رد على هامش حوارات الحجاب ليس فريضة

عمر أبو رصاع في الأحد ٠١ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً


الأساتذة والسيدات الذين تصدوا لرفض ما جاء في مقالاتي الأربع والمتمثل بالقول الحجاب ليس فريضة في كل تعليقاتهم لم يردوا على جوهر القضية التي بين ايدينا (راجع في شباب مصر سلسلة رباعية بعنوان : الحجاب ليس فريضة www.shbabmisr.com)، حتى لو اخذ الامر من زاوية الحديث فقد بينا الحديثين المتناقضين وبينا أنهما من الأحاديث التي يصنفها الأصوليون - يعني لا أنا ولا الدكتور أحمد منصور ولا عمرو اسماعيل ولا أحد من القائلين بعدم حجية السنة - بل الأصوليون انفسهم أنها من الاحاديث الآحاد الت⁣ي يستأنس بها وليست حجة ولا مصدراً للتشريع.
فعلى من يزعم ان الحجاب فرض أن يناقشنا هنا بالنصوص نفسها ودونكم النصوص التي وردت والتي اعتبرها ارباب الحجاب سبب تشريع هذا الزي هي التي تناولناها ولم نأت من خارج النص اطلاقاً فالنقاش إذن ينبغي له ان يكون في ذات هذه النصوص وليس في أهواء هذا وتلك.
ثانياً
احتجت زميلة علينا عندما قلنا أن جماعة إخوان حسن البنا هي التي جاءت بهذا الزي واشاعته ثم جعلته فريضة بأن هدى الشعراوي هي أول من خلعه!
أقول:
ما خلعته هدى شعراوي هو الزي التركي الذي انتشر بين نساء الدولة في كل ربوعها ، والذي لم يكن معروفاً أصلاً ايام الدولة العربية المسلمة الأولى ، وعموماً هذه الألبسة هي من تراث الشعوب وتتغير من مرحلة لمرحلة وقطعاً زمن سيادة الحرملك كان ينظر للمرأة كلها كعورة هذا ليس له ادنى علاقة بالدين فالمرأة كانت تحجب كلها زمن الاتراك وهو أمر لم يعرفه العرب لا في الجاهلية ولا في الاسلام إذ كن يقمن بكل شيء زمن الخلافة مثلاً ويعرفن ويميزن وهو أمر لم يعد ممكناً في العصر العثماني أما عودة هذا الشكل الذي عماده منديل القماش والذي يسمى خطأ بالحجاب فقد عاد ليكرسه انصار حسن البنا عندما ارادوا تميز نسائهم المناصرات عن باقي النساء وليس حتى متوارثاً ولا معروفاً ًوليس هو الزي الذي خلعته هدى شعراوي.

ثالثاً
البعض يصر على مجابهة طرحنا باستمرار بأن يظل يكرر أنتم القرآنيوين اتباع أحمد صبحي منصور
قلت
. رغم انه لا علم لي بوجود فرقة اسمها القرآنيون ولا بأن الدكتور أحمد منصور صار اماماً أو مرجعاً دينياً ما.
وبعد فإن القائلين بعدم حجية ما يسمى بالحديث كثر وليسو فرقة فقد قال بهذا د.محمد شحرور (صاحب الكتاب والقرآن) من سوريا والباحث مالك بن نبي رحمه الله من الجزائر والدكتور بوهندي من المغرب (صاحب أكثر أبو هريرة) والعلامةالسوداني محمد أبو القاسم الحاج حمد (صاحب العالمية) بل اني اعتبر الإمام محمد عبده من أوائل المكتفين بالقرآن مصدراً للدين نايهك عن رأيه في خلق القرآن لكن هذا أمر آخر له مقام مختلف ربما نعرج له في مساق آخر.
كنت من المقتنعين بهذه الفكرة قبل ان اتعرف على كتابات الدكتور أحمد منصور فوق صفحات شباب مصر بالذات مثلي مثل غيري ممن قرؤوا له هنا ودافعت عن طرح الرجل في (القرآن وكفى) كما اختلفت معه في بعض مقالاته السياسية التي قرأت له ، ولا قابلت الرجل ولا قابلني ولا كلمني ولا كلمته ولا دعاني لانضمام لفرقة ولا أنا بايعته على شيء ففعلاً هنا ينطبق على تكرار هذا ما قاله الدكتور عمرو اسماعيل (نقول ثور يقول احلبوه)
دعونا من القاء التهم هذه التي لا خير ولا طائل من ورائها وناقشوا ما جاء في الطرح نفسه :
1- هل انا من نسب العلل إلى الآيات أم أن الآيات جاءت بعللها الواضحة ، ومَن بيَّن هذه العلل هم الأصوليون من المفسرين ولست أنا؟
2- هل أنا من قال هذين الحديثين حديثي آحاد وأن أحاديث الآحاد يستأنس بها وليست مصدراً للتشريع؟
3- هل أنا من قال الحكم يدور مع العلة ثبوتاً ونفياً وانه بانتفاء العلة ينتفي الحكم؟
- للذين يطعنون بالقرآن ويصفونه بالنقص ويبحثون عن وحي آخر لتكميله أقول آية الدين هي أطول آية في القرآن الكريم وتحدد تفصيلاً آلية تقيد الديون نحن هنا امام إله وليس أي مشرع فكيف يعتري النقص كتابه؟!!!
لو أراد الله هذه الكيفيات التي تفهمون لجعلها في صلب النص القرآني لكنه عز من قائل يعلم وعلمه فوق كل علم أن حيوات الناس في تطور وتبدل وان التقيد المطلق لا يصح مع دين يرضاه للناس في كل زمان ومكان .
هذه المرونة التي يتركها القرآن في موضوعات كثيرة هي من عبقرية القرآن العظيم وهي سر صلاحيته الدائمة ، تخيل معي لو انه حدد فعلاً كما يزعم انصار البنا لنا معالم دقيقة لنظام الحكم ، ستكون تلك مصيبة وسيخرج الناس عن الدين بالتقادم وإنما حددت قاعدة عامة هي الشورى {وأمرهم شورى بينهمْ} هذه المرونة في القاعدة هي التي سمحت وتسمح أن تكون طرائق مختلفة في الحكم منها الديموقراطية تحت هذه القاعدة مقبولة .
يا اخوتي الدين جاء متمماً لمكارم الأخلاق مكرساً للتوحيد وتخليص علاقة الانسان بالخالق من مظاهر الوثنية والشرك والقشورية فكم يظلمه اصحاب الدعوات الباطلة فمنهم من يريده دستوراً ليستولي باسمه على السلطة ويمارس وصايته الكهنوتية على الناس متخذاً من القرآن حجاباً ، ومنهم من يريده صيدلية لعلاج الأمراض والتي صار يفتح لها محطات فضائية ليتجر و يستغل جهل ومرض الناس ويدجل على عقولهم فصارت كلمات الله ويا للأسف تستعمل أدوية لعلاج الصراع ووجع الظهر وربما المغص وصار الناس كلهم ساحر ومسحور وكله بالقرآن ومنه فأي استهتار واي اهانة لكتاب الله؟!!!!!
أكثر من ذلك الذين جعلوا القرآن مَنقباً للنظريات والاكتشافات العلمية ظناً منهم للأسف أنهم بذلك يثبتون عظمة القرآن واعجازه ، يا للهول !!!
كأن هؤلاء لا يعون خطورة ما تقترفه ايديهم ولا يعون الدرس الذي تعلمته البشرية عندما حذت الكنيسة الكاثوليكية حذوهم وراحت تربط بين نظريات افلاطون وبين الكتاب المقدس وليس أدل على ذلك من ربط الكنيسة بين تفسيرات الانجيل وبين النظرية القائلة بأن الأرض ليست كروية وانها مركز الكون وكانت النتيجة انها صارت فيما بعد ضد العلم وضد التطور وصار يقال الكتاب المقدس خطأ ، فهل يريدون أن تأتي نظريات جديدة تنسف القديمة فيقال القرآن خطأ؟!!!!!
يا قوم ، ليس القرآن كتاباً في الفتوح الجغرافية والفلكية والكيميائية والفيزيائية ولا هو صيدلية لأمراض العقل والجنس والباطنية وخلافه ولا مقياس لاطوال الملابس وما تستر وما لا تستر ، عجبي من هؤلاء الذين يطالبون القرآن حتى ان يقول لهم كيف بدخلون بيوت الخلاء ويخرجون منها وفيما يطالبنا القرآن دوماً بإعمال العقل يريده هؤلاء هو بالذات أن يعدم العقل!!!!
لكن صبر جميل إنما هو العقل العورة وفقه العورة هذا الذي يحرك تلك الدعوات ، إنه ذلك العقل المنفصل عن رؤية العالم المتكاملة والذي ينظر لها بعين شهوته ، فماذا لو قامت الفقيهات علينا وبمنظر فقه العورة أيضاً النتيجة التي لا مراء فيها أن يحجب الرجال كما النساء لأنهن عورة ايضاً وكل ما فيهم كذلك يغري النساء مثلما يغري النساء الرجال !!!
ألا إن ما بين أيدينا هو من ذكورية الفقه الاسلامي عبر القرون فقه العورة الموجه ضد المرأة وبالنتيجة ضد الرجل والكل مجتمع في النهاية.
- أما عن المسؤولية عن الفتوى أمام الله فأنا مسؤول أمام الله دوماً عن كل ما اقول وأفعل وهذا لا يحتاج سؤال فهل هو من قبيل الترهيب ؟
بماذا تجيبني لو قلت لك ألا تتقي الله أنت وتعلم أنك مسؤول عما تقوله أمام الله ؟!!!
لنترك هذه الصيغ الترهيبية التي لا تغني ولا تسمن من جوع ، هل من حوار حول النصوص التي ناقشناها نفسها في هذه القضية أهلاً وسهلاً غير ذلك أقول سلام ورحمة.
عمر أبو رصاع
www.mi3raj.com

اجمالي القراءات 28499