استكمالاَ لموضوع الختان
وتكملة لما سبق ومنزلة الختان في المسيحية، فيشير انجيل لوقا الى انه بعد ثمانية ايام من ميلاد يسوع تم ختانه، وفقاً للشرائع اليهودية فيلزم ختان الذكور بعد ثمانية أيام من ولادتهم، وعقب الختان يعطى الطفل اسمه، وبالتالي أخذ يسوع اسمه في يوم ختانه! ويمكننا أن نستوقف لوقا وننقده وننبه إلى أن المسيح عيسى ابن مريم قد سماه الله تعالى بهذا الاسم من عنده سبحانه وتعالى وبالتالي فهو افتراء على عيسى وأمه، والافتراء الأكثر انهم زعما وادعوا أنهم قاموا بختان يسوع "عيسى" في اليوم الثامن من ولادته!
وكلنا كمسلمين يعرف من القرءان العظيم ان عيسى مثله عند الله كمثل ٱدم خلقه من تراب. ولخلق عيسى خصوصية فهو خلق من غير أب بشري بقدرة الله تعالى القدير! ولو كان الوليد عيسى محتاجاً للختان لخلقه الله تعالى وهو من غير اب بشري لخلقه مختوناَ ولا يتعرض لعملية قاسية مؤلمة وربما مؤذية له من تلوث وصديد، ومعاناة!
لذا وفي رأيي الشخصي أن عيسى لم يختن وهو في المهد كما زعم لوقا في انجيله!
واذا كان المسيحيون الأوائل وهم من اليهود المسيحيون قد مارسوا الختان كفريضة دينية، ! فهم قد تأثروا بالديانة المصرية القديمة والتي فيها عادة الختان والسبوع واطلاق الاسم على الوليد في اليوم السابع من ولادته! وقد عاش اليهود في مصر قرونا منذ ايام يوسف الى بعثة موسى وما حدث للفرعون وغرقه هو وجنوده. ومازالت عادة السبوع عند مسلمي مصر ومسيحيها متوارثة ومتأصلة الى يومنا هذا.
وقد تأثر اليهود بالجبت المصري القديم الدين المصري القديم، وتوارثوا منه عادة الختان وتحول الى عبادة في العهد القديم والعهد الجديد، على السواء ، ومنه انتقل هذا الدين وهذا العادة العبادة الى عقائد المسلمين بالرغم من عدم وجود نص من القرءان الكريم يشير لا من قريب ولا من بعيد للختان سواء للذكر أو للأنثى، وتوارث المسلمون عادة هى عبادة عن أحبار اليهود الذين كانوا يسكنون المدينة ومكة. وقد ورث اليهود تلك العادة العبادة عن المصريين!
ومع انتشار المسيحية على يدي بولس وخصوصا في غير اليهود المسيحيين وبمساعدة ومجهود الرسل السبعين، على وجه التحديد في لبنان وقبرص وانطاكية، حيث اكتسبوا قاعدة جماهيرية وتسموا بمصطلح االمسيحيين،! واصبحت انطاكية، قاعدة بولس الأساسية في رحلاته التبشيرية في اليونان وٱسيا الصغرى،.
لكن كانت هناك مشكلة كبيرة بين المسيحيين من أصل يهودي والمسيحيين من أصل غير يهودي، فيما يخص الإلتزام بشريعة موسى كما يزعمون عموما والختان، بنوع خاص. وانعقد اثر ذلك المجمع الكنسي الأول في اورشليم تقريبا عام خمسين م .
وحسمت نتائج المجمع الكنسي الاول بعدم الزام الأمميين المتحولين الى المسيحية بالمحافظة على شريعة موسى بما في ذلك القواعد المتعلقة بالختان!
وعلى الرغم من اسقاط شريعة الختان في المسيحية ، إذ لا تلزم أغلب الكنائس اتباعها بها ولا تمنعهم، فتفرض الكنائس الأرثوذكسية المشرقية مثل كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية والإريترية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبعض الكنائس البروتستانتية ،و شريعة الختان على الذكور ، وتعطيه بعد ديني.
وهنا يمكننا ان نعرف ان فروع الكنيسة البروتستانتية في كينيا وزامبيا وملاوي تلزم اتباعها بالختان!
والدول الأوربية الناطقة بالانجليزية مارست الختان للذكور على نطاق واسع، انجلترا وكندا واستراليا ونيوزلاندا والولايات المتحدة!
وبسبب تركيز التيار البروتستانتي الإنجيلي ،على العهد القديم ، يلتزم أتباعه ببعض شرائعه، مثل ختان ذكورهم! وغيرها من التراث اليهودي المسيحي
ونلاحظ ذلك في ولدي العائلة المالكة البيريطانية، قادة كنيسة انجلترا وتقليد طويل في ختان أفراد العائلة الذكور.
وعلى الرغم من انتشار الختان في المجتمعات البروتستانتية خارج القارة الأوربية خصوصا في كل من أمريكا الشمالية وافريقيا فٱن الغالبية العظمى من بروتستانت القارة الأوربية لا تمارس الختان!
رأي الكنيسة الرومانية الگاثوليكية في الختان:
لم يعد ختان الذكور عادة روحانية ولتذكر بالعهد بين الله وبين الانسان،،كما في الديانة اليهودية ، وإنما أصبحت حاجة طبية وصحية فقط! وقد نددت بالختان الديني، في مجمع فلورنسا ١٤٤٢م.
وبالتالي ترفض الكنيسة الكاثوليكية الختان كفريضة دينية، في حين لا تمنع اتباعها ممارسة الختان للذكور لأسباب طبية أو صحية أو كممارسة اجتماعية!
وعلى الرغم من موقف الكنيسة الكاثوليكية الرسمي الحالي المحايد بشأن الختان فإن بعض الباحثين الكاثوليك، أمثالى "جون ديتزون " يعتبرون ختان الأطفال حديثي الولادة هو عمل غير أخلاقي ويتعارض مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكية!
في المقابل هناك عدد من الباحثين الكاثوليك امثال " جون بول سولوسار ، ودانييل أوبراين ، يعتبرون أن الختان لا يتعارض مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكية،، اذ انه على الرغم من ان الفوائد العلاجية للختان على الأطفال حديثي الولادة غير حاسمة ، الا ان النتائج تظهر ان الختان يمكن ان يمنع الأمراض!
الغالبية العظمى من كاثوليك أفريقيا والفيليبين وكوريا الجنوبية واستراليا ونيوزيلاندا وكندا والولايات المتحدة فضلا عن كاثوليك مصر والعراق واسرائيل والأردن ولبنان وسوريا وتركيا يختنون ذكورهم ، وبالمقابل فإن الغالبية العظمى من كاثوليك أوروبا وأمريكا اللاتينية والهند وجنوب شرق ٱسيا وشرق ٱسيا لا تمارس الختان.
نجد ان حوالي ثلثي الذكور المختونين في العالم هم من المسيحيين وتأتي الولايات المتحدة كأكبر دولة مسيحية مارست الختان! وما زالت تمارس الختان!على أطفالها على نطاق واسع لأسباب مختلفة!
التفسير الحرفي للتوراة عند الأصوليين لعب وما زال يلعب دورا هاماً في تثبيت الختان في الولايات المتحدة.!
في افريقيا يمارس ختان الذكور بنسبة قد تصل إلى مائة بالمائة، في دول ذات أغلبية مسيحية مثل كينيا وأنجولا وفي جمهورية الكونغو والكونغو الديموقراطية، والجابون وغينيا الاستوائية، وغانا ، وسوازيلاند والكاميرون وليبيريا واثيوبيا واريتريا، وغيرها من الدول وبين مسيحي نيجيريا، وساحل العاح وبوركينا فاسو، وتنزانيا ومدغشقر، والسودان ومصر و في غيرها من الدول.
ختان الإناث:
لا يوجد أي ذكر لإباحة الختان "ختان الإناث" أي إزالة البظر " و ترفض السلطات والكنائس المسيحية ختان الإناث وتشويه الأعضاء التناسلية لإستئصال
البظر، أو الختان الفرعوني وتعتبر أن ليس له أي أساس في الكتاب المقدس أو النصوص الدينية المسيحية.
وعلى الرغم من ذلك تخضع بعض النساء المسيحيات في مصر وكينيا ونيجيريا ، والنيجر وتنزانيا ،لإجراء الختان بسبب الإعتقاد الخاطئ أن الختان واجباً دينياً!؟
ولقد حاول المبشرين في القارة الأفريقية ثني ومنع المتحولين الى المسيحية من عملية ختان الاناث عندهم، ومع ذلك في بعض الحالات ومن أجل الحفاظ على المتحولين للمسيحية، من الأديان الأخرى فقد تجاهل وتغاضى بعض المبشرين عن استمرار هذه الممارسات. ونؤكد على أن الفرقة اليهودية الوحيدة التي تسمح بختان الإناث هم يهود "الفلاشا"، كما أن ختان الإناث هو أكثر شيوعا" في أفريقيا!
وتحتفظ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر وكنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبيةى وهى من اقدم أشكال المسيحية المبكرة ، تحتفظا بالعديد من المميزات التي تعود الى عصور المسيحية المبكرة، بما في ذلك ختان الذكور!.
وبعض الكنائس في جنوب أفريقيا تعارض ممارسة الختان، وتنظر اليها على أنها طقوس وثنية.
في حين ان طوائف أخرى مسيحية بما في ذلك الكنيسة في كينيا تلزم اعضائها بالختان كطقس للعضوية، منها الكنائس البروتستانتية، في كينيا وزامبيا وملاوي تلزم بطقس الختان ، بسبب ذكر الختان، في الكتاب المقدس وذكر ختان يسوع في الكتاب المقدس.