نشكر الدكتور عبدالرزاق على هذه المقارنة الرائعة بين المشترك بين كبار السن والأطفال ، بجد استفدنا منها جدا , وقد كتبت تعليقا فطال مني عن ابرز علامات الشيخوخة ، لم يقبله الموقع وضاع التعليق للأسف ، ولكن بعون الله ساكتبه هذه المرة في مقال قصير ، وادعو قراء الموقع وخاصة الأطباء منهم في الإجابة عما يحمله من تساؤلات .. كل عام والجميع بخير
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=14904
موضوعي في الأساس سيتناول أبرز علامات الشيوخة من وجهة نظري ، والتي اعتمدت فيها على آية واحدة من سورة مريم تبرز دعاء زكريا ربه و هو يشكو إليه حاله بعد أن وصل لمرحلة الشيخوخة ، وقد ذكر زكريا وصفين فقط اختصر فيهما حالته ، وهما : وهن العظم ، واشتعل الرأس شيبا ..هل كان زكريا عليه السلام محقا في ذكره لهاتين الصفتين تحديدا كأدلة قوية لتمكن الشيخوخة منه ؟ وهل لهذا علاقة بعملية الأنجاب وقدرته عليه ..؟! يُقال دائما إن الأنثى مخزن ، والذكر مصنع فيما يخص الأنجاب فالسن يؤثر في المخزن الذي يفرغ بتقدم العمر ونهاية سن الإنجاب ، فما مدى قدرة المصنع الذكوري على الصمود وتحدي الزمن ؟! هذا هو موضوعنا تحديدا ندعو الله العلي القدير ان يعيننا ، وان يسامحنا ان قصرنا فقط هي محاولة لقراءة اللآية الكريمة ، وعرضها على نظريات الطب، يقول تعالى في سورة مريم على لسان زكريا :
قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً (مريم 4)
وقد قرات عن الشيخوخة أو التعمّر أنها عملية الهرم والتقدم بالعمر التي تصيب الكائنات الحية نتيجة تناميها. التعريفات المؤخرة لعملية الشيخوخة تعتبرها عبارة عن خلل وتلف في عمليات النظام مع مرور الوقت والزمن، هذا التعريف يسمح بظهور ووجود أنظمة لا تهرم (لاتشيخ) non-ageing systems، نتيجة تداخلات مضادة للشيخوخة (عندما يمكن إصلاح الخلل المتراكم). الشيخوخة أصبحت تدرس حاليا كعلم يتناول النواحي الثقافية والاقتصادية
وهن العظام (تخلخل العظم) (باللاتينية: osteoporosis)، هو مرض روماتيزمي سببه انخفاض في كثافة العظام أو رقاقتها بالهيكل العظمي. وهي حالة تصيب نصف السيدات وثلث الرجال فوق سن السبعين ، تكون مصحوبة لآلام شديدة ، وتجعلهم معرضين للكسور. وللتعرف على أسباب هذا المرض يتطلب معرفة دور التمثيل الغذائي بالجسم وكيفية تنظيم الكالسيوم والهورمونات والفيتامينات به وتكوين الهيكل العظمي الذي يحمي الجسم. كما يعتبر هذا الهيكل مخزناً للكالسيوم الذي له وظيفة حيوية في نشاط الخلايا ووظائف القلب والاتصال بين الأعصاب. وهذا يتطلب وجوده بنسبة كافية بالدم لهذا الغرض الوظيفي. فلو قل عن معدله به يستعوضه الدم من المخزون بالعظام. وكلما تقدم بنا العمر كلما قلت كتلته في العظام. .
هشاشة العظام عند الرجال:
بالرغم من أن هشاشة العظام أكثر شيوعاً بين Osteoporosis الإناث مقارنة بالذكور، فإنها ليست مرضاً خاصاً بالمرأة حيث ساد الاعتقاد لوقت طويل أن تخلخل العظام (وهن العظام) هو مرض النساء وأن الرجال نادراً ما يصابون به، إلا أنه اتضح في الخمسة عشر سنة الماضية، أن تخلخل العظام يصيب الرجال على نحوشائع.
ولدى الرجال كما للنساء، تبدأ عمليات امتصاص العظام في التفوق على عملية بنائها في حدود سن 35 عاماً وفي البداية فإن كثافة العظام تتناقص ببطء. ولكن وبعد أن تصل النساء إلى سن اليأس من المحيض، يأخذ مستوى الاستروجين لديهن في التناقص السريع. ولأن الهرمونات الجنسية تساعد على خزن الكالسيوم في العظام، ف إن كثافة العظام تأخذ بالانخفاض بحدة.
التيستوستيرون وهشاشة العظام:
أما لدى الرجال فإن مستويات التيستوستيرون تنخفض بالتدريج، منخفضة 1% كل سنة بعد سن الأربعين. وبالنتيجة فإن فقدان العظام يظل بطيئاً نسبياً، إلا أنه يكون مستمراً وهذا ما أثبتته الدراسات الصحية والطبية أخيراً، وبعد سن 65 عاماً، فإن الرجال والنساء يفقدون العظام بنفس المعدل تقريباً، وخلال الزمن سيفقد الرجل في المتوسط نحو 20% من العظم القشري (الطبقة الخارجية الكثيفة للعظم) cortical bone، و300% من العظم الدويعمي أو الحويجزي (الطبقة الداخلية الاسفنجية للعظم) trabecular bone، لكن أيضاً فلدي أي أنها تتخطى الحدود الفاصلة بين الرجال من ذوي العظام السليمة وبين الرجال المصابين بهشاشة العظام.
وبتقدم السن قد تنخفض معدلات التستوستيرون إلى ما دون المعدلات الطبيعية محدثة أعراض نقص التستوستيرون، والتي قد تشبه حالة نقص هرمون الأنوثة عند النساء الذي يصاحبه أعراض سن اليأس من المحيض (Menopause) مما دفع بعض الهيئات إلى تسمية نقص التستوستيرون وأعراضه بسن اليأس عند الرجال (Andropause).
ويرافق هذا الانخفاض في نسبة التستوستيرون أعراض سريرية منها نقص كمية العضلات وكتلة العظام وقلة الميل إلى الجنس الآخر وتراجع النشاط الجنسي.
أن التستوستيرون، هرمون الذكورة، هو هرمون مهم جداً للرجال ينتج من الخصية، ويكون مسؤولاً عن تطور ونمو الأعضاء التناسلية مثل القضيب والبروستاتا والخصيتين (عند التكوين الجنيني للذكر في رحم الأم). أما في فترة البلوغ وسن النضج فهو مسؤول عن انتاج الحيوانات المنوية وتطور العلامات والخصائص الذكورية.
أجريت في الولايات المتحدة دراسة حديثة عن انخفاض التستوستيرون والمخاطر الصحية التي تصاحبها ونشرت في مجلة الممارسة الإكلينيكية في يوليو 2006 بعنوان (متلازمة نقص التستوستيرون في الرجال)، وفي بحث نشر في مجلة صحتك في يناير 2009م في ولاية ساشوش الأمريكية تحت عنوان (هشاشة العظام تهدد الرجال أيضاً) أثبتت أن مستويات التستوستيرون المنخفضة منتشرة لدى الرجال بعد سن الـ 45 وقد وجد أن معدلات التستوستيرون المنخفضة عن المعدل الطبيعي تصل في المتوسط إلى نسبة 7.38 في المائة من الرجال فوق سن الـ 45 الذين يزورون عيادات الرعاية الأولية. كما أكدت هذه الدراسة ما أتت به عدة دراسات أخرى من وجود علاقة قوية بين مستويات التستوستيرون المنخفضة وأمراض السكري والبدانة وارتفاع ضغط الدم واضطراب دهون الدم. وهن العظام (هشاشة العظام). وبعد ألم يكن زكريا محقا في ذكره لوهن العظام ؟!
2ـ ثانيا الشيب ، وهو من الظواهر الطبيعية التي تحدث مع تقدم السن. وفيه تقل نسبة الصبغيات الملونة للشعر تدريجياً، حتى نشاهد في منطقة الرأس عدة ألوان متدرجة في اللون من الأسود إلى الأبيض. ونقص الصبغيات في الشعر يحدث نتيجة فقدان نشاط انزيم التيروزين، ويبدأ الشيب عادة بظهور شعر أبيض في منطقة الصدغ، ويمتد تدريجياً إلى شعر الرأس بأكمله، وبعد عدة سنوات من ظهور الشيب يظهر الشيب في الجسم والذقن. أما شعر الصدر والعانة وتحت الإبط فإنه يظل محتفظاً بلونه في أحيان كثيرة. ويبدأ سن الشيب بين 34ــ 43 سنة، ولا يوجد علاج للشيب إلا بصبغ الشعر. ويقول كتاب (Rooktextbook of Dermatology) ينجم الشيب عادة عن نقص تدريجي في وظيفة الخلايا الصباغية Melanocytes حيث يحدث تمديد في كمية الصباغ في الشعر الأشيب. ويرافق فقدان الشعر للونه الطبيعي توقف نشاط انزيم خاص يدعى Tyrosinase.
كما يقول ناظم الغزالي :
عيرتني بالشيب وهو وقارليتها عيرت بما هو عار
ان تكن شابت الذوائب مني فالليالي تزينها الاقمار
وقد تناول ابراهيم ناجيالشيب واصفا إياه بأنه تاج يزين المفرقين ، كما في قصيدة : صخرة الملتقى يقول في بدايتها :
سألتك يا صخرة الملتقى متى يجمع الدهر ما فرقا
إلى أن يقول :
ويا صخرة العهد أبتُ إليك وقد مُزقَ الشمل ما مُزقا
أريك مشيب الفؤاد الشهيـ ـد والشيب ما كلَّل المفرقَا
شكا أسره في حبال الهوى وودَّ على الله أن يُعتَقَا
فلما قضى الحظ فك الأسيـ ــر حنَّ إلى أسره مُطلقَا
قد عاد الشاعر إلى الصخرة التي أسماها هذه المرة بصخرة العهد عاد بحال غير التي كان عليها فقد تفرق شمل الأحبة فعاد وحيدًا و قد شاب قلبه وفشا الشيب في رأسه يشكو هذا الحب متمنيًا الخلاص و الفكاك منه فلما شاء القدر أن يتخلص من حبه حن إلى هذا السجن برغبته ..
وبعد .. شئنا ام أبينا ان الشيب والمشيب دليل حاسم على التقدم في العمر، يرفضه الرجال وتكرهه السيدات ...
ودائما صدق الله العظيم :
(قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً (مريم 4) .