:
ــ (فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا...).
ــ وجاء بالنسبة لفلــق الحب، والنــوى، مــا جاء، في الآية قبلها، مــن سورة الأنعام 95 :
ــ ( إنالله فالق الحب والنوىيـُـخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحيّ ذلكم اللهفأنــى توفكون). صدق الله العظيم.
ــ سبق، أن بينت، أننا نجد في ألسنة الذين أرسل إليهم " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبـين لهم – الحصة X. "
ــ بينت، التعبيربـ: النـوى، noyau، بنفس الجرس اللفظي، بالنسبة لنواة (الزيتون،والتمر، والخوخ، والبرقوق...).
ــ وبينت، أن الأوائل كانوا لا يعلمون من النوى !إلا نوى التمر، وغيرها، من الفواكه... أما اليوم فيجب أن نعلم من النوى: نـوى الخلية cellule( سـلالـة ) ونـوى الذرة - على الأقل - حيث أن، حتى انشطارها، ( إنقسامها ) جاء، في كتاب الله المبين، مرتين:
ــ (وما يعزُبُ عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبيـن ).يونس 61، وما جاء في ءاية سبأ 3.
ــ التعبيـر بـ : أصغـر، هو إنشطارها : scission.
ــ ( سنريهم ءاياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحـــق أو لم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد). فصلت 53. صدق اللــه، العزيز العليم.
*ــ ( مـن شـرّ ما خلـق) :
ــ هدانا الله، الخلاق العليم، العزيز الرحيم، إلى الإستعاذة بالله من شـرّ أربعة، ما جاء، في سورة الفلق، ومن شر وسوسة شياطين الجن والإنس، ما جاء، في سورة الناس.
ــ نلاحــظ ، أن تلكم الإستعاذات ، جاءت كلها باسم الــرب، لا باسم اللــه؟
ــ ذلك، لأن اللــه هو الخالق لتلكم الأشياء كلها. أما الـرب ( فمربـّـيها،). والمتحكم فيها، والمسيطر، والمهيمن عليها.ولذا يجب أن نستعيذه بهذا الإسم وبهذه الصفة.
ــ الـربُـوبـية: صيانة، بعد الخلق: ( ... ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم ).
ــ الإستعاذة، من شر ما خلق، من شـرّ إنس، وسباع، وهوام....
*ــ ( ومـن شـرّ غاسق إذا وقـب) :
ــ ومن شـر،المتعدي، في الليل ( الغسق ) حين حلكتـه وظلمته، حيث يسطو المتيقظ على النائم، يهجم عليه، ويَنْقـَضّ عليه، للسرقة، والجرم، والفساد...
*ــ ( ومـن شـرّ النفاثـات في العقـد) :
ــ سبق، أن بينت بوضوح، في الموضوع الذي عنوانه : " ثم إن علينا بيانه I " المقصود
بــ: " النفـاثـات " في هذه الآية. ذلك، أن النفث( البـلـَـل) على العقدة يجعلها، بعد النفث عليها، وجذب الخيطين، يميناً، وشِمالاً، تشتدّ ولا تحلّ، إلا بقوة،وبصعوبة!وكذا، العكس، فإذا ما أردنا أن نحلها - بعد ذلك - فما علينا إلا أن ننفث عليها ( نبللها ) فيسهل بذلك، علينا حلها، من غير عناء، ولا تعب.
ــ جاء ذلك، بالنسبة لمشاكل الحياة، خاصة، التي يسبـّبها الإنسان - غيرنا - بشرّه، فينفث عليها لتتوعـّـص. أو بالعكس، فينفث عليها، لتنــحـلّ !
ــ جاء التعبير، بالتأنـيث (النفاثات)، ذلك لأن التأنيث، يصلح لمسبـّــبي المشاكل، في حلها وفي شدها، لأن أولئك المسبـّــبين لها، قد يكونون أناسي، عقلاء !وقد يكونون غير ذلك !قد يتشابك أمر ما !وينعقد، من غير إرادة إنسان !ولا وجوده.
ــ أما نحن، في فهمنا القصير، لكتاب اللـه المبين،الذي: ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنـة وابتغاء تأويله ...). ءال عمران 7.
ــ فنـُوصـِــم المرأة، عنوة، أنها المقصودة؟! - خاصة - أنها ناقصة دين !وأن دأبها السحر!وأنه من خصائصها !تبلـّـداً !وافتراءَ !.وأنه... ، وأنه...
*ــ ( ومـن شـرّ حاسد إذا حسد ) :
ــ الحسد : تمـنـّي، زوال نعمة الغير، خلافا لـ :
ــ الغـِـبطة التي هي: تشوّق، لما يراه في غيره، من غير تمني زواله عنه.
ــ بين الله، العليم الخبير،في كتابه المبين، الذي: ( ... ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين).النحل 89.
ــ بين لنا الله، أول صورة للحسد، وأول عقاب عليه، في قصة سجود الملائكة، وإبليس - لعنه الله - لآدم، ما جاء في الآيات:75- 78من سورة ص. وما جاء، في ءاية الأعراف 11-12-
ــ ( قاليا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين ).
ــ بين لنا الله، سبحانه وتعالى، صورة ثانية من الحسد، في الأرض، بين لنا، سبحانه وتـعالى، كيف أن الحسد يؤدي إلى القتل، قتل الأخ !ما جاء في ءاية المائدة 27-30 : ( واتل عليهم
نبأ ابنـي ءادم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك... فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين ).
ــ لقد جاء، ذم الحسد وجزائه من أحد الشعراء :
أصبر على مضض الحسـود *** فـــإن صبرك قاتلــــــه
كــالنــــار تأكــــل بعضهــــا *** إن لم تجــد مـا تأكلــه
ــ نلاحــظ، أن اللــه سبحانه وتعالى، العليم الخبير لم يأمرنا أن نستعيذ به، من شر الحسد؟ وإنما من الحاسـد إذا حسد. إذا قصد الحسد، وعزم على الشـرّ !بيـّته، وأراده.
*ــ(سورة النــاس):
**ــ ( قـل أعوذ برب الناس ملك الناس إلــه الناس من شـر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنــة والنــاس ).
ــ سبق أن تبـين لنا، في الحلقة السابعة من هذه الحلقات، في الوعظ والتذكير، وفي موضوع : الصلاة في القرءان، ما جاء في هذه السورة من ذكر، في موضوع الإستعاذة بالله، من الشيطان الرجيم .
ــ إنتهت، بهذه الحصة الثامنة، والحمد للــه، والشكر لـه، على حسن هديه، وعونه.
ــ إنتهى ما عزمت به، تذكير نفسي، وقراءي الأفاضل بما جاء - على الأقل - ، في نصف الحزب الأخير، من كتاب الله القويم.
ــ ( وذكـر فإن الذكـرى تنفع المؤمنين). الذاريات 55.
ــ ( ...فذكر بالقرءان من يخاف وعيدي). ق 45.
ــ قــبل أن أتــطرق، إلى كتابة موضوع : " الشهــيد، والشهداء، والجهاد، على معيار، ومصفاة، الــقرءان "أحــاول انتهاز هــذه الفرصة، أن يكون مــوضوعي القادم - بحول الــله - فـي:المرأة،والجنس،في كتاب الله المبين. إنطلاقا، من سورة، المسـد: ( وامرأتــه... في جيدها ...).
ــ أرجو أن يكون مهمـّـا، ومفيدا، لقراءي الكرام.
ــ فإلى مشيئة الله، وحسن عونـه - ءاميـن .
* واللــه أعلــم *