( يأجوج ومأجوج ) إعجاز قرآنى مُدّخر للمستقبل القريب

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢٦ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة :

1 ـ فى الاعدادى الأزهرى لم يقنعنى التفسير الاسطورى لموضوع يأجوج ومأجوج لأن سطح الأرض أصبح مرئيا لا وجود فيه للسد بالطريقة الى قالتها أساطير التراث . وأرهق عقلى أن الله جل وعلا يؤكد وجودهم تحت الأرض حتى قبيل قيام الساعة ، فأين هم الآن ؟ .

2 ـ حملت هذه المشكلة فى عقلى ، أنا أومن بما قاله رب العزة بوجودهم الى قبيل قيام الساعة ليكون خروجهم من باطن الأرض آخر علامات الساعة . والسؤال الموجع :ما هو الدليل على وجودهم .

3 ـ ثم نشرت جريدة الأحرار على صفحة كاملة فى الثمانينيات عرضا لكتاب غربى يؤكد أن باطن الأرض مسكون بحضارة متقدمة ، بعدها نشرت روزاليوسف عرضا لكتاب  آخر مفصل عن وجود هذه الحضارة المتقدمة فى باطن الأرض .

4 ـ كنت فى أمريكا عام 1988 وجمعت كتبا متصلة بالموضوع وهى  :

Hidden Worlds

Fresh Clues to the Past

By M.H.J.Van der Veer and P. Moerman

The Stairway to Heaven

By Zecharia Sitchin

The Cave Of The Ancients

By Lobsang Rampa

The Cosmic Connection

By Carl Sagan

The Outer Space Connection

By Alan and Sally Landsburg

Chariots of The Gods?

By Erich Von Daniken’s

Colony : Earth

By Richard E. Mooney

Understanding MU

By James Churchward

The Sacred Symbols of MU

By James Churchward

The Dragons Of Eden

By Carl Sagan

Miracles Of the Gods

 By Erich Von Daniken

Forgotten Worlds

 By Robert Charroux

The Bermuda Triangle

By Charles Berlitz

Lmbo Of the Lost

By John Wallace Spencer

The Devil’s Triangle

By Richard Winer

In Search of Ancient Gods

By Von Daniken

The Golds of The Gods

By Erich Von Daniken

5 ـ  وعدت بها مع أوراقى الى مصر ، حيث قضيت ليلتين فى سجن أمن الدولة الى ان قاموا بفحص كل اوراقى كتبى ، ثم أفرجوا عنى . إنشغلت بعدها فى بحث عن وجود يأجوج ومأجوج إعتمادا على هذه الكتب ، ثم بمتابعة ما تنشره الصحف المصرية خلال التسعينيات ـ خصوصا جريدة الوفد فى صفحتها العلمية .

6 ـ فى عام 2007 أتممت صياغة أولية لكتاب ( يأجوج ومأجوج ) بالعربية ، وبعثت به مع عمرو الباز ليقوم أخى عبد اللطيف بكتابته مع أبحاث أخرى كانت معدة للنشر فى موقع أهل القرآن . وقتها تم القبض على عبد اللطيف وأصحابه ، وهوجمت شقتى فى القاهرة وصودر ما فيها، وإعتقلوا عمرو الباز ، وأصبح فى نفس السجن مع عبد اللطيف . وصودرت أبحاثى التى بعثت بها مع عمرو الباز . وكان منها كتاب ( يأجوج ومأجوج ).  

7 ـ لا زلت أتابع الموضوع ، ليس فقط فى الكتب ولكن فيما يظهر على الانترنت ، وهو موضوع ضخم ، ويؤكد إعجاز القرآن فى موضوع ينتظره البشر ، وهو من آخر علامة من علامات الساعة . أرجو أن يُتاح لى الوقت والجهد لاستكمال هذا الكتاب عن أولا :  

 فكرة عامة عن ياجوج ومأجوج :

1 ـــ آدم أبو البشر كان خليفة ، ليس خليفة الله فى الأرض وإنما خليفة فى الأرض لخلق هائل كان يسيطر على الأرض ونشر فيها الفساد وسفك الدماء فحرمه الله جل وعلا من خلافة الأرض ،وشاء الله تعالى أن يأذن يتغييب هذا الخلق فى جوف الأرض واستخلاف آدم وذريته مكانهم ، وسيظل الأمر كذلك إلى قبيل قيام الساعة ، وعندها يخرج أولئك القوم من باطن الأرض ويختلطون بالبشر وعندها يتم تدمير العالم .

2 ـــ قبل آدم وذريته كان يأجوج ومأجوج متحكمين فى الأرض ، يفسدون فيها ويسفكون دماءهم بينهم. قال جل وعلا للملائكة:(إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)، أى      خليفة سيخلف يأجوج ومأجوج ، فردت الملائكة من واقع خبرتها بما تراه من سلوك يأجوج ومأجوج:( قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ (30) البقرة )، وأهبطه الله جل وعلا آدم ليكون خليفة فى الأرض .

3 ـــ وفى أحدى ثنايا الكرة الأرضية توالد أبناء آدم ، وكان يعوق انتشارهم وسيطرتهم على الأرض وجود يأجوج ومأجوج فى تمام سيطرتهم وقوتهم وطغيانهم ، ولكى يتاح لأبناء آدم فرصة للبقاء والتمكين والإستخلاف فى الأرض كان لابد من تدخل إلهى يترتب عليه حجز يأجوج ومأجوج فى باطن الأرض وترك سطح الأرض خاليا لأبناء آدم . وهذا ما جاء فى ثنايا قصة ذى القرنين.

ثانيا :

فى سورة الكهف : تمكين مؤقت لذى القرنين ليفصل بين بنوآدم ويأجوج ومأجوج

1 ـــ واضح أنه كان هناك تساؤل عن ذى القرنين ، وسئل النبى محمد عليه السلام عن ذى القرنين ، وانتظرالنبى ـ كالعادة ـ الى أن نزلت الاجابة فى قول رب العزة:( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً (83) الكهف ) ، أى فى القرآن الكريم مجرد لمحات عن ذى القرنين ، وبينها فراغات كثيرة غير مذكورة ، ولأنها غيب فلا يصح لأحد أن يتكلم فيها ، وإلا كان الكلام خرافة ، لأنه لا يعلم الغيب إلا الله جل وعلا . ونتدبر فى الآيات بعيدا عن الخرافات :

2 ـ لقد أعطى الله تعالى ذا القرنين هيمنة على الأرض تفوق هيمنة يأجوج ومأجوج، يقول تعالى عنه: (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا ) الكهف 84-85). واستخدم كل تلك القوة فى حجز يأجوج ومأجوج داخل جوف الأرض وإقامة سد أو ردم يحجز بينهم وبين سطح الأرض من حيث يوجد أبناء آدم .

3 ــ ونتوقف مع قوله تعالى عن حوار جرى بين أبناء آدم وذى القرنين : ( قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا) الكهف 94 – 95). وفى قولهم يأجوج ومأجوج أنهم مفسدون فى الأرض يذكرنا بقول الملائكة لرب العزة جل وعلا حين قال لهم:(إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)، حيث قالوا له:(أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء ) البقرة 30 ). ونتأمل رد ذى القرنين:  (  ما مكنى ربى فيه خيرا )، فهذا تمكين إلهى لذى القرنين تمكن به من إقامة الردم أو السد الحاجز الذى سيظل مانعا لإختلاط يأجوج ومأجوج بالبشر إلى أن تقوم الساعة ، ونقرأ قوله تعالى عن يأجوج ومأجوج وذلك الردم أو السد " فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا) الكهف 97-99 " .

ثالثا :

يأجوج ومأجوج فى سورة الأنبياء

1 ـ   جاء ذكر يأجوج ومأجوج فى سورة الأنبياء ونعطى لمحة سريعة عنها :  

القسم الأول من سورة الأنبياء هو وعظ الناس : بتبصيرهم وتذكيرهم بإقتراب يوم الحساب وغفلتهم عنه " أية 1-5 " وإهلاك الأمم السابقة " 6-15" ودعوة البشر للإيمان بالله تعالى وحده " 16- 50" .

القسم الثانى : هو قصص الأنبياء " من أية 51-91" وينتهى بنتائج تقرر وحدة الدين الإلهى الحق مقابل الدين البشرى الباطل الكافر " 92-93" وعدم كفران حق الصالحين فى النعيم " 94 " واستحالة رجوع أمة من الأمم السابقة للحياة فى هذه الدنيا بعد أن أخذت دورها واختبارها فى هذه الحياة الدنيا " 95 " .

القسم الثالث : عودة لأقتراب يوم الحساب بالحديث عن خروج يأجوج ومأجوج من باطن الأرض إلى سطحها " 96-97" ثم أحوال قيام الساعة " 98-105" وتختم السورة بالوعظ الذى أبتدأت به " 106 – 112 "

2:ـــ قبل الحديث عن خروج يأجوج ومأجوج من باطن الأرض يقول جل وعلا  عن إستحالة عودة الأمم السابقة التى أهلكها الله " وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (95)) ثم يأتى الإستثناء برجوع خلق أخر من غير أبناء أدم ، وهم يأجوج ومأجوج ، يقول جل وعلا: ( حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ )الأنبياء 96-97 ).

رابعا :

المفهوم من سورتى الكهف والأنبياء أنّ :  

1 ـ  يأجوج ومأجوج كانوا متحكمين فى الأرض ثم أدخلهم الله تعالى باطن الأرض ليعطى فرصة لأبناء آدم ، وبعد أن يأخذ أبناء أدم فرصة الأختيار والأختبار جيلا بعد جيل ، يأتى وقت القيامة ، وتدمير الكون.  

2 ــ وقبيل تدمير الأرض بالزلزال " إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا) الزلزلة 1 ) يحس يأجوج ومأجوج – بتقدمهم العلمى وهم فى باطن الأرض – بما سيحدث ، وعندها يخرجون هاربين إلى سطح الأرض ليختلطوا ببنى أدم وعندها تقوم الساعة . كانوا قد تعودوا وتأقلموا فى الحياة فى باطن الأرض جيلا بعد جيل ،ولكن خطر تدمير الأرض سيدفعهم الى الهروب من باطنها ، وبتقدمهم العلمى ستكون لهم ملاذات فى كواكب أخرى يهربون اليها ، ولكن قيام الساعة يعنى تدمير الكون كله وليس مجرد الأرض .

3 ـ ويأتى وصف القرآن الكريم رائعا وموحيا لكيفية خرج يأجوج ومأجوج من باطن الأرض إلى سطحها ، فالتصوير هنا كأن سطح الأرض فد انفتح فجأة تغرات فى كل مكان ،وظهرت جموع يأجوج ومأجوج من كل مكان يأتون . أو بتعبير آخر كأن الأرض كانت حبلى بأولئك الخلق يأجوج ومأجوج ، ثم نثرتهم فجأة على سطحها ، كأنهم يتوالدون ويتناسلون من داخلها . ولو تخيلنا رائد فضاء خارج الغلاف الجوى وينظر إلى الكرة الأرضية فيجدها مثل ثمرة بطيخ ضخمة معلقة ، وقد إمتلأت ثقوبا ، ومن هذه الثقوب يتوافد إلى سطح الأرض مخلوقات جديدة تختلط بالبشر. أو كما يقول الله سبحانه وتعالى عن البشر ويأجوج ومأجوج فى سورة الكهف : ( وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ) الكهف 99 )، وفى سورة الأنبياء : ( حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ )الأنبياء 96 – 97 ).   

 خامسا :

ظهور يأجوج ومأجوج آخر علامات الساعة :

1ــ بعضهم يطعن فى القرآن الكريم ساخرا من قصة يأجوج ومأجوج وذى القرنين  ، على أن المؤمن بالقرآن الكريم لابد له من التسليم بأن الأعجاز القرآن مستمر بإستمرارالبشر متفوقا على البشر إلى قيام الساعة ، وإن منه ما يدخره الله تعالى إلى قبيل الساعة كإحدى علامات الساعة ،

2 ـ وبينما كان النبى لا يعلم موعد الساعة وليس له أن يتكلم فيها ، فإن علاماتها وردت فى القرآن الكريم ، بداية من الحديث عن إقترابها فى كلام رب العزة مع موسى عليه السلام (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16) طه )، ثم كان نزول القرآن الكريم الرسالة الخاتمة للبشرية أول علامة من علامات الساعة ، أو بالتعبير القرآنى : (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (18) محمد ) ونزل في القرآن الكريم التأكيد على إقتراب نهاية العالم ، فى قوله جل وعلا ( اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) القمر)  وقوله جل وعلا فى مطلع سورة الأنبياء التى تكلمت عن يأجوج ومأجوج : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) الأنبياء ) وردا على إستعجال الساعة قال جل وعلا : (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)    ) أى إن الأمر الالهى قد صدر ، ويبقى تنفيذه بالزمن البشرى .

3 ـ وذكر رب العزة ( أشراط ) أو علامات الساعة ، ومنها ما نراه الان فى عصرنا ، يقول جل وعلا : ( حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) يونس  )، ونحن نرى الانسان الآن قد دخل فى تقدم علمى مضطرد جعله يعتقد أنه قادر على الأرض ، وبالتالى فقد إقترب الأمر الالهى بتدمير الأرض والكون .

4 ـ ومن علامات الساعة التى ستظهر قبيل قيامها خروج دابة من الأرض تكلم البشر ، يقول جل وعلا :( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ )النمل 82 ) ، ثم يكون خروج يأجوج ومأجوج من باطن الأرض آخر علامات الساعة وعنده تكون نهاية العالم وتدميره .

سادسا :

يأجوج ومأجوج إعجاز قرآنى سيظهر للبشر قبيل قيام الساعة :

1 ـ نعيد التأكيد على أن الأجيال التى عاصرت نزول القرآن كانت تروى حكايات ذى القرنين فى روايات شفهية أو كان لدى أهل الكتاب أخبار عنه ، وقد سألوا النبى محمدا عليه السلام ، وكالعادة كان النبى محمد عليه السلام ينتظر الإجابة من الوحى القرآنى ، فتأتى الإجابة بما يلائم عقول البشر ، أى لم تأت الإجابة كاملة شاملة فوق إمكانات البشر فى الفهم والإدراك ، قال تعالى " قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا " أى قدرا يكفى للذكر والعلم والعبرة .  

2 ـــ وكالشأن دائما فى إعجازات القرآن العلمية وأياته التى تسبق العلم الحديث ، فإن بعض مكتشفات العلم الحديث تأتى بمعضلات يستحيل فهمها , ومنها وجود خلق متحضر متقدم على البشر بألآف السنين سبق أن استعمر هذا الكوكب ولا تزال آثاره باقيه على سطح الأرض ، كما لا تزال له علاقة غامضة بسطح الأرض ، وعلاقة غامضة بأهل الأرض . هذا الخلق الغائب الحاضر هو يأجوج ومأجوج الذى يعيش فى باطن الأرض حتى الأن يفصله عن البشر سد أو ردم، وسيزول هذا السد أو الردم قبيل قيام الساعة كما أخبرنا الله تعالى جل وعلا .

سابعا :

  الظواهر الغريبة التى يحتار العلم الحديث فى تفسيرها :-

1 ـ الأثار الهائلة لحضارات كانت متألقة قبل وجود البشر ، وما فى هذه الحضارات من تقدم هائل لم يصل إليه البشر حتى الأن .وأول من كتب فى هذه الناحية الباحث الألمانى إيريك دانكن فى كتابه ( مركبات الآلهة ) وأحدث صدى هائلا فيما ذكره عن سبق الحضارات القديمة البائدة للحضارة الراهنة ، وكان تفسيره أنها كائنات من الفضاء الخارجى ، أتت وأقامت تلك الحضارات فى سفن فضائية . ونقل هذه المعلومات الكاتب الصحفى أنيس منصور فى كتابه ( الذين هبطوا من السماء ) . أظهر ايريك دانكن  أشياء مذهلة فى الآثار الموجودة فى دولة (بيرو ) والهند والأهرامات فى مصر والمكسيك وتحت سطح الماء فى منطقة مثلث برمودة ، وتلك الآثار الغريبة فى انجلترة ، ومن مكتشفاته ما يسمى لصورة ملتقطة من الفضاء الخارجى لدلتا النيل ، وخريطة عثر عليها فى مكتبة استانبول وفيها الساحل الشرقى لأمريكا قبل إكتشاف أمريكا، وخريطة أخرى للقطب الجنوبى وقارة أنتاركتيكا قبل أن يغمرها الجليد .

الأثر الهائل لكتاب ( مركبات الآلهة ) جعل المؤلف الألمانى يواصل بحثه ويصدر  ثلاثة كتب مزودة بالصور الملونة دليلا على ما يقول وهى ( معجزات الآلهة ) و( البحث عن الآلهة القديمة ) و ( ذهب الآلهة ) .

2 ــ ظاهرة الأطباق الطائرة ، وقد أورد دانكن سجلا تاريخيا يتحدث عن الأطباق الطائرة فى التراث الفرعونى والتراث الاسرائيلى وفى التاريخ الأوربى وكل ذلك معزز بالتصوير . والآن أصبحت الأطباق الطائرة ظاهرة معروفة ، ويتم تسجيلها ونشر صورها على الانترنت .

3 ـ مناطق الاختفاءات فى العالم واشهرها مثلث برمودة المواجه للساحل الشرقى الأمريكى ، وقد تم توثيق ظاهرة الأختفاءات للطائرات والسفن والأشخاص التى تقع فى مثلث برمودة وهو أشهرها نظرا لأنه يقع فى منطقة مأهولة بالطيران والسفن ، وتحت أعين العالم التى ترصد ما يحدث فيه . وهناك غير مثلث برمودة منطقة بحر الشيطان بجوار اليابان. وقد إتضح وجود أماكن الاختفاءات برا وبحراعلى خطوط طول متساوية الأبعاد عن بعضها . ومن أبرز من كتب فى هذا المجال الأمريكى تشارلز بيرليتز فى ( مثلث برمودة ) وريتشارد ونير ، فى ( مثلث الشيطان ) . ومن يتحدث عن مثلث برمودة يذكر أيضا ظهور الأطباق الطائرة فيه وإختفاءها فى مياهه .

4 ـ والآن ، تخصصت قنوات فضائية ومجموعات بحثية فى نشر المزيد عن الأطباق الطائرة وتصويرها وتصوير الآثار القديمة التى تتفوق على مستوانا الحضارى ومنها مدارج هائلة لهبوط سفن فضائية ، والعثور على كائنات فضائية ميتة ، هى وسط بين الروبوت والمادة الحية. وتوالت إعترافات بأن السلطات الأمريكية تخفى أسرارا عن ( الفضائيين )، وإكتشافات عن علاقة هتلر والنازى بهذا ، وأن جزءا كبيرا من الطفرة العلمية الراهنة مصدرها الحصول على تكنولوجيا تلك الكائنات . اصبح متاحا الآن مشاهدة كل هذا على الانترنت من الأطباق الطائرة بسرعاتها الغريبة الى التكنولوجيا المذهلة فى الآثار القديمة الى الحُفر العميقة فى سيبيريا ، والهياكل العظمية المكتشفة لعمالقة ولمخلوقات ذات رءوس مستطيلة .

5 ــ ولكن الذى يهمنا أنه تم تجاوز التفسير الذى قاله الألمانى ايريك دانكن ، من أن الفاعل هو كائنات فضائية أكثر تحضرا من البشر . الرأى السائد الآن هو وجود هذا الجنس المتفوق فى باطن الأرض، وأنه يرسل مركباته وسفنه الفضائية أو أطباقه الطائرة تجوب القمر والمريخ ، وتقتنص بعض السفن والطائرات بل وبعض البشر لتجرى عليهم تجارب ثم تعيدهم فى حالة تشوش ,

6 ــ ومفهوم أن هذا هو للإطمئنان على حالة الكوكب الأرضى الذى تعودوا على الحياة في باطنه، ويتلاعب على سطحه البشر المتخلفون. جدير بالذكر وجود هذا الاهتمام من هذه المخلوقات عندما يحدث أمر جلل على سطح الأرض يزعج الساكنين فى باطنها ، سواء كان فيما شاهده كولومبس فى رحلته الى الساحل الشرقى للعالم الجديد ، وقد سجل ظهور ما يعرف الآن بالأطباق الطائرة ، الى تحليق تلك الأطباق فوق القواعد العسكرية وفى التفجيرات الكبرى والحروب الكبرى. والمستقبل يحمل فى جعبته المزيد . وكل يوم يأتى بجديد .  

أخيرا

كم نتمنى أن يتاح لنا الوقت والجهد لأن نُظهر للعالم التفسير القرآنى لتلك الظواهر المعترف بوجودها والمختلف فى تفسيرها ، وأنها هى ( يأجوج ومأجوج ) الذين أخبر عنهم رب العزة فى كتابه الكريم من 14 قرنا ، وأكد دوام وجودهم فى باطن الأرض وخروجهم منه قبيل قيام الساعة .

ولقد إقتربت الساعة .. وسبحان من يرث الأرض ومن عليها وإليه يرجعون . 

اجمالي القراءات 26544