و لما سكت عن موسى الغضب ...

سعيد علي في الأحد ١٢ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

الغضب .. الغضب عادة سيئة لدى المخلوقات !! فبالغضب تضمحل الحكمة و يتوارى العقل خلفها !! و يتحول الإنسان إلى كائن فقد عقله !! وبفقده لعقله تطغى على تصرفاته مسحه من الشيطنة !!! سيندم عليها عندما يسكت عنه الغضب !

لست بصدد التنبيه عن تأثير الغضب على صحة الإنسان فالأمر لا يحتاج لطبيب متخصص ليقول لك في نهاية الأمر : لا تغضب .. أو أن الأمر لا يحتاج منك لأسلوب الرواه في النهي بتكرار كلمة النهي ثلاثا : لا تغضب .. لا تغضب .. لا تغضب !! و الأمر لا يحتاج إلى أسلوبهم الحقير في الشيطنة الفكرية كالقول مثلا : و كان واقفا ثم جلس فقال : لا تغضب لا تغضب لا تغضب !! أو و سكت و أطال السكوت ثم نطق و قلنا يا ليته لم ينطق و قال : لا تغضب .. لا تغضب .. لا تغضب !! كل تلك الأساليب لا تحتاج للتذكر عن خطورة الغضب فالغضب عادة يفقد معها الإنسان عقله !!! و لك أن تتخيل إنسان بلا عقل !! المشكلة ليست في الغضب بل في كيفية التعامل مع الغضب . في مرحلة الماجستير حدثنا أستاذ المالية الدولية عن : ( كيفية إتخاذ القرار في المؤسسة ) و ما هي الظروف المحيطة التي ينبغى أن تتوفر قبل إتخاذ القرار و متى تتخذ القرار و كيف تتخذه حتى لا تندم حيث لا ينفع ندم فقال أن أستاذه نصحه بعبارة كانت لها الأثر الجميل في حياته العملية ( أستاذنا هذا كان يدرسنا المالية الدولية و في نفس الوقت هو مسؤول مالي في إحدى الشركات المالية ) فقال له : لا تتخذ قرارا و أنت غاضب .

نتذكر سيدنا موسى عليه السلام عندما رجع إلى قومه فقد رجع غضبان أسفا !! و في حالة غضبه تلك ( ألقى الألواح ) !! أنظر كيف يفعل الغضب بنبي من أنبياء الله جل و علا  – فما بالنا نحن إذا غضبنا !! – و هو في ثورة غضبه تلك أخذ يجر رأس أخيه من أمه هارون جرا !! و أمام أعين الناس – أنظر كيف يفعل الغضب بنبي من أنبياء الله جل و علا – فما بالنا نحن إذا غضبنا - !! لقد شمت نبي الله موسى بأخيه أمام الأعداء !! – أنظر كيف يفعل الغضب بنبي من أنبياء الله جل و علا – فما بالنا نحن إذا غضبنا - !! حكى الحق جل و علا عن ذلك فقال : (   ولما رجع موسى الى قومه غضبان اسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي اعجلتم امر ربكم والقى الالواح واخذ براس اخيه يجره اليه قال ابن ام ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الاعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين )و بمجرد أن سكت الغضب عن موسى عليه السلام فأول فعل فعله هو ( أخذه للألواح ) و هنا أنصح نفسي و إخواتي فإن أول فعل تقومون به بعد ( سكت الغضب عنكم ) هو أخذ القران الكريم . و قد حكى الحق تبارك و تعالى عن ذلك فقال : (  ولما سكت عن موسى الغضب اخذ الالواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون ) .

أكتب عن الغضب بسبب حالة الغضب التي إنتابتني في اليومين الآخرين إلى أن ( سكت ) عني الغضب ... وكم كنت في غاية الألم لما سببته من ( سوء ظن لأحدهم ) فبادرت بالإعتذار ! و الآن لنطلب من الدكتور أحمد حفظه الله جل و علا ومن أهل القران الكريم علاجا قرانيا للغضب حيث أن الدكتور أحمد دائما ما يردد : و نسامح و نصفح عن من ظلمنا بقدر المستطاع و الله جل و علا لا يجب الجهر بالسوء من القول ( إلا من ظلم ) لأنه جل و علا ( سميع ) عليم سميع يسمع دعاء المظلوم ولو كان خافتا و صرح له بالجهر لأن الجهر علامة من علامات – التنفيس عن الغضب حسب رأئي – لذلك يقول سبحانه : ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم وكان الله سميعا عليما ).

حقيقة أشعر بالإرتياح بعد كتابتي لهذا المقال لأنني و بعد أن – سكت الغضب – تدبرت آيات من ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه هدى للمتقين و لذا أعود بتكرار طلبي من إخوتي لا سيما سريعي الغضب مثلي ( الدكتور عثمان و الأستاذة نهاد و الرائع أبو أيوب و الأستاذ أسامة و الأستاذ ليث ) .

اجمالي القراءات 17439