ظاهرة في تيارات السلفية والإسلام السياسي الدعاء بالترتيل والصوت العالي..
من أول محمد جبريل وعمرو خالد ومحمد حسان..إلى صلاح الجمل والعجمي وسائر دعاة المملكة..
هذا ليس له أصل في الدين..وموجِب كبير للنفاق...والعوام يعملونه بفعل التقليد..
قال تعالى.." ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين".. [الأعراف : 55]
والتضرع يعني وجوب الدعاء بالضعف والاستكانة والخشوع لله، أنت تطلب والطالب دائماً محتاج، والمحتاج أضعف من أن يملي شروطه على أحد، لكن هؤلاء تشعر وهم يدعون ربهم أن الله لديهم أجير-معاذ الله-يفعل ما يريدون ولهم ما يشرطون..
أما الخُفية فتعني وجوب الدعاء في السر ، أولا: لئلا يقع الإنسان في الرياء وهو المعلوم من كل سلوك يعرف منه التدين الظاهري، ثانياً: أن الله لا يحب الصوت العالي.."إن أنكر الأصوات لصوت الحمير"..دلالة على أن علو الصوت من الأمور المستنكرة في الدين.
الغريب أنه في الصحيحين رويا عن أبي موسى الأشعري أن الصحابة يوم خيبر رفعوا أصواتهم بالتكبير، فقال لهم الرسول.." إربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمّ ولا غائبا ، إنكم تدعون سميعا قريبا ، والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم".."متفق عليه".
هذا صحيحكم فالزموه..
ورغم ذلك تجد أصواتهم المنكرة ليست فقط في المساجد بل أيضاً في الشوارع، وهو دلالة على أن القوم لا يعرفون عن الصدق والربانية سوى الإسم.