كلام في الحب

سامح عسكر في الخميس ٣٠ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

بعيدا عن السياسة والدين

أرى أن الحب له فترة زمنية افتراضية يكون فيها الشخص عواطفه جياشة وحاضر الذهن جدا..تكون ما بين عام إلى عام ونصف بعدها يمر الإنسان بثلاثة أحوال:

1-إما يشعر بالملل..وبالتالي ضرورة التغيير

2- وإما يعتاد الحب كسلوك وليس كمشاعر ( دائما)

3- وإما يعتاد الحب كسلوك وليس كمشاعر (مؤقتا)

بتوضيح أكثر الإنسان منا يحب شريكه لصفات منها (حُسن الخلق- وحُسن المنظر- والمثالية- والاهتمام-وربما القُبلات) في هذه الفترة يتعلق الشخص بالأغاني كونها تحقق لديه تلك الصفات..فالأغاني للحَسن وليست للقبيح..للحَنون وليست للقاسي

تستمر هذه المشاعر فترة زمنية، تبدأ الصورة التي انطبعت في الذهن أن تزول ..أو على الأقل تهتز..فالحَنون قد يصبح قاسي في لحظة ..صعب يمكن اعتباره حَنونا كاملا..وبالتالي تهتز الصورة المثالية السابقة....إلى أن تنتهي المدة تكون الصورة قد زالت تماما..

في الحالة الأولى: أن يشعر بالملل.. وبالتالي ضرورة التغيير، والسبب أن الإنسان خلال هذه المدة كشف عيوبه دون تمهيد، ولم يقبلها حتى بتواضع..ولم يعذر كل شريك الآخر، وقتها تكثر المشاكل بين الخاطبين والعشاق لنفس السبب..ولو قدر الله لهم الزواج قبل نهاية المدة تتعرض الأسرة لاختبار عنيف..

الحالة الثانية: أن يعتاد الحب كسلوك وليس مشاعر (دائما) والمعنى أن الحب في الأصل مشاعر وذكاء وقدرة على فهم الشريك والاهتمام بمشكلاته وعلاجها..وليس كسلوك تعوّد أن يفعله ، فالرجل الذي يقول لزوجته (أحبك) غالبا بالاعتياد..هو تعوّد ذلك..لكن يمكنه استحضار مشاعره في لحظة ما يكون حبه وقتها صادقا..وهذا هو المعنى أن الحب أكثره- بعد هذه المدة -يكون بالاعتياد وليس بالشعور..

في هذه الحالة يفقد الأزواج شعورهم بالحب الحقيقي وتكثر المشاكل وتَعظُم حسب سلوك كل طرف ومدى تواضعه وزهده عن إثبات نفسه، كذلك فزواج المصالح –غالبا- يكون في إطار هذه الحالة لفقدان الأزواج مشاعرهم الحقيقية وربما يعوضونها في اتجاه آخر، أو ما تعارف عليه البعض بالخيانة..أو الشعور بالنقص..

الحالة الثالثة: أن يعتاد الحب كسلوك وليس كمشاعر (مؤقتا) وهو يعني أنه مر بنفس الحالة الثانية ولكن أضافت هذه الحالة بُعدا اجتماعيا وإنسانيا رائعا ..وهو أن الإنسان يحتاج فترة من 5: 10 سنوات يحصل بعدها على الثقة والاحترام، وبالتالي الحب وقتها يتحول إلى علاقة صداقة واحترام..أي أن الحب الحقيقي هنا

وأصحاب هذه الحالة من الأزواج والعشاق القُدامى، وقتها يكونوا قد وصلوا إلى مرحلة اتحاد نفسي وروحاني مميزة بحيث لا يتخيل كل طرف الحياه بدون شريكه..

بمناسبة الحالة الثالثة..كثير من الأزواج مثيري المشاكل لا ينتبهون إلى أن مشاكلهم عادية لطبيعتهم البشرية ويتسرعون في طلب الطلاق ..وهذا خطأ..فالتفاهم الذي حدث خلال العام الأول من الزواج سيحدث بعد 5 سنوات على الأقل شريطة تمتع الزوجين بإنكار ذات وتضحية ولو بسيطة..فأقل تضحية حين المشاكل تسهم في الحل
 

اجمالي القراءات 7938