منذ انطلاق حمم الغضب الشعبي في ميدان التحرير ومنه إلى جميع شوارع وحواري وأزقة مصر في 25 يناير وحتى بداية شهر فبراير ظهرت معظم الوجوه على اختلاف توجهاتها ومواقفها سواء بمعارضة النظام ورفضه أو تأييده والتغني بجماله و حلاوته، ظهرت تلك الوجوه بشكل أو بآخر سواء بالنزول إلى الشارع أو الظهور في البرامج الليلية التي تحولت إلى منبر للحكماء والعاقلين الذين أصبحوا فجأة يؤيدون شباب التغيير في مطالبتهم برحيل الرئيس الذي طالما تغنوا بحكمته وحنكته وقوته وقيادته وانجازاته ومنجزاته وذكائه ودهائه.
إذا فالكل ظهر والكل طفا والكل أدلى بدلوه إلا أولئك الذين خطفوا اهتمام شباب مصر وكباره وصغاره باخبارهم وانتقالاتهم ومشاكلهم وحواراتهم وشتائمهم وأحذيتهم وألفاظهم وأموالهم وأسعارهم، إنهم لاعبو كرة القدم.
أولئك الذين تخرج الجماهير في أنصاف الليالي الباردة لانتظارهم في المطار ترحيبا وتهليلاً سواء بانتصارهم أو هزيمتهم، أولئك الذين خرج المصريون من بيوتهم ودفعوا أموالهم وسافروا خارج بلادهم وراء أولئك اللاعبون لتشجيعهم والقيام بما يعتقد أولئك أنه واجب وطني ومهم تفرضه عليهم مصريتهم القيام به.
لم يظهر أي من أولئك اللاعبون في أي يوم من أيام الغضب، لا الثلاثاء ولا الأربعاء ولا الخميس ولا الجمعة ولا السبت ولا الأحد ولا الاثنين!
لم يقم لاعبو مصر بمساندة جماهير مصر التي لم تبخل عليهم بأي مساندة أو دعم أو تشجيع، لم يحمل لاعبو مصر أي شعار ولم يرددوا أي هتاف، بينما بحت حناجر المشجعين من الهتاف لهم، وعلت الأيادي برفع أعلام مصر تشجيعا لهم.
لم نر الصقر يحلق فوق ميدان التحرير دعما للشباب وانتصارا للحق والوطنية والواجب، لم نر القديس يصلي بالمصريين جماعة في ميدان التحرير ويطلق ابتساماته التي لا تتوقف لبث الأمل والاصرار والعزيمة في قلوب الشباب الذي طالما تغنى باسمه ومواهبه وقدراته وأخلاقه.
لم يظهر صخرة الدفاع في وقت الدفاع الحقيقي عن الحرية والعدالة والحق، لم نر الصخرة في قلب الميدان تتصدى لقنابل الدموع وورصاص الشرطة المطاطي منه والحي.
غاب اللاعبون، لا أدري هل هو وفاء لقبلات ومقابلات ولقاءات وأوسمة الرئيس الذي لم يستقبل سواهم طوال عشر سنوات، وحرص على تشجيعهم ودعمهم بينما يموت المصريون غرقا لتمضغ الأسماك لحمهم بينما يدافع الرئيس عن قاتلهم، أم هو هروب من سداد دين كبير هم مدينون به لشعب ضُرب من أجلهم في السودان وتحمل من أجل معنوياتهم الهزائم وكان يداوي وينسى همومه وآلامه بحبهم ومتابعة أخبارهم والانشغال بمشكلاتهم
لماذا لم يشجع لاعبو الكرة الجماهير في مباراة التغيير؟